fbpx

كيف يؤثر سكان غزة على السياستين الفلسطينية والاسرائيلية ؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

إن حق العودة والاعتراض على نقل السفارة الأميركية إلى القدس هي أهداف أو أسباب تستحق العناء، ومقبولة عند الجميع. لكن ليس لدرجة انضمام سكان الضفة الغربية وشرقي القدس إلى أشقائهم في قطاع غزة

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

الوصف الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي على المظاهرات في غزة يقلل من شأنها، لكنه وبدون قصد يعتبر حماس منظمة سياسية رفيعة المستوى.

“نحن مسرورون لأن إخواننا في حماس فهموا أن الطريقة المناسبة للمقاومة هي الكفاح الشعبي غير المسلح”، هذا ما قاله ممثلو فتح مؤخراً في عدة مناسبات بخصوص مسيرة العودة إلى غزة. كما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس شيئاً مماثلاً خلال إلقاءه لخطاب أمام المجلس الوطني الفلسطيني الأسبوع الماضي.

كشف هذا القول عن سخرية وحسد كامنين. السخرية لأن  فتح ترى أن الكفاح المسلح الذي قادته حماس أضرّ بالقضية الفلسطينية بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص. والحسد لأن تصريحات الجيش الإسرائيلي أكدت أن دعوةً من حماس تكفي لجعل عشرات الآلاف من المتظاهرين العزل، يواجهون القناصة الإسرائيليين على طول الحدود.

في المقابل،لا يستجيب لدعوات حركة “فتح” ومنظمة التحرير الفلسطينية في الضفة الغربية، و القدس،  سوى بضعة آلاف من الناس الذين ينزلون للشوارع ونقاط الاشتباك مع الشرطة والجيش. وقد حدث ذلك مرة أخرى يوم نقلت السفارة الأميركية إلى القدس. كان عدد الفلسطينيين الذين خرجوا للاحتجاج في غزة أكبر بكثير من الفلسطينيين الذين خرجوا في الضفة الغربية.

أتخذت القرارات المتعلقة بمسيرة العودة بشكل مشترك من قبل جميع المجموعات الموجودة في غزة بمن فيهم فتح. لكن المجموعة الأكثر تنظيماً – والتي تعمل على توفير الخدمات اللوجستية المطلوبة، وتجهيز “معسكرات العودة” (نقاط التجمع والنشاط التي تم إنشاؤها على بعد مئات الأمتار من حدود غزة)، مراقبة المعلومات، و البقاء على اتصال مع المتظاهرين وإعلان إضراب عام كاحتجاج على تغيير مكان السفارة – هي حماس. حتى أن أحد أعضاء فتح أقر بهذا بحزن إلى “هآرتس”.

هذا لا يعني أن جميع المتظاهرين يدعمون حماس أو أنهم من أنصار الحركة الذين يطيعون أوامرها. ليس الأمر كذلك على الإطلاق. يأتي المتظاهرون من جميع القطاعات، أشخاص ينتمون لأحزاب سياسية وآخرون ليست لهم انتماءات.

قال أحد المشاركين في المظاهرة”على من يخاف أن يبقى في منزله، لأن الجيش يطلق النار على الجميع. المجانين هم أولئك الذين يقتربون من الحدود، ينتمون لجميع المنظمات و أحيانا لا ينتمون لأي منها”.

إن الإدعاء الذي يقوله الجيش الاسرائيلي للصحفيين بأن المسيرة “مسيرة حماس” تقلل من أهمية هذه الأحداث وأهمية عشرات الآلاف من سكان غزة الذين يضحون بأنفسهم، بينما تقوّي بطريقة ساخرة مكانة حماس كمنظمة سياسية مسؤولة تعرف كيف تغير تكتيكاتها من أجل الكفاح، و في الوقت نفسه تعرف كيف تقلل من ظهورها.

يوم الاثنين، ومع مقتل ما لا يقل عن 53 من سكان غزة حوالي 7 مساء، لم يكن هناك مكان للسخرية أو الحسد. أعلن عباس فترة حداد وأمر بتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام. هذا هو عباس نفسه الذي كان يخطط لفرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية على قطاع غزة في محاولة أخرى لإسقاط حماس.

إن حق العودة والاعتراض على نقل السفارة الأميركية إلى القدس هي أهداف أو أسباب تستحق العناء، ومقبولة عند الجميع.

 

يؤثر سكان قطاع غزة، بموتاهم وجرحاهم،على السياسة الفلسطينية الداخلية، سواء كانوا يدركون ذلك أم لا، وسواء كانوا يقومون بذلك عن قصد أم لا. لا أحد يجرؤ على فرض مثل تلك العقوبات الآن. سيحدد الزمن ما إذا كان أي شخص سيصل إلى نتيجة مفادها أنه إذا قامت إسرائيل بقتل الكثيرين خلال المظاهرات الغير مسلحة، فإنها قد تعود كذلك إلى هجمات مسلحة فردية – كثأر أو كتكتيك يكون به عدد الضحايا الفلسطينيين أقل.

وفقاً لباحثين ميدانيين من مركز الميزان لحقوق الإنسان دخلت جرافات الجيش الإسرائيلي إلى قطاع غزة في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين وهدمت الحصون الرملية التي بناها الفلسطينيون للاختباء من القناصين.

وحوالي الساعة 6:30 صباحاً، أطلق الجيش النار أيضاً على خيام منصوبة في مخيمات العودة، و التهمت النيران العديد من الخيام. وكانت بعض الخيام المحروقة تستعمل من قبل فرق الإسعافات الأولية، حسبما أفاد مركز الميزان.

وذكر موقع سماء الإخباري على الإنترنت أن كلاب الشرطة أرسلت إلى مخيمات العودة وأن الجيش قام برش مياه عادمة في المنطقة الحدودية. وفهم المغزى من الاستدعاءات المحمومة الموجهة لكبار قادة حماس في قطاع غزة من أجل لقاء المخابرات المصرية في القاهرة حتى  قبل أن يتم الإبلاغ عن أن المصريين قاموا بتمرير رسائل إسرائيل إلى اسماعيل هنية وخليل الحية، نواب زعيم حماس يحيى السنوار في قطاع غزة.

يعرف الجميع في قطاع غزة أن الطاقة الاستيعابية للمستشفيات قليلة وأن الفرق الطبية غير قادرة على علاج جميع الجرحى. تحدث مركز الميزان عن وفد طبي كان من المفترض أن يصل من الضفة الغربية، لكن إسرائيل منعته من الدخول.

و يعلم الجميع أيضاً أن الجرحى الذين خضعوا لعمليات جراحية يتم إخراجهم من المستشفى في وقت مبكر جداً كما أن هناك نقصاً في الأدوية الأساسية اللازمة للجرحى، بما فيها المضادات الحيوية. وبناء على تقارير من مصادر طبية دولية حتى عندما تكون هناك أدوية، لا يستطيع الكثير من الجرحى دفع الحد الأدنى المطلوب للحصول عليها، ولذلك يعودون بعد أيام إلى الطبيب و هم مصابون بعدوى.

كل الإشارات التحذيرية والفواجع الكثيرة التي حدثت في الأسابيع القليلة الماضية والتقارير المقلقة الصادرة عن المستشفيات لم تمنع عشرات الآلاف من المتظاهرين من التظاهر يوم الاثنين. إن حق العودة والاعتراض على نقل السفارة الأميركية إلى القدس هي أهداف أو أسباب تستحق العناء، ومقبولة عند الجميع.

لكن ليس لدرجة انضمام سكان الضفة الغربية وشرقي القدس إلى أشقائهم في قطاع غزة. هناك، أكثر هدف يرغبون في تحقيقه و يتظاهرون من أجل إظهاره هو الطلب الواضح و سهل التنفيذ – منح سكان غزة حرية الحركة وحقهم في الاتصال بالعالم الخارجي، خاصة مع أفراد الشعب القاطنين خارج الأسلاك الشائكة. هذا مطلب الناس “العاديين” وليس مسألة تهم حماس بشكل خاص، لأن  قادة حماس وأعضاءها يعرفون جيداً أنهم بمجرد مرورهم من معبر إيريز الذي يربط بين إسرائيل والقطاع سوف يتم اعتقالهم.

*أميرة هاس

هذا المقال مترجم عن موقع صحيفة هآرتس ولقراءة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي.

 

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!