fbpx

اجمع أشياءك وارحل.. أنت حُر!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

قصة محتجز بعد 4 سنوات من الاعتقال والحرمان والتعذيب في سجن “مدينة الصالح” في تعز

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

اجمع أشياءك وارحل.. أنت حُر!

هكذا قيلت هذه الجملة الواثقة المليئة بالحرية من قبل شاويش سجن مدينة الصالح، وكبير المُحققين بعد أربع سنوات من الحرمان والتعذيب النفسي والجسدي للمحتجز المدني عبد الحميد محمد جعفر الجندي (50 عامًا). 

احتجز عبد الحميد من منزله مساء 24 أغسطس/ آب 2016، عندما طوقت 10 أطقم عسكرية تابعة لجماعة أنصار الله “الحوثيين” منزله الكائن بقرية الجند، مديرية التعزية، محافظة تعز، وبعد إطلاق النار عليه وإصابته بطلقة في فخذه الأيسر على مرأى ومسمع من أهله وأطفاله، تم أخذه بالقوة إلى مدينة الصالح الواقعة في منطقة مفرق ماوية شمال مدينة تعز، والتي تتخذها الجماعة معتقلًا للعشرات من الأشخاص.

في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2019 أطلق سراح عبد الحميد بناء على صفقة تبادل أسرى تمت بين جماعة أنصار الله من جهة، وقوات حكومية تابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي، بالرغم من نفيه انخراطه في أي عمل ذي طبيعة حربية أو مسلحة. 

يحكي عبد الحميد لـ”مواطنة” عن سنوات اعتقاله بالقول:

في البداية تمّ احتجازي منفردًا في غرفة ضيقة مظلمة تسمى “غرفة عدن” لشدة الحرارة فيها كونها مطلية بالكربون ولا توجد فيها أي فوهة لدخول الهواء، ومليئة بالقاذورات والحشرات.

وفي ظل هذه الظرف القاسية استمر احتجاز الرجل لمدة ستة أشهر، بلا مواساة إلا من جرح ساقه الذي بدأ بالتعفن، يقول: لك أن تتخيل طول الليالي ومشاعر الاختناق، والعجز، وانتظار الموت. 

وبحسب عبد الحميد، فإن الغرفة تفتقر لوجود حمام فيها، ولذا لجأ لحيلة حرمان نفسه من الطعام المتمثل بوجبتين يوميًا من رغيف خبز وزبادي علّه يستطيع الامتناع عن قضاء حاجته في المكان ذاته الذي ينام فيه.

ويتحدّث عبد الحميد عن أنه تعرض للتعذيب النفسي والجسدي بصورة دورية، حيث كانت تُمنع عنه الأدوية والمهدئات، وكان يواجه ذلك بالصراخ ألمًا في وجه سجانيه، مستغيثًا بهم الحصول على حبة من العقار المهدئ تخفف عنه لكن دون استجابة.

في البداية تمّ احتجازي منفردًا في غرفة ضيقة مظلمة تسمى “غرفة عدن” لشدة الحرارة فيها كونها مطلية بالكربون ولا توجد فيها أي فوهة لدخول الهواء، ومليئة بالقاذورات والحشرات.

وعن التحقيق معه، يقول عبد الحميد إنه تم التحقيق معه من ليلة وصوله إلى محتجز الصالح، ووجهت له العديد من التهم، أبرزها رصد مواقع للطيران الحربي للتحالف والتواصل مع قيادات حزب الإصلاح، والكتابة ضد جماعة “أنصار الله” على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن جلسات التحقيق كانت تستمر لساعات طويلة يتعرض خلالها للتعذيب الجسدي بالعصي والكهرباء حتى يفقد وعيه، حيث استغل سجانيه إصابته والمسامير المثبتة على رجله لتوصيل الكهرباء فيها.

استنفار للبحث عن قلم

بعد سنتين ونصف من الاحتجاز والاختفاء القسري، تمكّن عبد الحميد من كتابة رسالة إلى ابنته، وكانت اول رسالة له إلى أهله منذ احتجازه، أخرجها خفية مع أحد المفرج عنهم. يقول عبد الحميد أن خبر الرسالة تسرب إلى أحد المشرفين على مركز الاحتجاز، ما أحدث استنفارًا في الشقة التي نقل إليها مع ما يقارب 25 معتقلًا، بعد قيام أفراد ملثمين “بأقنعة” بالبحث في كل شيء من أجساد المعتقلين حتى فتحات الجدار بحثًا عن القلم الذي كتبت به الرسالة، يقول عبد الحميد: كنت ألتقط أنفاسي بصعوبة وأدعو الله ألّا يجدوا القلم! حين اقترب أحد المسلحين وسحب فراشي وبدأ يلويه ويتحسس كل مساحة فيه ليجد القلم محشورًا بداخل الاسفنج!

ومع ما واجهه من اعتداءات و-ما وصفه- امتهان للكرامة، إلا أن عبد الحميد قال لمواطنة: كانت داخلي ثقة كبيرة بأن هذا العذاب سينتهي يومًا.

بعد ثلاث سنوات في العتمة التي لم يرَ أو يتعرض فيها لشعاع شمس، أو نسمة هواء، قررت إدارة المحتجز، قبل الإفراج عنه بشهر، إخراجهم إلى سطح بناية المحتجز ليرى مع محتجزين آخرين النور بعد كل هذه المدة. قال عبد الحميد: كانت لحظات من الحرية تمنيت ألّا تنتهي، لكنها كانت قصيرة، بحيث أعادنا السجّان بعد أقل من عشر دقائق إلى قبورنا المؤقتة.

بعد سنتين ونصف من الاحتجاز والاختفاء القسري، تمكّن عبد الحميد من كتابة رسالة إلى ابنته، وكانت اول رسالة له إلى أهله منذ احتجازه.

في نهاية العام 2019، دخل السجّان على ضحيته لينقل له ما اعتقدها مكرمة: اجمع أشياءك واتبعني.. أنت حر!

مع ذلك لم يُعطَ عبد الحميد، بعد كل هذه السنين من الاحتجاز التعسفي، حريته كاملة؛ فصفقة تبادل الأسرى التي أخرج على أساسها حدّت من تحركاته، وحرمته العودة إلى قريته وأهله هناك، فقد تم نقله إلى وسط مدينة تعز باعتباره أسير حرب، وليس مُحتجَزًا تعسفيًا. ومثلما مثّل له الاحتجاز الطويل، دون مسوغ، ندبة نفسية لا تنمحي، أورثته الإصابة في ساقه ومضاعفات عدم تلقيه الرعاية الصحية، جرحًا لم يندمل.

نشرت هذه المدونة في موقع “خيوط” و”مواطنة” اليمنيان 

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!