fbpx

لبنان : ممانعة و”نوم مع العدو” تحت سقف “مار مخايل”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

هل كانت جرعة “التطبيع” التي حصلت في مفاوضات الناقورة عالية بالنسبة الى حزب الله أم أنه يمكن هضمها تحت سقف مار مخايل كالعادة؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

على قاعدة “اجعل أصدقاءك قريبين، لكن اجعل أعداءك أقرب”، وقّع “حزب الله” مع “التيار الوطني الحر” في شباط/ فبراير 2006 تفاهم مار مخايل. وحزب الله سيّد العارفين بتاريخ التيار وثقافته السياسية التي لطالما صافحت، حرفياً ومعنوياً، الجانب الإسرائيلي وتعاملت معه تارة على أنه صديق ومخلّص (على طريقة سعيد عقل) وطوراً على أنه، في أسوأ الأحوال، أقل خطراً وعداوة للبنان من “العدو” السوري المتمثل بنظام البعث الذي خلع ميشال عون بالقوة من قصر بعبدا عام 1990، ونفاه إلى فرنسا لخمسة عشر عاماً متواصلة. خلال تلك الحقبة كان عون يعمل مع المحافظين في الدوائر الأميركية على صوغ قانون محاسبة سوريا والقرار الدولي 1559 القاضي بإخراج الجيش السوري واستخباراته من لبنان، ونزع سلاح “حزب الله”. 

جاء التفاهم ليفتح صفحات جديدة مكتوبة وموقّعة بين الطرفين، تنظّم نقاط الخلاف وتعزّز نقاط التلاقي، ونجح هذا التفاهم، بالمعنى السياسي، في تأمين دعم لـ”حزب الله” في حرب تموز، فضلاً عن تغطية عونية لخطوات سياسية كثيرة كانت تحتاج إلى مظلة “مسيحية”. كما جرّ التفاهم “حزب الله” إلى القبول بتنازلات على مستوى ايديولوجيته لجهة القبول بعودة “اللبنانيين في إسرائيل” في البند السادس من التفاهم، وهؤلاء اللبنانيون تعتبرهم بيئة “حزب الله” عملاء تجب محاكمتهم ومعاقبتهم. سمح التفاهم لحزب الله بخوض مغامرات إقليمية خارج لبنان في مقابل منح التيار العوني سلطة أكبر في الداخل.

ربما لم يستطع “حزب الله” تحمّل هذه الجرعة العالية من التطبيع، التي قد تؤثر في سير عمل وظائف بيئته السياسية، فاضطر مع حركة “أمل” إلى إصدار بيان يرفض فيه مشاركة مدنيين في وفد المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي في الناقورة، وهو ما يشير بحسب كثيرين إلى “خلاف مع توجهات رئيس الجمهورية ميشال عون”

بقي موضوع العلاقة بإسرائيل إشكالياً في التفاهم بين “حزب الله” والتيار العوني، وشهد محطات من الخلافات “الايديولوجية” حول هذه المسألة التي يتباعد فيها الطرفان، إذ يعاني الحزب من “وسواس قهري” في كل ما يتعلق بإسرائيل، ويعرف أن أي تنازل في مسائل تتعلق بالعلاقة بـ”العدو”، أو التواصل معه بشكل مباشر، تعود عليه بخسائر فادحة في بيئته الشعبية، خصوصاً أنه يحمل خطاباً مرتفع النبرة ضد أي نوع من التطبيع مع إسرائيل، على المستويات كافة. وهذا الموضوع شكّل مادة إحراج كبيرة لـ”حزب الله” طوال علاقته مع التيار العوني، الذي لم يتخلَّ عن ثقافته القائلة بعدم وجود “خلاف أيديولوجي مع إسرائيل”، بحسب تعبير رئيس التيار جبران باسيل على محطة “الميادين” المقربة من الحزب، وكان حينها وزيراً لخارجية لبنان. ثم عاد وكرر موقفاً مشابهاً عن “حق إسرائيل في الأمن” في مقابلة مع محطة “سي أن أن” الأميركية.

وكان لباسيل موقف في الذكرى الثالثة عشرة لتفاهم مار مخايل بحضور مسؤولين في “حزب الله” يصب في الخزان الأيديولوجي نفسه الذي تعتبره أدبيات “حزب الله” ملوّثاً: “لبنان يريد السلام ولا يريد الحرب، نحن لا نريد الحرب… فالحرب حالة استثنائية وليست حالة دائمة والسلم بالنسبة إلينا يقوم على الحقوق المتبادلة وهذا هو جوهر مبادرة السلام العربية، التي انطلقت من بيروت والتي تتناولها الحكومة اللبنانية في بياناتها الوزارية، والتي تقول في مضمونها إن للعرب الحق بالأرض، لفلسطين الحق بالدولة، ولإسرائيل الحق بالأمن، ليحل السلام”.

 قبل ذلك بسنوات، خرج من داخل بيت التيار عميل إسرائيلي مدان بحكم من محكمة التمييز العسكرية هو الضابط العوني فايز كرم، الذي غادر السجن بحكم مخفف بعد ضغوط سياسية، وفتح الشامبانيا أمام عدسات الكاميرات بوقاحة موصوفة. وبعدها عملت أوساط “التيار الوطني الحر”، تحت ضغط أميركي، على تأمين إخراج عميل آخر من السجن هو “جزّار معتقل الخيام” عامر فاخوري بعد تدخلات من سياسيين نافذين في “التيار الوطني الحر”، وبقبول ضمني من “حزب الله”. وحتى رئيس الجمهورية ميشال عون نفسه، لم يجد في الفترة الأخيرة أي حرج في الإجابة عن سؤال صحافية فرنسية عن استعداد لبنان لعقد سلام مع إسرائيل بالقول: “حسب، لدينا مشكلات مع إسرائيل ينبغي حلّها أولاً”. 

جواب عون ليس بعيداً من الجدل حول المفاوضات على ترسيم الحدود البحرية. هذه واحدة من المشكلات التي “ينبغي حلّها أولاً”، بحسب عون قبل عقد سلام مع إسرائيل. ولهذا ربما لم يستطع “حزب الله” تحمّل هذه الجرعة العالية من التطبيع، التي قد تؤثر في سير عمل وظائف بيئته السياسية، فاضطر مع حركة “أمل” إلى إصدار بيان يرفض فيه مشاركة مدنيين في وفد المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي في الناقورة، وهو ما يشير بحسب كثيرين إلى “خلاف مع توجهات رئيس الجمهورية ميشال عون”، إلا إذا كان “حزب الله”، كعادته في علاقته بـ”التيار الوطني الحر”، يوزّع الأدوار لاحتواء بيئته الشعبية، فيما يستمر “النوم مع العدو” بمباركة رئاسية عونية، ودائماً تحت سقف تفاهم مار مخايل. 

هلا نهاد نصرالدين - صحافية لبنانية | 27.03.2024

“بنك عودة” في قبضة الرقابة السويسرية… فما هو مصدر الـ 20 مليون دولار التي وفّرها في سويسرا؟

في الوقت الذي لم ينكشف فيه اسم السياسي الذي قام بتحويل مالي مشبوه إلى حساب مسؤول لبناني رفيع المستوى، والذي امتنع بنك عودة سويسرا عن ابلاغ "مكتب الإبلاغ عن غسيل الأموال" عنه، وهو ما ذكره بيان هيئة الرقابة على سوق المال في سويسرا "فينما" (FINMA)، تساءل خبراء عن مصدر أكثر من 20 مليون دولار التي…