fbpx

طباخ دنماركي يمضي 10 سنوات مخترِقاً كوريا الشمالية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يستعرض فيلم “الخلد – مهمة سرية في كوريا الشمالية” لقطات مصورة بكاميرات مخفية أدخلها طبّاخ إلى اجتماعات في كوريا الشمالية، لفضح كيفية محاولة الكوريين الحصول على دولارات ونفط لنظام بيونغ يانع.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أمضى طباخ دنماركي يعيش على الإعانة النقدية المرضية 10 سنوات يصوّر سراً عملية التأثير الأجنبي في كوريا الشمالية من أجل إعداد فيلم وثائقي، لدرجة أنه ظفر بعقد تصنيع معدات عسكرية في دولة ثالثة. 

واستعرض فيلم “الخلد – مهمة سرية في كوريا الشمالية” الذي بثته التلفزيونات، الدنماركي “دي آر”، والسويدي “إس في تي”، والنرويجي “آر كي أن”، والبريطاني “بي بي سي”، لقطات مصورة بكاميرات مخفية أدخلها أولريك لارسن إلى اجتماعات في أوروبا وكوريا الشمالية، لفضح كيفية محاولة الكوريين الشماليين الحصول على دولارات ونفط لنظام بيونغ يانع من خلال تشجيع المستثمرين الأجانب على كسر عقوبات الأمم المتحدة.

الفيلم من إخراج صانع الأفلام الدنماركي مادس بروغر، وأدّى جيم لاتراش- كفورتروب دور تاجر أسلحة يُدعى “السيد جيمس”، والذي رافق الطباخ لارسن في الاجتماعات ثم وقع عقداً أثناء زيارة إلى بيونغ يانغ مع ممثل عن مصنع أسلحة كوري شمالي بحضور مسؤولين حكوميين.

إعلان فيلم “الخلد”

لارسن، الذي اضطر إلى التخلي عن عمله بسبب التهاب مزمن أصابه في البنكرياس، شرع بالعمل في المشروع بدافع الملل. وقال للتلفزيون الدنماركي “دي آر” إنه تواصل مع بروغر بعدما قاده فضوله حول نظام كيم جونغ أون إلى الانضمام إلى جمعية الصداقة الكورية الشمالية الدولية.

وهناك تعرّف إلى رئيسها أليخاندرو كاو دي بينوس، وهو نبيل إسباني يقدم نفسه على أنه “حارس بوابة كوريا الشمالية”.

وقال لارسن: “بدأت المشروع من أجل تمرير الوقت إذ كنت أتلقى إعانات نقدية بسبب المرض. ولكنني عندما بدأت به، انتابني الفضول. هل هذا ممكن؟’ هل هو حقيقي؟ وأعتقد أنه من الجيد أحياناً أن نشتمّ (بغرض الاستقصاء) شيئاً ما يبدو مثيراً”.

عام 2013، أخبر كاو دي بينوس الطباخ لارسن أن لديه ثلاثة مشاريع استثمارية مثيرة للاهتمام في كوريا الشمالية، إن تمكن لارسن من العثور على أشخاص بحوزتهم أكثر من 50 ألف يورو للاستثمار.

في ذلك الوقت، استعان المخرج بروغر بـجيم لاتراش- كفورتروب، وهو الذي خدم سابقاً في الفيلق الأجنبي الفرنسي ثم أمضى 8 سنوات في السجن لتزويده أثرياء ومشاهير بالمخدرات. 

ثم رافق لاتراش- كفورتروب الطباخ لارسن في رحلاته إلى أوغندا وإسبانيا والنرويج وكوريا الشمالية لمساعدته في فضح نفوذ الدولة المنبوذة.

وقال لارسن إنه أخفى عن أسرته حقيقة حياته المزدوجة.

وأضاف “لم تعلم زوجتي على الإطلاق بأن ما أفعله قد يكون خطيراً. بإمكاني أن أرى أن في ذلك أنانية، ولكن لو أخبرتها، فربما سيتم إبلاغي ألا أعود إلى المنزل. وفي الوقت نفسه، كانت أيضاً وسيلة لحمايتها. لأنها إذا علمت بأنني سأخرج للقاء تاجر أسلحة، كانت ستجلس في المنزل محطمة تماماً”.

وجاءت إحدى أكثر اللحظات توتراً عندما أحضر كاو دي بينوس إلى أحد الاجتماعات جهازاً يكتشف الكاميرات المخفية.

وفي تصريح لـ”بي بي سي”، قال هيو غريفيث، منسق فريق خبراء الأمم المتحدة بشأن كوريا الشمالية بين عامي 2014 و2019، إنه وجد الفيلم “موثوقًا للغاية”. وأضاف: “هذا الفيلم هو أشد إحراج رأيناه على الإطلاق للرئيس كيم جونغ أون. ولمجرد أنه يبدو غير مألوف لا يعني عدم وجود نية للبيع وكسب عائدات من العملات الأجنبية [لمصلحة كوريا الشمالية]. تتوافق عناصر الفيلم بالفعل مع ما نعرفه مسبقاً”.

وأخبر لارسن التلفزيون الدنماركي أنه وبينما يتم بث الفيلم الآن، فإنه كان قلقاً من مواجهة تداعيات سلبية.

“ما من شك في أن بعض الناس سيكونون غاضبين للغاية. لقد أغضبت بعض هؤلاء الأشخاص وكذبت بشكل لا يصدق… لذلك إذا قرروا الآن أنني يجب أن أُلقّن درساً، أو إذا كان بإمكان الكوريين الشماليين التفكير في إرسال شخص ما لاقتفاء أثري…” لكنه قال إنه يأمل بألا يحدث ذلك.

“إنني أختار أن أصدق أنهم ليسوا كذلك… ولكن ربما يريدون أن يجعلوني عبرة ويرهبوني، أو أن يفعلوا شيئاً أسوأ. لا أدري ما الذي سيحدث”.

“ما من شك في أن بعض الناس سيكونون غاضبين للغاية. لقد

أغضبت بعض هؤلاء الأشخاص وكذبت بشكل لا يصدق… لذلك إذا

قرروا الآن أنني يجب أن أُلقّن درساً، أو إذا كان بإمكان الكوريين

الشماليين التفكير في إرسال شخص ما لاقتفاء أثري…”

ولم تعلّق بيونغ يانغ على الفيلم. وتواصل التلفزيون الدنماركي قبيل عرض الفيلم مع سفارة كوريا الشمالية في العاصمة السويدية عارضاً الوثائق التي تبين استعداد بيونغ يانغ لبيع أي شيء لأي مستثمر. ولم تعلق السفارة على الأمر.

فيما قالت وزارة الخارجية السويدية إنها تأخذ المعلومات الواردة في الفيلم “على محمل الجد”. وقال متحدث من المكتب الصحافي لوزارة الخارجية إن الوزراة تعمل على تحليل المعلومات من دون “الدخول في التفاصيل”. وأضاف أن السويد تقيم حواراً مستمراً مع السلطات الكورية الشمالية، لكن لا يمكن الخوض في محتوى المحادثات التي أجرتها مع الدول الأخرى. لكن على المستوى العام، بحسب المتحدث، من نافلة القول إن كوريا الشمالية ملزمة بتنفيذ عقوبات الأمم المتحدة.