fbpx

حرب أعصاب على وقع جبهة واشنطن : بايدن يتقدم و”المحور” هنا يتفاءل

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

إنّها حرب أعصابٍ ضروس. الدول العربية أسوة بالعالم أجمع، تحبس أنفاسها في انتظار إعلان الفائز في واحدة من أغرب الانتخابات في تاريخ الولايات المتّحدة الأميركيّة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

فلكلّ دولة أو جماعة مصالحها وتطلّعاتها في هذه الانتخابات، ما دفع البعض إلى وصفها بانتخابات “رئاسة الكوكب”، إذ إنّ بإمكانها قلب الموازين، لا سيّما في منطقة الشرق الأوسط. 

فبينما ركّز الإعلام الخليجي في البداية على اقتراب ترامب من تحقيق فوزه الثاني وإمكان حدوث ذلك، تراجعت وطأة هذا الخطاب لاحقاً “للحفاظ على خطّ الرجعة” والتمهيد لبناء علاقات جديدة مع الرئيس المحتمل الجديد.

الرئيس الإيراني حسن روحاني صرّح بأنّه “ليس من المهم بالنسبة إلى إيران من يفوز في الانتخابات الأميركيّة”، مضيفاً: “بالنسبة إلى طهران سياسات الإدارة الأميركية المقبلة هي المهمة، وليس من يفوز في الانتخابات”. ولكن قناة “الميادين” القريبة من طهران لم تعكس عدم الاهتمام هذا، فصفحتها الأولى تحتلّها أخبار وتحليلات مرتبطة بنتائج الانتخابات، من المصالح الإيرانيّة إلى القضيّة الفلسطينيّة مروراً بتطلّعات الخليج العربي. الإعلام الإيراني نفسه غير مقتنع بتصريح رئيسه، إذ إنّه يدرك أنّ الانتخابات الأميركيّة إمّا أن تريح الإيرانيّين أو تحكم قبضة الولايات المتّحدة الأميركيّة عليهم. ومن المرجّح أن تخرج إيران الرابح الأكبر من هذه الانتخابات مع فوز بايدن المرجّح.

الدول العربيّة وتحديداً قياداتها تفضّل عموماً ترامب، إذ إنّ بايدن أعلن وقوفه بشكلٍ واضحٍ وصريح إلى جانب معارضي السلطات الأوتوقراطيّة الاستبداديّة.

أمّا “الجزيرة” فكتبت أنّ “بايدن وليس ترامب هو القائد الذي تحتاجه الولايات المتّحدة الأميركيّة”. وهذا ما لا يتوافق مع قلق الرئيس التركي رجب الطيّب أردوغان من نتيجة الانتخابات. فيقف أردوغان في صفّ المحور الخليجي، ذاك أنه من أكبر المتضرّرين في حال وصول بايدن إلى سدّة الرئاسة. وكان أعلن بايدن في فترة سابقة أن “علينا الآن اتباع نهج مختلف تماماً تجاه أردوغان. وتجدر الإشارة إلى أن قادة المعارضة يحظون بدعمنا. نحن بحاجة إلى اتصال مباشر مع بعض دوائر النخبة التركية. بالضبط ما كنت أفعله من قبل. يجب أن نشجع هؤلاء الناس على هزيمة أردوغان. وهذا لا ينبغي أن يحدث من خلال الانقلاب، ولكن من خلال العمليات الانتخابية”. فهل أيضاً تسعى الجزيرة، كالإعلام الخليجي، للتمهيد لبناء علاقات تركيّة جيّدة مع الرئيس الجديد؟

في هذا السياق، فإن الدول العربيّة وتحديداً قياداتها تفضّل عموماً ترامب، إذ إنّ بايدن أعلن وقوفه بشكلٍ واضحٍ وصريح إلى جانب معارضي السلطات الأوتوقراطيّة الاستبداديّة. أمّا المعارضون والنشطاء فيؤيّدون الليبراليّين الديموقراطيّين الذين يمثّلهم اليوم بايدن، ويطالبون بسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي بحقّهم في التصويت، فنتيجة الانتخابات قد تغيّر واقعهم.
أما الانقسام شاسع في لبنان، فهو الانعكاس الأكبر للصراع الإقليمي في المنطقة، فمن جهة ينتظر جمهور “حزب الله” والمحور الإيراني فوز بايدن الذي يرجّح استئناف الاتفاق النووي الأميركي- الإيراني وعودة إيران إلى المنافسة في سوق النفط العالمي، وما يحمل هذا معه من أمل بتحسّن الوضع بالنسبة إلى “حزب الله” والجماعات المشابهة المتحالفة مع إيران. ومن جهة أخرى، لترامب جمهور كبير في لبنان يؤيّد سياساته القمعيّة إزاء التمدّد الإيراني في المنطقة والعقوبات التي فرضها على طهران وحلفائها في المنطقة وهذا يتضمّن المقرّبين من المحور الخليجي (السعودي- الإماراتي). 

في موازاة ذلك، يبقى الخطر الأكثر إلحاحاً هو ما يتهدّد الفلسطينيّين، لأنه خطر وجوديّ، فالتجديد لترامب يعني استكمال “صفقة القرن” واستمرار تطبيع العلاقات مع إسرائيل بوتيرة سريعة جدّاً. لكن مع وصول بايدن المرتقب، تمدّ السلطات الفلسطينيّة جسور التواصل معه لتأسيس علاقات تحفظ شيئاً من حقوق الفلسطينيّين، واستئناف التمويل الأميركي لوكالة “الأونروا”.