fbpx

وثائق بارادايز:مطلوب مستشارون فخريون في الدول الأفريقية “التي تفتقر إلى السيولة النقدية”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

وجد التحقيق أن بعض الأفراد الذين يمثلون دولاً أجنبية في غرب أفريقيا أو الذين يمثلون غرب أفريقيا بالخارج، قاموا بتهريب الأموال في الملاذات الضريبية، بعيداً من متناول خزائن الدول التي ترحب بهم.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]


في ظهر يوم ملبد بالغيوم في سبتمبر/ أيلول 2009، استخدم توماس بوني يايي رئيس بنين مقصاً ذهبياً لقص شريط افتتاح مدخل متجر Erevan، الجديد المترامي الأطراف في قلب كوتونو، مقر حكومة بنين على شاطئ البحر.

يقف بجانبه مؤسس Erevan، مارسيل تشيفتيان، مرتدياً بدلة رياضية داكنة بمنديل جيب أصفر. وأعلن: “لقد استقبلتني بنين ورحبت بي، وأثرتني، ولأكثر من نصف قرن، لم أغادر أرضها أبداً”.

ثم رافق تشيفيتيان بوني يايي- الذي ترك منصبه عام 2016- في جولة  تفقدية عبر الممرات المتلألئة والمرصوصة بعبوات التنظيف المعبأة بزجاجات المياه والفول السوداني المحمص محلياً داخل واحد من أكبر المتاجر في غرب أفريقيا. على مسافة ليست بالبعيدة كان يقف ابن تشيفيتيان وشريكه في ذلك المتجر الكبير، جين لوك.

إن إرث مارسيل  تشيفيتيان واضح في جميع أنحاء البلاد. لقد أسس شركة إنشاءات في الخمسينات، تبعها أول مصنع طلاء في غرب أفريقيا، وعام 2001، أنشأ فندق Dad’s House، على شاطئ البحر المزود بملاعب التنس.

وحصل هو وابنه على ألقاب عدة. إذ غن مارسيل، هو القنصل الفخري الذي يمثل أرمينيا في بنين، وهو منصب شرفي يمنح القليل من السلطة الرسمية، ولكنه مؤشر على علاقاته مع السلطات. أما جين لوك، 57 عاماً، فقد عُين من قبل رئيس الوزراء، مستشاراً تجارياً تطوعياً لفرنسا.

في يوم الافتتاح، كرم بوني، تشيفيتيان، ومنحه الوسام الوطني لبنين للاعتراف بعمله. وقال  تشيفيتيان: “إنه زواج حقيقي وحد بيني وبين بنين”، ثم أضاف: “إنه زواج سعيد ومثمر”.

تشير الملفات المسربة التي فحصها الاتحاد الدولي للصحافيين المحققين إلى أن حب تشيفيتيان، المعلن للبلد الذي تبناه لا ينعكس في الإقرارات الضريبية. إذ حول متجر Erevan الضخم المملوك لتشيفيتيان الإيرادات إلى حساب مصرفي في موناكو من خلال شركة بنمية لسنوات عدة، وفقاً للوثائق المتعلقة بالتحقيق في المستندات الخاصة ببنما التابعة للاتحاد الدولي للصحافيين المحققين ICIJ. كانت الإيرادات، بعيدة من الأنظار وبعيدة من سلطة الضرائب في البلاد، إذ يقول الخبراء إنه كان سيفرض عليها ضرائب إذا ما بقيت داخل بنين.

قال مسؤول ضرائب في بنين، طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع: “بالطبع شيء من هذا القبيل سيثير اهتمامنا”.

يحتل القناصل الفخريون، المعروفون أيضاً باسم “الفخريين”، مكانةً لا بأس بها في النخبة العالمية. فهم معينون بشكل غير رسمي، ولا يتلقون أجراً بشكل عام، وهم موظفون عموميون غير متفرغين يُختارون لنفوذهم السياسي والاقتصادي، أو في بعض الأحيان بسبب معروفٍ قاموا به أو تبرع.

في وثائق لأربع تحقيقات خارجية رئيسية التي يجريها الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين، وهي: التسريبات الخارجية، والتسريبات السويسرية، ووثائق بنما، ووثائق لجنة. تتداخل التعاملات المالية الخارجية للقناصل الفخريين، في بعض الأحيان مع معاملات الشركات والفاسدين المتورطين في اتهامٍ بنهب أفريقيا، بما لا يقل عن 50 مليار دولار سنوياً.ووجد التحقيق أن بعض الأفراد الذين يمثلون دولاً أجنبية في غرب أفريقيا أو الذين يمثلون غرب أفريقيا بالخارج، قاموا بتهريب الأموال في الملاذات الضريبية، بعيداً من متناول خزائن الدول التي ترحب بهم. ومن بين القناصل الفخريين الذين استخدموا الشركات الخارجية والحسابات البنكية لإيواء الأموال ويحتمل أن يخفضوا فواتير الضرائب، أحد أباطرة المشروبات الغازية ويمثل بنما في نيجيريا، وآخر مسؤول تنفيذي برتغالي يمثل بوركينا فاسو، وتاجر الماس بلجيكي يمثل ليبيريا.

في حين أنه ليس من غير القانوني للقناصل الفخريين امتلاك الشركات الخارجية أو استخدامها، إلا أن النقاد يقولون إن الجمع بين الممارسات المالية المثيرة للجدل والديبلوماسية، هو أمرٌ خاطئ.

وقال السيناتور الفرنسي إريك بوكوك، الذي قاد تحقيقاً برلمانياً عام 2012 في شأن التهرب من الضرائب، إن استخدام الملاذات الضريبية الأجنبية أمر غير مقبول، “هذا ينطبق على أي فرد، وبالأخص الأشخاص الذين يمثلون فرنسا رسمياً”.

السلك الديبلوماسي الفخري
في حين استغل بعض القناصل الفخريين المنصب، إلا أنه بالنسبة إلى آخرين عمل يقومون به بدافع الحب، وانتهاز الفرصة- مع بعض الامتيازات اللطيفة- لمساعدة الدول التي يعشقونها.

أخيراً، في ليلة الخميس الباردة في لوس أنجليس، رسى يخت RegentSea، الذي يبلغ طوله 115 قدماً في ميناء ديل ري.

اقترب الضيوف الذين يرتدون أرقى الملابس، بالبزات الرسمية والفراء الشتوي وتنانير حوريات البحر البراقة، من القارب على سجادة حمراء، وتوقفوا في المؤخرة لالتقاط الصور أمام لافتة كبيرة كتب عليها: الحفل الديبلوماسي Diversi-Tea.

وأثناء وصول الحاضرين بأوبر والمركبات ذات الزجاج المعتم إلى اليخت. قال أحد أعضاء السلك الديبلوماسي في لوس أنجليس في محادثة لطيفة، متكئاً على يد آخر: “لقد افتقدناك في بلدي ذالك الأسبوع”. وصاح آخر، “رأيتك في معرض الملك توت في مركز العلوم!”.

في تمام الساعة 7:15 مساءً، تحرك يخت RegentSea بعيداً من الشاطئ. كان الاحتفال لتكريم واحدٍ من القناصل الفخريين في لوس أنجليس، والذي لا يعرف الكلل، روبرت سيشينغا، الذي يمثل زامبيا.

كانت فرصة سيتشينغا (البالغ من العمر 46 عاماً) للاسترخاء بعد يوم في مبنى إدارة مقاطعة لوس أنجلوس، والتدريب مع أعضاء آخرين في السلك القنصلي المحلي، الذي يُصنف بأنه ثالث أكبر مركز من نوعه في العالم. وقد ناقش القناصل الرسميون وعدد قليل من الفخريين، بما في ذلك سيتشينغا، كيفية طلب الحصول على لوحات ترخيص خاصة أو بطاقات هوية صادرة عن وزارة الخارجية، و معرفة الذين يجب عليك الاتصال بهم في حالات الطوارئ، وكيفية ترتيب حراسة الشرطة لكبار الشخصيات الزائرة. وقد تلقوا تعليمات أيضاً بعدم دفع أي مبالغ من المال في تهمة القيادة في حالة السكر.

ومن بين نظرائه، من المعروف أن  سيتشينغا يقضي وقتاً أطول من معظم الديبلوماسيين الفخريين في خدمة البلاد التي يمثلها عند الأميركيين، الذين في معظمهم لا يعرفون أين تقع زامبيا أو ما يتحدث عنه.

قال  سيتشينغا: “غالباً ما يسألني الناس (زا-من)؟”. وأضاف: “أبدأ بإعطاء الجميع درساً في الجغرافيا”.

يعد سيتشينغا واحداً من القناصل الفخريين الـ144 في الولايات المتحدة، الذي يحظى بتقدير خاص من جانب الدول الصغيرة أو الفقيرة التي لا تتمتع ببعثات ديبلوماسية كاملة، يمثل الديبلوماسيون الفخريون الدول الأجنبية مقابل جزء صغير من تكلفة المترتب في السلك الديبلوماسي.

هم ديبلوماسيون متقاعدون ومحامو أحوال شخصية ورجال أعمال ومديرو مطاعم ومغنون غير متفرغين. ويمثل موريس تمبلسمان، شريك جاكلين أوناسيس منذ فترة طويلة، زائير في مدينة نيويورك. وكان زوج السيناتور الديموقراطي في ولاية كاليفورنيا ديان فاينشتاين وكيلًا لنيبال ومنغوليا. من 2007 إلى 2010، كان نائب الرئيس الأميركي الأسبق وولتر مونديل ممثل النرويج في ولاية مينيسوتا.

يحل بعضهم مشكلات الذين يحملون جوازات سفر متعددة. البعض الآخر على أهبة الاستعداد 24/7 في حال ضياع سائح في ديزني لاند أو خطف مستثمر زائر، وحل أمور السرقة أو السجن. ويساعد البعض الآخر على تسهيل الصفقات التجارية -على سبيل المثال، استضافة شركات النفط في مؤتمرات صناعة الطاقة.

في كل الحالات تقريباً، يؤدون الدور من دون رواتب رسمية، يجذبهم بدلاً من ذلك حب بلد ما أو الوعد بالامتياز.

وقال بونتوس جاربوري القنصل العام السويدي السابق إن الدول التي تستخدم الفخرية “تحصل على الكثير من الدوي من أجل الانتعاش”.

لكن في حين يعمل بعض القناصل الفخريين بمعايير صارمة، يبدو أن آخرين يفعلون في الغالب ما يشاؤون.

قالت سينثيا بلاندفورد، ممثلة ليبيريا في جورجيا منذ عام 2009: “يمكنك في الغالب تحديد طريقتك”. “إنه أمر يتعلق بالثقة إلى حد كبير”.

يظهر التاريخ أن تلك الثقة لا يستحقها أي شخص.

في أحد تلك الأمثلة سيئة السمعة، عمل المترجم الإسباني الخاص بأدولف هتلر أثناء زمن الحرب العالمية الثانية وبعده، تحت غطاء “القنصل العام الفخري”. شارك النقيب هانس هوفمان في عملية المستذئب، ما ساعد على الحفاظ على شبكة من المتعاطفين مع النازيين في جنوب إسبانيا.

في جميع أنحاء العالم، غُرم القناصل الفخريون وسجنوا وجُردوا من ألقابهم بسبب الفساد، بما فيها غسيل الأموال، والعمل في المقامرة غير الشرعية، وسرقة الملايين المملوكة للدولة واغتصاب فتاة في الثانية عشرة. عام 2015، سُجن القنصل الفخري لتركيا في توغو، الموجودة في غرب أفريقيا، بزعم قيامه بإصدار وثائق سفر مزيفة.

لدى المسؤولين داخل الولايات المتحدة عبارة يقولونها عندما تسوء الأمور: “يتصرف الدبلوماسيون بشكل سيئ”.

تطلب وزارة الخارجية الآن من الديبلوماسيين الفخريين أداء واجبات ذات مغزى. وقال لاري دونهام، وهو مستشار لدى بروتوكول بارتنرز والمساعد السابق لبروتوكول وزارة الخارجية: “كان الهدف تجنب وجود مجموعة من الناس يحملون ألقاباً، بدون أية مسؤوليات، أو يعملون لحسابهم الخاص، أو يعملون كوكلاء مستقلين ويعقدون الصفقات لأنفسهم”.

وقال Jarborg، إن السويد كانت تدرك مساوئ الديبلوماسية الفخرية. وأردف: “إذا اكتشفنا أن القنصل الفخري يمكن أن يمثل حالة من تضارب المصالح أو أن يمثل السويد بشكل سيئ، فإننا نطلب من القنصل أن يترك هذا العمل أو يستقيل من منصب القنصل الفخري”.

مع ذلك، لم يُفصح سوى عن القليل مما قد يفعله أو لا يفعله الفخريون في مجال الأعمال التجارية.

وعلى رغم أن كثراً منهم شرفاء، فإن بعض الديلوماسيين الفخريين يتورطون في صفقات مع كبار المسؤولين وزوجاتهم. ويشعر البعض منهم بأنهم غير مقيدين بأي قانون على الإطلاق، وأن مفهوم تضارب المصالح لا ينطبق عليهم، كمتطوعين غير مدفوعي الأجر.

هل تبحث عن وظيفة قنصل فخري؟

يقول العنوان على موقع diplconsulting.com، “حصانة، تخفيضات ضريبية، مكانة سياسية، امتيازات مختلفة. بإمكانك أنت أيضاً أن تصبح قنصلاً فخرياً”.

مقابل مبلغ يتراوح بين 60 ألف دولار و500 ألف دولار، سوف يجد موقع Diplomatic Consulting، للمتقدمين منصباً فخرياً لتمثيل واحدة من 24 دولة في آسيا وأميركا اللاتينية وأوروبا وأفريقيا. غرب أفريقيا ووسطها هما السوقان الرئيسيان للشركة. تعرض المواد الترويجية للشركة فرصاً في ستة بلدان في القارة هي: غينيا، وغينيا بيساو، ومالي، وغامبيا، وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وجمهورية أفريقيا الوسطى. وكلها مدرجة في قائمة الأمم المتحدة لأقل البلدان نمواً في أفريقيا.

أقر مؤسس Diplomatic Consulting، أندرو زابو، الذي أطلق الشركة بعدما صنع ثروة في خدمات الزيجات على الإنترنت، بأن المال يمكنه تعزيز طلبات الحصول على الوظيفة.

وأوضح زابو في تصريح للاتحاد الدولي للمحققين الصحافيين أن “من الممارسات الشائعة عدم حديث الديبلوماسيين والوزارات الخارجية عن الأمر”، مؤكداً أن تأمين منصب ما قد يتضمن تقديم تبرع إلى مستشفى أو مدرسة أو دار للأيتام، أو ربما إلى الجمعية الخيرية المفضلة لزوجة رئيس الوزراء.

ورأى زابو القنصل الفخري لمالي في بودابست “أن دول غرب أفريقيا هي أكثر البلدان التي تعاني من ضائقة مالية في العالم”، مضيفاً أن “هذه البلاد هي التي تسعى غالباً للتمثيل ولديها تمثيل ديبلوماسي محدود للغاية”.

كان دول قليلة في غرب أفريقيا راغبة بشدة في تمثيل نفسها- أو الحصول على ضرائب- مثل ليبيريا في مطلع القرن.

وجدت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة أن تشارلز تايلور زعيم الحرب الذي تحول إلى رئيس ليبيريا، دعم المتمردين وساعد في تدريبهم في سيراليون المجاورة. وبين عامي 2001 و2004، فرضت الأمم المتحدة عقوبات على تايلور وغيره من كبار القادة وحظرت صادرات الماس الليبري.

وخلال الفترة ذاتها، مثّل مارك روبينز، وهو قاطع ماس بلجيكي غير مشهور، ليبيريا كقنصل فخري لها في بلجيكا، التي تعد واحدة من أكبر أسواق الماس في العالم. ليس واضحاً على وجه التحديد متى بدأ روبينز تأدية هذا الدور لليبيريا. ومع ذلك، فقد ارتبط اسمه بأربعة حسابات مصرفية لدى بنك HSBC، الخاص في سويسرا، أثناء شغله لمنصب القنصل الفخري، وفقاً لملفات من تحقيق سويسليكس التابع للاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين. لا تقدّم الملفات المصرفية تفاصيل علاقة روبينز بالحسابات، ولكنها توضح أنه كان عميلاً للمصرف.

في يناير/ كانون الثاني، وأغسطس/ آب، وأكتوبر/ تشرين الأول عام 2005، تحدث روبينز إلى مصرفيه وتوقع أن “بعض الأعمال الجيدة” ستساعده على زيادة رصيده في الحساب الخارجي. وبحلول ذلك الوقت، تشير مسودة تلك المناقشات إلى أن روبينز قد انتقل إلى جزر البهاما، حيث واصل تمثيل غرب أفريقيا. ووفقاً لما دونته الملاحظات، كان روبينز يفكر في بيع منزله في الجزيرة مقابل ثلاثة ملايين دولار.

ليس واضحاً كيف قسم روبينز وقته بين بلجيكا وليبريا، على الرغم من إدراج ملفات HSBC له على أنه ليبيري مع عناوين بريدية في العاصمة الليبيرية مونروفيا وأنتويرب، المدينة البلجيكية المعروفة باسم عاصمة الألماس في العالم. لم يرد روبينز على الأسئلة، بما في ذلك ما إذا كان مقيماً في ليبيريا لأغراض ضريبية ومطالب بالإعلان عن الحسابات.

قامت دول عدة باسترداد ملايين الدولارات من الغرامات والضرائب على الحسابات البنكية، منذ نشر تحقيقات سويسليكس التابعة للاتحاد الدولي للمحققين الصحافيين. وقال متحدث باسم هيئة الإيرادات الليبيرية للاتحاد الدولي للمحققين الصحافيين إن الهيئة تواجه تحديات كبيرة في الحصول على معلومات من المستندات المسربة مثل سويسليكس، لكنه قال إنها “مهتمة بالتأكيد” بالحصول على أي معلومات قد تتعلق بالإيرادات المفقودة.

الشبكة الخارجية لمالك سلسلة من المتاجر الكبرى من بنين

بالعودة إلى بنين، بينما كان صاحب سلسلة المتاجر الكبرى مارسيل تشيفتيان يبني إمبراطوريته التجارية، كان ابنه جين لوك يبني مشروعاً في الخارج، على بعض أرباح المتجر الكبير. أُنشئت شركة Wagner Corp، في بنما في مايو/ أيار 2005، وفقاً لبعض المستندات من وثائق بنما. في البداية، أخفت الأسهم الصادرة عن الشركة اسم مالكيها.

وبعد أعوام، أجرى مكتب موساك فونسيكا للمحاماة بحثاً في خلفيات جين لوك تشيفتيان، أدى إلى اكتشاف منصب والده الفخري. صنّف المحامون جين لوك بأنه “شخص مكشوف سياسياً”، وهو مصطلح يستخدم لوصف العملاء البارزين مثل السياسيين والديبلوماسيين لإجراء فحص إضافي.

أوضح أحد المصرفيين للعائلة لـ “موساك فونسيكا “في بريد إلكتروني عام 2014، والذي زود مكتب المحاماة بجواز سفر حديث ومعلومات أخرى قائلاً: “سيستخدم جين لوك تشيفتيان شركة Wagner Corporation لجمع العمولات، حيث يُعتبر مالكها الوحيد المستفيد منها”.

وسوف يستمر موردو المتاجر الكبرى في دفع مبلغ يصل إلى 150 ألف دولار سنوياً لهذه الشركة الوهمية، بحسب ما ورد في البريد الإلكتروني.

وقال ديفيد سابلز، الرئيس التنفيذي لشركةSentinel Management Consultants، التي تقدم المشورة للموردين بشأن الصفقات مع المتاجر الكبرى، إن المتاجر الكبيرة تتلقى في كثير من الأحيان عمولات من الموردين الذين يدفعون ثمن منتجاتهم للحصول على حصة كبيرة من السوق. لكنه قال إن توجيه هذه المدفوعات لشركات وهمية ليس أمراً شائعاً في هذا المجال.

قال راين فلور تامو، خبير ضرائب في الكاميرون، إن الضرائب التي تفرضها بنما على مصادر الدخل مثل العمولات “تكاد تكون غير موجودة”، ما يجعل من الممكن التمتع بعمولات معفاة من الضرائب تقريباً.

لم يقم جين لوك بالرد على رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية ورسائل “الواتس آب” والخطابات. ولم يرد مارسيل تشيفتيان على الأسئلة، بما في ذلك تلك التي وصلت إلى حساب البريد الإلكتروني الذي يجمع بين هويته القنصلية وهويته كصاحب متجر Erevan الكبير: consulat@erevanbenin.com.

المقال مترجم عن موقع ICIJ شبكة الصحافيين الاستقصائيين الدوليين ولقراءة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي