fbpx

“كورونا”: مصريون عالقون ما بين قطر والسعودية ودول أخرى والسلطات تتنصّل منهم

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“قوبلنا بتجاهل تام، ولم نُدرَج ضمن المصريين العالقين. كما أن موقف الحكومة القطرية كان عبارة عن إلزام الشركة بتوفير سكن وطعام فقط، وأعتقد أن هذا يحدث معنا لأننا من دول الحصار…”

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في ظل أزمة “كورونا”، هناك أزمة أخرى يعيشوها العالقون في بلدان إقامتهم حول العالم، أولئك الذين توقفت أعمالهم وأسباب إقامتهم في الخارج، والذين تصعب عودتهم إلى الوطن. ومن هؤلاء آلاف المصريين حول العالم، وزاد الطين بلّة التعامل الرسمي مع مشكلتهم.

هنا لمحة عن مشكلة العالقين المصريين في قطر والسعودية والفيليبين. هم عينة من آلاف آخرين لا أرقام رسمية حول أعدادهم ولا قرارات واضحة بشأن مصائرهم.

الفيليبين: طلاب عالقون

“نحن حوالى 30 طالباً، ما زلنا عالقين هنا في الفيلبين، انتهت دراستنا وانتهت مواردنا المالية، ونريد العودة إلى مصر، فلا نحن ولا أهلنا نستطيع استكمال مصاريف المعيشة هنا، بعد توقّف دراستنا”، يقول إيهاب خطاب، طالب في كلية الصيدلة في جامعة ليسيوم- نورث ويسترن في مدينة داغوبان الفيليبينة. ويُضيف: “بعد التواصل مع السفارة المصرية طالبونا بدفع قرابة 25 ألف جنيه أي نحو 1600 دولار (الدولار = 15.75 جنيه) ثمناً لتذكرة الطيران ومصاريف الحجر الصحي بعد الوصول. هذا المبلغ أكبر من قدرتنا نحن وأهالينا…”.

قطر: عمال بلا عمل

ومن الفيليبين إلى قطر، حيث 500 مصري عالقون في الدوحة، بلا عمل، ولم تعلن مصر أي خطط لإعادتهم.

يقول ياسر الهواري، الناشط السياسي المصري المقيم في الدوحة وأحد المتابعين لأزمة العالقين، إن شركات الأمن والحراسات الخاصة في قطر استغنت عن جزء من العمالة المصرية فقط دون بقية الجنسيات، وذلك بشكل مفاجئ وهم قرابة 500 فرد من بينهم 24 فتاةً وسيدة.

العمالة المصرية غير الرسمية ليست قادرة على مواجهة الأزمة في الخارج ولا تستطيع العودة

يوضح ياسر أن هؤلاء يتلقون مساعدة من أفراد الجالية المصرية في الدوحة، “نقوم بتجميع مبالغ وشراء أكل ومنظفات وتوصيلها إليهم”. ويشير إلى أن الحكومة القطرية أبلغتهم أن عملهم انتهى وبمجرد انتهاء الأزمة سيعودون إلى مصر، أما الحكومة المصرية فلم تقدِّم أي رد رسمي باستثناء بعض ما ورد في وسائل إعلام محسوبة على النظام”.

ويقول محمد الهادي، أحد المصريين العالقين في الدوحة: “نحن عمال الشركة الأوروبية للحراسة والخدمات الأمنية وعددنا 270 مصرياً، من بيننا 20 فتاةً، أنهت الشركة خدماتنا في 11 آذار/ مارس من دون توضيح الأسباب، وطالبنا أكثر من مرة بالعودة إلى بلدنا، إنما قوبلنا بتجاهل تام، ولم نُدرَج ضمن المصريين العالقين. كما أن موقف الحكومة القطرية كان عبارة عن إلزام الشركة بتوفير سكن وطعام فقط، وأعتقد أن هذا يحدث معنا لأننا من دول الحصار على قطر، لكننا في الحقيقة مواطنون مصريون لا دخل لنا بالسياسة ومن حقنا أن نرجع إلى وطننا”.

وكانت قناة الجزيرة القطرية أذاعت خبراً في بداية نيسان/ أبريل على لسان أحد المسؤولين في الخارجية القطرية قال إن حكومته استأجرت طائرة اسبانية لنقل هؤلاء العمال إلى القاهرة، إلا أن السلطات المصرية امتنعت عن استقبالها قبل أن تقلع، بدعوى توقف حركة الطيران الدولي في مطار القاهرة، بسبب الإجراءات المتخذة لمواجهة “كورونا”.

في المقابل، هاجم الإعلامي أحمد موسى، المقرب من الأجهزة الأمنية، المصريين العالقين في قطر وتركيا واصفاً إياهم بأنهم “عناصر الجماعة الإرهابية”، سائلاً عن سبب توقيت دعواتهم ورغبتهم في العودة إلى مصر، مشيراً إلى أن لديه معلومات تفيد بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو من يقف وراء هذه الدعوات. وأضاف في حلقته المذاعة بتاريخ 6 نيسان: “افتكرتوا مصر النهاردة علشان تجيبوا لنا الوباء من قطر وتركيا اللي عدد الإصابات فيها بالآلاف، لا يا حبيبي ما عندناش طائرات إحنا خلصنا رجعت آخر طيارة وقفلنا مطاراتنا، خليكم في مكانكم زي ما انتو استمتعوا بجو اسطنبول والدوحة”.

ووسط هذه الأوضاع السيئة التي يعيشها مصريون في الكثير من الدول قامت مبادرات أهلية وشعبية من أفراد الجاليات المصرية في الخارج بمساعدة العالقين، كما تبنّت وزارة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج “مبادرة خلينا سند لبعض”.

ويقول أحمد سامي، أحد المشاركين في هذه المبادرة، إن “المبادرة بدأها مصريون مقيمون في الخارج لمساعدة العالقين، ثم دخلت وزارة الهجرة على الخط وتبنّتها. وبالنسبة إلى تجربتي الشخصية فأنا أحد الذين عرضوا بيوتهم وأموالهم وطعامهم للمصريين العالقين، وتواصلت معي مسؤولة العلاقات العامة في وزارة الهجرة لشكري وإعطائي رابط مجموعة عمل على تطبيق واتسآب للتواصل من أجل الحالات الطارئة، والوزيرة نفسها موجودة عليه للرد على الاستفسارات ومساعدة بعض الحالات أو الإجابة عن سؤال لمساعدة حالات أخرى”. ويتابع: “قمت بمساعدة شاب مصري عالق هنا في لبنان بعد زيارة للسياحة وتوقف الطيران قبل عودته وقمت بمساعدته بما أستطيع”.

ويوضح سامي: “المشكلة الآن أن عودة العالقين غالباً متعلقة بتوفر المال والواسطة، وأن العمالة المصرية غير الرسمية ليست قادرة على مواجهة الأزمة في الخارج ولا تستطيع العودة، وتم تنظيم أكثر من تظاهرة أمام السفارة. كما أن المبادرات الأهلية والشعبية قائمة وتعمل لكنها لا تستطيع مواجهة الأزمة، بخاصة مع عدم وجود أفق لنهايتها، ووزيرة الهجرة مشكورة تحاول المساعدة بالمتاح لديها وهو قليل، وذلك وسط تجاهل تام وغريب من وزارة الخارجية التي تتصرّف وكأن الأمر لا يعنيها”. 

وفي وقت سابق، كان، أسامة هيكل، وزير الإعلام المصري والمتحدث باسم الحكومة أعلن أن رئيس الجمهورية خصص صندوق “تحيا مصر” لتحمل تكلفة إقامة المصريين العائدين من الخارج في الحجر الصحي داخل الفنادق التي حددتها الحكومة، إلا أن ذلك لم يحدث وفق شهادات من مصريين عالقين، قالوا إن الحكومة طالبتهم بدفع ثمن تذكرة العودة وهو تقريباً ضعف ثمنها في الأيام العادية، وكذلك مصاريف الإقامة في الحجر الاجباري بواقع 50 دولاراً يومياً، على أن يتم السداد قبل بدء إجراءات العودة. 

مصريون عالقون في السعودية

من السعودية، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لمصريين عالقين في صحراء مدينة ضبا السعودية، قُدر عددهم بحوالى 130 شخصاً، ناشدوا السلطات ورئيس الجمهورية إعادتهم إلى بلدهم بعدما انقطعت بهم السبل ونفدت أموالهم، مشيرين إلى توفر ثلاث عبّارات في ميناء ضبا، إلا أن الحكومة ما زالت تؤخر عودتهم.‎