fbpx

لطالما كرهت العناق في الشتاء… وأخيراً أصبح العالم يفهمني!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

هذا العام، وبفضل الوباء والتباعد الجسماني، لم يعد لزاماً عليّ أن أكون ذلك الشخص البغيض، الوحيد الذي يدفع المعانقين بعيداً خلال فصل الشتاء.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

بمناسبة عيد الحب هذا العام، تناولت صديقتي كيتي جميع قطع الحلوى من علبة شوكولاتة “راسل ستوفر” على شكل قلب، ولكنها تكرمت واحتفظت بالغطاء من أجلي. كان الغطاء من الورق المقوى بحجم 6 بوصات، وكتبت عليه عبارة، “أنا لا ❤️ العناق”. وقد صنعت ثقباً فيه وعلقته في خيط.

كم ضحكنا عندما كانت تضع هذا الخيط الأحمر حول عنقي. ففي شهر شباط/ فبراير الماضي، كانت كلمات مثل “كوفيد” و”التباعد الاجتماعي” لا تزال جديدة على مفرداتنا، ولكنني كنت بالفعل من مؤيدي تجنب التقارب الجسدي.

منذ ما يزيد عن عَقد، أصبحت واحدة من “هؤلاء” الأشخاص خلال فصل الشتاء. هذا الشخص الذي لن يُقبلك قبلة ترحيب أو وداع. والذي لن يصافح يدك لتهنئتك، حتى لو تمكنت للتو من الحصول على الوظيفة المثالية. بل صرت أتقوقع على نفسي، مثل السلحفاة التي تختبئ في صدفتها، عندما يحاول شخص ما عناقي. وجميع أصدقائي يعرفون أنني بدايةً من “الهالووين” في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر، وحتى “كذبة أبريل” في أول نيسان/ أبريل، أحب أن أحظى بمساحتي الخاصة. حسناً، أنا أحب أن أحظى بما هو أكثر قليلاً من مساحتي الخاصة.

هذا العام، وبفضل الوباء والتباعد الجسماني، لم يعد لزاماً عليّ أن أكون ذلك الشخص البغيض، الوحيد الذي يدفع المعانقين بعيداً خلال فصل الشتاء.

هذا هو السبب في أنني ظللت لسنوات أتجنب معانقة الناس: عام 2008 أصبت بالإنفلونزا وكانت حالتي سيئة. ما مررت به خلال تلك الأسابيع الثلاثة أرعبني بشدة. كنت خائفة من الموت. ثم بدأت أصلي لأموت وأرتاح. فقد ظلت درجة حرارتي ترتفع إلى أن وصلت إلى 39.5 درجة سيليزية. ولم أتمكن من إبقاء الطعام في معدتي، كنت أتقيأ باستمرار، حتى القطرات القليلة من المياه. كنت أنهض من السرير، وأزحف إلى الحمام، وغالباً ما كنت أستلقي على الأرضية الباردة وأنزوي مع نفسي، وأبقى على هذه الوضعية لمدة ساعة أو نحو ذلك. في مرحلة ما، اقترحت طبيبتي، وهي امرأة رائعة ذات ذكاء مبهر، أنني قد أحتاج إلى أخذ عينة من السائل الشوكي، لاستبعاد إصابتي بمرض التهاب السحايا. ارتعبت للغاية من هذا الاحتمال وألقيت هاتفي. استغرق الأمر شهوراً قبل أن أشعر وكأنني ولدت من جديد. وعندما سألتها كيف تمكنني حماية نفسي بشكل أفضل، قالت طبيبتي، ببساطة “احصلي على التطعيم ضد الأنفلونزا كل عام، وبحقّ السماء، توقفي عن لمس الناس خلال موسم الإنفلونزا”.

هذا العام، وبفضل الوباء والتباعد الجسماني، لم يعد لزاماً عليّ أن أكون ذلك الشخص البغيض، الوحيد الذي يدفع المعانقين بعيداً خلال فصل الشتاء

 في الشتاء التالي، لاحظت كيف يسعل الناس في أيديهم، ثم يحاولون مصافحتي. أو يمسحون أنوفهم ثم يقتربون لتقبيلي. ولا تجعلني حتى أبدأ بالحديث عن الأطفال الصغار، فهم مثل الآلات التي تفرز المخاط. بدأت أرتدي قفازات شتوية سميكة ووشاحاً يقي أنفي وفمي. وتوقفت عن الذهاب إلى دور السينما. وفي الحفلات الموسيقية، كنت أبحث عن المخارج وأبقى بالقرب منها. أو كنت أحرص على أن أحتمي بزوجي من الغرباء. وكنت دائماً أحضر اللقاءات والاجتماعات متأخرة وأغادر في وقت مبكر.

قبل سنوات، انتقل أحد الأصدقاء إلى تايوان لتدريس العلوم السينمائية، وفي كل مرة يرسل لنا فيها مقطع فيديو، كنت أعجب للغاية بالطلاب الذين يرتدون الكمامات، ربما من 40 إلى 50 في المئة منهم. وأخبرني أن أي شخص هناك لا يشعر بأنه في أتم صحة يرتدي كمامة. ومن منا يشعر بأنه في أتم صحة خلال فصل الشتاء؟ طلبت منه إرسال المزيد من مقاطع الفيديو.

خلال آذار/ مارس من كل عام، أنظمُ مهرجاناً للكتاب في مدينة وودستوك في ولاية نيويورك. لقد اخترت أنا والمتعاونون معي، شهر آذار لتشجيع الناس على زيارة المدينة عندما لا يكونون هناك عادةً. ولكن بما أن موعد مهرجان “وودستوك بوكفيست” يأتي قبل نهاية موسم التوقف عن العناق لدي، فقد أشار أشخاص إلى استيائهم مني. فهم يقولون: “نعم، أعلم أنكِ تكرهين العناق”، ثم يحاولون عناقي في أي حال. ولقد شوهدت وأنا أحاول الهروب من هؤلاء الناس في شارع تينكر (حيث يُعقد المهرجان) أكثر من مرة.

عندما كنت أتجنب معانقة شخص ما، كان غالباً ما يتساءل إذا ما كنت مريضة، واعتدت القول، “لا، ولا أريد أن أمرض”. ليرد باستغراب، “لست مريضاً”، ويقترب لعناقي. لذا بدأت في الكذب، قائلةً: “أجل أنا مريضة، ومصابة بنزلة برد مروعة”. وعلى نحو غير متوقع على الإطلاق، كان كثيرون يردون قائلين: “لا بأس. أنا لست قلقاً من الإصابة بأي شيء”.

عندما كنت أتجنب معانقة شخص ما، كان غالباً ما يتساءل إذا ما كنت مريضة، واعتدت القول، “لا، ولا أريد أن أمرض”

في أوائل آذار الماضي، زارتني صديقة مقربة. وكنت أرتدي قميصي المزين بعبارة “لا للعناق”. ضحكت ثم اقتربت مني لعناقي في أي حال. فرجعتُ خطوة إلى الوراء. ولذا تقدمت هي خطوة إلى الأمام. فرجعتُ مرة أخرى إلى الوراء. كان ذلك أشبه برقصة “تشا تشا” خيم عليها الاضطراب العقلي. واصلنا ذلك إلى أن تبادلنا بعض الكلمات، كلمات عميقة ومؤلمة. وغادرت وهي غاضبة. شعرت حينها بالحزن، ثم بالغضب الشديد.

بعد أسبوع من الواقعة، كنت أنا وهي خاضعتين لإجراءات الإغلاق. أرسلنا إلى بعضنا بعضاً رسائل اعتذار وتصالحنا. وبعد تسعة أشهر أصبحنا صديقتين أقرب من ذي قبل.

عندما بدأنا عزل أنفسنا في منازلنا، وضعت معقم اليدين وأقنعة الوجه ومناديل معقمة على باب المنزل. فقد كان أمامي الكثير من الخيارات المتاحة، لقد كنت أعدّ لهذا الأمر منذ نحو 12 عاماً! للمرة الأولى في حياتي لم تغمرني الفرحة لأنني كنت على حق. على رغم أنني أشعر بسعادة خفية لأن الجميع قد تعلموا أخيراً كيفية غسل أيديهم.

 هذا المقال مترجم عن theguardian.com ولقراءة الموضوع الاصلي زوروا الرابط التالي.

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.