fbpx

“عمت صباحاً أيّها الحرب”… مع الثّورة وضدّ القتال في سوريا

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

هذه الرواية الناقدة صدرت قبل احتلال التنظيمات التكفيريّة الإرهابيّة لمنطقة عفرين بعام. المنطقة التي تنحدر منها الروائيّة مها حسن. ما يجعل من هذا العمل استشرفاً إبداعيّاً روائيّاً لمآلات المنطقة الكرديّة…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أن يعيش الإنسان حرباً، ويخوض معاركها، من دون أن يكون في ميادين القتال وساحاته، أن يكون ضحيّة من ضحايا تلك الحرب، قبل اندلاعها وبعده، أن يكتبَ عن تلك الحرب ويوثّق الخطوط العامّة لسيرة حياتها، هذا ما يمكن أن أصف به رواية “عمتِ صباحاً أيّتها الحرب” للروائيّة السوريّة مها حسن، الصادرة عن منشورات المتوسط عام 2017، في 363 صفحة. أتت هذه الرواية عقب عشر روايات. فبعد نشرها “طبول الحرب” عام 2012، في بداية الثورة السوريّة، وانزلاقها للعمل المسلّح، كتبت “عمت صباحاً أيّتها الحرب” ونشرتها عام 2017. وبين التحذير من الحرب عام 2012، وإلقاء التحيّة الصباحيّة عليها، خمسة أعوام تقريباً، يمكن العثور على جوانب من تفاصيلها في الرواية الأخيرة، موضوع هذه الأسطر.

هذه الرواية، ملتبسة التصنيف. تكاد تكون على تخوم السيَرِ الذاتية، لولا الفصل الأخير الذي تذكر فيه الكاتبة تنويهاً مفاده: “المقاطع الواردة في هذا الفصل، من كتابتي وتأليفي، وفق خبراتي الشخصيّة مع شخوص الفصول (الأخرى)، دون علمهم بمحتوى هذا الكتاب” (ص341). ذلك أن أبرز أبطال العمل (الروائيّة؛ مها، أمُّها، شقيقها حسام، صديقاتها، أقاربها) هم رواة يسردون تجاربهم الشخصيّة، التي تتقاطع بشكل أو بآخر مع تجربة الكاتبة – الراوية الأساس، مها حسن. زد على ذلك، تتحدّث مها في أماكن عدّة عن تجاربها الشخصيّة، بوصفها كاتبة: “أنا التي في كلّ لقاء أو مؤتمر ثقافي أتحدّث عن هويّتي ككاتبة، وعن تناقضات الانتماءات، واختياري لانتماء واحد، هو الرواية” (ص164). والحديث عن القرية، الحي الحلبي، الأصدقاء، الجيران، الأخوة، الأم، الأب… يجعل القارئ يحار في أمر انتماء العمل أو نسبه. أينتمي إلى أدب السير الذاتية، أم هو خليط من السيرة والخيال؟ فلا هو محسوب على هذا، ولا على ذاك! وبالتالي، نحن أمام رواية متعددة الرواة، أكثرهم حضوراً هي، الكاتبة – الراوية، الأمّ، وحسام. كذلك، لا تشير الروائيّة إلى أن كتابها ينتمي إلى السيرة الذاتية. كما أنها أيضاً، كررت وصف العمل بـ”الكتاب”، أكثر من مرّة، ولم تقل عنه رواية!

الكاتبة مها حسن

جدل العنوان

غرابة العنوان وطابعه المستفزستفز يفتحان قوساً كبيراً على سؤال ملح مفاده: أيمكن أن تتحوَّل الحرب، باعتبارها التعبير المكثّف عن القتل والدمار، التشرّد والنزوح، القبح والقذارة، الحضيض والانحطاط، إلى كائن يمكن إلقاء التحيّة عليه، كل صباح؟ بالنسبة إلى مها حسن، يمكن ذلك. وتوردُ الإجابة على هذا السؤال، بلسان أمّها المتوفّاة، في الصفحة الأخيرة من الرواية: “طالما الحربُ قائمة، أُدللّها، أجلسها في حضني، حتّى أنني أكاد أقول لها، مُتَّقيةً شرّها: “بلغني أيّتها الحرب السعيدة. لا، بل يفيق أغلبنا من المدفونين في هذه الحقيقة، كلّ صباح، على الخوف الأعظم بعد الموت، لنهمس لها متصنّعين الفرح؛ صباح الخير، أيّتها الحرب الحبيبة. آه يا حبيبتي الحرب” (ص363). وعليه، بقاء التحيّة الصباحيّة الملقاة على الحرب، مرهون باستمرارها ومشروط به. لا يمكن لعنها في حضورها. هذه هي الحال التي أوصلت الحرب ضحاياها من الأموات إليها، فما بالكم بالضحايا الأحياء!؟ لا مناص من التزلّف إلى الحرب، اتّقاء شرورها وغضبها. وإذا شدّت الرحيل، بإمكان الضحايا تنفّس الصعداء، وبدء حفلة لعن الحرب وشتمها، كأيّ طاغية مستبد، في وجوده يتم التسبيح بحمده، وفور رحيلهِ، يتمُّ التبوّل عليه وسبّه ولعنه. وعليه، متن العمل مناهض تماماً للعنوان. ما يعكس التضاد والتنافر الجمالي بين عنوان الرواية ومتنها. كذلك الغلاف وتكويناته (أدوات المطبخ) ولونه الأخضر والرمادي، بدلاً من أدوات الحرب، أيضاً، أضفت لمسة جماليّة على العمل، تفتحُ شهوة التأويل!

البناء

قسّمت حسن عمارتها السرديّة في هذه الرواية إلى 13 فصلاً، هي: “لو كان عندي بيت”، “حلب ديسمبر 2016″، “ثلج السويد الكاذب”، “بستان الخرز”، “ثورة في الحارة”، “رويتُ لأعيش”، “صباح الخير أيها السلاح”، “معسكر الاعتقال”، “الهويّة المفقودة في الممر”، “طريق الهروب”، “شهرزاد الحرب”، “الطرد من السويد”، و”سبعة بيوت في سبعة أيّام لسبعة أولاد”. وقسّمت كل فصل إلى مقاطع، بعناوين منفردة. وعليه، في هذه الفصول الثلاثة عشر، نحن إزاء 119 فقرة معنونة، موزّعة على الصفحات الـ 363.
الصفحة 364 بيضاء. بينما الصفحة الأخيرة 365 فيها صورة منزل الكاتبة المدّمر في حلب. تعاقب الفصول الثلاثة عشر، ومقاطعها، استخدمتها الروائيّة بفنيّة عالية، طاردة الملل وباعثة على التشويق. لكأنّنا أمام شبكة معقّدة من القصص والحكايات المتقاطعة، تشبه لعبة الكلمات المتقاطعة، التي لا ولن تكتمل إلاّ بعد الانتهاء من الصفحة 363. وإذا فرزنا المقاطع المنسوبة إلى الروائيّة الراوية (مها)، والمقاطع المنسوبة إلى أمّها، عن المقاطع المنسوبة إلى شقيقها حسام، سنحصل على ثلاث قصص – سرديّات، تم تقطيعها وتوزيعها، بحيث تتداخل بعضها في بعض، وتتشابك كي تشكّل جسد المتن العام الحاضن لـ”عمتِ صباحاً أيّتها الحرب”. هنا، تبرز مهارة حسن وحرفيتها في التقطيع والتوزيع وهندسة البناء الروائي.
“عمت صباحاً أيّها الحرب” هي من الوثائق الأدبيّة الروائيّة السوريّة المهمة التي حوّلت المعاناة والآلام إلى قيمة جماليّة مناهضة للحرب وما تفرزه من تلف ودمار إنساني وأخلاقي وسياسي ومادي. ويمكن اعتبارها رواية الثورات كافة وخيباتها وانكساراتها. رواية ضد الكراهية والعنف والتطرّف الديني والقومي.

“عمت صباحاً أيّها الحرب” هي من الوثائق الأدبيّة الروائيّة السوريّة الهامّة التي حوّلت المعاناة والآلام إلى قيمة جماليّة مناهضة للحرب وما تفرزه من تلف ودمار إنساني وأخلاقي وسياسي ومادي. ويمكن اعتبارها رواية كل الثورات وخيباتها وانكساراتها. رواية ضد الكراهية والعنف والتطرّف الديني والقومي.

الحكايات

تبدأ الرواية بمناهضة عنوانها “عمتِ صباحاً..” من الصفحة الأولى، بل من السطر الأول، على أن الحرب، حين تمزّقُ أنسجة اجتماعيّة، تجعلُ المجتمع مرتعاً للأحقاد والخلافات والضغائن والعداوات. إذ تقول الراوية الروائيّة: “أتمنّى أن أهدي هذا الكتاب إلى أخي (لؤي) الذي قاطعني، بسبب الحرب” (ص11)، ثم تواصل حديثها عن تشتت أسرتها في البلدان بسبب الحرب، وتذكر تفاصيل أحوال العائلة ومآلاتها. لحين دمار البيوت: “تقصف المعارضة بيت أمّي، ويقصف النظام بيت أخي (لؤي)… ماتت أمّي، بعد أن رأت أشلاء البيت” (ص13). وتختتم مها هذه الفقرة الأولى من الفصل الأوّل، بتأكيد الإهداء: “إلى لؤي الذي لن يقرأ هذا الكتاب، لأنه لا يهتمّ بأخباري… وإلى كل سوري فقد بيته وعائلته وأهله في هذه الحرب التي تبدو بدون نهاية” (ص13).
يتناوب الرواة الثلاثة؛ مها، الأم، حسام، على الحديث عن مواضيع وأفكار مشتركة: البيت، حلب، الحرب، الذكريات، الثورة، نظام الأسد، المعارضة المسلّحة، الهجرة، التطرّف وتسرّبه إلى بلاد المهجر، ظروف السوريين في تركيا… وضمن هذه التفاصيل، تتطوّر الأحداث، وتتكثّف العقد والبؤر الدراميّة في أمكان عدّة من الرواية.
تتحدّث الأمّ عن بيتها، وكيف أثثته، قطعة قطعة، وعلاقتها مع زوجها وأخوته وأخواته، وعن أولادها، قبل تفرّقهم في المهاجر والشتات وبعده، وعن تفاصيل حياتها، وعلاقتها مع الجيران، قبل الحرب وبعدها، ومشاعرها بفقدان البيت. أحياناً، تبرز لغتها البسيطة السلسة. وأحياناً، تتكلّم الأم بلغة مسبوكة، لا تنسجم ومستواها الثقافي! وتظهر الأم، ذات موقف نقدي من زوجها وأهلها، ومن ابنتها الكاتبة، مها، ومن النظام والمعارضة. وسواء على لسان الأم أو حسام أو مها أو شخصيات أخرى، تبرز التحوّلات والتمزّقات التي طرأت على طبائع البشر، وكيف أن الحرب أزكت الغرائز والأحقاد القوميّة والدينيّة، وأماطت اللثام عن عداوات مبيّتة، لم يشعروا بها، قبل الحرب.

نقد السلاح والعسكرة

ضمن فقرة بعنوان “بداية الخيبة” تنتقد مها حسن عسكرة الثورة السوريّة وما نجم عنها من كوارث على الأصعدة كلها. وتذكر ذلك على لسان شقيقها حسام، الذي كان ناشطاً ضمن التنسيقيّات الشبابيّة، ورفض حمل السلاح، وبقي مدنيّاً، واضطر إلى الهرب من حلب إلى تركيا، بسبب سلاح الجماعات المسلّحة: “الجيش الحرّ راح يفقد حاضنته الشعبيّة، وفقد رمزيّته كجيش باحث عن إحقاق الحق وتطبيق العدالة وحماية الناس، ليتحوّل إلى مجموعات متفرّقة من الزعران الذين يبحثون عن تحقيق سلطتهم، واستعباد الناس وتخويفهم” (ص181). “كان أبو حسّان يحذّرنا من الانجراف وراء الدين، ويطالبنا بفصل الدين عن الثورة، هو نفسه صار لا يتحدّث إلاّ في المرجعيّات الدينيّة، وصار يعمل في الهيئة الشرعيّة لمحاكمة جيش النظام، وفق قواعد الشريعة الإسلاميّة” (ص182). وهناك فقرة ضمن الرواية بعنوان “ضد السلاح” (ص184). كذلك تحدّث حسام عن بعض أمراء الحرب وقادة الفصائل المسلّحة وجرائمهم، وكيف تحوّلوا من لصوص وباعة مازوت وشخصيّات هامشيّة، إلى زعماء وأمراء حرب، وقادة كتائب متطرّفة. وكيف أن مشاعر الكراهية تجاه الأكراد بدأت ترتفع: “الأكراد الملاحدة” “الأكراد الكفّار”، “البي كي كي الأنجاس” (ص227). وتحدّث حسام عن حواجز الفصائل الإسلاميّة: “كنتُ أحضّر نفسي دائماً، فيما لو طولبتُ بإبراز هويتي، سأخرج شهادة القيادة، بدلاً من الهويّة، لأنها تثبت مكان ولادتي في قرية كرديّة” (ص230). “لم أكن يوماً أعرف الفرق بين العربي والكردي. هذا حدث وقت الثورة. هي التي كشفت لي أنني لم أكن في مكاني الصحيح. أحسست أنني أرتدي ثوباً مستعاراً حين طردني أبو عرب ممثلاً الجيش الحرّ: انقلع أنت كردي” (ص244). كذلك ينتقد حواجز مقاتلي (PKK): “كنتُ خائفاً أيضاً من الكتائب الكرديّة (البي كي كي) إذا أمسكوا بي، فسيأخذونني للقتال معهم. وهذا ما حصل مع الفتاة التي كنتُ أنوي الزواج بها، حين أجبرت على القتال مع البي كي كي” (ص230).

هفوات تقنيّة

غالباً ما يقع الكتّاب والكاتبات المهرة والمعروفون في بعض الهفوات التي تتعلّق بالتحرير، أثناء كتابة رواياتهم. هذا من طبيعي. للأسف، تصدر أعمالهم من دون أن يراجعها محرر أدبي. تلك الهفوات، يتحمّل مسؤوليّتها الناشر بالدرجة الأولى، لعدم امتلاكه محررين أدبيين محترفين، مهمّهم مراجعة النصوص الروائيّة، قبل إرسالها إلى الطباعة. والتحرير الأدبي، لا يقلل من أهميّة أيّ عمل روائي، كما هو الحال في هذه الرواية. ذلك أن الكتاب أو الكاتبات، ربّما يسهون عن هفوات وعثرات يسقطون فيها، وتؤثّر سلباً في جودة القطعة الأدبيّة. ومن تلك الهفوات التي اعترت رواية “عمت صباحاً أيّتها الحرب” يمكن أن أذكر التالي:
ـ تكرر الفعل الماضي الناقص “كان/كنت” 10 مرّات في الفقرة “رجل الثلج” (ص86-87). على رغم أن هذه الفقرة، أقل من صفحة وربع الصفحة. وفي الصفحة 96، تكرر فعل “كانت” 12 مرّة، ناهيكم بالأفعال: “كنّ، كنّا، كنتُ”. وفي الصفحتين (115-116) وفي الصفحات (125-126-127) تكرر نفس الفعل 17 مرّة. وتكرر أيضاً 13 مرّة في الصفحتين 346 و347. كما تكررت كلمتا “الخوف، يخاف” 15 مرّة، وعبارة “حبل سرّي” تكررت مرّتين، في الصفحتين 115 و116.
ـ في فقرة “لا ثلج في السويد” التي تقلّ عن صفحة وربع الصفحة أيضاً، تكررت كلمة “ثلج/الثلج” 16 مرّة.

  • تكرار عبارة “كما تعرفين” ثلاث مرّات في الصفحة 190.
    ـ تكرار الأفكار والمعلومات ذاتها في أكثر من مكان. على سبيل الذكر لا الحصر: وردت فكرة أن المواصلات مكلفة للاجئ الموجود في مخيّمات اللجوء في الصفحات 56، و67، و213. وتكرار فكرة تحذير أبو حسان من الدين ومطالبته بفصل الدين عن الثورة، ثم تحوّله إلى قاضٍ شرعي في إحدى الجماعات الإسلاميّة المتطرّفة، تكررت ضمن عبارات متشابهة، في الصفحات 182، و192، و273.
    ـ الحشو والشروح التي لا لزوم لها في أمكان عدّة منها:
    طالما أن عنوان الفصل الثاني هو “حلب ديسمبر 2016″، اعتقد أنه ما من داع لوجود اسم حلب في عناوين الفقرات الثلاث التي يتألّف منها الفصل: (يوم تحرير حلب. يوم سقوط حلب. قبل سقوط حلب). فإذا حذفت كلمة حلب من العناوين الثلاثة، هل سيتغيّر المعنى؟
    في الصفحة 105، عنوان الفقرة هو “بداية المظاهرات كسر حاجز الخوف”. أعتقد أن اختيار إحدى الجملتين يفيد بالغرض بدلاً من الاثنتين. كذلك في العنوان “هرمونات الحياة: الخروج إلى الضوء” (ص115) الجزء الأول ليس بحاجة إلى شرحه وحصره بالخروج إلى الضوء. ينسحب الأمر على عنوان آخر لفقرة أخرى “تقنيّة أمي: شهرزاد الحرب” (ص120)، بخاصة أن الكاتبة كررت استخدام عبارة “شهرزاد الحرب” مرّة أخرى، وجعلتها عنوان الفصل الحادي عشر، في الصفحة 275. وكنموذجين أخيرين على العناوين الطويلة للفقرات، المشوبة بالحشو، أذكر: “اليوم التالي، التاسع من كانون الأول: ليلة سقوط البيت” (ص145)، و”أنا: كفن أو تابوت؟ اغترابات متتالية: كردة الغربة الثلجيّة” (ص162). أعتقد أن الجملة الأخيرة كافية لتكون عنوان الفقرة. وعليه، لو أن النص أُخضع لإعادة تحرير، ليس على مستوى عناوين الفقرات وحسب، بل متونها أيضاً، لتقلّص حجم الرواية بنحو 10 إلى 15 في المئة.
    غالب الظنّ أن الروائيّة، بذلت جهداً ملحوظاً في التخفف من وطأة الحشو والمباشرة، لكن الكتاب والظروف اللذين فرضا نفسيهما على الكاتبة، هما المسؤولان عن هفوات الشروح – المباشرة والحشو والتكرار. إذ تقول في الصفحة 102: “راح هذا الكتاب يفرض نفسه عليّ، ويزيح مشاريع كتاباتي الأخرى مع أنه استغرق معي، أكثر من ثلاث سنوات، وأنا أحاول مقاومة الاشتغال عليه، لخوفي من مطبّ المباشرة”.
    أيّاً يكن من أمر، “عمت صباحاً أيّها الحرب” هي من الوثائق الأدبيّة الروائيّة السوريّة المهمة، التي حوّلت المعاناة والآلام إلى قيمة جماليّة مناهضة للحرب وما تفرزه من تلف ودمار إنساني وأخلاقي وسياسي ومادي. ويمكن اعتبارها رواية الثورات وخيباتها وانكساراتها. رواية ضد الكراهية والعنف والتطرّف الديني والقومي.
    تجب الإشارة إلى أن هذه الرواية الناقدة صدرت قبل احتلال التنظيمات التكفيريّة الإرهابيّة منطقة عفرين بعام. المنطقة التي تتحدر منها الروائيّة مها حسن. ما يجعل من هذا العمل استشرافاً إبداعيّاً روائيّاً لمآلات المنطقة الكرديّة التي لمّا تزل تتهددها المخاطر والويلات.