fbpx

“حيوانات” في مواجهة سوداوية العالم: “الخنزير” ميت على الغلاف!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

شريط “حيوانات” لفرقة “بينك فلويد” هو التصور الأكثر سوداوية للعالم من خلال عمل موسيقي.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تأثُّر الفرقة كان واضحاً بالرواية الساخرة “مزرعة الحيوان” للكاتب البريطاني “جورج اورويل” التي صدرت في العام 1945، اي قبل 32 عاماً من صدور الألبوم.

روجر واترز، أراد استعمال التصور نفسه الذي استخدمه أورويل في روايته، لتوصيف الجنس البشري وتقسيمه لمجموعة من الحيوانات، مُنصاعة تماماً لمشاعرها وغرائزها.

منذ العام 1968 حتى العام 1973، مرّت فرقة “بينك فلويد” بطريق طويل للبحث عن هوية موسيقية جديدة لها بعد مغادرة العضو الأساسي في الفرقة سيد باريت، العقل والقوة المحركة الاساسية للفرقة، بعد صدور الألبوم الأول، بسبب تعاطيه الزائد للمخدرات وعدم تحمّله الأضواء والشهرة المفاجئة.

خلال هذه الفترة الانتقالية قدمت الفرقة أعمالاً عديدة التي لم تنل النجاح نفسه الذي ناله ألبومها الأول.

روجيه واترز، أحد أعضاء فرقة “بينك فلويد”.

مع إصدارهم لألبوم “الوجه المظلم للقمر”، في العام 1973، وتحوله إلى واحد من الألبومات الاكثر مبيعاً في العالم على الإطلاق، أصبح فريق “بينك فلويد” من أشهر فرق الروك عالمياً. 

في العام 1975، أصدروا ألبوم “أتمنى لو كنت هنا”، عمل حزين وهادئ، يتذكرون فيه صديقهم والعضو المؤسس للفرقة، سيد باريت.

أمضى أعضاء الفرقة العام 1976 وهم يحضّرون لعملهم الجديد، لم ينظموا أي حفلة حية وقاموا ببناء استوديو تسجيل خاص بهم، بحثاً عن حرية إبداعية أكثر ووقت وافر للتسجيل بعيداً من ضغط شركات الإنتاج، التي أصبحت تبحث عن مبيعات وأرباح أكثر، خصوصاً بعد النجاح الكبير للعملين السابقين.

كان هذا الألبوم الأخير الذي يشارك فيه أعضاء الفرقة الأربعة.

خارج الإستوديو، العالم كان يتغيّر، مجتمع واقتصاد ما بعد الحرب في بريطانيا أصبح يعاني، زادت البطالة وارتفعت نسب التضخم. الصدامات العنصرية تفاقمت أيضاً.

تأثُّر الفرقة كان واضحاً بالرواية الساخرة “مزرعة الحيوان” للكاتب البريطاني “جورج اورويل”

التي صدرت في العام 1945، اي قبل 32 عاماً من صدور الألبوم.

ما زاد الطين بلّة، هو أن صيف العام 1976 كان من أكثر الفصول حرارة وجفافاً، مما دفع السلطات لتقنين المياه للمرة الأولى في تاريخ البلد.

فرق الروك التقدمي، مثل بينك فلويد وغيرها، بدأوا يتعرضون لانتقادات كبيرة بأن الشهرة والمال والعمر جعلتهم بعيدين عن مشاكل العصر ولا يمثلون تطلّعات الشباب مثلما كانت تمتاز موسيقى الروك في فتراتها السابقة بخروجها عن السائد والانتفاض على المجتمع وقيمه الموروثة. 

في هذه الفترة خرجت حركة جديدة داخل موسيقى الروك، فرق مؤلّفة من شبان صغار، يعزفون موسيقى بسيطة وصاخبة وعدائية، عرفت هذه بموسيقى “البانك” مع فرق مثل  “the damned” “the clash” وغيرها.

هذه التغييرات دفعت بالبينك فلويد إلى محاولة برهنة أنها لا تزال قادرة على تقديم ما يعبّر عن القضايا العامة وتأثر أعضاؤها بالجو العام والأفكار نفسها التي سادت حركة “البانك”.

غلاف ألبوم “الحيوانات” لفرقة “بينك فلويد”.

في العام 1945، أصدر جورج أورويل رواية “مزرعة الحيوان”، حيث انتقد فيها الاتحاد السوفيتي وخاصة فترة الستالينية، بطريقة ساخرة ورمزية. “واترز” استعمل، في العام 1977، تقريباً الفكرة نفسها، ولكن من أجل انتقاد المجتمع الرأسمالي، خصوصاً في المملكة المتحدة في ذلك الوقت. استعمل ثلاثة انواع من الحيوانات، الكلاب، الخنازير والخراف، وحملت عناوين أغنيات في الألبوم.

الكلاب ترمز لرجال الأعمال، البرجوازية الصغيرة، التي تطمح للربح السريع و المتفلتة من أية ضوابط أو أخلاق.

الخنازير تمثل الحكّام، أصحاب الشركات الكبرى، الأشخاص الذين يحكموننا بالسلطة والمال أو بالاثنين معاً.

أما الخراف فتمثل المواطنين العاديين، الذي يعملون من أجل كسب قوتهم اليومي، خائفين من الخنازير، طامحين ليوم ما يثورون على هذا النظام الذي يحكمهم، أو ربما التحوّل إلى كلاب. 

يعتبر كثيرون أن هذا الألبوم هو أفضل ما قدمته فرقة بينك فلويد، أكثرها جرأة، وفيه رؤية سوداوية وساخرة للعالم، فضلاً عن بعض الأمل. نعم، أمل في إمكانية التخلص من هذا النظام ربما بعد التخلّص من الخنازير (الحكّام)، ويتجسد هذا الأمل في صورة غلاف الألبوم، التي بالمناسبة لا يمكنني أن أراها إلا كتجسيد لحيوان (على الأرجح خنزير) ميت.

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.