fbpx

لبنان بين العونيين و”القوات” وبشير… “أوعى خيك”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

فالـ”أوعى خيك” في حادثة ميرنا الشالوحي، ظهر جلياً أنها لم تولد أصلاً، بل كانت مجرد حفلة شامبانيا على شرف زعيمين مهووسين بالصراع والسلطة منذ أكثر من 30 عاماً…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

14 أيلول/ سبتمبر، ذكرى اغتيال الزعيم المسيحي بشير الجميل. ذكرى سنوية تقليدية تتكرر خلالها مشهدية إشكالات وصدامات بين جماعة “لكل حبيب بشير” وجماعة “بشير حي فينا”.

الأول هو شعار كان يرفعه سابقاً أنصار “الحزب القومي السوري” الذي ينتمي إليه حبيب الشرتوني الذي نفذ جريمة اغتيال بشير، في مقابل هتافات مسيحية، مفادها أن البشير حي لا يموت. 

هذه المرة قرر “الأخوة” المسيحيون تعديل السيناريو ليصبح إشكالاً، بين البشيريين أنفسهم، أي القوات اللبنانية والتيار العوني.

علم القوات فوق أحد المنازل المدمرة في الجميزة بعد انفجار مرفأ بيروت

أحيت مناطق مؤيدة للقوات ذكرى الاغتيال، وفي الجميزة قامت منسقية القوات بعرض “مدني” أشبه بعروض الحزب القومي العسكرية في شارع الحمراء (حزب حبيب الشرتوني). وعلّق الحزبيون أعلام “القوات اللبنانية” على أحد الأبنية المدمّرة، وهو المبنى الذي كانت فرق الإنقاذ التشيلية تحاول إيجاد مفقودين تحت أنقاضه بعد انفجار مرفأ بيروت.

ومن يتابع أداء القوات منذ جريمة المرفأ يلحظ ميلاً ظاهراً إلى الاستحواذ على مسرح المأساة سياسياً واجتماعياً وحتى إعلامياً، عبر نشطائه وخطابه السياسي. أتت الحركة الأخيرة أي رفع علم الحزب على مبنى مدمّر، تتويجاً لهذا المسار الذي أطلقته زيارة سمير جعجع، الأشرفية “قلعة القوات” خير دليل على ذلك.

بالعودة إلى ما حدث، خلال انطلاق مسيرة سيارة من الجديدة، وعند وصولها إلى ميرنا الشالوحي حيث مركز التيار الوطني الحر الأساسي، أطلق عناصر من داخل المقر النار بالهواء، وتوقف الموكب وحصل الإشكال وحضر الجيش، إلى أن طلب جعجع من مناصريه المغادرة، ولكن التصعيد لم ينتهِ. بيانات وبيانات مضادة، سرعت الاحتقان في الشارع، فعاد التيار في بيانه لوصف القوات بالميليشيا، كما فعل جبران باسيل في خطابه الأخير، وتراشق نواب الحزبين الإهانات على “تويتر”، لنرى الضحالة الّتي تنتجها الأحزاب اللبنانية من نخب يفترض أنها تسعى للحفاظ على أمن الناس الاجتماعي.

تاريخياً، حروب “الأخوة” كانت الأشرس خلال الحرب اللبنانية، بين “حزب الله” و”حركة أمل”، الجيش بقيادة عون و”القوات اللبنانية”، بشير الجميل و”حزب الأحرار” والمجازر التي ارتكبها بحقهم تحت شعار “توحيد البندقية”.

سخر كثيرون بالأمس من شعار “أوعى خيك” الذي استخدمه الفريقان لادعاء التلاحم والغيرة على أقوى تنظيمين مسيحيين

عام 2016، ظن المسيحيون أن “التيار” و”القوات” اختتما سنوات الاقتتال العسكرية والسياسية، في اتفاق معراب الذي اعتبر تتويجاً للمصالحة المسيحية، ما مهد الطريق لوصول ميشال عون إلى الرئاسة.

غير أن ما لم تدركه القواعد الحزبية والمناصرين، أن الاتفاق قام على ركيزتين لا أكثر: انتخاب عون رئيساً للجمهورية وتقاسم مناصب الدولة والإدارات العامة والأجهزة الأمنية مناصفةً بين الطرفين.

النقطة الثانية هي لتكريس مقولة “الرئيس القوي”، أي أنه لا يأتي رئيس إلا وخلفه كتلة نيابية وشعبية، وهذا لحصر التنافس بين سمير جعجع وجبران باسيل.

ولكن ما لم يكن بحسبان جعجع ربما، هو شراهة جبران باسيل للسلطة، والتي تجلت في التعيينات الإدارية، لذلك بدأ الخلاف عام 2017، مع بدء التعيينات، وتُوِّج لحظة اختطاف سعد الحريري في السعودية، فكان “حزب القوات” حينها مع استقالة حكومة العهد الأولى، وبدأ مسار التخوين المتبادل، ومسار “عرقلة” المشاريع العونية كالكهرباء والسدود، وعودة الجدالات البيزنطية بين طرفين اعتادا على الاقتتال.

في ظل الانحدار الاقتصادي والاهتراء في جميع مؤسسات الدولة، لا يعود مستغرباً أن يستعمل نائب كسيزار أبي خليل (وزير البواخر السابق) صورة لجعجع وخلفه علم “تنظيم الدولة الإسلامية” كي يعايره به، ولا استغراب أيضاً أن يستعمل بيار أبو عاصي (وزير قواتي سابق) الذي يقدس بشير الجميل هاشتاغ “غول الموت” للإشارة إلى عون، مع العلم أن أبو عاصي شارك في معارك شرسة في الحرب اللبنانية.

سخر كثيرون بالأمس من شعار “أوعى خيك” الذي استخدمه الفريقان لادعاء التلاحم والغيرة على أقوى تنظيمين مسيحيين يوم اتفاق معراب، فالـ”أوعى خيك” في حادثة ميرنا الشالوحي، ظهر جلياً أنها لم تولد أصلاً، بل كانت مجرد حفلة شامبانيا على شرف زعيمين مهووسين بالصراع والسلطة منذ أكثر من 30 عاماً، وينثران الجثث يميناً ويساراً للوصول إلى أهدافهما.