fbpx

صبر ايران استراتيجي قولاً وفعلاً

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

النظام الإيراني على الأرجح يبحث عن شراكة ولو مقنعة مع عدو ملتبس هو ليس بالضرورة على صورة ما تذهب إليه الإيديولوجيا التي ترفعه شيطاناً أكبراً.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

مفهوم “الصبر الاستراتيجي” الذي روّست به إحدى الصحف اللبنانية صفحتها الأولى في اليوم الذي تلا اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده ليس طرفة، اذ تشي المراحل الصعبة التي أصابت النظام الإيراني اغتيالاً أو تفجيراً لنخبه القيادية ومنشآته الحيوية أننا أمام مفهوم للصبر يندرج في سياق استراتيجي يفترض البحث عن مآله الأخير. فصمت كالذي يمارسه هذا النظام عن اغتيال رجلين بحجم قاسم سليماني ومحسن فخري زاده، ناهيك عن تفجيرات كثيرة كانت الجغرافيا الإيرانية مسرحاً لها هذا العام، يؤول لا شك إلى أن الغاية التي تتوسلها ايران وهي تنوء بصبر ثقيل كالذي رفعته الصحيفة اللبنانية كسمة ايرانية ممدوحة، هي غاية في غالب الظن تقيم في السلم لا في الحرب، لكنها غاية لم تجاهر بها إيران علناً مع كل منظوماتها العسكرية والإعلامية.

   صبر استراتيجي اذن يفترض بالضرورة هدف استراتيجي، والسؤال الملح هنا ما هو هذا الهدف؟  

    العراق، افغانستان، لبنان، وسوريا، هي البلدان التي شكلت غالباً هذه جغرافيا النفوذ الايراني، وهي بلاد شاهدة على الحضور العسكري المباشر لطرفي الاشتباك الإيراني الأميركي، إذا ما استثنينا لبنان الذي يشهد حضوراً غير مباشر لكنه في تأثيره على وقائع هذا الاشتباك يكاد يتماهى مع الأثر المباشر له، وهو اشتباك تحتل السياسة حيزه الأكبر إذا ما قورنت بمثيلها العسكري، لكن المقاربة على بلاغتها لا تترك مجالاً للشك في الترابط الوثيق بينهما، وبالتالي إدراج الواحد منهما في خدمة الآخر .

   هنا تماماً تحضر الكثير من الوقائع التي تسند الجواب عن هدف صبر إيران الاستراتيجي، وهي وقائع تقول في الكثير من تفاصيلها أن النظام الإيراني على الأرجح يبحث عن شراكة ولو مقنعة مع عدو ملتبس هو ليس بالضرورة على صورة ما تذهب إليه الإيديولوجيا التي ترفعه شيطاناً أكبراً، فشيطنة كهذه إن صحت في بداية الثورة التي آلت إلى النظام الذي يحكم إيران منذ العام 1979، بدت مع تقادم حكمه، حتى راهنه،  ليست حتمية تاريخية، بل  نوعاً من الاستثمار المرحلي بما يخدم صعود الاشتباك أو هبوطه، ومشهد إزالة الكثير من شعارات الثورة التي أعلنت الولايات المتحدة الأميركية شيطاناً أكبراً عن جدران المدن الإيرانية بعد الاتفاق النووي  في عهد باراك أوباما العام 2015، فيه ما يرفد هذا الواقع الذي تكثف واقعية شواهده التسويات السياسية التي غالباً ما انتجت صورة الحكم وآلياته في العراق وافغانستان، ولبنان في أغلب أزمات حكمه إذا ما استثنينا الأزمة الحالية، والتي بالمناسبة يشي استعصاءها راهناً بربطها بالسياسة الأميركية في عهد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن. لكن كلفة هذا الإنتظار، على قصره، تضع إيران أمام مرحلة تبدو الأكثر قسوةً على نظامها، لا سيما إذا ذهب الأميركي، والإسرائيلي قطعاً، بعيداً فيما باشراه منذ اللحظة الدموية الأشد وطأة على إيران والمتمثلة باغتيال رجلها القوي قاسم سليماني في بغداد، وهي اللحظة التي بدت فيها الإدارة الأميركية في صدد تعديل موازين التسوية التي تحكم العراق، والتي يُرجح أنها مالت اميركياً مع حكومة مصطفى الكاظمي. ثم تكثفت وطأة الانتظار باغتيال رجل المشروع النووي الإيراني، والتي وضعت إيران بين أمرين بدا ان أحدهما وهو صبرها المديد الأقل كلفة، والأكثر جاذبية في استراتيجيتها المقنعة، من الذهاب إلى الأمر الأكثر رهبة على نظام ولاية الفقيه، وهو الرد الذي يعرف العقل الإيراني الحاكم أن فصوله لو وقعت فهي قد تدفع بالمنطقة إلى حرب ربما يكون أثرها القريب والبعيد اشد أثراً عليه من حتمية وهمية لا تني تُرفع كشعار من شعارات الثورة عن شيطان أكبر وأيضاً عن إزالة اسرائيل من الوجود.

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!