fbpx

البرازيل مرشحة فوق العادة.. للثأر أولاً

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لا شيء غير الظفر بالكأس ما يرضي البرازيل “الجديدة”. هذا قدر منتخب “السيليساو”، أن يعيد لكرة القدم روحها الكرنفالية الراقصة، أن يمنحها طعمها الحريف والحار، ألوانها الصاخبة وإيقاعاتها المجنونة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لا شيء غير الظفر بالكأس ما يرضي البرازيل “الجديدة”. هذا قدر منتخب “السيليساو”، أن يعيد لكرة القدم روحها الكرنفالية الراقصة، أن يمنحها طعمها الحريف والحار، ألوانها الصاخبة وإيقاعاتها المجنونة.
العالم كله يترقب ماذا ستفعل البرازيل في هذا المونديال. ثمة مهمة وطنية يحملها المنتخب: محو كارثة 2014 وآثار المجزرة التي ارتكبها الألمان بأناقة في ملعب “بيلو هوريزونتي”.
على عاتق هذا المنتخب دحرجة صخرة سيزيفية من قاع تلك “الليلة المشؤومة” إلى القمة الشاهقة في مساء 15 تموز/يوليو المقبل، ليلة التتويج ببطولة كأس العالم.
نحن أمام واحدة من أشد اللحظات الدرامية في تاريخ كرة القدم وربما ستكون أكثرها تشويقاً وإثارة: كيف ستلعب البرازيل؟ هل فكرة “الثأر” ستخنق عاطفة “السامبا”؟ هل وجدت البرازيل توليفتها الخاصة بين فن “الكابويرا” وشروط الكرة الحديثة؟ على أي وجه ستدبر البرازيل الملاعب الروسية؟ هل سيعود سحر مداعبة الطابة الشبيهة بالشعوذة؟ هل سيعاد الاعتبار لكرة القدم اللاتينية.. على الأرض الأوروبية تحديداً؟
مهما تكن النهايات، فهذه القصة وحدها أضفت على المونديال الـ21 طابعاً استثنائياً ولا شك.
المشوار الصعب بدأ عام 2016، عندما تولى أدينور ليوناردو باتشي، المعروف باسم “تيتي”، مهمة إعادة بناء منتخب جديد يستحق اسم “السيليساو” وإرثه المجيد، ليس فقط لأن البرازيل هي البلد الوحيد الذي فاز بالبطولة خمس مرات، والمنتخب الوحيد الذي لم يغب إطلاقاً عن هذه المناسبة العالمية، بل لأن “جمال” كرة القدم برازيلي أولاً.
هذا ما يعرفه المدرب تيتي، الذي لا يملك سجلاً كبيراً من الانجازات، واقتصر احترافه على الأندية المحلية، لكنه استطاع قيادة فريق كورنثيانس لنيل لقبين مهمين: كوبا ليبرتادوريس وكأس العالم للأندية على حساب تشلسي الإنكليزي. ربما بسبب “محليته” كان اختياره، أي العودة الضرورية إلى الجذور وإلى الشغف، إلى الطريقة البرازيلية في اللعب، إلى تلك الأريحية المنحازة دوماً لخيار المتعة أولاً. وتيتي الذي لم يقل الكثير، صرح فقط: أنا ابن مدرسة السامبا.
استراتيجية المدرب واضحة: مواءمة المهارات الفردية (سمة اللاعب البرازيلي) مع اللعب الجماعي (سمة الكرة الحديثة). من دون هذا التوازن ستجد البرازيل صعوبات بالغة أمام أقوياء أوروبا. من أجل ذلك، عمد تيتي إلى صهر اللاعبين في منظومة تكتيكية تولي لتقارب الخطوط، وللثقل الدفاعي، أهمية توازي الاندفاعات الهجومية. بمعنى آخر، تكتيك “إيطالي” على الطريقة البرازيلية. ويبدو أن اختبارات تيتي واستجابة اللاعبين في التكيف مع هذه الاستراتيجية أتت ثمارها سريعاً. في أقل من تسعة أشهر، قاد تيتي “السيليساو” للصعود من المرتبة السادسة إلى المرتبة الأولى، في التصفيات القارية، لتكون البرازيل أول المتأهلين إلى المونديال. لقد استطاع المنتخب تحقيق ثمانية انتصارات متتالية (كسر الرقم القياسي البرازيلي بستة انتصارات متتالية عام 1970).

نحن أمام واحدة من أشد اللحظات الدرامية في تاريخ كرة القدم وربما ستكون أكثرها تشويقاً وإثارة: كيف ستلعب البرازيل؟ هل فكرة “الثأر” ستخنق عاطفة “السامبا”؟ هل وجدت البرازيل توليفتها الخاصة بين فن “الكابويرا” وشروط الكرة الحديثة؟ على أي وجه ستدبر البرازيل الملاعب الروسية؟ هل سيعود سحر مداعبة الطابة الشبيهة بالشعوذة؟ هل سيعاد الاعتبار لكرة القدم اللاتينية..

الانتقال من كارثة 2014، ثم من الخيبة المخزية في “كوبا أميركا” 2016، إلى هذه النتائج الباهرة والأداء الواقعي، أمر مثير للدهشة والإعجاب، إذ عادة ما يستلزم الاهتداء إلى القمة سنوات طويلة. أغلب الظن، أن الفضل الأول بيقظة البرازيل يعود إلى اختيار هذا الرجل، المدرب تيتي. أهم ما أنجزه برأيي هو نسج علاقة الصداقة بين اللاعبين أنفسهم، إيمان كل لاعب بقدرات زملائه. إنها الثقة التي تصنع المعجزات.
تعززت الثقة أكثر في المباريات الودية والتحضيرية: أمام ألمانيا (1-0)، ومع كرواتيا (2-0) وأخيراً ضد النمسا (3-0). ويبدو أن تيتي يميل باستمرار إلى خطة انتشار 4-1-4-1، ما يعني كثافة دفاعية بمقدورها التحول إلى زيادة عددية في خط الوسط وتقديم المساندة الهجومية. مرونة في التحول والانتشار ما يتيح السيطرة على المساحات وسد أي ثغرة.
هذه الخطة ترتكز على الاستفادة من قدرات كل اللاعبين الطموحين والشباب، الذين جدد بهم دماء المنتخب، ونعني تحديداً المدافع الشاب ماركينوس مثلاً، كذلك اعتماده على إمكانيات كازيميرو، والمخضرم باولينيو، الذي أعاد برشلونة اكتشاف قدراته الفذة. وانتبه تيتي إلى غابرييل خيسوس المبدع مع مانشستر سيتي، مراهناً عليه ليكون أحد أهم مفاتيح الهجوم البرازيلي إلى جانب نايمار. وإذا أضفنا كل من كوتينيو وفيرمينيو إلى الترسانة، فنحن أمام فريق مرشح فوق العادة للبطولة.
وأفضل ما أصاب “السيليساو” في السنة الأخيرة استعادة تلك الغريزة الفنية، اللمسة الشاعرية، استعراض المهارة، التمتع لا التوتر.. والانسيابية التي لطالما تميزت بها المجموعة البرازيلية. ضابط الإيقاع، المدرب، عرف أيضاً كيف يسيطر على الفريق ويدير اللعب بواقعية وانضباط، والاعتماد على تبادل الكرات القصيرة والأرضية بلمسة واحدة، واستغلال المساحات الخالية لدى الخصم..
أول مصدر قلق انتهى منه تيتي هو حراسة المرمى، لديه أليسون (روما) كخيار أول، بعد موسم كبير مع ناديه الإيطالي، ويعتبر بسوية كبار الحراس في العالم، ويليه إيدرسون الذي أوكل إليه بيب غوارديولا حراسة مانشستر سيتي، والثالث الاحتياطي كاسيو (كورنثيانس البرازيلي).
تظهر جرأة “تيتي” باختياره المفاجئ لبيدرو جيروميل (32 عاما) قائد الفريق المحلي غريميو، ليكون في خط الدفاع، وإلى جانبه كتيبة مهيبة بخبرتها وحنكتها وصلابتها، أولهم المثابر الذي لا يهدأ تياغو سيلفا (باري سان جرمان) وزميله في النادي ماركينوس، أحد أفضل الشبان الجدد، ثم ميراندا (أنتر ميلان) الذكي والرشيق بتدخلاته وافتكاك الكرة، وفليبي لويس المقاتل في صفوف أتلتيكو مدريد، وبالطبع سيكون مارسيلو (ريال مدريد) في موقعه المفضل كظهير أيسر، وهو أحد أهم لاعبي هذا المركز في العالم، وأبرز من يتولى مهام المساندة الهجومية على الأطراف. أما مشكلة غياب داني ألفيش عن الجناح الأيمن بسبب الإصابة، فوجد تيتي الحل، والتعويض نسبياً، مع اللاعبين فاغنر (كورنثيانس) ودانيلو (مانشستر سيتي).
في خط الوسط، يمكن الاطمئنان على “السيليساو”، بوجود الثنائي باولينيو وكوتينيو (برشلونة)، الأول يتمتع ببنية جسمانية قوية والثاني بمهارات المراوغة، على الجهة اليمنى خصوصاً، واختراق الدفاعات بسهولة. وهناك كاسيميرو (ريال مدريد) بلياقته البدنية العالية، الذي لا يتوقف عن الضغط على حامل الكرة، وغالباً ما ينجح في تعطيل لعب الفريق الخصم. إنه الدفاع المتقدم، الذي يتكل عليه النادي الملكي في المناسبات الصعبة. لاعب غير تقليدي بالكرات الهوائية والأرضية. وفي هذا الدور أيضاً يبدو فرناندينيو المتوج مع مانشستر سيتي ببطولة الدوري الإنكليزي، لاعب ارتكاز يبرع باختطاف الكرة، وبالربط بين الوسط والدفاع. ولا يقل شأناً عن هؤلاء ويليان (تشلسي)، إذ يستطيع اللعب في المحور واليمين واليسار، يمتلك نزعة هجومية وسرعة كبيرة في الانتقال من الوسط إلى الخطوط الأمامية. وسيكون ريناتو أوغستو (بكين جوان) حاضراً بعدما منحه المدرب ثقته به واختبره في مباريات عدة، وأخيراً فريد (شاختار) الذي تتنافس الأندية الإنكليزية على خطفه بوصفه موهبة برازيلية جديدة في خط الوسط.
صحيح أن استراتيجية المدرب والمنتخب تقوم على اللعب الجماعي المنسَّق، إلا أن دور نايمار (باري سان جرمان) سيكون حاسماً بأداء البرازيل ونتائجها، بل وفي تحقيق الحلم (والثأر). في خط الهجوم، ما من رأس حربة صريح، بل تنويع هجومي يقوده نايمار يساراً، وفرمينيو (ليفربول) في المنتصف حيث يجيد توجيه الضربات الصاروخية، وسيلعب غابرييل خيسوس، الذي كسبه مانشستر سيتي بعد تنافس مع برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد وأنتر ميلان وجوفنتوس للحصول على خدماته، كمهاجم شاب يشبهه البعض بالظاهرة رونالدو أو الرائع رونالدينيو. يمتلك رؤية ثاقبة للملعب، ويراوغ بسرعة كبيرة، بحس تهديفي عال.
السيليساو جاهز على أعلى مستوى، وسيلاقي في المجموعة الخامسة كل من سويسرا وكوستاريكا وصربيا. ولن تجد البرازيل على الأرجح تحدياً في تصدر مجموعتها، للانطلاق إلى الأدوار الإقصائية والذهاب بعيداً.. ربما إلى منصة التتويج نفسها.

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!