fbpx

جامعات أميركية تموّلها تبرعات قطر ودول أخرى؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تأتي معظم التبرّعات المُقدَّمة إلى الولايات المتّحدة من الشرق الأوسط من المانحين القطريّين (75 في المئة منها)، في حين تستأثِر “مؤسّسة قطر” بجميع التبرّعات المقدَّمة من قطر تقريباً، ولهذه الأموال تأثير كبير في الجامعات، بخاصّة في ما يتعلّق بالمواقف تجاه إسرائيل.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أصدر مسؤولون في وزارة التعليم الأميركيّة النتائج التي توصّل إليها تحقيقهم حول عدد من الجامعات المرموقة أبرزها: “جورج تاون” و”تكساس إي آند إم” و”كورنيل” و”ييل” و”هارفارد” و”رتغرز”، بسبب عدم إبلاغ تلك الجامعات عن تلقّيها تمويلاً تتجاوز قيمته مليارات الدولارات من دولة قطر، الإمارة الخليجيّة الغنيّة بالنفط. وقد خُصّص جزءٌ كبير من التمويل القطريّ المعروف إلى جامعات “تكساس إي آند إم” و”جورج تاون” و”كورنيل” و”كارنيغي ميلون” و”نورثويسترن” و”فرجينيا كومنولث”، وكلها لديها فروع في قطر تتلقّى دعماً من “مؤسّسة قطر” وثيقة الصلة بالأسرة المالكة.

بين عامي 1986 و2018، تبرّعت بلدانُ الشرق الأوسط بأكثر من 6.6 مليار دولار للجامعات الأميركيّة، بَيد أنّ تلك الجامعات لمْ تُطلِع الحكومة الفيدراليّة إلّا على أقلّ من 3.6 مليار دولار وفقاً لما يقتضيه القانون. ومن بين نحو 5 مليارات دولار تبرّعت بها قطر لمؤسّسات مختلفة، تمّ الإبلاغ عن أقلّ من ملياري دولار، وفقاً للسجلّات الفيدراليّة، وذلك بعد 7 سنوات من الأبحاث والتحقيقات التي أجراها الخبراء والمحاسبون الجنائيّون في “معهد دراسة معاداة الساميّة والسياسة العالميّة”.

ووفق هذه النتائج، التي عرض بعضها في قمّة حول معاداة الساميّة المعاصرة استضافتها وزارة العدل في تموز/ يوليو 2019، والتي دفعت إلى حدٍّ كبير وزارةَ التعليم إلى إجراء هذا التحقيق، عجزت الإجراءات غير الكافية التي تتبنّاها وكالات الرقابة الفيدراليّة في تتبّع مسار التمويلات الوارِدة إلى الولايات المتّحدة من الخارج، وتوانَت الجامعات في الإبلاغ عن تمويلات أجنبيّة تتجاوز 3 مليارات دولار من قطر ودول الخليج.

تأتي معظم التبرّعات المُقدَّمة إلى الولايات المتّحدة من الشرق الأوسط من المانحين القطريّين (75 في المئة منها)، في حين تستأثِر “مؤسّسة قطر” بجميع التبرّعات المقدَّمة من قطر تقريباً، ولهذه الأموال تأثير كبير في الجامعات، بخاصّة في ما يتعلّق بالمواقف تجاه إسرائيل. فقد أشارت الأبحاث التي أجراها “معهد دراسة معاداة الساميّة والسياسة العالميّة” إلى وجود علاقة مباشرة بين التمويل الذي تقدِّمه قطر ودول الخليج إلى الجامعات والحضور الفعّال لجماعات مثل منظّمة “طلّاب من أجل العدالة في فلسطين” في هذه الجامعات، التي تُعزّز “الأجواء العدوانيّة المعادية للساميّة” في الحرم الجامعيّ. علاوةً على ذلك، فقد توصّل المعهد من خلال بحثه إلى وجود علاقة بين التمويل والنزعة الأيديولوجيّة التي تهيمن على المنح الدراسيّة -بما في ذلك المشاعر المعادية لإسرائيل والصهيونيّة- في أقسام بعض أفضل الجامعات الأميركيّة الرائدة ومعاهدها، إضافةً إلى دور النشر والجمعيّات المهنيّة الأكاديميّة. وثَمّة أيضاً علاقة مثيرة للقلق بين هذا التمويل وتكميم أفواه المعاهد والتكتّم على المؤلّفات التي يصدرها الباحثون الذين ينتقدون تلك الأيديولوجيّة السائدة.

وقد شهدت معاداة الساميّة تصاعُداً في جامعات أميركا الشماليّة في السنوات الأخيرة. وبسبب الأساليب التقليديّة في التعامل مع المشاعر المناهضة لليهود التي يتبنّاها التيّار اليمينيّ في سياساته، إضافةً إلى الممارسات المعاصرة المعادية للصهيونيّة التي يروّج لها التقدّميّون في التيّار اليساريّ (الذين يسعون إلى انتزاع شرعيّة حقّ الشعب اليهودي في تقرير المصير من خلال الدعوة إلى مقاطعة واسعة النطاق لدولة إسرائيل)، بات الطلّاب اليهود يشعرون على نحو متزايد بأنّهم غير مُرحَّب بهم في مؤسّسات التعليم العالي. وقد أصبحت هذه الرؤية شائعة داخل الأوساط الأكاديميّة.

لا يقتصر الأمر على قطر فحسب، ولا على هذه الجامعات أيضاً. فاستناداً إلى تقرير “متابعة الأموال”، توصّل “معهد دراسة معاداة الساميّة والسياسة العالميّة” إلى أنّ الكثير من الأنظمة الاستبداديّة في الشرق الأوسط دفعت مليارات الدولارات من التمويل غير المُبلّغ عنه إلى الجامعات الأميركيّة، لتعزيز مناخ يتّسم بالتعاطف مع جهود تلك الأنظمة الرامية إلى تشويه صورة إسرائيل في تلك الجامعات.

شهدت معاداة الساميّة تصاعُداً في جامعات أميركا الشماليّة في السنوات الأخيرة.

ولطالما كانت قطر منذ عهد بعيد مصدراً مهمّاً لتمويل “حركة المقاومة الإسلاميّة” الفلسطينيّة” (حماس)، التي يُنظَر إليها في دول غربيّة على أنّها منظّمة إرهابيّة. وقد أقامت علاقات مع الجماعات الإسلاميّة من بينها جماعة “الإخوان المسلمين” وحركة “طالبان”.

في الوقت نفسه، أسّست قطر منطقة منعزلة تُعرَف بـ”المدينة التعليميّة”، على أطراف العاصمة الدوحة، تضمّ عدداً من فروع الجامعات الأميركيّة المرموقة، أبرزها “جورج تاون” و”نورثويسترن” و”كورنيل”. تتلقّى “المدينة التعليميّة” تمويلَها من “مؤسّسة قطر” التي تقيم علاقات وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين، وترتبط مباشرةً بأحد أبرز علماء الدين فيها وهو يوسف القرضاوي.

يُعدّ القرضاوي أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين ومؤسّسة قطر، وله مكانة مرموقة في “المدينة التعليميّة” وتنبعث أفكاره في كلّ مكان فيها؛ بدايةً من “مركز القرضاوي للوسطيّة الإسلاميّة والتجديد”، ووصولاً إلى برنامج “منحة الشيخ القرضاوي” وغيرها من البرامج التعليميّة المشابهة. ويُوصَف القرضاوي بأنّه من المتطرِّفين الذين دعوا إلى تدمير الولايات المتّحدة واليهود. فضلاً عن أنّه دعا جميع “المؤمنين حقّاً” إلى إنهاء العمل الذي بدأه هتلر (أي القضاء على اليهود). وقد كان عضواً في مجلس أمناء “مركز أكسفورد للدراسات الإسلاميّة”.

ليست أموال قطر غير المذكورة في السجلّات، وتبلغ قيمتها 3 مليارات دولار أميركيّ، سوى غَيضٍ من فَيض؛ فقد أصبحت الأموال الأجنبيّة التي تتدفّق إلى الولايات المتّحدة لترويج أيديولوجيّات معيّنة تخترق الآن الجامعات وتتغلغل في أكثر المؤسّسات قيمة في ديموقراطيّتنا: وهي المنظومة التعليميّة.

بين عامي 1986 و2018، تبرّعت بلدانُ الشرق الأوسط بأكثر من 6.6 مليار دولار للجامعات الأميركيّة

تبنّى مسؤولون من وزارة التعليم الأميركيّة ما توصّل إليه “معهد دراسة معاداة الساميّة والسياسة العالميّة” من نتائج بشأن قلّة امتثال الجامعات للإفصاح بموجب القانون عن الأموال الأجنبيّة. وقد أوضح نائب الوزير، ميتشل زيس، في شهادته أمام الكونغرس في وقت سابق من هذا العام، أنّ “جميع مؤسّسات التعليم العالي المحلّيّة التي تمنح درجات علميّة تخضع للمادّة 117 من قانون التعليم العالي التي تُطالب المؤسّسات بالإبلاغ بكلّ شفافية، عن الهدايا والتمويلات الأجنبيّة. وهناك ما يقرب من 3700 مؤسّسة مؤهَّلة من هذا القبيل في الولايات المتّحدة؛ إلّا أنّه بناءً على التقارير الأخيرة التي تلقّتها الوزارة، لمْ يَكشِف سوى أقلّ من 3 في المئة من هذه المؤسّسات عن تلقّيها هدايا أو تعاقدات أجنبيّة”.

لهذا السبب يُشكّل نشر النتائج الأوّليّة التي توصّلت إليها راهناً تحقيقات وزارة التعليم بشأن التمويل الأجنبي للجامعات الأميركيّة، خطوة أولى حاسمة بالغة الأهمّيّة في منع التلاعب بالجامعات الأميركيّة والطلّاب الذين يدرسون في الولايات المتّحدة.

  • هذا المقال مترجم عن الرابط التالي.
سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.