fbpx

“قطار جامح يسير نحو الهاوية”: مصير أقدم ديموقراطية دستورية على المحك

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

وصفت هذه الانتخابات بأنها “الانتخابات التي قد تُحطم أميركا”… وثمة شعور سائد على نطاق واسع بأن مصير أقدم ديموقراطية دستورية في العالم بات على حافة الانهيار.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

وصفت هذه الانتخابات بأنها “الانتخابات التي قد تُحطم أميركا”. ففي الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني القادم سيقرر الناخبون ما إذا كان دونالد ترامب أو جو بايدن، هو رئيسهم المقبل. بيد أن هذه المرة تتجاوز المخاطر السؤال البسيط الذي يدور حول من سيصل إلى سدة الحكم في البيت الأبيض.

ثمة شعور سائد على نطاق واسع بأن مصير أقدم ديمقراطية دستورية في العالم بات على حافة الانهيار. تعرضت الولايات المتحدة بالفعل للعديد من الصدمات البالغة خلال عام 2020 بسبب وباء فيروس كورونا القاتل، والانهيار الاقتصادي، فضلاً عن الاحتجاجات ضد العنصرية التي عمت المجتمع بأسره. والآن تأتي هذه الانتخابات مع وصفة للفوضى تتمثل مكوناتها في قمع الناخبين، والتدخل الأجنبي، والتضليل الإعلامي ونشر المعلومات الكاذبة على شبكة الإنترنت، والتنافس الشديد على المقعد الشاغر بالمحكمة العليا.

الأمر الأكثر تهديداً على الإطلاق هو الرئيس الحالي الذي أمضى عدة أشهر في نشر المعلومات المُضللة والتشكيك في مصداقية ما أسماه “أعظم انتخابات مزورة في التاريخ”. وعندما سُئِل عما إذا كان سيلتزم بانتقال سلمي للسلطة، رفض قائلاً، “سيتعين علينا أن ننتظر ماذا يحدث… أنتم تعلمون أنني كنت أشكو بشدة من الاقتراع عبر البريد… هذا التصويت كارثي”.

بيد أنه إذا رفض ترامب ترك منصبه، فقد تنزلق أميركا إلى أزمة دستورية وتجد نفسها تتطلع إلى آفاق مجهولة. وأياً كانت النتيجة، فثمة خطر كبير يتمثل في عدم قبول شريحة عريضة من الأميركيين الفائز الشرعي في الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي قد يؤدي إلى اندلاع احتجاجات غاضبة في الشوارع في بلد تسوده الأسلحة النارية، والخوف من أن يصبح النظام الذي كان ذات يوم موضع حسد العالم غير قابل للإصلاح بعد عقود من التآكل.

يقول مويسيس فيلا، وهو خبير استراتيجي سياسي وأحد الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق مجتمع الميم واللاتينيين، “لم أكن أتصور أبداً أن أعيش في هذه الأيام التي تبدو خلالها ديمقراطيتنا على هذا النحو المضطرب والهش، ولم أكن أتصور أبداً أن ذلك قد يحدث على الإطلاق. لم يكن الأمر في نطاق الاحتمالات، فقد دفع دونالد ترامب ديمقراطيتنا إلى حافة الهاوية. وهو أمر بالغ الخطورة حقاً”.

التصويت عبر البريد وقمع الناخبين

تجري الانتخابات الآن في خضم أسوأ أزمة صحية عامة تشهدها أميركا منذ قرن. ومن المتوقع أن يصوت عدد غير مسبوق من الناخبين بالبريد حتى يتجنبوا المخاطر الصحية المترتبة على الاصطفاف للتصويت شخصياً في 3 نوفمبر/تشرين الثاني. وهناك خمس ولايات بالفعل -هي كولورادو وهاواي وأوريغون وواشنطن ويوتا- تجري الانتخابات بها بالكامل تقريباً عن طريق البريد.

بيد أن الولايات المتحدة تستند إلى مجموعة متنوعة من القواعد والممارسات المختلفة، وتوجد ولايات أخرى تسعى جاهدة للاستعداد. فقد أشرف لويس ديجوي، المدير العام الجديد لمكتب البريد وأحد المانحين الجمهوريين، على إجراءات من شأنها أن تجعل التصويت عن طريق البريد عملية صعبة، بدلاً من أن يزيد من سهولتها، بما في ذلك إزالة صناديق البريد من الشوارع وتعطيل آلات الفرز. وبعد أن واجه موجة من الاحتجاجات الغاضبة، أعلن ديجوي أنه سوف يوقف تلك التغييرات إلى ما بعد الانتخابات، ولكن ربما فات الأوان لمعالجة الضرر.

غير أن الهجمات على التصويت عبر البريد ليست سوى المثال الأكثر فظاعة على قمع الناخبين، وهو أسلوب قديم قدم الديمقراطية الأميركية ذاتها، يؤثر على نحو غير متناسب على الأشخاص من خلفيات عرقية مختلفة، وهم إحصائياً أكثر ميلاً إلى التصويت لصالح الديمقراطيين.

الأمر الأكثر تهديداً على الإطلاق هو الرئيس الحالي الذي أمضى عدة أشهر في نشر المعلومات المُضللة والتشكيك في مصداقية ما أسماه “أعظم انتخابات مزورة في التاريخ”.

على سبيل المثال، في ولاية فلوريدا، وهي ولاية متأرجحة بالغة الأهمية، قرر الناخبون عام 2018 إعادة منح حق التصويت لـ 1.4 مليون شخص فقدوا ذلك الحق لأنه سبق وأن صدرت في حقهم إدانات جنائية. ولكن الجمهوريين نجحوا فعلياً في إحباط هذه الخطوة، وهذا يعني أن أكثر من 700 ألف شخص من المحتمل أن يُحرموا من التصويت في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

قال نيل سوروكا، المتحدث باسم مجموعة الضغط التقدمية “الديمقراطية من أجل أميركا”، “إن دونالد ترامب يحكم قبضته على مقاليد السلطة، ومن الواضح أنه يتلاعب بها بكل وسيلة ممكنة، سواء كانت قانونية أو مشكوك في قانونيتها، في محاولة لضمان تحقيق فوز بهامش ضيق في الانتخابات المقبلة”.

مضيفاً أن، “التهديد بقمع الناخبين أمر حقيقي للغاية. فنحن نشهد بالفعل مكالمات هاتفية آلية في أماكن مثل ولاية بنسلفانيا، تثني الناس عن التصويت المبكر أو التصويت الغيابي أو تهدف إلى نشر معلومات مضللة”.

“السراب الأحمر”

تُظهر استطلاعات الرأي أن الديمقراطيين أكثر احتمالاً لاستخدام التصويت عبر البريد، في حين يميل الجمهوريون إلى تفضيل الاصطفاف في يوم الانتخابات والذهاب شخصياً لمقرات الاقتراع. تحظر الولايات الحاسمة، وهي ولايات ميشيغان وبنسلفانيا ويسكونسن، على المسؤولين عن الانتخابات معالجة أو فرز الأصوات عبر البريد حتى يوم الانتخابات. وبالتالي من المرجح أن يتم فرز أصوات الجمهوريين أولاً، وهذا يمكن أن يخلق ما يُطلق عليه “السراب الأحمر” ليلة الاقتراع (أي فوزاً مؤقتاً للحزب الجمهوري) يبدو فيه أن ترامب يتصدر المشهد الانتخابي بفارق كبير.

يُخشى أن ينتهز الرئيس هذه النتائج الأولية ويعلن فوزاً سابقاً لأوانه، ثم إذا ما أدى التصويت عبر البريد إلى قلب مجرى الأمور تدريجياً وأسفرت النتيجة النهائية عن فوز بايدن بعد أيام، سيتذرع بذلك حينها ويدعي أن الانتخابات سُرقت منه.

قال جوش مندلسون، المدير التنفيذي لشركة الإعلام الرقمي “هاوكفيش”، وهي شركة تعمل في اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي ومتخصصة في مجال البيانات والتحليلات، لبرنامج “آكسيوس أون أتش بي أو”، “إننا نستشعر ناقوس الخطر ونقول إن هذا الاحتمال وارد الحدوث للغاية، وهو أن البيانات سوف تُظهر في ليلة الانتخابات فوزاً مذهلاً لدونالد ترامب”.

مُضيفاً أنه، “عندما يتم فرز كافة الأصوات الصحيحة ونصل إلى ذلك اليوم النهائي، الذي سيكون بعد يوم الاقتراع، سيظهر في الواقع ان ما حصل في ليلة الاقتراع كان حقاً سراباً. إذ بدا الأمر وكأن دونالد ترامب كان في الصدارة، ولكن عند فرز كافة الأصوات سنكتشف أنه لم يكن كذلك من الأساس”.

تجري الانتخابات الآن في خضم أسوأ أزمة صحية عامة تشهدها أميركا منذ قرن.

قد تتيح فترة الانتظار الطويلة قبل إعلان النتيجة النهائية للانتخابات، الفرصة أمام ترامب لافتعال المشكلات، وإغراق منصات التواصل الاجتماعي بنظريات المؤامرة. قال بيل غالستون، المستشار السياسي السابق للرئيس الأسبق بيل كلينتون، “إن أكثر ما يقلقني هو أن رئيس الولايات المتحدة سوف يقرر، لأسباب خاصة به، الطعن في الأصوات التي لم تُفرز في ليلة الاقتراع”.

مُضيفاً أنه، “نظراً لحقيقة أن عدداً غير مسبوق من الأصوات سوف يُدلى بها عبر البريد في هذه الانتخابات، ويبدو أنه سيكون هناك فارق كبير مع تصويت الديمقراطيين بالبريد أكثر بكثير من التصويت الشخصي، فإن الطعن في صحة التصويت عبر البريد يعادل ضمنياً قول إن الأصوات التي يتم الإدلاء بها شخصياً هي فقط الأصوات الصالحة، وهذه هي وصفة احتيال انتخابي واسع النطاق، لم نشهد له مثيل من قبل قط في هذا البلد. وإذا سألتني عن أسوأ كابوس أخشى حدوثه، فهذا هو”.

هناك أيضاً مخاوف من أن يسعى ترامب والنائب العام المُخلص له بوضوح، وليام بر، إلى استبعاد التصويت عبر البريد. قال جون هيلمان، المُحلّل السّياسيّ لشبكة “إم إس إن بي سي” التلفزيونية الإخبارية، “لا تستبعد إمكانية أن يقول الرئيس في ليلة الاقتراع، “سأذهب إلى بنسلفانيا، وسأصادر جميع الأصوات التي لم تفرز حتى الآن، ويرسل ضباط الأمن الفيدراليين إلى مراكز الاقتراع التي تُحتسب فيها الأصوات، ويحاول مصادرة تلك الأصوات”.

وعد فيسبوك بوضع علامة على أيّة منشورات من قبل المرشحين أو صفحات الحملات الانتخابية يدَّعون فيها الفوز، لتوضيح أن النتائج الرسمية لم تُعلن بعد. يفرض هذا المشهد ضغطاً هائلاً على وسائل الإعلام لتجنب استباق الأحداث والتكهن بالنتائج مثلما سبق وفعلت بعضها في ليلة انتخابات عام 2000 بين جورج دبليو بوش وآل غور.

تدخلات أجنبية

تتفق أجهزة الاستخبارات أن روسيا هاجمت الديمقراطية الأميركية في عام 2016  بهدف زرع الفرقة في النظام السياسي الأميركي ومساعدة ترامب وإلحاق الضرر بفرص هيلاري كلينتون في الفوز بالانتخابات. وفي الشهر الماضي حذر المركز الوطني للأمن ومكافحة التجسس في الولايات المتحدة من أن روسيا تحاول مجدداً “تشويه سمعة” بايدن، بينما تسعى الصين وإيران أيضاً للتدخل في الانتخابات. 

على الرغم من أن إدارة ترامب فرضت عقوبات على مسؤولين روسيين كبار، لم يشر الرئيس نفسه مطلقاً إلى أنه يأخذ هذا التهديد الروسي على محمل الجد. بل إنه في المقابل أدان مراراً تحقيق المحامي الخاص روبرت مولر حول الصلات العديدة بين حملته وروسيا ووصفه بأنه “خدعة”.

في عام 2016، انصب التركيز الروسي على قرصنة الرسائل الإلكترونية ونشر أخبار مزيفة على منصات التواصل الاجتماعي. أما في هذه الانتخابات، فقد قال ماكس بيرغمان، وهو زميل أقدم في مركز التقدم الأميركي في واشنطن (CAP)، إن أكبر مخاوفه في هذه المرة هو أن تشن روسيا هجوماً على الهياكل الأساسية. 

مضيفاً أن، “مستوى التهديد وصل لأعلى درجة. نعلم من دوائر الاستخبارات الحكومية أن روسيا تحاول التدخل في هذه الانتخابات. نعلم ذلك من جلسات الإحاطة الإعلامية التي انعقدت على مدار العام الماضي”.

حكم الأقلية وفقدان الثقة في الديموقراطية

أشعلت وفاة قاضية المحكمة العليا روث بادر غينسبيرغ السباق الانتخابي الملتهب بالفعل. وتدور حالياً رحى معركة سياسية عنيفة في الكابيتال هيل، إذ يعتزم ترامب ترشيح قاضية محافظة قبل الانتخابات لتحل محل غينسبرغ ذات التوجه الليبرالي.

على المدى القصير، ثمة احتمال ضئيل أن تؤدي القاضية الجديدة دوراً حاسماً في نتائج الانتخابات. فقد حُسمت المنافسة المحتدمة بين بوش وغور في انتخابات عام 2000 لصالح بوش من خلال تصويت قضاة المحكمة العليا 5 مقابل 4، على أساس أيديولوجي. وإذا حدث خلاف مماثل في انتخابات 2020، قد يصبح القرار الفصل بيد المحكمة العليا مجدداً.

عززت السرعة في ملأ مقعد غينسبرغ شعوراً عميقاً بالعجر الديمقراطي، تلك الفجوة الآخذة في الاتساع بين حكم الأقلية البيضاء اليمينية وتنوع قيم الأغلبية. فقد خسر ترامب التصويت الشعبي أمام هيلاري كلينتون بفارق حوالي 3 مليون صوتاً، والآن يعني تعيينه الأخير لأحد قضاة المحكمة العليا أن غالبية القضاة في المحكمة تم ترشيحهم من قبل رئيس لم يكسب التصويت الشعبي أصلاً.

يُخشى أن ينتهز الرئيس هذه النتائج الأولية ويعلن فوزاً سابقاً لأوانه.

إضافة إلى ذلك، تمثل “الأغلبية” الجمهورية في مجلس الشيوخ مواطنين أقل من الذين تمثلهم “الأقلية” الديمقراطية بنحو 15 مليون نسمة لأن كل ولاية ممثلة بعضوين فقط، بغض النظر عن التعداد السكاني لها. لذا فولاية مونتانا، التي يبلغ تعداد سكانها مليون نسمة لها نفس تمثيل ولاية كاليفورنيا التي يبلغ تعداد سكانها 40 مليون نسمة.

قد تكون المحصلة النهائية هي أغلبية محافظة في المحكمة العليا بواقع 6 مقاعد مقابل 3 مقاعد، وهو ما يعني تجريد النساء من حقوقهن الإنجابية رغم إظهار الاستطلاعات أن من بين كل 10 أشخاص يوجد 7 يعارضون إلغاء الحكم التاريخي الصادر عام 1973 في قضية “رو ضد ويد” (الذي أعطى المرأة الحامل الحق في إجهاض الجنين). توجد مسائل أخرى معرضة للخطر كالحصول على الرعاية الصحية وحقوق التصويت وحماية البيئة. وقد يؤدي هذا إلى إحساس عميق بخيبة الأمل ربما يفضي إلى إضرابات مدنية.

قال نيل سوروكا المتحدث باسم مجموعة “الديمقراطية من أجل أميركا”، “ربما يشكل هذا أعظم تهديد على الديمقراطية الأميركية منذ أجيال لأنه ما تقوله في الأساس هو، ‘اللعنة على إرادة المصوتين، نحن الأقلية الجمهورية في هذا البلد لدينا القدرة على فرض التفسير الذي نرتأيه للقوانين وتعيين القضاة ولن نفوت فرصة القيام بذلك، ولتذهب العواقب للجحيم’ “.

السيناريو الكابوسي: ترامب يرفض ترك منصبه

خلافاً لمن سبقوه، كرر ترامب رفضه قبول نتيجة الانتخابات، بينما “يمزح” حول السعي لفترة ولاية ثالثة حتى وإن كان الدستور يمنع ذلك. وقد ادعى أن، “الطريقة الوحيدة التي سنخسر بها هذه الانتخابات هي إذا كانت مزورة”. ويتوقع المراقبون أنه سيستخدم كافة المزايا التي يكفلها له منصبه للتشبث بالسلطة.

قال رشاد روبنسون، رئيس مؤسسة “كولور أوف تشاينج-راية التغيير” (Color of Change) لمناصرة قضايا العدالة العرقية، “ما يمتلكه بالفعل هو أنه يسيطر على الهياكل الفيدرالية الأساسية وبالتالي فإن السؤال هو: هل سيستخدم هذه الهياكل الفيدرالية الأساسية للغش في الانتخابات؟ وما نعرفه عن دونالد ترامب هو أنه لم ينجز شيء في حياته دون غش”.

قد تدور رحى الخلاف في الكونغرس والمحاكم وأيضاً الشوارع. فقد أسس الجمهوريون صندوقاً للحرب تكلفته 20 مليون دولار لإنفاقه فيما قد تكون معركة قانونية طويلة المدى، شكلت حملة بايدن أيضاً فريق قانوني ضخم يضم النائب العام الأسبق، إريك هولدر.

يدرك الطرفان الثغرات الدستورية التي باتت جاهزة للاستغلال. فقانون عام 1887، الذي يُفترض أنه يتناول كيفية حل أيّ نزاع انتخابي، هو قانون غامض بشكلٍ يبعث على القلق. في حين قد تؤدي تقلبات المجمع الانتخابي دوراً أيضاً.

من المقرر أن يبدأ التصويت في المجمع الانتخابي يوم 14 ديسمبر/كانون الأول من قبل مجموعات “الناخبين”، التي تتشكل من قادة الأحزاب والمسؤولين المحليين المنتخبين الذين يمثلون كل ولاية. في العادة، تعبر أصوات هذه المجموعات عن التصويت الشعبي في البلاد. لكن هذا الأسبوع ذكرت مجلة “ذا أتلانتيك” أن حملة ترامب تخطط لتجنيد حكومات الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون لاختيار الناخبين المحليين بها وذلك لتجاوز التصويت الشعبي في الولايات الحاسمة.

أخبر مستشار قانوني في حملة ترامب مجلة “ذا أتلانتيك” أن، “الهيئات التشريعية في الولايات ستقول: حسناً، لقد مُنحنا هذه السلطة الدستورية. لا نظن أن نتائج ولاياتنا دقيقة، لذا إليكم قائمة الناخبين من ولاياتنا التي نعتقد أنها تعكس على نحو سليم نتائج ولاياتنا”.

سيعقب ذلك بالتأكيد مظاهرات شعبية حاشدة. إذ تستعد المجموعات التقدمية -مثل مجموعة “ستاند آب أميركا-انهضي يا أميركا” (Stand Up America)- لحشد احتجاجات ضخمة في الشوارع لحماية نتيجة الانتخابات الصحيحة.

في النهاية، لا يوجد كُتيب إرشادات لما يجب فعله عندما يرفض رئيس تسليم السلطة.

“عندما يتم فرز كافة الأصوات الصحيحة ونصل إلى ذلك اليوم النهائي، الذي سيكون بعد يوم الاقتراع، سيظهر في الواقع ان ما حصل في ليلة الاقتراع كان حقاً سراباً”.

قال بايدن إنه “مقتنع تماماً” أن الجيش سيرافق ترامب من المكتب البيضاوي إذا لزم الأمر، وهو سيناريو قد يبدو منطقياً لدى الدكتاتوريات التافهة غير ذات الشأن ويصعب تصديق حدوثه في الولايات المتحدة.

بعد مآسي عام 2020 المتتالية، قد تبدو الانتخابات وكأنها قطار جامح يندفع نحو حافة جرف. يشير عديد من الديمقراطيين أن السبيل الوحيد لتجنب الكارثة هو الحرص على فوز بايدن بأغلبية ساحقة وبهذا لن يتمكن حتى أنصار ترامب من الطعن فعلاً في النتيجة. 

وقال فيلا، الخبير الاستراتيجي الذي كان أحد كبار مستشاري بايدن في البيت الأبيض سابقاً، “يجب أن يكون الفوز مدوياً ليكون رسالة لا يمكن تفسيرها بأي صورة أخرى. كلما كانت النتيجة كاسحة لصالح بايدن، قلت فرص ترامب في تقديم حجته. لكنني أخشى فعلياً من أنه سيرحل عن البيت الأبيض وهو يملأ الدنيا صراخاً وركلاً”.

  • هذا المقال مترجم عن theguardian.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي.
حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!