fbpx

بايدن رئيساً : كأنها انتخابات في البيت!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الاهتمام “الإجباري” العفوي بالانتخابات الأمريكية في بلداننا، سواء من قبل الحكام، أو من قبل المواطنين، ربما يفوق في مداه أي بلد آخر…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

احتلت الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية، في الأيام الماضية، المشهد الرئيس في الأقنية الفضائية ووكالات الأنباء ومقالات الصحف، كأنها انتخابات في البيت في كل أرجاء الكرة الأرضية، أو كأنها بمثابة انتخاب لرئيس العالم، وهذا يحدث في البلدان التي تحابي الولايات المتحدة الأمريكية، أو في البلدان التي تناصبها العداء، في المجتمعات المعجبة بالسياسة الأمريكية وفي المجتمعات المتضررة منها.

في الحقيقة ليس ثمة في ذلك ما يدعو للاستغراب أو للتساؤل، إذ أن تلك الانتخابات تؤثر بشكل مباشر، أو غير مباشر، بهذا القدر أو ذاك، على معظم بلدان العالم، لعدة أسباب، أهمها:  

  • استحواذ الولايات المتحدة على ربع الإنتاج الإجمالي العالمي، مع أكثر من 21 ترليون دولار تقريبا من 87 ترليون دولار (للعام الماضي). فوق ذلك فإن عملتها (الدولار) هي بمثابة العملة العالمية، وهي الأكثر استعمالا في المداولات التجارية الدولية، وفي التداولات المصرفية عبر العالم التي تخضع لهيمنتها أو رقابتها، بحيث أن مجرد تغريدة من رئيسها يمكن أن ترفع أو تنزل قيمة اليوان الصيني، أو الروبل الروسي، أو الين الياباني، أواليورو الأوروبي، أو الريال الإيراني، أو الليرة التركية. 
  • ثانيا، تعتبر الولايات المتحدة المنتج والموزع الأساسي لمعظم مخرجات الثورة العلمية والتكنولوجية، وثورة الاتصالات والمعلوماتية، على مستوى العالم؛ وفي الواقع فهذا هو مصدر قوتها الأساسية، أو نقطة تميزها عن باقي الدول، وليس فقط قوتها الاقتصادية والعسكرية، فعبر تلك القوة الناعمة باتت تفرض هيمنتها كقوة عظمى وحيدة في هذا المجال إزاء باقي دول العالم، رغم وجود قوى أخرى في باقي المجالات. 

المفارقة هنا، في العالم العربي، أن الحكام يطلبون الولايات المتحدة أو يحابونها بقدر ما يخشونها، وأن الناس العاديين يعادونها، أو يطلبون تدخلها، بقدر ما يطلبون منها تغيير سياساتها. 

  • ثالثا، ما يميز الولايات المتحدة عن غيرها من الدول أنها بمثابة “العالم الجديد” حقاً، ليس فقط باعتبارها أكثر بلد يستقبل مهاجرين، أو أكثر بلد يذهب إليه المهاجرون، وإنما أيضا لأنها البلد الذي يغتني بالتنوع والتعددية، الثقافية والأثنية والدينية واللغوية؛ علما أن فيها أربعة مجموعات عرقية تتعايش جنبا إلى جنب في إطار المواطنة: البيض الذين يشكلون الثلثين، ثم ذوي الأصول الإسبانية أو من أمريكا اللاتينية ونسبتهم 13.3 بالمئة، وذوي الأصول الإفريقية ونسبتهم 12.5 بالمئة، وذوي الأصول الأسيوية ونسبتهم 4.7 بالمئة. 
  • رابعا، ثمة سبب مباشر متعلق بأدوار الولايات المتحدة على مستوى السياسة الدولية، فهي موجودة، ومؤثرة، في العالم، ولا سيما في نقاط التوتر، أكثر من أية دولة أخرى، سياسيا أو عسكريا أو اقتصاديا، بل إن أي مشكلة لا يمكن إيجاد حلول لها بدون تدخل من الولايات المتحدة، ناهيك إنها تشتغل كضابط للنزاعات في بعض المناطق.
  • خامسا، في الحديث عن الولايات المتحدة ذات النظام الفدرالي، ربما يفيد أن نتذكر بأن الأمر وكأنه يشمل خمسين دولة، إذا اعتبرنا أن كل ولاية في ذلك البلد هي بمثابة دولة بحد ذاتها، علما أنها ثالث أكبر دولة لناحية عدد السكان (330 مليون نسمة) بعد الصين والهند.

 هكذا فإن كل تلك الجوانب يجري تغييبها، أو نسيانها، لدى تفسير تلك الظاهرة المتعلقة بالاهتمام العالمي بانتخاب الرئيس الأمريكي، ساكن البيت الأبيض في واشنطن.

 طبعا ثمة أسباب أخرى جعلت الانتخابات الأمريكية، هذه المرة، أكثر إثارة وسخونة ولفتا للانتباه، من سابقاتها، ضمنها، شخصية الرئيس دونالد ترامب المثيرة للجدل، والغريبة عن التقاليد الدبلوماسية، حتى في تعامله مع أنداده من الرؤساء أو تعامله مع الدول الأخرى، وضمن ذلك تأتي، أيضا، تصريحاته المباشرة التي تستفز مشاعر النساء، أو ذوي الأصول الإسبانية أو الإفريقية أو الإسلامية، أضافة إلى أجنداته الأخرى، كخطة صفقة القرن، أو محاولته تغيير طبيعة المعاملة الأمريكية للصين، إضافة إلى استفزازه بعض رؤساء دول الاتحاد الأوروبي، مثلا. وطبعا يضاف إلى كل ذلك سخونة المعركة الانتخابية، والاتهامات التي وجهها ترامب إلى خصمه ومنافسه الذي بات رئيساً جو بايدن، سواء في المناظرة التي جرت بينهما قبل إجراء الانتخابات، أو بعد سير العملية الانتخابية، بما في ذلك تشكيك ترامب بنزاهة العملية الانتخابية، ورميها بشبهة التزوير، إلى حد اللجوء إلى المحكمة العليا حتى بعد إعلان فوز بايدن. 

ربما الاهتمام “الإجباري”/العفوي بالانتخابات الأمريكية في بلداننا، سواء من قبل الحكام، أو من قبل المواطنين، والذي ربما يفوق في مداه أي بلد أخر في العالم، يكمن في إدراكهم لحجم العلاقة التي تربط تلك البلدان بالولايات المتحدة الأمريكية، من مختلف النواحي، كما يكمن في إدراكهم للتحالف الوطيد بين إسرائيل والولايات المتحدة، بما يعنيه ذلك في الشرق الأوسط من تبعات واستحقاقات. 

المفارقة هنا، في العالم العربي، أن الحكام يطلبونها أو يحابونها بقدر ما يخشونها، وأن الناس العاديين يعادونها، أو يطلبون تدخلها، بقدر ما يطلبون منها تغيير سياساتها.  

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.