fbpx

انفجار بيروت : نصرالله ينتصر للنظام الفاسد مرة أخرى

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

خطابه اليوم كان حلقة في مسلسل الخطب التي بدأها في 17 تشرين، لكنه جاء هذه المرة مخضباً بانفجارٍ بحجم قنبلة نووية. الانفجار أكبر بكثير من أن يُصد بخطاب من هذا النوع.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أملك الجرأة لأقول للأمين عام حزب الله حسن نصرالله أنني حسمت أمام نفسي وأمام كثيرين في الساعات الأولى لوقوع الانفجار الهائل الذي دمر بيروت، أنه نجم عن استهدافٍ إسرائيلي لسلاح كان ينقله “حزب الله” عبر مرفأ بيروت. واليوم تكشفت الوقائع عن حقيقة أخرى. وأصدق ما قاله نصرالله لجهة أن الحزب لم يكن يعرف ماذا يحوي العنبر الذي انفجر…

لكن ما لا أوافق نصرالله عليه هو ذهوله من ذهاب توقعات كثيرين إلى ما ذَهبتُ إليه! انفجار هائل في بيروت، وهو لم يستهدف شخصية سياسية خصمة للحزب على ما شهدنا في التفجيرات التي شهدتها بيروت في العقد الفائت، فماذا كان علينا أن نتوقع؟ من هي الجهة التي يفترض أن نتوقع أن الانفجار تسبب بها. قلنا يا سيد أن الانفجار ناجم عن غارة إسرائيلية على مخزن سلاح للحزب. ما ذهبنا إليه لم يخرج عن المنطق. لا أحد لديه مخازن أسلحة في لبنان إلا “حزب الله”، والجيش اللبناني طبعاً. وإسرائيل لن تقصف مخزن سلاحٍ للجيش.

تحدث نصرالله عن مأساة وليس عن جريمة، وهو كالعادة اتهم من غضب وشتم قبل أن يعرف الحقيقة، بأن ثمة من يحركه! التفجير أيها الأمين العام يقف وراءه متسببون، وسلطة سياسية، وهو تسبب بتدمير مدينة وبقتل أكثر من 150 مواطناً وجرح أكثر من 5 آلاف آخرين. أي هدوء وأي انتظار تتحدث عنهما، إلا إذا كنت تريد من وراء الانتظار أن تنجو السلطة بفعلتها.

أما أن يطلب منا نصرالله أن نكون حسني النية حيال الحزب، فهذا مما لا يُطلب. إنها قناعات ومشاعر! الحزب يملك سلاحاً يستعمله في الداخل والخارج، وهو وظفه في العملية السياسية، إلى درجة صار فيها هذا السلاح المحدد الوحيد لأشكال الحكومات ولمشاريعها ولبياناتها الوزارية. وهذا السلاح هو من أتى برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وثبت رئيس المجلس النيابي في موقعه إلى الأبد. ولهذا الأمر تبعات، هي في حدها الأدنى الشكوك التي راودتنا لحظة وقوع الانفجار. المرتابون بحضور الحزب وبوقوفه وراء كل الوقائع السياسية وغير السياسية في لبنان كثر، وبينهم من غير خصوم الحزب وغير خصوم سلاحه. أحد السياسيين المقربين من “حزب الله” راوده شك بأن التفجير هو استهداف لشحنة سلاح للحزب، فماذا كنت ستقول له يا سيد لو كنت سمعت منه ما سمعنا؟ هل كان يفترض أن نعتقد أن الانفجار هو مخزن سلاح لـ”تيار المستقبل” أو للتيار العوني؟

أما أن تطلب منا أن نعرف من اللحظة الأولى أن الانفجار سببه فساد النظام الذي رفضت المساس به منذ اللحظة الأولى في 17 تشرين الأول/ أكتوبر، فهذا طلب غير عادل أيها الأمين العام. نعرف أن من يحميهم حزبك فاسدون وفاشلون، لكن ظنوننا لم ترق إلى مستوى الاعتقاد بأن فسادهم سيكون بحجم قنبلة نووية، والأرجح أنك أنت لم تكن تعتقد ذلك أيضاً. وها أنت وعلى رغم صدمتك الكبرى بحلفائك الفاسدين، ما زلت مصراً على الظهور للدفاع عنهم. كلمتك اليوم كانت دفاعاً خالصاً وصافياً عنهم. الدعوة إلى التعامل الهادئ مع فضيحة بحجم قنبلة نووية هو محاولة لمداراة الفضيحة ولرد التبعات عن المتسببين بها.

تحدث نصرالله عن مأساة وليس عن جريمة، وهو كالعادة اتهم من غضب وشتم قبل أن يعرف الحقيقة، بأن ثمة من يحركه! التفجير أيها الأمين العام يقف وراءه متسببون، وسلطة سياسية، وهو تسبب بتدمير مدينة وبقتل أكثر من 150 مواطناً وجرح أكثر من 5 آلاف آخرين. أي هدوء وأي انتظار تتحدث عنهما، إلا إذا كنت تريد من وراء الانتظار أن تنجو السلطة بفعلتها. وهذه وظيفة الخطاب الأولى. فالخطاب أكد مرة أخرى أن الحزب هو الدولة العميقة، وأن المساس بالسلطة الفاسدة والفاشلة هو مساس بالحزب أيضاً.  

يسأل المرء نفسه ما اذا كان نصرالله يشعر بخيبة جراء الفشل الكبير الذي تتخبط به السلطة التي خاطها من ألفها إلى يائها. فالأثمان الكبيرة التي راح يدفعها من رصيده ومن صورته جراء توليه صد الهجمات عليها كبيرة. خطابه اليوم كان حلقة في مسلسل الخطب التي بدأها في 17 تشرين، لكنه جاء هذه المرة مخضباً بانفجارٍ بحجم قنبلة نووية. الانفجار أكبر بكثير من أن يُصد بخطاب من هذا النوع. أما طلبه منا أن ننتظر، فهو ما لن يستجاب. اليوم طرد وزير التربية من موقع الانفجار، وبالأمس طردت وزيرة العدل. الدرس كبير جداً، ولم يجرؤ مسؤول واحد على النزول إلى الشارع، بينما حظي الرئيس الفرنسي بحب سكان الأحياء المنكوبة. الاتعاظ ليس من شيم الأمين العام.