fbpx

لبنان: جبران باسيل يحمي رياض سلامة أيضاً

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لا شك في أن جبران ظاهرة استثنائية في المشهد اللبناني العام، وربما العالمي. من الصعب أن نعثر على مثيل له في تجارب الأبناء والأصهار والورثة، ومن الخطأ إحالته إلى خبرة أو تجربة أو ممارسة سابقة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 على جاري عادته يمارس صهر الجمهورية اللبنانية الـ”هيلا هو” جبران باسيل بهلوانياته السياسية أمام أنظار اللبنانين من دون خجل. أصدر بياناً باسم التيار العوني أعلن فيه تمسكه بالتحقيق الجنائي في مصرف لبنان الذي يرفضه حاكمه رياض سلامة بحجة السرية المصرفية، وفي الوقت نفسه يتولى “زلمته” في مجلس النواب رئيس لجنة المال النيابية إبراهيم كنعان صد محاولات المباشرة به منحازاً لحاكم مصرف لبنان ولأصحاب المصارف.

هذه التمارين التي يجريها جبران في هواء الجمهورية الطلق، هي جزء مما يعتقد أنه “عدة الشغل” في الشأن العام البائس الذي انخرط فيه الرجل منذ عودة عمه ميشال عون من منفاه الفرنسي، وهو إذ يمارسها، يشيح بوجهه عن متغير جوهري لم يعد مجدياً في ظله هذا التوزيع السخيف للأدوار بينه وبين إبراهيم كنعان، والمتغير هو أن وجه باسيل التصق بقناعة عامة مفادها أن هذا الشخص كاذب في كل شيء. كمية الفضائح التي تحاصره يومياً تضاعف من هذه القناعة الجماعية. بالأمس، ظهر مساعد جديد لميشال عون في أميركا، هو طوني حداد، وكشف مزيداً من الكذب والرياء الذي مارسه جبران بحق مناصري عمه. وقبله بيوم واحد ظهرت السفيرة الأميركية في بيروت لتعزز هذه القناعة.

لا شك في أن جبران ظاهرة استثنائية في المشهد اللبناني العام، وربما العالمي. من الصعب أن نعثر على مثيل له في تجارب الأبناء والأصهار والورثة، ومن الخطأ إحالته إلى خبرة أو تجربة أو ممارسة سابقة. إنه المراوغة المعلنة وغير المكترثة بانكشافها. يريد أن يحمي رياض سلامة، وفي الوقت نفسه لا يريد أن يخسر الرصيد الذي يمكن أن يجنيه من خصومته. يريد أن يهدي لبنان إلى “حزب الله”، ويقدم عروضاً موازية للأميركيين. أمضى 15 عاماً مع مساعديه في وزارة الطاقة، وبدد فيها عشرات المليارات من الدولارات من دون أي نتيجة، وها هو اليوم يفاوض على مواصلة نفوذه فيها. هو يعرف أن لا أحد يمكن أن يصدق كلمة واحدة يقولها، في أي شأن، وعلى رغم ذلك لا يتردد كل يوم بالظهور واستعراض المزيد من الرياء. هنا تكمن استثنائيته. وهنا يكمن خبث من يقف خلفه، ومن يجعل جبال الكذب ممكنة وعادية وامتداداً لعلاقات الجماعات اللصوصية التي تحكم الجمهورية.

أمضى 15 عاماً مع مساعديه في وزارة الطاقة، وبدد فيها عشرات المليارات من الدولارات من دون أي نتيجة، وها هو اليوم يفاوض على مواصلة نفوذه فيها.

في السنة الثالثة من عمر “الهندسات المالية”، اكتشف جبران باسيل كنز الفوائد التي كان سبقه عليها أوليغارشيو المذاهب الأخرى. كان سعد الحريري عبر مصرفه بنك البحر المتوسط قد غرف من هذا الكنز ما غرفه، وقبله كان أهل بنك عودة، الذي تتقاطع عنده مصالح سياسيين كثيرين، قد صالوا وجالوا في ودائع اللبنانيين عبر الهندسات المالية. فجأة استيقظ جبران على “المنهبة”، وقال لحاكم المصرف المركزي، الأمر لي أيضاً، وكان أن منح بنك سيدروس فرصة الانغماس في الهندسات المالية. هنا تكمن أهمية رياض سلامة بالنسبة إلى النظام، فهو نجح في إشراك الجميع في عملية السطو، وأمن بذلك جداراً يحميه في الحكومة وفي البرلمان، والأهم أنه تمكن من ضبط “حزب الله” عبر موازنته بين مصالح الحزب في ظل العقوبات، والشروط الأميركية والغربية.

اليوم نشهد نقاشاً حول التحقيق الجنائي في مصرف لبنان. إجراء التحقيق هو شرط صندوق النقد الدولي، ويرجّح أن يفضي إلى كشف المسؤولين عن الانهيار المالي. النقاش كشف أن حاكم المصرف المركزي يتمتع بحماية برلمانية على رأسها النائب إبراهيم كنعان من الكتلة التي يرأسها جبران باسيل، وهو من قنوات التواصل مع رئيس المجلس نبيه بري، وينسق على نحو وثيق مع “تيار المستقبل” في لجنة المال النيابية. النظام هو لجنة المال النيابية، فهذه الأخيرة هي من تولى التشريع للهندسات المالية، هي من “تكنوقراط النظام الفاسد”، هي وجه جبران باسيل… قبَّح الله وجهها.  

    

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!