fbpx

السلام مع إسرائيل حين كان له ثمن…

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

بعد 43 عاماً من الزيارة التاريخية للزعيم المصري، وبعد 26 عاماً من المصافحة بين رابين والملك حسين، قوبل انضمام دولتين عربيتين أخريين إلى “دائرة السلام” بقلق من يمين المستوطنين ودوائر اليسار.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كما في كل يوم غفران، نعود إلى قصص الحرب المروّعة ونشعر بالارتياح، لأنها مهّدت الطريق أمام الرئيس المصري أنور السادات نحو القدس. عندما وقّع مناحيم بيغن معاهدة السلام مع مصر، كان بيننا من لا يرغب في دفع الثمن، عودة سيناء وحقولها النفطية، وإخلاء المستوطنات في منطقة يميت، ووداع رمال شرم الشيخ.

في المقابل، وقف معسكر سلام موحد من “قاعدة” الليكود، التي كانت في السلطة، إلى أقصى اليسار، عندما وقّع إسحاق رابين اتفاقية السلام مع الأردن. كان المعسكران الكبيران شريكين في الاحتفال. بعد 43 عاماً من الزيارة التاريخية للزعيم المصري، وبعد 26 عاماً من المصافحة بين رابين والملك حسين، قوبل انضمام دولتين عربيتين أخريين إلى “دائرة السلام” بقلق من يمين المستوطنين ودوائر اليسار.

المصافحة بين رابين والملك حسين

نقد اليمين الاتفاقية مع دول الخليج لا يتعلق بإقامة علاقات ديبلوماسية مع الإمارات والبحرين، وإنما يكمن في تجميد الضم من دون تاريخ محدد. المتشددون في اليمين لم يقرأوا ما قاله رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأنه سلام مقابل سلام. الناقدون من اليسار، رأوا أن لا علاقة له بالخروج بنتائج العلاقات الاقتصادية والأمنية من الغرف الخلفية، وإخراجها إلى الواجهة. يعتقد أصحاب هذا المعسكر أن الاتفاقية التي صاغها نتانياهو بمساعدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهدف إلى التخلص من الهواء المتبقي في عجلات حل الدولتين. تم قبول التنازل عن الضم على اليسار باعتباره تكسير بيضة لم تولد بعد، إذ اشترط ترامب أن يلقى الضم دعم “أزرق أبيض”، الذي اعترض على هذه الخطوة، وفقاً للخطة، فالضم في الضفة الغربية يتضمن تنازلاً إسرائيلياً عن مناطق داخل الخط الأخضر، الأمر الذي يتطلب أغلبية 80 عضواً في الكنيست واستفتاء.

أشارك الصحافي الفلسطيني عودة بشارات الرأي (“وإذا عشت في غزة”، “هآرتس”، 17/9) وأفنير غفرياهو (“ليس من السيئ انتقاد اتفاق ساخر وقوي”، “هآرتس”، 22/9)، بأن تعزيز العلاقات مع دول الخليج يهدف أساساً إلى صرف انتباه الرأي العام عن تعميق السيطرة الإسرائيلية على ملايين الفلسطينيين. من خلال معرفتي بالاثنين، أود أن أعترض على محاولة رئيس تحرير صحيفة “هآرتس” ألوف بن تصوير أولئك الذين يشككون في نيات السلام بين نتانياهو وترامب ويحاربون الاحتلال وظلمه، باعتبارهم من أنصار اليمين المتطرف (“معارضو جميع الاتفاقات يتحدون!”، هآرتس، 29/9). إن الارتباط بين زعماء الأرض والمدافعين عن حقوق الإنسان يتجاهل الجانب القيمي الأخلاقي والصدع الإسرائيلي الداخلي.

نقد اليمين الاتفاقية مع دول الخليج لا يتعلق بإقامة علاقات ديبلوماسية مع الإمارات والبحرين، وإنما يكمن في تجميد الضم من دون تاريخ محدد.

أنا أيضاً أتذكر الارتجاف الذي أصابني عند رؤية الرئيس السادات وهو يخرج من طائرته. لا أستطيع أن أتخيل إسرائيلياً يحب السلام يلوح بلافتات كتب عليها “خائن، عد إلى البيت” و”انصرف ديكتاتور”، كما يتخيل بن. “هل كان السلام مع مصر خطأ؟”، يتساءل بن، “هل كان من الأفضل الاستمرار في الحروب حتى ينتهي الاحتلال وإحقاق العدالة للفلسطينيين؟”، بالطبع لم يكن السلام مع مصر خطأ، ومن المؤسف أن إسرائيل فاتته عشية حرب يوم الغفران. كان بن في الصف الثامن، لأن بيغن كان ينوي خداع السادات ودفن الجزء الفلسطيني في اتفاقية السلام مع مصر، بموجب المشروع الاستيطاني (من أقل من 10000 مستوطن عام 1977 إلى حوالى 450 ألف مستوطن اليوم)، كانت عزلة السلام وحدها أقل اكتمالاً.

جدير بالذكر أنه في اتفاقية كامب ديفيد تعهدت إسرائيل بالتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة ودائمة في الشرق الأوسط، بناءً على قراري مجلس الأمن 242 و338. ولا يبدو من قبيل المصادفة أن هذه القرارات لا علاقة لها بالاتفاقيات مع الإمارات والبحرين.

لغرض النقاش، سنضع جانباً تحقيق العدالة للفلسطينيين، ونركز على تحقيق العدالة لأنفسنا، نحن الإسرائيليين. هل هناك شيء أكثر عدلاً من إنهاء الاحتلال والصراع مع الفلسطينيين وضمان استمرار وجود دولة إسرائيل كدولة ديموقراطية ذات حضور يهودي قوي؟ ومن هنا كان السؤال، إذا ما كانت الخطوة المصممة لدفع هذه القضية الوجودية تحت بساط الفنادق الفخمة في أبو ظبي تعمل على تعزيز مصالحنا، أو إغراقنا في مستنقع ثنائي القومية، مثل الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة، هل كان الهدف من اتفاقية “السلام مقابل السلام” الموقعة مع الإمارات النفطية هو إفشال إمكان التوصل إلى حل متفق عليه بشأن تقسيم الأراضي بين البحر والأردن.

ربما بحلول يوم الغفران المقبل، ستستخدم الإدارة الأميركية الجديدة، بمساعدة مصر والسعودية، الاتفاقات مع الإمارات والبحرين كرافعة لتقليص الاحتلال بطريقه نهائية تامة، فيما تلتزم إسرائيل بتجميد المستوطنات. إذا تحققت مثل هذه العدالة الشعرية، سأقف مع أصدقائي في مقدمة الطريق للترحيب بالحجاج الذين سيأتون بأعداد كبيرة من الدول العربية إلى القدس، العاصمة المشتركة لإسرائيل وفلسطين، صديقي، أنا متأكد من أنك ستأتي أيضاً، هل تعرف أي شخص من اليمين سينضم إلينا؟

هذا المقال مترجم عن هآرتس.

كريم شفيق - صحفي مصري | 29.03.2024

محمد جواد ظريف… حبال السلطة الصوتية في إيران بين المنع والتسريب!

ظريف، وبحسب التسريب الأخير، قام بعدّة أدوار وظيفية، ربما جعلته يتفادى هجوم الأصوليين، وجاهزيتهم للعنف والاتهامات سواء كانت بـ"الخيانة" أو "العمالة" أو "الجهل".