fbpx

إلى مايا دياب: خذي بن سلمان واعطينا عون!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

إلى متى سيستمر الإنسان العربي مغيباً ولا يعرف أن مصيبتنا كشعوب هي في آمالنا المعلقة على أنظمة وأشخاص صنعنا منهم جبابرة من دون أن نعي!

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 تلقت الفنانة اللبنانية مايا دياب انتقاداً واسعاً على تغريدتها التي ناشدت فيها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إنقاذ لبنان من الفساد. غير أن دياب بتغريدتها التي قالت فيها “أريد رجلاً واحداً، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، مطلوب الحضور، والأمر بإنهائهم، إنهاء هؤلاء الحثالة”، لم تكن تعرف أن عقلها الباطني قادها إلى استخدام الوصف الدقيق لطرائق محمد بن سلمان في تصفية خصومه، من خلال كلمة “إنهائهم”!

نعم يا عزيزتي مايا، محمد بن سلمان قد يكون قادراً فعلاً على إنهاء هؤلاء العابثين بلبنان وأرضه وقلبه من دون حسيب أو رقيب، ولكن على طريقته الخاصة، فدموع الأمهات وتفطر قلوب الآباء وصراخ الشباب وصدمات الأطفال التي أصابت كل إنسان في لبنان لحظة الانفجار، قد لا تكون لحظة واحدة فقط تحت حكم سمو الأمير.

للأسف من مثلك يا مايا يجمع أخبار العالم من إعلام رسمي يغرق بالدعاية الكاذبة كما مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تعج بما يعرف بالذباب الإلكتروني، وهذا الذباب وظيفته طمس أخبار الواقع واستبدالها بما يليق بالديكتاتور طال عمره. وبفضل حرية الكلمة التي لم يستطع رئيس بلدك ميشال عون قمعها تماماً رغم محاولاته هو وحلفائه في السلطة، بتنا نحن نعرف فشله وفساد صهره، بينما أنتم لا تعرفون سوى مهرجان الطنطورة وموسم الرياض وصالات السينما التي افتتحت في السعودية، وصور مبهرجة لطبيعة السعودية الموجودة منذ قرون، وكأنها اكتشاف من اكتشافاته “لا طال عمره”!

ولنكون منصفين ولا تكون رسالتنا كمعارضين لتغريدة مايا دياب فقط، ومن باب منح الحقوق الفكرية لأهلها، فهذه العبارة الاستثنائية المتملقة كثيراً، والتي غردت بها دياب هي في الأساس للفنان راغب علامة، وقد صدح بها أثناء تأديته وصلته الفنية على مسرح في العاصمة السعودية الرياض في موسمه الترفيهي أواخر العام الماضي. وعلى رغم أنها أثارت ضجة حينها، إلا أن دياب لم تأبه وأعادتها بكل ثقة، وفي خضم الألم الكبير الذي يعيشه لبنان أولاً ثم العالم بأكمله، وبين هؤلاء، أولئك المتضررون من طيش ولي العهد السعودي.

نعم يا عزيزتي مايا، محمد بن سلمان قد يكون قادراً فعلاً على إنهاء هؤلاء العابثين بلبنان وأرضه وقلبه من دون حسيب أو رقيب، ولكن على طريقته الخاصة، فدموع الأمهات وتفطر قلوب الآباء وصراخ الشباب وصدمات الأطفال التي أصابت كل إنسان في لبنان لحظة الانفجار، قد لا تكون لحظة واحدة فقط تحت حكم سمو الأمير.

وعلى جانب آخر، أثار منشور الفنانة مادلين طبر سخطاً إضافياً، بعد تعبيرها عن حاجة لبنان إلى “مخلص وطني شبه السيسي” على حد وصفها، وهكذا فقد تكون اختيارات بعض اللبنانيين لمثل هذه الأسماء، دليلاً كافياً على حجم آلامهم والتخبّط الذي وصلوا إليه بسبب الحكومة الحالية، ولكن…

ليعرف اللبنانيون أن الشعوب العربية المحيطة قادرة على إيجاد ايجابيات صغرت أم كبرت في حكومة عون وحكمه، ببساطة خذوا “محمد بن سلمان” و”عبد الفتاح السيسي” واعطونا “ميشال عون”، ليُخرج المعتقلين السياسيين ويوقف تعذيبهم والتحرش بهم قبل أن يُقضى عليهم جميعاً، ويعيد المساحات لأقلامنا، وحتى إن بلغ به الأمر ليقايض معتقلي “الريتز”، من دون تعذيب أو تنكيل، حيث يقتسمون القسمة بعيداً من هذه الآلام التي طاولت أسرهم وما زالت، وليخلصنا من كابوس نعيشه يصعب عليكم تصديقه! 

لقد أرهقتنا أقلام كتّابكم المأجورين من السعودية، بقدر ما توجعكم أقلام مأجورة من إيران وسوريا وتركيا وو…

 ماذا تريدون أكثر مما تنقله الصحافة العالمية والمعارضة في الخارج لتفهموا حجم آلامنا من لا إنسانية ظروفنا في هذه الدول القمعية؟

 إلى متى تتغاضون عن جرائم هذا الديكتاتور الذي يأكل الأخضر واليابس، ويعتقل الكهلة والشباب، ويلاحق الأقلام المعارضة لفكره حول العالم، ويدعو إلى اغتصاب المعتقلات وتعذيبهنّ بأبشع الصور! 

إلى متى ستستمر أصوات وأقلام عربية أكبر همّها امتصاص المزيد من الأموال من دون الاكتراث بهمومنا كشعوب عربية؟

إلى متى سيستمر الإنسان العربي مغيباً ولا يعرف أن مصيبتنا كشعوب هي في آمالنا المعلقة على أنظمة وأشخاص صنعنا منهم جبابرة من دون أن نعي!