fbpx

اليمن: ضحايا مفترضون فاجأوا أسرهم بالظهور… سُجّلوا كقتلى وتزوجت نساؤهم

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

بينما كان ينتظر اللحظة التي حالت دونها سنوات من الحرب والأسر، عائداً إلى زوجته، كانت المفاجأة الصادمة، بأن زوجته باتت زوجة أخيه الأصغر، بعدما أُبلغت أسرته بأنه قُتل خلال المعارك مع القوات الحكومية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ليس الأسير اليمني هائل طلان (28 سنة)، الذي أُفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى منتصف تشرين الأول/ أكتوبر 2020، أول العائدين من غياهب الأسر، الذين تزوجت نساؤهم وأنجبن من آخرين. قصة هائل واحدة من قصص كثيرة متشابهة في أكثر من محافظة يمنية، خلال العامين الأخيرين على الأقل، تحولت معها الفرحة المفترضة بعودة الغائبين، إلى أزمة ومعضلة عميقة داخل الأسرة. 

كان طلان، الذي أُسر عام 2017، يقاتل في صفوف جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) والقوات الموالية لها، قبل أن يفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى التي رعتها الأمم المتحدة بين قوات الحكومة المعترف بها دولياً والتحالف بقيادة السعودية من جهة، وبين الحوثيين وحلفائهم من جهة أخرى، وشملت أكثر من ألف أسير من الطرفين. وهي أكبر صفقة لتبادل الأسرى والمعتقلين المقدر عددهم بأكثر من 15 ألفاً من مختلف الأطراف. 

وبينما كان طلان، الذي نُقل على متن طائرة تابعة للجنة الدولية إلى صنعاء، وهي الجهة التي نقلت الأسرى والمعتقلين من الطرفين، ينتظر اللحظة التي حالت دونها سنوات من الحرب والأسر، عائداً إلى زوجته في مسقط رأسه، محافظة حجة، شمال البلاد، كانت المفاجأة الصادمة، بأن زوجته باتت زوجة أخيه الأصغر، بعدما أُبلغت أسرته بأنه قُتل خلال المعارك مع القوات الحكومية. 

حالات متكررة 

قصة طلان، كانت آخر القصص في هذا السياق، وانتشرت مع إعلان إتمام صفقة تبادل الاسرى. مثله ماجد الفقيه وهو ثلاثيني من محافظة ذمار وأب لثلاثة أطفال، عاد العام الماضي، إلى أسرته ليفاجأ بأن زوجته باتت أماً لطفل رابع، من شقيقه الأصغر، الذي تزوجها بعد عام من إبلاغ أسرته بمقتله.

ووفقاً لأقارب من أسرة الفقيه تحدث إليهم “درج”، فإنهم أُبلغوا بمقتله منذ أربع سنوات (إلى حين الإفراج عنه)، ووضعوا صورته في برواز على أنه “شهيد”. فقرر والده تزويج امرأته إلى أخيه، ليتسنى للأخير رعاية أطفال “الفقيد”، كما يحدث في عائلات كثيرة فقدت أفراداً منها في الحرب.

وبذلك، تحوّلت الفرحة بعودة من كان يُعتقد ميتاً، إلى صدمة وأزمة حقيقية، ما دفع العائد من الموت، إلى اتخاذ قرار بالعودة إلى “الجبهة”، للمشاركة في الحرب ومن ثم انقطعت أخباره عن أسرته. 

قتلى إنما أسرى 

تكرار حالات من هذا النوع، بحيث يعود أسرى إلى الديار وقد تزوّجت زوجاتهم بأشقاء لهم أو بآخرين، يؤشّر إلى حقيقة مأساوية أخرى في هذه الحرب المدمّرة، وهي سقوط قتلى ومفقودين في معارك ميدانية أو حوادث قصف جوي، تعجز معها القوات الموالية لهذا الطرف أو ذاك، عن تحديد هوية الضحايا من المفقودين، لتقوم بالإبلاغ عنهم كـ”شهداء”، وإن كان البعض منهم قد وقع في الأسر.

تحوّلت الفرحة بعودة من كان يُعتقد ميتاً، إلى صدمة وأزمة حقيقية،

ما دفع العائد من الموت،

إلى اتخاذ قرار بالعودة إلى “الجبهة”.

فأسرة العشريني أنور علي، أقامت منذ نحو عام، أي بعد ثلاثة أشهر من اختفائه، عزاء له وانتشرت صوره كـ”شهيد”، إلا أنّ علي فاجأ عائلته وجيرانه بأنه لم يزل حياً يُزرق، فكانت عودته فرحة وصدمة في آن واحد.

عواقب تمس النسيج العائلي

تقول الخبيرة الاجتماعية اليمنية الدكتورة نجاة الصايم لـ”درج” إن “للحرب عواقب وخيمة على أي مجتمع تحل فيه، وعلى مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والنفسية كافة”، ولكن “تلك العواقب تزداد سوءاً عندما تحدث أمور تمس النسيج العائلي”، ومنها الحالات التي تم فيها ابلاغ الاسرة بوفاة ابنها والذي يكون متزوجاً ولديه أطفال لتقوم الأسرة بتزويج الزوجة بالأخ”. 

وتضيف: “إذا حللنا الآثار التي ستنتج عن عودة الزوج، بعدما أُبلغت الأسرة بوفاته وقامت بتزويج زوجته من أخيه، فعلى مستوى العلاقات الاجتماعية داخل هذه الاسرة سوف يحدث انهيار تام، ويتحوّل التفاعل العائلي بين الأفراد صراعاً وكراهية، إضافةً إلى الوصمة الاجتماعية التي ستؤثر في الجميع”.

أما على المستوى النفسي، فترى الصايم أن “الموقف سيشكل صدمة نفسية لكل فرد من الأسرة، وقد يؤدي إلى أمراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق والعزلة، وقد يصل إلى الانتحار في بعض الأحيان، ويزداد الوضع صعوبة في حال وجود أطفال. وهذه من مآسي الحروب”. 

يشار إلى أن الأرقام الفعلية لأعداد القتلى والجرحى من مختلف الأطراف في اليمن، لا تزال غير معروفة، إذ تعدها أطراف “أسراراً عسكرية” ولا تكشف عن الأعداد الفعلية للضحايا من المقاتلين.

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.