fbpx

سوريا الأكثر فتكاً بالصحافيين ونور الشلو آخر المغيّبات قسراً

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لم تكتمل فرحة نور بتحصيل حقها بحضانة أطفالها الثلاثة بعد وفاة والدهم، حتى اعتقلتها الهيئة الشرعية التابعة لـ”هيئة تحرير الشام”، ووردت أنباء عن نية تنفيذ حكم الإعدام بحقها، بعد أكثر من شهرين على تغييبها قسراً…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“الخلاف بدأ بين نور وعائلة زوجها على حضانة الأطفال منذ أكثر من شهرين، فرفعت دعوى قضائية للحصول عليهم، وصدر القرار لمصلحتها… وأثناء خروجها من المحكمة اعتقتلها الهيئة الشرعية… منذ ذلك الحين انقطعت أخبارها ولم نعرف عنها شيئاً”، تقول والدة الصحافية نور الشلو لإحدى وسائل الإعلام السورية المحليّة.

نور (28 سنة) لم تكتمل فرحتها بتحصيل حقها بحضانة أطفالها الثلاثة بعد وفاة والدهم، حتى اعتقلتها الهيئة الشرعية التابعة لـ”هيئة تحرير الشام”، وهي “جبهة النصرة” سابقاً، في غرب سوريا، ووردت أنباء عن نية تنفيذ حكم الإعدام بحقها، بعد أكثر من شهرين على تغييبها قسراً، بتهمة “التخابر مع التحالف الدولي” الذي تقوده أميركا ضد تنظيم “داعش”.

ويبدو أن “جبهة تحرير الشام” المتطرفة قد استهدفت نور لسببين: لكونها امرأة طالبت بحقوقها بالحضانة ولأنها صحافية. ومنذ 15 أيلول/ سبتمبر ومصير نور لا يزال مجهولاً، وسط حملات ضغط واسعة لإطلاق سراحها، شارك فيها عشرات النشطاء على “فايسبوك” و”تويتر” تحت “هاشتاغ” #الحرية_لنور_الشلو، لا سيما أنها تعيش في منطقة تشهد انتهاكات متكررة بحق صحافيين وإعلاميين.

هذا عدا أن “هيئة تحرير الشام”، التي كانت حتى وقت قريب مرتبطة بتنظيم “القاعدة”، ضيقت بشكل كبير على صحافيين في مناطق سيطرتها، وهي متهمة بقتل واغتيال كل من ينتقد أو يشكل تهديداً لفكرها ونهجها المتطرف، بما في ذلك الناشط رائد الفارس الذي اغتيل قبل عام . كما سجلت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” اعتقال “الهيئة” عشرات الصحافيين على خلفية منشورات لهم تتعارض مع سياستها، أو على خلفية مزاولة نشاطهم من دون الحصول على “إذن”. كما سجلت إصابة عشرات منهم برصاص قواتها، بينما كانوا يعملون على تغطية إعلامية لاحتجاجات مناهضة لها، ما تسبب في الآونة الأخيرة في اعتزال كثيرين منهم أو نزوحه.

تعيدنا حكاية نور إلى حكايا كثيرة لصحافيين ونشطاء اختطفوا قسراً

أو أُعدموا في سوريا بسبب عملهم ومواقفهم.

بالعودة إلى نور، هي صحافية متحدرة من مدينة الأتارب في ريف حلب، وتعمل مع وسائل إعلام محلية ومنظمات مجتمع مدني معنية بتمكين المرأة ودعمها في ريفي حلب وإدلب، منها منظمتا “مسرات”، و”دارنا” التابعة لمنظمة “بسمة وزيتونة”. وهي إحدى الناشطات في مجال الدفاع عن قضايا المرأة وحقوقها، كما أنها تكرّس الكثير من وقتها لمساعدة النازحين ضمن المخيمات والمتضررين من الحرب السورية.

على رغم تداول خبر إعدام نور، إلا أن لا معلومات مؤكدة. فقد نفت “هيئة تحرير الشام” في بيان إصدار حكم الإعدام بحق االمعتقلة في سجونها في الشمال السوري، لتحاول تبرير اعتقالها بوجود دعاوى قضائية بحقها، على رغم غياب أي جهة قضائية محايدة وقادرة على إنصاف الموقوفين، خصوصاً الصحافيين في المنطقة.

الصحافيون في خطر

تعيدنا حكاية نور إلى حكايا كثيرة لصحافيين ونشطاء اختطفوا قسراً أو أُعدوموا في سوريا بسبب عملهم ومواقفهم. حتى أن “لجنة حماية الصحافيين الدولية” صنّفت سوريا كأكثر بلدان العالم فتكاً بالصحافيين عام 2019، إذ قُتل 25 صحافياً ذاك العام، قضى 7 منهم في سوريا وحدها، وفق التقرير.

435

هو عدد الصحافيين الذين قُتلوا في سوريا بين عامي 2011 و2018.

هذا عدا حلول سوريا في المرتبة 174، متقدمة ثلاث مراتب عن التصنيف الماضي، قبل السودان 175، وفيتنام 176، والصين 177، وإريتريا 178، وكوريا الشمالية 179، وتركمانستان 180، وفق تقرير منظمة “مراسلون بلا حدود” لعام 2019.

وأكّدت الأخيرة أن “الصحافيين والنشطاء السوريين يواجهون انتهاكات منذ بدء الحراك السلمي في سوريا عام 2011″، إذ وثق “المركز السوري للحريات الصحافية” مقتل 435 صحافياً وإعلامياً مسجلين على يد النظام السوري فقط، منذ آذار/ مارس 2011 وحتى آب/ أغسطس 2018.
إذاً الجرائم بحق صحافيين تتصاعد بشكل لافت وسط إفلات مرتكبيها من العقاب، وما قصة نور إلا واحدة من هذه القصص التي لم تظهر أي معلومات واضحة حولها حتى الآن…