fbpx

إيران في أوروبا (2): البلقان محطة تدريب ودعم لوجستي لـ”فيلق القدس”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تعي طهران أهمية موقع البلقان الاستراتيجي كونه يوفر لإيران نقطة عبور إلى وسط أوروبا وغربها، ما يشير تعبير المراقبين إلى أن “طهران عملت بهدوء على جعل تلك المنطقة مسكونة بأشباحها عبر العقود الثلاثة الماضية، وكأنها كانت ترتِّب أوراقها في غفلة من أوروبا ووكالات استخباراتها.”

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في العام الماضي، اعترف الجنرال الإيراني سعيد قاسمي وبشكل صريح بأن الحرس الثوري استغل حرب البوسنة والهرسك التي اندلعت من آذار/ مارس 1992 إلى تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، لاختراق منطقة البلقان وتحويلها إلى قاعدة للتغلغل الإيراني في أوروبا. وكانت إيران ضخت الأموال والأسلحة والمجاهدين للقتال إلى جانب البوسنيين ضد الصرب والكروات، مستخدمة كغطاء لذلك العمل الخيري ومشاركة الهلال الأحمر الإيراني في عمليات إغاثة المناطق المنكوبة والمتضررين من النزاع المسلح والمهجرين من قراهم ومدنهم، لترسيخ النفوذ الإيراني في البلقان. 

رافق انهيار الفيدرالية اليوغسلافية التي بناها زعيم عصبة الشيوعيين اليوغسلاف جوزيف بروز تيتو، ما جعل دولها تسبح في محيط من الصراعات المسلحة العرقية والدينية، ومنطلقا لمرور المقاتلين الذين تسلحهم وتمولهم إيران إلى أوروبا، فضلاً عن جعلها محطة لتدريب المتطوعين للقتال إلى جانب المسلمين (البوشناق). 

في نفس المناسبة قال الجنرال الإيراني أيضاً: “تم حشد المقاتلين من بلدان عدة ممن يدينون بالولاء لمؤسس الجمهورية الإسلامية المرشد الأعلى الإمام الموسوي الخميني”. وأضاف: “من كان يحب الإمام جاء إلى هنا من تركيا والمانيا وفرنسا وتونس وغيرها”.

بعد إبرام اتفاق دايتون للسلام في البوسنة عام 1995 الذي مهد لإنهاء الحرب الأهلية وانسحاب الجيش الصربي، افتتحت إيران سفارة ضخمة لها في العاصمة سراييفو، وذلك بعد استلام علي عزت بيكوفيتش منصب أول رئيس للبوسنة، وهو بإقرار سياسيي إيران لعب خلال ولايته دوراً ملحوظاً في تعزيز العلاقات بين البلدين اعترافاً منه وتقديراً للمساعدة متعددة الأشكال التي قدمها آيات الله للمسلمين البوسنيين خلال الحرب. 

 تعكس التحركات السياسية والديبلوماسية الإيرانية سعياً حثيثاً ومكثفاً لإقامة روابط وعلاقات تعاون مع دول البلقان في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والامنية. فقد أكد الرئيس حسن روحاني أهمية تنمية العلاقات مع دول البلقان بما يخدم بلدانها وشعوبها بحسب تعبيره. وقال عند لقاء له في طهران مع نظيره الصربي آنذاك توميسلاف نيكوليج بقوله إن طهران وبلغراد لديهما إمكانات كبيرة لتوسيع التعاون لمواجهة انتشار العنف والإرهاب في المنطقة وحول العالم”. وكان وزير الخارجية محمد جواد ظريف قام بجولة في أربع دول بلقانية استهلَّها من صربيا، ثم بلغاريا وكرواتيا، واختتمها بالبوسنة والهرسك، هدفت على حد تعبيره إلى “كسر العزلة المفروضة على إيران، وكسب جانب من التحالفات شرق الأوروبية لمصلحة بلاده، إلى جانب إظهار إيران في موقع الضحية حول العالم”. نجحت الديبلوماسية الإيرانية المرنة في إقناع الصرب في تجاوز الآثار والآلام التي سببها التدخل الإيراني في الحرب الأهلية لمصلحة الطرف البوسني. 

أشباح آيات الله والربيع العربي

تعي طهران أهمية موقع البلقان الاستراتيجي كونه يوفر لإيران نقطة عبور إلى وسط أوروبا وغربها، ما يشير تعبير المراقبين إلى أن “طهران عملت بهدوء على جعل تلك المنطقة مسكونة بأشباحها عبر العقود الثلاثة الماضية، وكأنها كانت ترتِّب أوراقها في غفلة من أوروبا ووكالات استخباراتها، تلك التي تراخت في تقدير النشاط الإيراني في البلقان”. 

وكانت تقارير أوروبية تناولت الدور الذي يلعبه “حزب الله” لإنشاء خلايا في الكثير من دول البلقان معتمداً على انتشار الفساد في مؤسسات دول المنطقة وأجهزة استخباراتها، وربما تحتل البوسنة موقع الصدارة في هذا الجهد تليها بلغاريا وألبانيا ومقدونيا وكوسوفو، لا سيما مع وجود جاليات عربية وإسلامية كبيرة، عدد كبير من أفرادها هم من اللبنانيين والعرب، الذين وصلوا للدراسة أو لغرض الهجرة والبحث عن مستقبل أفضل. وهؤلاء في غالبيتهم يمتلكون شركات تجارية تحصل في معظمها على أموال إيرانية يستخدمونها في “البيزنيس” الشرعي، ولكن كغطاء لغسيل أموال الحرس الثوري و”حزب الله”. وهو ما أقره تقرير للجنة الأمن والدفاع في البرلمان البلغاري قبل نحو 13 عاماً، إذ أشار إلى أن شركات تجارية واستثمارية عربية تقوم بتحويل جزء من أرباحها إلى حزب الله اللبناني”. وكانت الجمارك البلغارية صادرت قبل أشهر شحنة من إيران تحمل 228 كجم من الهيرويين وأنواع أخرى من المخدرات، وأعلن وكيل النيابة العامة عن اعتقال شخصين، إيراني وتركي، وتم ايداعهما السجن بتهمة تهريب المخدرات”. 

تناول تقرير عن التغلغل الإيراني في منطقة البلقان محاولات النظام في طهران إقامة قواعد لوجستية تضم شبكة واسعة من الخلايا النائمة، ووفقاً للتقرير الذي نشره موقع “ذي غلوب بوست” الأميركي وكتبه الباحثان كيريل افراموف وروسلان طراد، فإن “عمليات التضليل المعلوماتية الإيرانية العالمية لاقت اهتماماً كبيراً في أجهزة المخابرات الدولية ووسائل الإعلام، لكن وجودها في البلقان لا يزال خارج نطاق التركيز”. وكشف عن قيام طهران بتأسيس قاعدة استخباراتية لعملياته الإرهابية في دول البلقان، بعدما فشلت جهوده السابقة في إنشاء محطات عملياتية وبيوت آمنة لتدبير هجمات من داخل الاتحاد الأوروبي”. وكانت الأجهزة الأمنية أحبطت مخططاً للحرس الثوري أداره أسد الله اسدي متنكراً بالزي الديبلوماسي الذي سعى لمهاجمة تجمع للمعارضة الإيرانية في فرنسا، وهي العملية التي أدت إلى اعتقال عملاء إيرانيين في كل من فرنسا وبلجيكا وألمانيا والدنمارك والسويد والنرويج. ويلعب “حزب الله” الدور الرئيسي بالتعاون مع “فيلق القدس” للعمليات الخارجية في تنفيد مخططات التواجد في المنطقة وخصوصاً في ألبانيا والبوسنة وبلغاريا ومقدونيا. وتعد تركيا المعبر الأساسي للدخول إلى هذه الدول. ونقل “ذي غلوب بوست” عن مصادر في الجالية اللبنانية في بلغاريا أن “شبكات تابعة لحزب الله تنشط في ثلاث من المدن الكبرى ذات الكثافة السكانية وهي العاصمة صوفيا وفارنا الساحلية وبلوفديف التي تعد العاصمة التجارية لهذه الدولة التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي قبل سنوات”. وأشار إلى أن نشطاء حزب الله هم الأكثر تحركاً في العاصمة صوفيا، وفارنا، بينما يعبر قسم منهم بشكل دوري ومنظم الحدود مع صربيا ومنها إلى بلدان الاتحاد الأوروبي للتمويه كسائحين من دون الحاجة إلى تأشيرات مرور (الفيزا)، كونهم يحملون الجنسية البلغارية. وفي صربيا وغيرها من العواصم يجمع عملاء إيران و”حزب الله” معلومات تتعلق بالبنية التحتية والمباني الإدارية وأي شيء آخر متصل بالوجود الإسرائيلي، ومصالح إسرائيل في البلقان وأوروبا. وبحسب معلومات تضمنها التقرير وحصل عليها من مجتمع الاستخبارات البلغاري، فإن الاستخبارات الإيرانية تدير أصولاً في مقدونيا وكوسوفو، على رغم أن إيران لم تعترف رسمياً بدولة كوسوفو”. وكشفت مصادر بلغارية مطلعة لـ”درج” أن كبار مسؤولي وزارة الخزانة الأميركية، وخصوصاً مساعد الوزير لشؤون مكافحة غسيل الأموال كثيراً ما يزورون بلغاريا لتسليم ملفات والبحث مع مسؤوليها والمدعي العام في تدابير للتصدي لعمليات غسيل اموال تقوم بها اطراف ومجموعات في بلغاريا تعمل سراً مع مؤسسات للحرس الثوري الإيراني. 

فساد المؤسسات سلاح بيد إيران

أنجزت بحوث ودراسات غربية هدفها تسليط الأضواء على الدوافع والاسباب التي تقف وراء الاهتمام الاستثنائي لإيران بالبلقان، وأجرى المركز الدنماركي Dergipark، دراسة بعنوان “منطقة البلقان كهدف جديد للسياسة التوسعية الإيرانية”. وأشارت إلى أن “المحرك الأقوى يتمثل في الحدود الهشة والفساد المستشري في أجهزة ومؤسسات دول المنطقة بنتيجة الصراعات المسلحة التي عصفت في المنطقة والتي جعلتها ضعيفة وجذابة للأجندة الإيرانية وذراعها حزب الله”. وأوضحت أن “التوسع الديبلوماسي الإيراني في المنطقة ليس سوى جزء من الاستراتيجية المستخدمة لتحقيق التوازن أمام ضغوط المجتمع الدولي ضد البرنامج النووي، كما أنه وفي الوقت نفسه لممارسة التأثير السياسي والاقتصادي والثقافي في المناطق ذات الأغلبية الإسلامية حيث أقليات عرقية ودينية متعددة على امتداد دول المنطقة”. وتشير مصادر أمنية بلقانية لـ”درج” إلى أن دبلوماسيين إيرانيين يترددون بشكل منتظم على المدن والقرى التي يقطنها المسلمون من اصول بلغارية (البوماة) ويقدمون دعماً مالياً ومساعدات اغاثية لأن هذه المجتمعات تعيش أوضاعاً اقتصادية وومالية ومعيشية صعبة للغاية. كما أنهم هدف سهل للاختراق، كونهم ليسوا اثنيين أتراكاً يتمتعون بحماية الحزب الاثني التركي (حركة الحقوق والحريات) الذي له حضور كبير في البرلمان البلغاري. 

تمارس طهران أنشطتها الاستثمارية والتجارية والثقافية بتنظيم وإدارة من دائرة خاصة في الحرس الثوري. وبحسب الدراسة الدنماركية “تعتبر طهران أن البلقان منطقة مهمة، ويمكن تمرير مخططاتها بسهولة على خلفية ضعف أجهزة الأمن ومؤسسة انفاذ القانون، فضلاً عن الأفضلية الديموغرافية حيث أقليات مسلمة، ما يتيح نشر التشيع الإيراني في أوساطها وفقاً للظروف اللوجستية، وفي بعض الدول مثل ألبانيا وكوسوفو يشكل المسلمون أغلبية”. وتركز طهران على الأقلية البلغارية المعروفة باسم “البوماق”، وهم بلغار “محمديون”، اعتنقوا الإسلام خلال الاحتلال العثماني للبلاد وتعرضوا طيلة عقود من الزمن خلال فترة الحكم الشيوعي لمحاولات صهر ديني ويشكون من أنهم تعرضوا أكثر من الاثنيين الأتراك إلى حملات منظمة آنذاك من جانب السلة ومؤسساتها الأمنية والحزبية لتغيير أسمائهم العربية والإسلامية وحدث ذلك ثلاث مرات في فترات مختلفة.

 وتبرز مؤسسة “القرآن” في كوسوفو والتي تأسست عام 2002، كأحد أكثر هذه الهيئات الإيرانية فعالية ونشاطاً في ألبانيا، وهي تقدم منحاً للدراسة الدينية في إيران”. وهناك جمعيات مماثلة في ألبانيا من بينها “معهد الفردوسي للدراسات الإيرانية” في العاصمة تيرانا، ومؤسسة “الرومي” و”جمعية نساء” وفي بلغاريا هيئة “كوثر”، التي تشرف عليها السفارة الإيرانية وهي تقيم دورات ثقافية ولتعليم اللغتين العربية والفارسية. 

وتمول طهران الكثير من المواقع الإلكترونية باللغة الألبانية وتنتشر الجمعيات والروابط الثقافية والدينية الإيرانية في كل دول البلقان، وتقوم الملحقيات الثقافية بتنظيم فعاليات ثقافية وفنية وتشكيلية، وندوات لعلماء وأساتذة ومسؤولين إيرانيين وحلقات دراسية حول إيران والشيعية الإيرانية يدعى إليها المستشرقون في هذه الدول، واساتذة الجامعات البلغارية الذين تتم دعوتهم في وقت لاحق إلى إيران على حساب الدولة الإيرانية، إلى جانب إصدار الكتب والنشرات باللغات المحلية عن إيران ودورها السياسي في العالم .وتقيم الملحقيات الثقافية أيضاً مهرجانات للسينما الإيرانية، يدعى اليها مخرجون وفنانون بلغار وصحافيون في محاولة لتشكيل لوبي محلي يروج الجمهورية الإسلامية في الأوساط الإعلامية والثقافية والفنية. ففي صوفيا تقيم إيران سنوياً أسبوعاً للسينما الإيرانية تعرض فيه أفلاماً من تمويل وزارة الثقافة والإرشاد، وسعت طهران إلى المساهمة في بعض القنوات البلقانية مثل قناة “البلقان” التي تم اطلاقها في 2017، وقناة IRIB باللغة البوسنية. 

المواطنون المقيمون وشركاتهم ركيزة النفوذ

تستخدم إيران في عملياتها مواطنين محليين ومقيمين عرباً، وخصوصاً من لبنان وسوريا وفلسطين والعراق كونهم يحملون جنسيات هذه الدول ويتقنون لغاتها وهم متزوجون من بلغاريات أو بوسنيات او ألبانيات الخ، ما يسهل عليهم التحرك اللوجستي وإقامة علاقات اجتماعية. ومن ثم يتم زجهم في دورات تدريبية على العمل التجسسي واللوجستي والعسكري، بهدف القيام بغسيل الاموال وتهريب السلاح والمخدرات، وتنفيذ العمليات الإرهابية كالتي حدثت في الهجوم على السفارة الأميركية في سراييفو عام 2011، والذي نفذه الصربي ميفيلد غاسا روفيتش المجند من الاستخبارات الإيرانية بمساعدة من شركائه الذين كانوا يتجمعون في ما عرف باسم “قرية الجهاديين” في غوارينا موكا البوسنية. وكذلك الهجوم على حافلة تقل سياحاً إسرائيليين في المدينة البلغارية الساحلية برغاس في 2012 والتي أدت إلى مقتل خمسة إسرائيليين إضافة إلى السائق البلغاري وإصابة 32 آخرين بجروح مختلفة وكشفت التحريات عن حصول منفذيها على دعم لوجستي من الداخل. ووصف نتانياهو التفجير بأنه “هجوم ارهابي إيراني”. وقال في بيان “كل المؤشرات تدل على تورط إيران وحزب الله في هذا العمل الإجرامي”. وتشير الاستخبارات الاميركية إلى أن “الإيرانيين نشروا عملاءهم سراً في دول مثل بلغاريا ومقدونيا وكوسوفو، التي جعلوها مراكز للدعم اللوجستي للعمليات إرهابية في أوروبا”. 

وأعلنت الشرطة البلغارية في 2014 أن التحقيقات والتحريات حول الهجوم توصلت إلى أن الشخص الذي فجر الحافلة هو محمد حسن الحسيني المنتمي إلى “حزب الله” اللبناني، وشارك معه في العملية لبنانيان آخران يحملان جوازات سفر كندية واسترالية بحسب وزير الداخلية البلغاري آنذاك تسفيتان تسفيتانوف. وتمكنت السلطات البلغارية من إحباط عملية تهريب قام بها عناصر إيرانيون يعملون ضمن شبكة لتهريب الأسلحة عبر البلقان إلى أوروبا في وقت سابق من هذا العام، ما كشف عن شكل جديد من الأنشطة السرية الإيرانية في أوروبا. وأعلنت السلطات البلغارية أنه تم العثور، في صوفيا على ترسانة تتألف من أكثر من مئة سلاح أوتوماتيكي، بينها رشاشات كلاشنيكوف، وتم اعتقال إيرانيين وعدد من البلغار خلال هذه العملية التي سمحت أيضا بالعثور على مطبعة للوثائق المزورة. واكتشفت هذه الترسانة في مخبأ تحت الأرض لمبنى في العاصمة. وقال رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف للصحافيين “لم أر من قبل مثل هذه الكمية من الأسلحة ومن نوعية تشبه تلك التي تملكها وحداتنا الخاصة”. وصرح مدير مكتب مكافحة الجريمة المنظمة إيفايلو سبيريدونوف أن هذه الأسلحة كانت معدة للتصدير على الأرجح “وأقرب وجهة لها هي أوروبا”. 

ووفقاً لتقرير صادر عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات في أيار/ مايو العام الماضي إن “فيلق القدس ينفذ اغتيالات في أوروبا ومناطق أخرى من العالم”. وأشار إلى أن “وحدة 400 التابعة للفيلق تأسست لتكون مركزاً لتنسيق العمليات الخارجية”، مستدركاً الإشارة إلى أن “هذه الوحدة لا تنفذ أي مهمات عسكرية وتخريبية مباشرة، بل تسعى إلى معرفة الأشخاص المستعدين في البلد المضيف لتنفيذ المهمات الإرهابية بعد إغرائهم بالمال حتى لا تترك أي بصمة لإيران في حال كشفها، ومن مزاياها إعطاء التسهيلات والمزايا المغرية بما فيها مهمات السفر للخارج وتوفير المنازل الفخمة بغية جذب المتطوعين”.

تمتلك إيران ما سماه تقرير أميركي “شبكات التأثير”، وهي شبكات مهمة منتشرة في جميع دول العالم. وذكر التقرير الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن “إيران تخوض حروباً بين الشعوب وليس الدول “كونها تتجنب الحروب المنسقة بين دولة ودولة. وطورت طهران قدراتها من خلال فيلق القدس للعمليات الخارجية والذي يقوم بتجنيد العملاء والأتباع”. ولاحظ أن “محاولة التأثير الإيراني تختلف من بلد إلى آخر”. محذراً من “الرؤية التبسيطية للطرف الثالث وتصويرها بالجماعات الوكيلة. وما يعكس الأهمية التي توليها طهران لهذه الخلايا تحذير الرئيس حسن روحاني وتهديده بأنه في حال استمرار التضييق على إيران فإن تسونامي من العنف والمخدرات يمكن أن يلف أوروبا والعالم بأكمله”.