fbpx

العراق: حرب “المقاومة” على التدليك والبيرة والمثليين

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

جعل التحرر وظيفة مؤقتة، أكثر مما هو غاية واستمرارية، انتهى مع صعود الإسلام السياسي، الذي تمثل “الشيعية السياسية” في العراق.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ساعات قليلة فصلت بين اقتحام عناصر من مليشيا “ربع الله” الشيعية، مساء الخميس، مركزاً للمساج في بغداد، والاعتداء على المتواجدين فيه بالعصي والهراوات، وبين حرق أنصار مقتدى الصدر  فجر الجمعة، مجسمات كرتونية تمثل زجاجات مشروبات روحية (بيرة وسواها) وكذلك علم المثليين، (حسب صورة نشرتها وكالة الأولى نيوز) لدى تظاهرهم دعماً لخيارات زعيمهم بما يخص الانتخابات، وسط العاصمة العراقية. والواقعتان هاتان تكشفان الكلفة الاجتماعية لـ”الشيعية السياسية”، ومضمونها المتمثل بـ”المقاومة” وما يترتب عليهما من معاداة للفردية والحريات الشخصية والمرأة والخيارات الجنسية.

ويتوزع أقطاب “الشيعية السياسية” بين بيوت دينية، اكتسبت نفوذاً سياسياً، وخاضت لاحقاً حروبا أهلية، وبين مليشيات صارت أحزاباً وتكتلات، وعمدت في الفترة الأخيرة إلى خلق أجسام عسكرية صغيرة تلبسها، في خداع مكشوف، تهمة استهداف مصالح الولايات المتحدة. فبين إطلاق مقتدى الصدر مقاومة ضد الأمريكيين عقب إسقاط نظام صدام حسين ورفضه الانخراط في العملية السياسية، وبين تشكيل “الحشد الشعبي”، عقب ظهور تنظيم “داعش”، وتكاثر المليشيات الولائية، القريبة من إيران وتصوير نفسها بعد إضعاف الإرهاب، “مقاومة للاحتلال”، تحولات وخلفيات وظروف مختلفة، لكن ما يجمع اللحظتين، الصدرية والولائية، هو “مقاومة”، الأمريكيين، وما نتج عنها من هيمنة قيمية على المجتمع. صحيح أن الصدرية باتت أكثر براغماتية، بما خص معاداة واشنطن عسكرياً، والمليشيات الولائية تخفف وتصعد عملياتها ضد الولايات المتحدة، تبعاً لأمر العمليات القادم من طهران، لكن كلا الطرفين، يقدمان مقترحاً قيمياً واحد، يتقاطع مع تبنيهما لعقيدة “المقاومة” بحيث تصبح الأخيرة تمثيلاً اجتماعياً لكل ما هو وصائي على الأفراد والناشطين والحقوقيين والمثليين والنساء.

خطاب وممارسات الصدريين و”ربع الله”، له صلة بتحولات أفكار التحرر عربياً، دون أن يكون مفصول عن النظام في طهران

فالصدر وخلال خطبة ألقيت على أنصاره يوم تظاهرات الجمعة، ، قال مبرراً ضرورة حصوله على أغلبية برلمانية في الانتخابات المقبلة، :”نحن ملزمون بالدفاع عن ديننا وعقيدتنا ووطننا أمام هذا الانحلال والانحراف والإلحاد العلني، وازدياد الفسق والفجور وكثرة الفاحشة والانحلال الخلقي والتبعية والتشبه بالغرب الكافر”، وانتقد “من يريد أن تشيع الفاحشة والزواج المثلي والثمالة”.

أما حركة “ربع الله”، فقبل هجومها على مركز المساج بنحو ساعة هددت في  بيان محلات الخمور والمساج.  وأشار بيان الحركة حسب، ما ذكرت وكالة “روداو” إلى “تمادي أصحاب الملاهي والخمور لاستغلال الشباب في تحقيق أهدافهم الخبيثة التي رسمتها لهم أميركا وإسرائيل”. وذكر البيان بالاسم مركز شيلان للمساج الواقع في منطقة الكرادة قائلاً إنه “آفة شيطانية تنخر بمجتمعنا العراقي المسلم. ولن نسمح لهم بعد اليوم أن يسرحوا ويمرحوا دون عقاب”.

 والحال فإن كلام الصدر، وبيان الحركة، يشيران إلى ربط ما بين وظيفة سياسية – مقاوماتية وبين إعادة تشكيل المجتمع ليناسب هذا الوظيفة ويصبح حامل لها، وعليه لابد من استبدال الأفراد بالعناصر والشهداء، والبشر بالحشود والمؤيدين، حتى لا تنتشر “الفاحشة”، ولا يتم نخر “مجتمعنا العراقي المسلم”. ولابد من التدخل بالقوة لإعادة المجتمع إلى رشده، في حال خرج عن المسار المحدد.

والعلاقة بين “المقاومة” وانعكاسها السلبي على المجتمع ، يمتد عربياً إلى حقب صعود الإيديولوجيات الراديكالية، التي، في شقها القومي امتلكت حاملاً تحررياً، بما يخص المرأة والثقافة والوعي، لكنها جعلته أسير الخصوصية والدفاع عن القيم الكلاسيكية وبعثها في الدين والعرق والتاريخ، أما في شقها اليساري، فقد جعلت أي الإيديولوجيات، المضمون التحرري مشروطاً بأفكار الاشتراكية ومعاداة الرأسمالية ومركزية الغرب، وهو ما فصل القيم التحريرية عن حاملها الموضوعي المتمثل بالحداثة و الثورة الصناعية. وفي الحالتين، القومية واليسارية، كانت الشعارات التحررية، وسيلة وليست هدفا، بمعنى أن الإنسان يجب أن يتحرر ويمتلك الوعي لخدمة أمته قومياً، وليواجه غطرسة الغرب، يسارياً، أما أن يكون حراً ضمن منظومة تحافظ على حريته وتضمن استمراريتها فهذا خارج النقاش.

العلاقة بين “المقاومة” وانعكاسها السلبي على المجتمع ، يمتد عربياً إلى حقب صعود الإيديولوجيات الراديكالية

جعل التحرر وظيفة مؤقتة، أكثر مما هو غاية واستمرارية، انتهى مع صعود الإسلام السياسي، الذي تمثل “الشيعية السياسية” في العراق، بتمثيلاتها المختلفة، أحد وجوهه، بحيث بات الخطاب التحرري الشعاراتي، رغم ركاكته وعدم جديته، موضع هجوم وتسفيه.

 وعليه، فإن خطاب وممارسات الصدريين و”ربع الله”، له صلة بتحولات أفكار التحرر عربياً، دون أن يكون مفصول عن النظام في طهران، الذي يغذي، نزعة محاربة التحرر انطلاقا من أفكار ” الثورة الإسلامية”، لتصريفها في السياسة، وخلق وكلاء له في العراق وغيره، فيما الضحايا هم الأفراد والنساء والمثليين، التواقين إلى حماية وحضور، لا يبدو أن بالإمكان تأمينهما، طالما أن “المقاومة” متواصلة في بلاد الرافدين، فالأخيرة استئناف للفوات العربي في فهم قيم التحرر، معطوف على راديكالية شيعية، يجري رعايتهم من نظام علي خامنئي.

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.