fbpx

دمشق في مواجهة مليون حالة “كورونا”: لا غرف متاحة!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يستقبل الإسعاف في الحد الأدنى 100 مريض مشتبه بإصابتهم بـ”كورونا” يومياً، وأحياناً ينتظر مصابون وفاة مريض آخر كي يحصلوا على سريره.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

على رغم انتشار فايروس “كورونا” في دمشق بـ”وتيرة منخفضة” بحسب أرقام وزارة الصحة، مذ سجلت سوريا أول إصابة يوم 22 آذار/ مارس الماضي، إلا أن الأوساط الطبية تشكك بالأرقام التي تصرح بها “الصحة” بناءً على عدد الحالات التي كانت تراجع المستشفيات، التي شهد الكثير منها ازدحاماً وسط زيادة عدد الوفيات بحسب مصادر طبية من داخلها، تعززها زيادة عدد الوفيات اليومي العام بحسب بيانات “مكتب دفن الموتى” في دمشق. 

ففي حين أعلنت “الصحة” عن 95 وفاة نتيجة “كورونا” حتى 25 آب/ أغسطس الماضي، أكد مصدر في مكتب دفن الموتى في دمشق لمعدي التقرير أن الوفيات وصلت إلى أكثر من 100 يومياً في الأسبوع الأخير من تموز/ يوليو الماضي مقارنة بـ25 حالة وفاة يومياً في الفترة ذاتها من العام الماضي. ويستدرك بالقول: “لكن العدد تراجع إلى 40 حالة يومياً في الأسبوع الأخير من شهر آب”، وهذا يشمل إطار الوفيات العام في دمشق الصادر عن “مكتب دفن الموتى” الوحيد في العاصمة والتابع لمحافظة دمشق، وهو يظهر تضاعف عدد الوفيات مقارنة بالفترة السابقة من العام الماضي. ولا يمكن الجزم بأن الوفيات هي لمصابين بـ”كورونا” كون وزارة الصحة لم تجر مسحات لجميع الحالات كما يؤكد المصدر “بسبب ضعف الإمكانات”. 

وتشير بيانات وزارة الصحة السورية إلى 5134 إصابة مسجلة في سوريا فقط و251 وفاة و1565 حالة شفاء، بينما يتوقع طبيب الانتانية (مختص بالجهاز المناعي للجسم) علي رستم في لقاء مع معدَّي التقرير، أن العدد الكلي للإصابات بفايروس “كورونا” في دمشق بلغ أكثر من 700 ألف إصابة حتى تاريخ 20 آب، مع افتراض أن عدد سكان العاصمة السورية هو 5 ملايين نسمة. في المقابل، كانت وزارة الصحة تعلن خلال هذه الفترة، عن 20 إلى 24 إصابة مسجلة بـ”كورونا” يومياً. لكن أستاذاً جامعياً في كلية الطب في دمشق، قدّر لمعدّي التقرير العدد بما يزيد عن مليون إصابة حتى الآن.

ويوضح الطبيب رستم أن دمشق لم تصل إلى “مناعة القطيع” بعد، كون ذلك يتطلب إصابة 60 في المئة من السكان، واعتمد على أحد النماذج الإحصائية من prediction model، الذي يقدم إحصاءاته بناء على البيانات المدخلة إليه من معلومات وإحصاءات طبية أساسية مثل مدة بقاء المريض في المستشفى وعدد الحالات في بداية ظهور الإصابات، ومعدل العدوى بالمقارنة مع عدد السكان فيظهر عدد الإصابات المتوقع.

ويشير رستم إلى أن الإصابات بدأت في 1 أيار/ مايو ووصلت إلى الذروة بعد 90 يوماً، ما يعني أن الذروة كانت في تاريخ 31 تموز/ يوليو أو قبله بعشرة أيام على الأقل، ويقول “هذا ما لاحظناه من ناحية تزايد الإصابات في الأسبوع الأخير من تموز، والأسبوع الأول من آب”.

وبالنسبة إلى قدرات المستشفيات في العاصمة دمشق، والتي استقبلت الحالات المصابة بفايروس “كورونا”، فقد تحدث أكثر من 8 أطباء لمعدي التقرير عن قدراتها الاستيعابية المحدودة مقارنة بعدد الإصابات المحتملة أو المسجلة. 

مستشفى الأسد الجامعي

يقول الطبيب سمير (اسم مستعار) من مستشفى الأسد الجامعي، إنه “بتاريخ 16 آب، حدث انفجار في عدد الإصابات، أي قبل عيد الأضحى الأخير بأسبوعين أو أكثر”. ويضيف: “المستشفيات الحكومية في دمشق تحولت إلى أماكن لاستقبال مرضى كورونا وعلاجهم، أبرزها: المجتهد، ابن النفيس، الهلال الأحمر، الأسد الجامعي، المواساة”. وكانت حددت وزارة الصحة في آذار الماضي مستشفى الزبداني الوطني، ثم مستشفى قطنا الوطني في ريف دمشق كمركزين لعزل المصابين وعزلهم، لدمشق وريفها.

ومع ازدياد عدد الإصابات خلال شهري تموز وآب، تحولت المستشفيات الحكومية العامة إلى أماكن عزل واستقبال لمرضى “كورونا”، في تعميم غير معلن للمستشفيات تضمن أيضاً عدم استقبال الحالات المرضية الخفيفة والمتوسطة غير المتعلقة بفايروس “كورونا”، لكن خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2020، عادت المستشفيات الجامعية (التابعة لوزارة التعليم العالي) لاستقبال جميع الحالات المرضية.

وصرح مدير صحة ريف دمشق الدكتور ياسين نعنوس في تصريح لوسائل إعلام محلية خلال آذار الماضي أن مستشفى الزبداني الوطني يضم 100 سرير طبي وغرفة عناية بـ8 أسرة إلى جانب 4 منافس طبية، ويتم العمل على تجهيز 4 منافس أخرى، مبيناً أن الكادر الطبي يضم 220 طبيباً وفنياً.

وأشار مدير مستشفى قطنا الوطني بسام الموعي في تصريح سابق، إلى أن المستشفى خصص مركزاً للعزل الطبي منذ الـ19 حزيران/ يونيو الماضي، ورُفعت طاقته الاستيعابية من 60 إلى 100 سرير.

ويبين المصدر الطبي (سمير) أن مستشفى الأسد الجامعي استقبل يومياً في أسابيع الذروة الماضية بشكل وسطي ما بين 150 إلى 200 حالة مصابة بـ”كورونا”، بناء على الأعراض الظاهرة على المرضى، مشيراً إلى أن جزءاً كبيراً من الحالات لا يتم تشخصيه ونتائج مسحات المرضى تتأخر، إذ اتفق الأطباء في ما بينهم على اعتبار أن كل شخص لديه أعراض مشابهة لفايروس “كورونا” مصاب، ما لم يثبت العكس، حتى من دون إجراء مسحة طبية له، ومعالجته على هذا الأساس، نظراً لعدم القدرة على إجراء مسحات لكل المراجعين.

دمشق لم تصل إلى “مناعة القطيع” بعد،

كون ذلك يتطلب إصابة 60 في المئة من السكان.

ويشير الطبيب سمير إلى أن عدد الوفيات يومياً بالعشرات ويقدر وسطياً بما لا يقل عن 20 إلى 30 وفاة في المستشفيات الحكومية العامة من خلال عمله في مستشفيي الأسد الجامعي والمواساة، إضافة إلى اتصالاته مع زملائه في بقية المستشفيات، مبيناً وجود مرضى أصيبوا بـ”كورونا” وتوفوا في المستشفى بعد يومين قبل أن تشخص حالتهم مخبرياً على أنهم مصابون، لذا لا تدخل هذه الحالات ضمن إحصاءات وزارة الصحة المعلنة. 

ويذكر المصدر الطبي (سمير) أن مستشفى الأسد الجامعي الحكومي العام يضم بحدود 18 أجهزة تنفس و60 غرفة عزل تتسع لـ60 مريضاً، وتتوزع المنافس على 5 غرف عناية، بينما لا تحتوي غرف العزل أي منها، ويضيف المصدر “لا أماكن في المستشفيات لاستقبال المزيد من المرضى والحالات الشديدة، وما زلنا في مرحلة تطور الفايروس”، علماً أنه كان هناك تعميم غير معلن من وزارة الصحة بعدم استقبال الحالات المرضية العادية أو الخفيفة في مستشفيات دمشق، قبل إلغائه أخيراً. وشاهد معدا التقرير عدداً من الحالات التي رفضت المستشفيات الحكومية استقبالها، منها حالة ولادة قيصرية وأخرى لامرأة مصابة بنزيف في المعدة. 

ويقدر الطبيب وجود 200 إلى 300 جهاز تنفس فقط في مستشفيات دمشق الحكومية والخاصة، لافتاً إلى أن هذا العدد لا يتناسب مع عدد سكان العاصمة البالغ 5 ملايين نسمة تقريباً، بينما يتوقع رامز (اسم مستعار- أحد أساتذة كلية الطب في جامعة دمشق) وجود أكثر من 300 جهاز تنفس في دمشق، لكن لا يمكن تحديد العدد بدقة، في ظل غياب إحصاءات وزارة الصحة السورية حول ذلك، ويشير الدكتور رامز إلى ضرورة وجود أكثر من مليون جهاز مقارنة بعدد سكان العاصمة. 

وأكد الطبيب محمد (اسم مستعار) من مستشفى الأسد الجامعي لمعدي التقرير أن نتيجة المسحة، خلال أوقات الذروة، كانت تتأخر 10 أيام أحياناً، وفي بعض الأوقات يموت المريض قبل أن تظهر نتيجة مسحته، لكنها الآن تستغرق 3 أيام إلى يوم فقط. وفسر مصدر طبي سبب التأخير بأن المسحات كانت تجمع من كل المحافظات.

 وأشار الطبيب محمد إلى أنه خلال منتصف آب الماضي راجع مستشفى الأسد الجامعي بحدود 15 إلى 20 حالة اشتُبه بإصابتها بالفايروس في كل ساعة، لكن المستشفى لم يكن قادراً على استقبال حالات جديدة، ويوضح الطبيب أن الإصابات بلغت ذروتها بين 10 تموز و10 آب ثم انخفض العدد بعد ذلك، مضيفاً “لا يمكن الجزم إذا كان سبب الانخفاض هو تراجع انتشار الفايروس وانخفاض عدد الإصابات في دمشق أو تمكن المصابين من تأمين الأوكسجين لأنفسهم وتلقي العلاج في المنازل في ظل عجز القطاع الصحي”.

مستشفى المواساة الحكومي العام

يبين الطبيب سمير أن المستشفى يضم نحو 26 غرفة عزل فقط و12 سرير عناية مشددة مع 12 منفسة، موضحاً أن أقسام العزل تستوعب في الحد الأقصى 40 مريضاً مصاباً بـ”كورونا”، ومع ذلك لا تزال العمليات الإسعافية تعمل حتى الآن على استقبال الإصابات والكسور وغيرها.

مستشفى ابن النفيس الحكومي العام

يقول الطبيب علي (اسم مستعار) في مستشفى ابن النفيس لمعدي التقرير، “إن الإسعاف كان يستقبل وسطياً وفي الحد الأدنى 100 مريض مشتبه بإصابتهم بكورونا يومياً وأحياناً تزداد الذروة بعد الظهر وما بعد منتصف الليل، وفي بعض الأوقات تنتظر مصابون وفاة مريض آخر كي يحصلوا على سريره”. 

ويرى الطبيب أن الوفيات التي تعلنها وزارة الصحة هي لمرضى مصابين بـ”كورونا” توفوا في مستشفياتها، بعد أخذ مسحات لهم وتأكيد إصابتهم، لافتاً إلى “وجود تكتم لدى إدارات المستشفيات حول أعداد الوفيات المسجلة يومياً”.

وأوضح الطبيب علي، أن في المستشفى 15 سرير عناية، إضافة إلى 15 جهاز تنفس فقط موزعة على الشكل التالي: 9 أسرة في غرفة واحدة أساسية، وغرفة أخرى إضافية تضم سريرين مع جهازي تنفس، بينما تضم وحدة العناية القلبية 4 أسرة مع 4 أجهزة تنفس. 

مستشفى الهلال الأحمر

بالنسبة إلى مستشفى الهلال الأحمر بيّن أحد الأطباء العاملين فيه لمعدي التقرير أنه يحتوي 12 جهاز تنفس وهي موزعة بعد إضافة سريرين مع جهازين آخرين على 4 أسرة في غرفة العناية المشددة الأساسية، و6 أسرّة في العناية القلبية مع منافسها.

ويبلغ عدد الغرف في قسم العزل 10 حالياً، قابلة للزيادة في حال استخدام طبقة أخرى مخصصة للعزل عند الضرورة، وتصل القدرة الاستيعابية لقسم العزل في المستشفى إلى 40 مريضاً.

مستشفى دمشق (المجتهد) الحكومي العام

قدر الطبيب أسعد (اسم مستعار) في “المجتهد” عدد المنافس في كامل المستشفى بـ14 منفسة فقط، بينما تستوعب 80 مصاباً في غرف العزل، إلا أن مصدراً طبياً آخر توقع وجود 20 منفسة في أقسام العناية الطبية.

المستشفيات الخاصة والحكومية

المستشفيات الخاصة التابعة لـ”مديرية صحة دمشق”، وبخلاف الفترات الماضية، تستقبل بمعظمها الآن مصابين بالفايروس وتعالجهم باستثناء عدد محدود منها، ولم تلزم هذه المستشفيات بتعليمات وزارة الصحة، في حين يؤكد الأستاذ الجامعي رامز أن قدرة هذه المستشفيات محدودة نتيجة قلة عدد الأطباء عموماً، وعدم وجود أطباء مقيمين من طلبة الدراسات العليا (أطباء يمارسون الطب تحت إشراف أطباء آخرين مرخصين بشكل كامل) خصوصاً، كحال المستشفيات العمومية، إضافة إلى تقاضي هذه المستشفيات مبالغ مالية كبيرة تصل إلى 300 ألف ليرة (150 دولاراً في السوق الموازي/ 240 دولاراً وفق المصرف المركزي) لكل ليلة في غرفة العناية مقارنة بـ60 ألف ليرة وهو معدّل الأجور شهرياً (30 دولاراً في السوق الموازي). 

(تصريف كل دولار واحد بحسب السعر الرسمي الصادر عن مصرف سوريا المركزي هو 1256 ليرة سوريّة… بينما يصل سعر الصرف في السوق الموازي (السوق السوداء) إلى قرابة 2135 ليرة سوريّة).

ومع توقعات بحصول موجة انتشار ثانية لفايروس “كورونا”، أعلنت وزارة الصحة خلال شهر تشرين الأول تجهيز مستشفى طوارئ في مدينة الفيحاء في دمشق يضم 120 سريراً لاستقبال المصابين بأعراض متوسطة، وبحاجة إلى دعم أوكسجين فقط. أما الحالات الحرجة فتنقل إلى المستشفيات الأخرى، كما خصصت الوزارة 100 سرير إضافي لاستخدامها عند الحاجة.

ويبدي أطباء في دمشق مخاوفهم من توسع انتشار الفايروس وتفاقم عدد الإصابات في الأشهر المقبلة، بخاصة مع افتتاح المدارس، وأكدت مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية هتون طواشي أن الإصابات في المدارس وصلت إلى 200 إصابة توزعت ما بين الطلاب والكادر التعليمي والإداري، مشيرة إلى أن أعلى نسب انتشار للحالات كانت في محافظات ريف دمشق وحلب وحمص.

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.