fbpx

لبنان بين “ملاك” الحزب و”شيطان” المصرف

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

شطب دياب وجهه وكشف عن جوهر الموظف الذي يكونه، فقرر أن يشنّ هجوماً على سلامة أهان فيه نفسه كرئيس للسلطة التنفيذية، يعرف انتهاكات موظف ولا يستطيع سوقه إلى القضاء.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

سقط حسان دياب من الفضاء، وحلّ في رئاسة الحكومة اللبنانية، واكتشف أن حاكم مصرف لبنان رجل شرير تلاعب بالعملة وأحدث فجوات في السياسات المالية للدولة، والأهم أنه أحدث “فجوة في الحسابات”، وفي هذه الإشارة شبهة جنائية!

والرئيس الآتي من الفضاء وجد بانتظاره حلفاء هم أقرب إلى ملائكة الرحمة. وجد نبيه بري وجبران باسيل وسليمان فرنجية، وهناك في ظلمة أبعد قليلاً كان وجه حسن نصرالله مبتسماً، وكان أيضاً الرئيس الأب، أو الرئيس الجد، ميشال عون يمد يديه منتظراً عناقاً قوياً مع الرئيس الملاك. شكّل حكومته معهم ولم ينبس ببنت شفة حيال شروطهم.

وحده رياض سلامة شيطان هذا النظام. وحده المسؤول عن حال الانهيار. لكن قبل أن نظلم الرجل، يجب أن نشير إلى أن ملاك السماء أشار إلى مسؤول آخر عن الانهيار، هو فايروس “كورونا”. شركاء الرئيس لا مسؤولية يتحملونها عما حصل، على رغم سنوات التحالف المديدة مع رياض سلامة. ثم أن الرئيس أشار إلى خمسة مليارات دولار تم تهريبها خلال أشهر الأزمة، وهذه المبالغ مسؤول عن تهريبها رياض سلامة لا المصارف، وأصحابها مجهولون. ثم إن التهريب الكبير للأموال أيها الرئيس الملاك كان باشره أصحابك منذ بداية عام 2019، وليس في الأشهر القليلة الفائتة. السياسيون من حلفائك ومن خصومك هرّبوا أموالهم في ذلك الوقت يا ملاك الجنة ويا صاحب الصوت الخفيض.

أن تُسقطَ حكومة النظام حاكمَ مصرفِ النظام ومهندس فساده وسطوه على مدخرات اللبنانية، فذلك سيكون اقتراحاً للاكتفاء بكبش الفداء هذا، والمضي في خطوات الـ”هيركات” بعدما أقدم السارقون على معاقبة المحاسب الفاسد، بينما سيلوذ من استثمر في فساد هذا المحاسب بثرواتهم بعيداً من أعين القضاء

كلمة دياب في أعقاب جلسة مجلس الوزراء تدفع إلى الذهول فعلاً. رئيس السلطة التنفيذية يشن هجوماً غير مسبوق على حاكم المصرف المركزي، ويشير إلى شبهة تلاعب في الحسابات، ناهيك بتلاعبه بالعملة. هذه سابقة في أداء الرؤساء، ذاك أن الرئيس والحال هذه عليه أن يسوق الحاكم إلى القضاء لا أن يشكو همه للرأي العام، على نحو ما فعلنا نحن الذين لا قوة لنا ولا حول حين ارتبنا بأداء الحاكم. ليس هذا وحسب، فالرئيس محاط بوزير للمالية سمّاه الرئيس نبيه بري وبوزيرة للعدل سماها اللواء جميل السيد، وبأكثر من خمسة وزراء سمّاهم جبران باسيل. إنها حكومة النظام الذي هو بحسب دياب، بريء من الارتكابة الكبرى، ووحده رياض سلامة المذنب، ووحده من استفاد من الهندسة المالية، ووحده المسؤول عن انهيار العملة. لكن يجب أن نتذكر دائماً، كي لا نظلم الرجل، أنه أشار أيضاً إلى الفايروس اللعين بوصفه شريكاً لسلامة في المسؤولية عن عملية السطو الكبرى. الفايروس الذي سقط من السماء وأتاح لهذا النظام أن يلتقط أنفاسه قبل أن ينقضّ عليه من سُرقت أموالهم وبددت أعمالهم.

الليرة بحسب دياب تهاوت بسبب التلاعب اليومي بها، لا بسبب فشل النظام وفساده وارتهانه لـ”حزب الله”. واليوم قرر الحزب الانقلاب على الحاكم، وعلى الرئيس الموظف أن ينفذ المهمة. فاته أن القصة أعقد من تنفيذه order على نحو ما كان يفعل خلال مواظبته على وظيفته في الجامعة الأميركية. رفض بري order على ما يبدو، مستعيناً بما اختبره عن المسموح وغير المسموح في علاقة الاستتباع التي تربطه بالحزب، فكان أن شطب دياب وجهه وكشف عن جوهر الموظف الذي يكونه، فقرر أن يشنّ هجوماً على سلامة أهان فيه نفسه كرئيس للسلطة التنفيذية، يعرف انتهاكات موظف ولا يستطيع سوقه إلى القضاء.

أن تُسقطَ حكومة النظام حاكمَ مصرفِ النظام ومهندس فساده وسطوه على مدخرات اللبنانية، فذلك سيكون اقتراحاً للاكتفاء بكبش الفداء هذا، والمضي في خطوات الـ”هيركات” بعدما أقدم السارقون على معاقبة المحاسب الفاسد، بينما سيلوذ من استثمر في فساد هذا المحاسب بثرواتهم بعيداً من أعين القضاء. وبهذا يكون الرئيس الموظف قد أنجز مهمته في خدمة رؤسائه.