fbpx

الفلسطينيون والتطبيع: ماذا فعلوا بأنفسهم وبالقضية؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ما يحصل هو سياق تاريخي من التدمير الذاتي وإدراك تخلي الأنظمة العربية عن القضية الفلسطينية، متمثلاً بالتراخي وعدم القدرة على التواصل مع العمق العربي.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ماذا صنعت بالذهب، ماذا فعلت بالوردة؟ 

14 عاماً من الصراع على السلطة وتفتيت الجهد الوطني ومحاولة المزاوجة بين سلطة حكم ذاتي مهين ودولة وهمية، ومقاومة مبعثرة لم تثبت قدرتها على ترجمة حقيقة أنها حركة تحرر وطني، ولها سياق وطني تحرري تعبر عن الكل الفلسطيني، غابت القضية وانحرفت البوصلة، وتعمق الانقسام وترسّخ، في ظل فقدان الحاضنة الفلسطينية وتراجع الحاضنة العربية ودعم القضية الفلسطينية.

ماذا فعل الفلسطينيون بأنفسهم، مَن وقع في الفخ؟ 

في لحظات عاطفية إبان قيام السلطة الوطنية، اعتقد الفلسطينيون أن القصة سهلة، يكفي بناء نظام سياسي ديموقراطي تحت حراب الاحتلال وسيادة القانون وتعددية ديموقراطية على قاعدة المواطنة والتداول السلمي على السلطة، واحترام القانون والحقوق والمساواة والتكافؤ.

في هذا المعنى ضاعت البوصلة ولم تعد هناك ثورة ولا سلطة ولا تعددية ديموقراطية، وفكرة الرئيس والزعيم الملهم ورؤيته، باتتا موضع الاختبار منذ زمن، وتشظى الفلسطيني، ما سهل التشظي العربي وتحول الجميع إلى أجزاء لا تُحصى، وغابت أشكال الاجماع الوطني وصيغه. ولم نعد نميز النظام السياسي الفلسطيني عن الأنظمة العربية، وانطفأ معنى المقدسات التي فرضتها السلطتان الحاكمتان في الضفة وغزة، في حين يعيش الفلسطيني إما في الشتات والمهجر وتحت تهديد دائم، أو تحت الاحتلال الاسرائيلي ساعياً إلى الحرية وحق تقرير المصير، ويقمع وتهان كرامته وتداس حقوقه يومياً.

خلال فترة اوسلو وسلطة الحكم الذاتي تعزز الانقسام وفوجئ الفلسطينيون بحجم اختلافهم وتنازعهم، الذي يوازي الوهم الذي يبدون فيه متّفقين. 

أعلن الفلسطينيون انتصارات في معارك، لم يجنوا منها سوى الخسائر، سقطوا في اختبار الجدارة وتحقيق الأحلام، وقع المنتصرون في الفخ، بعد الانتخابات بمشاركة “حماس”، ولم ينجحوا في الامتحان. 

الاعتراف بالآخر لم يكن عملية سهلة، وحق الاختلاف ليس جسراً للسيطرة والاقصاء والتهميش، لهذا أصبح الفلسطيني نسخة عن المصري والليبي والتونسي واليمني والسوري والخليجي، القضية ثقافية لا سياسية وحسب. 

الجميع يخضعون للقمع والقهر ويعيشون في الظلام والظلم ويحتاجون إلى تدريب، وتغيير الثقافة أفراداً وجماعات.

ما حصل في الاجتماع الوزاري العربي في 9 أيلول/ سبتمبر لم يكن مفاجئاً أو صادماً، إنما هو تعبير حقيقي عن الواقع العربي.

أعلم بماذا كان يشعر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزير خارجيته قبل الاجتماع واطمئنانهما لبعض المواقف العربية التي ستدعم القرار الفلسطيني، لكن لا أعرف بماذا يشعر الآن، أعتقد انه لا يشعر بالارتياح، غير أنه لم يعطِ الأوامر بالنزول إلى الشوارع والتعبير عن الغضب والخروج أمام الجماهير للتعبير عن استيائه على طريقته المعتادة. لم تمتلئ الساحات لأنه لم يغير بعد الطريق الذي يسير فيه، فهو من قرر الاختيار سابقاً.

لم يتجاوز الفلسطيني آثار الضربات التي تستهدفه يومياً من إسرائيل ومن السلطتين الحاكمتين والأنظمة العربية التي تاجرت بالقضية بلا خجل، وهي تجاهر بذلك بعدما كانت تبيع فيها سراً من أجل حماية كراسيها.

لا أعلم  بماذا شعر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية اسماعيل هنية، الذي يعيش أجواء احتفالية في لبنان، ويشارك في الأفراح والليل الملاح، التي أقيمت على شرفه في المخيمات، حيث لاجئون يعانون الخوف والقمع والتهميش والإقصاء. لكن أتوقع أنه عبّر عن غضبه ببيان أصدرته الحركة، يستنكر الموقف العربي والتواطؤ مع الإمارات العربية، وحق الفلسطينيين في المقاومة وإنتاج الصواريخ وقيادة المقاومة.

أعلم شعور الفصائل الفلسطينية التي عبّرت عن عضبها واستنكارها، وأفرغت عمقها المحلي والعربي من الشعارات الرجعية العربية، وقالت إنها لا تمثل شعوبها الحية النابضة بحبها فلسطين، مع توجيه الدعوة للسلطة الفلسطينية إلى الانسحاب من جامعة الدول العربية التي لا تمثل شعوبها الحية والنابضة بالحب لفلسطين، وهي لا تمثل دولاً تتخلى عن فلسطين وتعانق إسرائيل وترفض إدانة التطبيع. 

إنها الشعارات التي ترفع دائماً، وهي التي أضاعت فرصة تاريخية في أن تكون الجسر بين طرفي المعادلة واستثمار قوتها في إنهاء الانقسام.

الفلسطينيون في أماكن وجودهم في الداخل والشتات عبروا عن غضبهم وحزنهم ورؤيتهم قبل القيادة والفصائل. 

تم تدمير منظمة التحرير ومؤسسات الفلسطينيين التمثيلية، وسلطة هشة ضعيفة مرتبطة بالاحتلال بصيغها الأمنية، وأصبحت المنظمة عنواناً للتهميش والاقصاء والتفرد في القرارات والسياسات التي أوصلت الفلسطينيين إلى هذا الحال.

منذ 14 عاماً، يكتوي الفلسطينيون بنار الانقسام والخوف والقلق والانتظار والرهانات الإقليمة والدولية، وهم يتغافلون عن أن لا حل لهم غير أنفسهم وعقد مصالحة بينهم احتراماً لدماء الضحايا والأسرى والمعذبين بنيران القمع وانتهاكات حقوق الإنسان.

ما يحصل هو سياق تاريخي من التدمير الذاتي وإدراك تخلي الأنظمة العربية عن القضية الفلسطينية، متمثلاً بالتراخي وعدم القدرة على التواصل مع العمق العربي، إضافة إلى سنوات حكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقرارته بالاعتراف بالقدس والسيادة عليها وصفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية، كل تلك الأمور شاهدة على تماهي الأنظمة العربية مع تصفية القضية الفلسطينية.

لم تستطع القيادة الفلسطينية قراءة الواقع والمواقف العربية، وهناك شبه إجماع عربي مؤيد للاتفاق الإمارتي- الإسرائيلي، وغابت الرؤية والخطة السياسية لمواجهة هذا الإجماع وكيفية مواكبة ما حصل، وما نشاهده حتى الآن مواقف عشوائية وشعارات قديمة جديدة.

منذ 14 عاماً، يكتوي الفلسطينيون بنار الانقسام والخوف والقلق والانتظار والرهانات الإقليمة والدولية، وهم يتغافلون عن أن لا حل لهم غير أنفسهم وعقد مصالحة بينهم احتراماً لدماء الضحايا والأسرى والمعذبين بنيران القمع وانتهاكات حقوق الإنسان. لا معنى لأي شعارات ولجان لدراسة إنهاء الانقسام، والجسور لا تزال مغلقة بين أطراف معادلة الانقسام، كل كلام غير ذلك يعني الاستمرار في إضاعة الحقيقة والعدالة والمقاومة ودماء الشهداء.

إن أي اتفاق لإنهاء الإنقسام يقوم على الإقصاء والإلغاء والتمييز يتنافى مع حقيقة ما يريده الفلسطينيون، وما يناضلون من أجله، وما يطلبه الفلسطينيون الضحايا والضعفاء سياسياً واقتصادياً، الذين يستمدون قوتهم من حقيقة عدالة قضيتهم وحقوقهم المسلوبة. المطلوب هو توجه الفلسطينيين إلى عمقهم العربي بخطط واضحة، تناسب الواقع العربي وتبدلات الأنظمة ومصالحها بما في ذلك شعوبها المقموعة. 

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.