fbpx

الآن عرفنا هوية من قتل هشام الهاشمي

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

القتلة في العراق وجوههم مكشوفة، وهم لا يشيحون بها من أمام الكاميرات، لكن ثمة شيء أقوى منهم في ذلك البلد.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

من غرائب أخبار العراق ما أعلنه بالأمس المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي، أحمد ملا طلال، لجهة أن قوات الأمن تعرفت إلى قتلة هشام الهاشمي من خلال ضبط دراجتين ناريتين في العاصمة بغداد، مشيراً إلى التعرف إلى اثنين من الأشخاص، كانا يستقلانها خلال عملية الاغتيال. وأضاف: “تم التعرف إليهم، لكن تبين لاحقاً أنه تم تهريبهم إلى خارج العراق من قبل بعض الجهات”. مبيناً أن الحكومة تعهدت بملاحقة القتلة، وسيتم جلبهم من الخارج!

أولاً، ليس الغريب في الخبر أن قوات الأمن كشفت قتلة الزميل الهاشمي، ذاك أن الجريمة كانت معلنة والكاميرات التقطت وقائعها من أمام منزله، حيث وقعت الجريمة في 6 حزيران/ يونيو الفائت. الغريب أن “جهات نافذة” بحسب ما أكد الناطق باسم رئيس الحكومة هي من تولت تهريبهم إلى خارج الحدود! لكن من هي الجهات النافذة؟ وإلى خارج أي حدود تم تهريبهم؟ الجميع في العراق يعرف جوابَي هذين السؤالين منذ اليوم الأول لوقوع الجريمة، ولا أحد يكشف سراً إذا ما قال إن هشام الهاشمي قتل على يد ميليشيات الفصائل الولائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، وأنه تم تهريبهم إلى خارج الحدود، أي إلى ايران.

القتلة في العراق وجوههم مكشوفة، وهم لا يشيحون بها من أمام الكاميرات، إنما ثمة شيء أقوى منهم في ذلك البلد

عبارة “جهات نافذة” التي ساقها الناطق باسم الحكومة تشي بأن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، وهو صديق الهاشمي، ضاق ذرعاً بوجود كتائب القتل في محيط السلطة في بغداد، وكانت آخر أعمالها قتل الناشط عمر فاضل راهناً، وقبلها قتل الطبيبة ريهام يعقوب في مدينة البصرة. وهذه جرائم استهدفت ضحاياها، لكنها استهدفت أيضاً الكاظمي نفسه، ذاك أنها مثلت رسائل وجهتها “الجهات النافذة” للكاظمي، ومفادها دعوته إلى ألا يتوهم أن السلطة الفعلية وقرار العراق في مكان آخر غير المكان الذي أُرسل إليه قتلة الهاشمي.

والحال أن العراق يقاوم النفوذ الإيراني خلافاً لما يفعله لبنان المستسلم لقدره، والكاظمي بحسب خصومه من “الجهات النافذة” هو رأس حربة هذه المقاومة، إلا أنه، وهو رأس السلطة التنفيذية في العراق، أقرب إلى مقاوم منه إلى حاكم. فالتظاهرات في العراق حين تنطلق من الساحات، إنما تستهدف إسقاط السلطة، وهذه الأخيرة ليست الكاظمي، إنما من أشار إليهم المتحدث باسمه بوصفهم “الجهات النافذة”، ونحن إذ نعول على أن يتولى الكاظمي مهمة المواجهة، نفعل ذلك وكأننا نعول على رجل من خارج النظام، على رغم أنه يجلس على رأسه. المشهد غريب بعض الشيء، وهي الغرابة نفسها التي حملها خبر الكشف عن قتلة هشام.

القتلة في العراق وجوههم مكشوفة، وهم لا يشيحون بها من أمام الكاميرات، إنما ثمة شيء أقوى منهم في ذلك البلد. ثمة من لم يستسلم في بغداد، و”الجهات النافذة” تعرف ذلك، وهذا ما يثير خوفها. التظاهرات ضد “الجهات النافذة” انطلقت من المدن الشيعية، هذا مؤشر كبير على ما يعتمل خلف صور المرشد من مشاعر. وإذا كانت “الجهات النافذة” قد نجحت بتهريب قتلة هشام إلى خارج الحدود، فإن جهات ليست حتى الآن نافذة قد جاهرت بهوية القتلة، وهذه خطوة بالاتجاه الصحيح.

الآن عرفنا هوية من قتلك يا هشام، يبقى أن ننتظر لحظة العدالة. 

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.