fbpx

عام على انتفاضة العراق: من قتل 544 متظاهراً؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تشرين الأول/ أكتوبر يُعيد ذكراه على أهالي ضحايا تظاهرات تشرين الأول 2019، ويؤكد لهم أن البلاد هُنا خذلت دماء أبنائها، وأن الشباب الذين رحلوا لم يُخلدوا سوى على جدران نفق شارع السعدون المؤدي إلى ساحة الخلاني، حيث كُتبت أسماؤهم.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

بنبرة البكاءِ ذاتها، تستذكرُ دُنيا ابن خالتها أمير، وكأنه قتل في هذه اللحظة. تقلّب صورهما مذ كان صغيراً وهي تحملهُ بين ذراعيها، حتى أصبح شاباً وقبل أن يشبع من الحياة، رحل…

تقول دُنيا عباس (30 سنة)، “ابن خالتي أمير استشهد على جسر الجمهورية بعدما أصيب بقنبلة مسيلة للدموع في الجهة اليمنى من رأسه يوم 30 تشرين الأول 2019، نُقل على إثر إصابته إلى مستشفى الجملة العصبية عند الثامنة من مساء ذلك اليوم، وأجريت له قُرابة الـ6 عمليات جراحية خلال 56 يوماً بقي خلالها فاقداً الوعي، ثم غادر الحياة نتيجة تسمم جسده ببقايا القنبلة”.

قصةُ أمٍ صغيرة مع ابنها، تجمع دنيا وأمير، كانت تحمله في مهده وهي في السابعة، وحين كبرت تزوجت أخاه الأكبر، وكبر أمير أمام عينيها. تقول دنيا، “تخرّج أمير من الجامعة لتوّه، ولم يذهب بعد لأخذ نتيجة امتحانه، وكنا ننتظر أن نجتمع احتفاءً بتخرجه فهو الابن المدلل لعائلتنا، لكننا اجتمعنا لندفنه ونتقبّل التعازي برحيله”.

أمير عبد الكريم حاصل على شهادة بكالوريوس الهندسة عام 2019، وهو العام الذي رحل فيه “لم يكن بحاجة إلى وظيفة حكومية، فهو ابن لأسرة ميسورة الحال، لكنه كان يريد تغيير واقع هذه المدينة، لهذا واظب وأسرته على المشاركة في جميع التظاهرات منذ عام 2015 حتى مقتله”. هذا ما قالته دنيا، مؤكدة “أننا عزفنا عن الخروج إلى أي تظاهرة بعد رحيل أمير، علماً أننا حتى اللحظة لم نعرف أسماء قاتليه”.

الضحية الاولى

الرصاصة الأولى أصابت صدر مرتضى، يوم كان القناصون يصوّبون على أجساد متظاهري تشرين في ساحات النضال. ومرتضى (22 سنة)، هو  الأخ السادس والأصغر في عائلته، يقول مهيمن عادل شقيقه “اتفقنا يوم 1 تشرين الأول على الخروج ليلاً إلى التظاهرات أنا وأبناء عمومتي وإخوتي، لكنني حين سألت والدتي عن مرتضى وقت الظهيرة أخبرتني أنه سبقنا إلى التظاهرات”.

صور القتلى، ذكراهم، والأشياء التي تركوها في منازلهم تُستعاد مع تشرين الأول…

عصر ذلك اليوم، تلقت أسرة مرتضى اتصالاً هاتفياً مفاده أن مرتضى في المستشفى الكندي وقد أصيب برصاصة في ساقه، يقول مهيمن، “ذهبت مسرعاً إلى المستشفى لأجد أن أخي كان الشهيد الأول في ثلاجة الموتى”.

مهيمن، وأخوه مرتضى الطالب في المرحلة الأخيرة في كلية العلوم السياسية، كانا يبحثان عن فرصة للتعيين، لتغيير واقعهم الاقتصادي، خرجا مطالبين بحقهما، الذي اقتنص منهما بالرصاص. يقول مهيمن “والدتي ترفض أن نخرج اليوم إلى ساحة التظاهر بعدما أخذ الوطن مرتضى منا”.

544 قتيلاً و35 معتقلاً و148 مختطفاً

صور القتلى، ذكراهم، والأشياء التي تركوها في منازلهم تُستعاد مع تشرين الأول، حتى منشوراتهم التي يحثون فيها الناس على المشاركة في التظاهرات، تستعيدها ذاكرة “فايسبوك”، وكأن هءلاء الضحايا يعاودون تحفيز الناس لكن هذه المرة للكشف عن أسماء قاتليهم. أم أحمد تعيش مع ذكريات ابنها، وما تبقى من أقنعة واقية من الغاز المسيل للدموع التي كان سيحتاجها لو أنه بقي على قيد الحياة، صدريته الطبية… أحمد هيثم سعيد (21 سنة) كان مُسعفاً في ساحة التحرير، تقول والدته “قتل أحمد يوم 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، أثناء اسعافه أحد المصابين في ساحة الخلاني”، تقول “رفض ولدي العودة الى البيت على رغم توسلاتي، فضل المشاركة وتقديم العون للمتظاهرين هناك”.

أكثر من 544 متظاهراً سقطوا بسبب أعمال العنف والقنص في تظاهرات تشرين الأول 2019، هو رقم يؤكده عضو مفوضية حقوق الإنسان فاضل الغراوي مشيراً أيضاً إلى أن “عدد الضحايا والجرحى من المدنيين بلغ 20664 جريحاً، كما جرح 4163 فرداً من القوات الأمنية وسقط 17 منهم”.

لكنّ القصة لم تنتهِ هنا، فحتى اللحظة ما زال نشطاء قيد الاعتقال، فيما آخرون ما زالوا مخطوفين وعائلاتهم لا تعرف شيئاً عنهم. يفيد الغراوي بأن “عدد المعتقلين بلغ 35 شخصاً، فيما اختطف أكثر من 148 مدنياً”.

أكتوبر 2020

منشوراتُ ضحايا تشرين الأول 2019، التي تذكّرها “فايسبوك”، أيقظت غفوة كثيرين هنا. صفاء السراي الذي سقط في تظاهرات 30 أيلول/ سبتمبر 2019، كان كتب “شباب باجر كلنا بالتحرير”. هذا العام تناقل أصدقاء له ونشطاء منشوره كمحفّز للعودة وملء الساحة بعد مرور عامٍ على تظاهرات 2019.

في صباح الأول من تشرين الأول 2020، ملأت قوات مكافحة الشغب ساحة الفردوس ونشرت عناصرها إلى شارع السعدون، ثم إلى ساحة التحرير. انطلق نشطاء وطلاب وإعلاميون الى هناك، وأقام عدد من الفنانين بازاراً داخل نفق التحرير، وبدأوا بإكمال حكايات الوطن التي رسموها داخل هذا النفق المؤدي من شارع السعدون إلى ساحة الخلاني. عنصر من القوات الأمنية المنتشرة هناك رفض الكشف عن اسمه، قال “الأوامر صدرت بتأمين ساحة التظاهر والطرق المؤدية إليها، وتأمين مداخل المنطقة الخضراء، الوضع الأمني المرتبك يثير مخاوف من محاولات بعض الفصائل المسلحة استغلال ذكرى التظاهرات للقيام بأعمال تخريبية أو محاولة اقتحام المنطقة الخضراء باسم المتظاهرين”.

أكثر من 544 متظاهراً سقطوا بسبب أعمال العنف والقنص في تظاهرات تشرين الأول 2019.

 وأكد أن “عناصر الأمن المنتشرين بكثافة ليسوا لقمع المتظاهرين، بل لحمايتهم من أي جهة قد تحاول تنفيذ أجندات خاصة باسم هذه التظاهرات”.

 في خضمَ هذه التحركات، يقول الناشط سجاد علي إن “المطالب لم تتحقق حتى اللحظة، هذا ما يجلعنا مستمرين بتظاهراتنا إلى اليوم، ومطلبنا الأول هو الكشف عن أسماء قتلة المتظاهرين”.

وطالبت الناشطة انسام سلمان التي قادت تظاهرة نسوية تحت مسمى “تشرينية”، “بالكشف عن أسماء قناصي تشرين الأول، فضلاً عن إجراء انتخابات مبكرة، وتعديل قانون الانتخابات، وتحويل الدوائر الانتخابية الكبيرة إلى دوائر انتخابية صغيرة، فضلاً عن التخلي عن مبدأ الكتل والتيارات فيكون الترشيح فردياً للانتخابات، إضافة إلى مطالب الشباب بالتعيين وتعديل قانون الضمان الاجتماعي وقوانين العمل لتضمن للعاملين في القطاعات الخاصة حقوقهم، وحصر السلاح بيد الدولة للتخلص من الميليشيات والقضاء عليها”.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.