fbpx

جريمة نهر دجلة : نسرين رمت بطفليها في النهر… انتقاماً!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

خيوط القضية التي هزّت العراق بدأت بالتكشّف، مع أن المنطق يغيب تماماً مع حادثة مماثلة. كل تفسير للدوافع، مهما تعددت، لا يكفي لفهم الجريمة التي ارتكبتها أم بحقّ طفليها، عبر رميهما في النهر ولا بالظروف المحيطة التي يمكن أن تفضي لمثل هذه الجريمة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

فبين منطقتي الكاظمية والاعظمية، وعلى جسر الائمة الرابط بينهما، حيث تجري مياه دجلة وقع الحادث الذي هزّ العاصمة بغداد.

كانت نسرين جبار سريع (21 عاماً)، تتسلل ليلاً مُختبئة تحت عبائتها السوداء، بصحبة طفلين، ثم قامت برميهما من على الجسر. هذا ما اظهره فيديو مراقبة انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ثلاثة ايامٍ مرّت على غرق الطفلين الذين لقيا حتفهما مساء يوم السبت 17 اكتوبر 2020. عملت الشرطة النهرية العراقية على البحث عنهما من دون جدوى، بينما قام أهالي منطقة الاعظمية بالتعاون مع قبيلة الطفلين المتحدّرة من مدينة الصدر بالتخييم تحت جسر الائمة للبحث عن الغريقين، وشارك ابناء الاعظمية ايضاً في عملية البحث هذه، حتى تم العثور على جثة الطفلة معصومة البالغة من العمر عاماً وشهرين بينما بقي مصير جثة الحرّ البالغ من العمر عامين مجهولاً.

“سنحلها عشائرياً”

جدّ الضحيتين لأبيهما لا يبدو انه يستوعب وقع الجريمة. يقول إنه أعطى، مع قبيلته، مهلة عشرة أيام لقبيلة طليقة ابنه التي ارتكبت الجريمة، حتى يحلّوا المسألة “وإلا سنقوم بحل المشكلة معهم بشكل عشائري، ولن نتخلى عن حق طفلينا”.

الأم نسرين ورسم تعبيري عن الجريمة

يقول محمد كاظم شناو (ابو جواد)  جدّ الطفلين “شقيقة والدتهما نسرين زارت جدّة الطفلين (الحرّ ومعصومة) في منزلها لاصطحابهما معها لأن والدتهما تريد رؤيتهما، وعليه قامت الجدة (ام جواد) بمنح الطفلين لخالتهما التي بدورها اوصلتهما لوالدتهما”. 

لكن أحداً لم يكن يتوقع أن ترتكب نسرين هذه الجريمة التي انفصلت عن زوجها محمد كاظم شناو بسبب تهم بالخيانة. ويذكر ابو جواد  أن ابنه محمد حصل على حضانة الطفلين استناداً إلى حكم من المحكمة العراقية (وفقاً للقانون العراقي تكون الحضانة من حق الأب إذا كانت الام متهمة بقضية خيانة زوجية) وهذا ما دفع نسرين للانتقام من طليقها بأخذ الطفلين واغراقهما بحسب الجد. 

اتّخذ النقاش حول جريمة رمي الطفلين في نهر دجلة لغطاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي في بلد يشهد معدلات عنف أسري عالية، وقد اعتبرت بعض الحقوقيات أن تعرض نسرين ومثيلاتها لانتهاكات من قبل زوجها وأهله، فضلاً عن الوضع النفسي السيء الذي تمر به، هو الدافع وراء الجريمة. في حين ربط البعض دوافع الجريمة بالأوضاع الاقتصادية الصعبة ونقص التعليم والعنف داخل الأسرة. 

تذكر الباحثة الاجتماعية والنفسية ندى العابدي أن “المرأة التي تقدم على قتل اطفالها بشكل عام تعاني أزمة نفسية، او مرضاً عقلياً، يكون إما مؤقتاً نتيجة اكتئاب ما بعد الولادة أو انه مزمن يتولد من اسباب عدة، منها التربية المتخبطة للاسرة، وانعدام التواصل العاطفي بين الزوجين، فضلاً عن الفراغ العاطفي الذي يجعل المرأة متعطشة للعاطفة ما يدفعها للجوء الى رجل اخر وبذلك يؤدي هذا لان تخسر زوجها واطفالها ويدفع بها لخيانة اسرتها”.

2114 طفل تعرضوا للانتهاك  العنيف

لم تكن هذه الجريمة الأولى من نوعها التي يشهدها العراق في الفترة الأخيرة. قبل ثلاثة أشهر أحرق أب أولاده الأربعة حتى الموت بذريعة أنه مصاب بأزمة نفسية بسبب البطالة. قبلها وجدت عمّة طفلين رضيعين جثتيهما في خزان مياه، ليتبين أن والدتهما أغرقتهما في الخزان لأسباب تجهلها هي ذاتها، تقول والدة التوأمين بعد قتلهما: ” زوجي واسرته يحسنون معاملتي، نحن لا نعاني من اي مشكلة، ولكني في اللحظة التي رميت بها الطفلين في خزان المياه، كنت قد استمعت لصوت كان يهمس لي ويحرضني على هذا الفعل”.

جدّ الضحيتين لأبيهما لا يبدو انه يستوعب وقع الجريمة. يقول إنه أعطى، مع قبيلته، مهلة عشرة أيام لقبيلة طليقة ابنه التي ارتكبت الجريمة، حتى يحلّوا المسألة “وإلا سنقوم بحل المشكلة معهم بشكل عشائري، ولن نتخلى عن حق طفلينا”.

في احصائية رسمية لمجلس القضاء الاعلى خلال عام 2020 سُجلت قرابة 1606 دعوى قضائية لجرائم عنف ضد الاطفال، كما اشار تقرير للامم المتحدة أن اكثر  من 2114 طفل في العراق تعرضوا لانتهاكات جسيمة من بينها القتل والتشويه والاغتصاب. وتشير الأرقام الى ارتفاع معدلات تعنيف الأطفال خلال مرحلة وباء كوفيد.

يقول الخبير القانوني علي سلام “أن القوانين العراقية تُعنى بحماية حقوق الطفل، فضلاً عن ان العراق وقّع العديد من الاتفاقيات الدولية التي تلزمه بحماية الطفل وحقوقه والحفاظ على حياته”، مؤكداً ” ان الدستور العراقي اقتبس مواده بما يخص حماية الطفولة من الاتفاقيات الدولية”. وقد وضع القانون العراقي عقوبات على ولي امر اي شخص قاصر، يقوم بتعذيب طفله او الاعتداء عليه، وهذا ما جاء في قانون رعاية القاصرين”. 

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.