fbpx

“كورونا” لبنان اليوم: سجن رومية في مأزق الوباء

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

إصابات داخل سجن روميه تتوزّع على نزلاء وعناصر أمنية، والجهات المعنية، على رأسها وزارة الصحة، تحاول التخفيف من وطأة الخبر باعتباره كارثة جديدة قد تضرب لبنان.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“نحن نزلاء سجن رومية مبنى المحكومين “باء” نوجه هذه الصرخة لكم، لقد ضرب الوباء هذا السجن، نحن بحالة خطرة بعد التثبت من إصابتين في هذا المبنى…”، كانت تلك صرخة أطلقها مساجين عبر مقطع مصوّر من داخل سجن رومية اعتراضاً على سوء الوضع الصحي في الزنازين، لحقه أعمال عنف وتكسير لأبواب السجن.

هي ليست الانتفاضة الأولى التي يطلقها سجناء في سجن رومية في لبنان، ولا هو حتى احتجاجهم الأول على سوء الوضع الصحي وغياب أدنى معايير النظافة في ظل تفشي وباء “كورونا”، إلا إن انتفاضة المساجين الأخيرة كانت بعد تأكّد إصابة 13 نزيلاً في السجناء و9 عناصر من صفوف القوى الأمنية، وفق بيان قوى الأمن الداخلي.

وعلى رغم أن الجهات المعنية، على رأسها وزارة الصحة، تحاول التخفيف من وطأة الخبر باعتباره كارثة جديدة قد تضرب لبنان، إلا أنها قالت إن إدارة السجن عملت على عزل السجناء المصابين داخل مبنى مجهّز للحجر، مشيرة إلى أنّ الوضع داخل السجن تحت السيطرة، وأن غالبية الإصابات أتت “من دون عوارض”، إلا أن مقاطع فيديو ومعلومات مسرّبة من سجناء أظهرت عكس ذلك.

يعيش مئات المساجين في خوف دائم وفوضى خلف القضبان، في ظلّ ظروف غير إنسانية، إذ تفتقر الزنازين لأدنى مقومات النظافة وتغيب عنها المعايير الصحية والطبية، هذا عدا عن الاكتظاظ.

https://www.youtube.com/watch?v=AJp7uk316Hg

وفقاً لمعلومات صحافية، هناك حوالى 18 مصاباً يعانون من حرارة أو تقيّؤ أو إسهال في المبنى “باء”، ولم يتم حجرهم بعد، بحجة أنهم يعانون من هذه العوارض بسبب موجة الطقس الحار، في إشارةّ إلى أن عدد المساجين في هذا المبنى هو 750 فرداً.

وفي هذا السياق، توضح المحامية والناشطة الحقوقية ديالا حيدر لـ”درج”، أن السجون اللبنانية تشهد أزمة حتى قبل انتشار “كورونا”، فاكتظاظ السجون وتأخر صدور الأحكام، بحق أشخاص بعضهم قضى في السجن ما يوازي فترة حكمه أو ربما أكثر، يطرحان مشكلة حقيقية… وتؤكد “ضرورة إقرار الدولة إخلاء سبيل الموقوفين بلا محاكمات، وضمان مسافة آمنة بين السجناء الآخرين في الزنازين”.

أين نحن اليوم؟

وإن كان سيناريو تفشي الوباء داخل السجون اللبنانية كما في مصر ودول أخرى، واضح المخاطر، إلا إن حمد حسن، وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال، يصرّ على أن جهود الدولة عظيمة وكافية وأن المشكلة تكمن في تعاطي اللبنانيين مع الوباء. ناسياً، أو متناسياً الأزمة الاقتصادية التي رمت بثقلها على القطاع الطبي، العاجز عن تأمين أسرّة كافية أو علاجات للمصابين، لا سيما عيادات السجون التي تؤكّد مصادر أنها لا تحوي سوى “بنادول” لتخفيف الحرارة.

وشدّد حسن في تصريحه الأخير على أنّ “تظهير الصورة أنّ هناك تخبّطاً وضياعاً بموضوع التعاطي مع انتشار “كورونا” في سجن رومية غير صحيح، فنحن لدينا خطّة ولدينا مستشفيان مجهّزان ونعمل على تجهيزهما أكثر، كما نعمل على عزل المرضى المصابين بأحد الأبنية، ومن لديهم عوارض نتابع وضعهم”.

وأوضح أنّ “عدد الوفيات في لبنان أقل من المعدّل العالمي بحوالى 2.5 في المئة لمن هم فوق الـ65 سنة، و90 في المئة منهم يعانون من أمراض مزمنة ومستعصية”.

وبينما يتراوح عدد الإصابات اليومي في لبنان بين 500 و600 حالة، يشير حسن إلى ارتفاع الأرقام أكثر مع وصول الخريف إذ ستصطدم موجة “كورونا” بموجة الإنفلونزا، خصوصاً أن “ارتفاع عدد الإصابات بالفايروس هو نتيجة طبيعيّة ومتوقّعة بعد إعادة فتح البلد”.

“كورونا” عربياً وعالمياً

كشفت “منظمة الصحة العالمية” عن تسجيل رقم قياسي لعدد الإصابات اليومية بفايروس “كورونا” في أنحاء العالم بلغ أكثر من 300 ألف حالة خلال يوم واحد، مشيرةً إلى أن الهند والولايات المتحدة والبرازيل سجلت أكبر الزيادات، وقد أصدرت بعض الدول قراراً بالإغلاق بعد ازدياد مفاجئ في وتيرة الإصابات.

في إسرائيل مثلاً أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الأحد 13 أيلول/ سبتمبر فرض إغلاق ثانٍ لمدة ثلاثة أسابيع في استجابة لارتفاع معدل الإصابات بالفايروس. في حين أكّدت الداخلية الفلسطينية الإغلاق الشامل في أي لحظة بعد تسجيل داخل المخيمات.

كما حذّرت المنظمة من “أقسى شهرين” في المعركة ضد “كورونا”، مشيرةً إلى ارتفاع كبير سيحصل في تشرين الأول/ اكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر 2020.

في سياقٍ موازٍ، أظهر إحصاء لوكالة “رويترز” أن أكثر من 28.93 مليون شخص أصيبوا بفايروس “كورونا” على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات جراء الإصابة بالوباء إلى 921437 حالة.

وتتوزع الحالات وفقاً للإحصاء في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في ووهان في الصين في كانون الأول/ ديسمبر الماضي… يأتي ذلك فيما تنتقد لجان دولية الإخفاق الجماعي للزعماء السياسيين ورفض الاستماع للتحذيرات من خطورة الوباء، مما جعل العالم “في حالة فوضى”.