fbpx

الحرائق السورية: الحكومة تتحجج بالحصار و”المخابرات” ستحدد أسباب الحرائق!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لن يكون سهلاً على السوريين تجاوز آثار الحرائق الهائلة التي قضمت مساحات واسعة من الغابات والأراضي في المناطق الساحلية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا (أوتشا) تقريره الأول عن الأثر الإنساني لحرائق الغابات والأراضي في المناطق الساحلية غرب البلاد لغاية 11 تشرين الأول/ أكتوبر. وتناول التقرير مسائل الزراعة والغذاء والمأوى ونظافة المياه والصرف الصحي.

وأبرز التقرير أنه منذ 8 تشرين الأول، تم الإبلاغ عن 156 حريقاً على الأقل في محافظة اللاذقية (95)، طرطوس (49)، وحمص (12)، مع انتشار واسع في عدة مناطق في 9 و10 تشرين الأول.

وأوضح التقرير أنه لغاية 11 تشرين الأول، أبلغت السلطات المحلية عن احتواء و/ أو إخماد جميع الحرائق، مع بقاء بعض المناطق مهددة بخطر إعادة اشتعال.

كما لقي ثلاثة أشخاص حتفهم في اللاذقية، إضافة إلى 70 شخصاً آخرين من اللاذقية و9 من طرطوس تم نقلهم إلى المستشفيات.

وبينما لا تزال عملية التحقق مستمرة، تشير بعض التقارير إلى نزوح حوالى 25000 شخص وبعض عمليات العودة المبكرة.

وتشير التقديرات الأولية إلى تضرر ما يصل إلى 140000 شخص 

(28000 أسرة) من جراء تدمير المنازل والممتلكات وتضررها، بما في ذلك الأراضي الزراعية، وانقطاع التيار الكهربائي وإمدادات المياه ومحدودية الوصول إلى الخدمات كالمستشفيات.

وتم الإبلاغ عن دمار أكثر من 9000 هكتار (90 كيلومتر مربع) من الأراضي الزراعية والغابات.

ومع اقتراب الحرائق، تم إجلاء 15 مريضاً إلى مستشفى تشرين الوطني الحكومي في مدينة اللاذقية من قسم العناية المركزة في مستشفى الحفة، الذي لا يزال يعمل حتى الآن. كما أبلغت منظمة الصحة العالمية عن إجلاء موظفين طبيين و9 مرضى من مستشفى القرداحة الذي أصبح خارج الخدمة.

ولحقت أضرار جسيمة بشبكات الكهرباء والمياه في اللاذقية، مع قطع للتيار الكهربائي عن بعض المناطق لمنع المزيد من إلحاق الأضرار بالبنية التحتية. ولا تزال المنظمة تجري تقييمات لتحديد نطاق التأثير الكامل للحرائق.

وتسببت حرائق واسعة النطاق في المناطق الساحلية في سوريا في سقوط ثلاثة قتلى على الأقل وعشرات الجرحى، في مناطق في الفاخورة والقرداحة وجبلة واللاذقية في محافظة اللاذقية. كما تأثرت منطقة صافيتا في محافظة طرطوس بشكل خاص. 

وأفادت السلطات المحلية بأن ما يصل إلى 28000 أسرة قد تأثرت بشكل مباشر، لناحية إصابة أفراد منها، مع دخول ما يصل إلى 80 أسرة إلى المستشفى بسبب استنشاق الدخان. كما تم الإبلاغ عن خسائر كبيرة في المنازل والممتلكات الشخصية و / أو الممتلكات التي تؤمن سبل العيش في بعض المناطق.

ونزح ما يصل إلى 25000 شخص وتأثر عدد كبير من الأسر بسبب الاضطرابات في الخدمات العامة الرئيسية، مثل الصحة والمياه وإمدادات الطاقة. ودُمِّر ما يقدر بـ5000 هكتار (50 كيلومتراً مربعاً) من الأراضي الزراعية، بما في ذلك البساتين وأشجار الزيتون والبيوت البلاستيكية الزراعية، و4000 هكتار (40 كيلومتراً مربعاً) من الأراضي الحرجية. وتجرى التقييمات لتحديد النطاق الكامل للتأثير، بقيادة منظمة الهلال الأحمر العربي السوري.

وتشير تقارير إلى أنه تم احتواء جميع الحرائق، مع استمرار إجراءات التبريد والمراقبة، للتخفيف من مخاطر عودة الاشتعال خلال الأيام المقبلة.


الأثر الإنساني

خلال الفترة من 9 إلى 10 تشرين الأول، تم الإبلاغ عن حالات نزوح كبيرة في المناطق المتضررة، لا سيما من مديريات الفاخورة والقرداحة وجبلة واللاذقية في محافظة اللاذقية، إضافة إلى مناطق النازحين العائدين حديثاً في ريف الحفة وريف قسطل معاف. وبحسب ما ورد، تم إخلاء بعض القرى بالكامل مع اقتراب الحرائق، ولجوء السكان مع عائلاتهم وأصدقائهم، إلى المدارس والملاجئ الخالية. وفي قريتي رأس البسيط والبدروسية، حيث أعداد كبيرة من النازحين، أفادت تقارير بأن البعض أمضى الليل على الشاطئ. وفي حمص، وبينما تأثرت الأراضي الزراعية، لم ترد أنباء عن حدوث أية عمليات نزوح.

وتفيد تقارير بأن غالبية من لا يزالون نازحين يعيشون مع أسر مضيفة. وفي 9 تشرين الأول، فتحت السلطات ثلاث مدارس في قرى دير زينون والفاخورة وعين العروس في اللاذقية كملاجئ طارئة لـ400 شخص، على رغم ورود تقارير عن مغادرة العائلات في اليوم التالي. وتم تخصيص مدرستين أخريين في بلوران والقرداحة لاستضافة النازحين إن لزم الأمر. وحتى 10 تشرين الأول، ورد أن 1500 شخص عادوا إلى منازلهم. وتشير تقارير إلى تعرض بعض القرى لأضرار جسيمة، ويمكن توقع عدم تمكن بعض النازحين من العودة إلى ديارهم على المدى القصير.

وتشمل الاحتياجات ذات الأولوية للنازحين المأوى والمواد غير الغذائية مثل البطانيات والملابس ومستلزمات النظافة ومعدات النظافة الشخصية، إضافة إلى المساعدات الغذائية وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة. وهناك حاجة ماسة أيضاً إلى المعدات الصحية، كأسطوانات الأوكسجين وأجهزة البخاخ لمعالجة آثار استنشاق الدخان. بالإضافة إلى ذلك، وفي ضوء إجلاء مصابين بفايروس “كورونا”، وعاملين من بعض المستشفيات، تتطلب المرافق الصحية أيضاً موارد متخصصة بالوباء، بما في ذلك معدات الحماية الشخصية وغيرها من الإمدادات لحماية الطاقم الطبي والمرضى الآخرين. وتم تأجيل حملة تطعيم ضد شلل الأطفال تستهدف الأطفال دون سن الخامسة في اللاذقية وطرطوس. 

وتنتشر ثلاث سيارات إسعاف تابعة لمنظمة “الهلال الأحمر العربي السوري” في مناطق بانياس وصافيتا ومشتى الحلو في اللاذقية، إضافة إلى أربعة خزانات مياه متحركة لدعم فرق الإطفاء. وتوجد عيادة متنقلة جاهزة، وقد أكد الشركاء استعدادهم لتقديم مساعدات غذائية طارئة ومواد إغاثة أساسية. وتقوم “أوتشا” بالتنسيق مع السلطات والشركاء في المجال الإنساني لوضع خطة استجابة للطوارئ.

الحكومة: الحصار والحرب!

قال وزير الزراعة السوري محمد حسان قطنا، في لقاء على قناة “السورية” الحكومية، إن عدد الحرائق التي نشبت منذ فجر 9 تشرين الأول بلغ 171 حريقاً في محافظات حمص وطرطوس واللاذقية، وتم إخمادها، إنما قضى جرّاءها ثلاثة أشخاص. وأضاف قطنا أن الأضرار توزعت بين أشجار حراجية ومثمرة وبيوت بلاستيكية وأشجار زيتون تشكل جهد 30 – 40 سنة. ووعد الوزير بتعويض الفلاحين بغِراس مثمرة مجانية وبمساعدتهم على تغيير نوعية الأشجار المزروعة بما يتناسب مع مناطقهم ويحقق عائداً اقتصادياً أكبر لهم.

وأكد الوزير أن “وزارة الداخلية والجهات المختصة (أجهزة المخابرات) هي المعنية بتحديد أسباب الحرائق”، منوهاً إلى أن “الحصار الجائر المفروض على سوريا والحرب تسببا في زيادة عدد الحرائق وانتشارها من خلال تراجع الإمكانات ونقص التجهيزات اللازمة لتنفيذ خطط تنظيف جوانب الطرق من الأعشاب اليابسة وشق الطرق وتعزيل القائم منها، إضافة إلى خسارة أعداد كبيرة من الإطفائيات والصهاريج والآليات الثقيلة التي كانت متوفرة لدينا قبل الحرب ولم يتم ترميم النقص نتيجة الحصار”.