fbpx

عراقيون عملوا جنباً إلى جنب مع الجنود الأميركيين والآن يخشون من انتقام حلفاء إيران 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الميليشيات المعادية للولايات المتحدة “قادرة وراغبة” في مطاردة المترجمين الذين ساعدوا القوات الأميركية التي غادرت البلاد.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يشعر العراقيون الذين تعاونوا بشكلٍ وثيقٍ مع الجيش الأميركي في بلادهم بقلقٍ متزايد من احتمال استهدافهم، فثمة مخاوف من أن الميليشيات المدعومة من إيران قد حصلت على معلومات حول هوياتهم الشخصية. 

فيما تتصاعد هجمات الميليشيات على القوافل التي تحمل إمدادات لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والتي تستهدف أيضاً المصالح الأميركية الأخرى، يمثل نشر هذه المعلومات -بما في ذلك الأسماء والعناوين وأرقام لوحات السيارات- تهديداً متزايداً لمئات العراقيين الذين عملوا لفترة طويلة مع القوات الأميركية، بخاصة في مجال الترجمة. 

وفقاً للمستندات وتصريحات المسؤولين العسكريين العراقيين، فإنه تنفيذاً لاشتراطات السلطات العراقية، يمنح الجيش الأميركي هذه المعلومات الشخصية للقوات الأمنية العراقية، لاستخراج تصاريح للمترجمين تسمح لهم بالتنقل بحرية في أرجاء العراق. بيد أن الميليشيات المدعومة من إيران أصبحت متغلغلة للغاية في قطاعات من الأجهزة الأمنية العراقية لدرجة أن مجموعات، حملت السلاح ضد الأميركيين وضد الموظفين المحليين الذين يوفرون لهم الدعم، تستطيع الوصول أحياناً إلى المعلومات، كما أوضح مسؤولون عراقيون.

فقد قال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إن، “حصول الميليشيات على تلك الوثائق ليس أمراً مفاجئاً”. مضيفاً أنهم، “يؤمنون أن هذه ستكون معركة طويلة، لذا فهم يريدون جمع أكبر قدر ممكن من أوراق الضغط التي تمكنهم من التأثير على المصالح الأميركية”.

“صُدمنا عندما أدركنا مصدر المعلومات. تحتوي القائمة على بياناتنا كافة. فيها أرقام هواتفنا وأرقام هوياتنا وحتى أسماؤنا الحقيقية”.

نشرت وكالة “صابرين نيوز”، التابعة لميليشيات مدعومة من إيران، في حزيران/ يونيو قائمة تقول إنها تحتوي معلومات شخصية عن عراقيين تم قبولهم للعمل في قاعدة “يونيون 3” العسكرية في بغداد، المقر الرئيسي لقيادة قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وتضمنت القائمة أسماء سائقين عراقيين وعناوينهم وأرقام بطاقات هوياتهم وكذلك نوع سياراتهم وسنة صنعها وأرقام لوحاتها، من جملة تفاصيل أخرى. وحملت القائمة شعار التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة وشعار وزارة الدفاع الأميركية أيضاً. لكن تعذر على صحيفة “واشنطن بوست” التحقق بصورة مستقلة من صحة هذه القائمة. 

في حين قال مترجمان عراقيان، كل منهما على حِدة، إنهما شاهدا أفراد ميليشيات، كانوا متمركزين بالقرب من نقطة تفتيش عسكرية عراقية، يتفحصون قائمة تتضمن معلومات شخصية تم الحصول عليها من مركز تنسيق عسكري تديره القوات الأمنية العراقية. 

وحدثنا أحدهما من بغداد قائلاً، “صُدمنا عندما أدركنا مصدر المعلومات. تحتوي القائمة على بياناتنا كافة. فيها أرقام هواتفنا وأرقام هوياتنا وحتى أسماؤنا الحقيقية”. اطلعت صحيفة “واشنطن بوست” على نسخة من القائمة وتأكدت أن ما ورد فيها مطابق لهذا الوصف. 

مضيفاً، “أصبح من السهل عليهم ملاحقتنا. لديهم الآن المعلومات كلها. ما الذي قد يحدث لو نُشرت هذه القائمة على الإنترنت؟” تحدث هذا المترجم، إضافة إلى 7 مترجمين آخرين أجرينا مقابلات معهم، بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، خشية الانتقام. 

استجابةً لطلب بالتعليق، قال متحدث عسكري أميركي إن التحالف لا يُطلع الجيش العراقي أو الحكومة العراقية على أيّ معلومات شخصية حول هوية المترجمين.

لكن تظهر ثلاث وثائق حصلت عليها صحيفة “واشنطن بوست” -تتضمن إحداها معلومات شخصية تخص 143 موظفاً- أن عناصر مختلفة من قوات الأمن العراقية قد تداولت معلومات من هذا القبيل مقدمة من التحالف خلال العام الماضي. ومذكور في الوثائق، وجميعها صادرة عن مركز العمليات الوطني التابع لمكتب رئيس الوزراء، أن المعلومات تم الحصول عليها من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ثم تم إطلاع قوات أمنية عراقية عليها، من بينها قوات متمركزة في ثلاثة معسكرات للجيش في بغداد، والقوة الخاصة المكلفة بحماية المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد، وشعبة الاستخبارات العسكرية.

وأشار مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى إلى أن الجيش الأميركي شارك هذه المعلومات حتى يكون في وسع المترجمين التنقل خارج القواعد العسكرية.

عندما سألنا المتحدث العسكري الأميركي عن الوثائق التي تظهر أن المعلومات المقدمة من القوات الأميركية قدمت لقوات أمنية عسكرية مختلفة، لم يعطنا أيّ تعليق إضافي. 

يُعد المترجمون- الذين وُظفوا من خلال شركة متعهدة في فرجينيا، هي شركة “فاليانت إنتغريتد سيرفيسز” (فاليانت للخدمات المتكاملة)- من أكبر فئات العراقيين الذين عملوا عن كثبٍ مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وعمل بعضهم على الخطوط الأمامية جنباً إلى جنبٍ مع القوات الأميركية وقوات التحالف الأخرى، وشاركوهم الخنادق ذاتها، وأقاموا معهم في المباني المهجورة عندما احتدمت المعارك من حولهم.

تزايدت حدة التهديدات التي تواجه المترجمين خلال الأشهر الأخيرة. وتم تسريح كثر منهم مع استعداد الولايات المتحدة لسحب قواتها من البلاد، ما أدى إلى جعل الموظفين السابقين العاملين بعقودٍ، بلا عملٍ وربما بلا حماية.

استأجر المترجم الذي حدثنا من بغداد، والذي بات بلا عملٍ حالياً، مكان إقامة موقتاً مع زميلين آخرين للاختباء فيه. لكن المال ينفد منه. قال “مدخراتنا تنفد فعلياً ونعجز عن شراء الطعام هنا. وعلى هذا المنوال سنصبح مفلسين قريباً”. 

بموجب عقدها مع الجيش الأميركي، توظف شركة “فاليانت” المترجمين، الذين يعرفون رسمياً باسم “اختصاصيي اللغة”، للعمل في العراق وسوريا وأماكن أخرى. وقد نشرت الشركة معلومات قليلة حول طبيعة عملها والموظفين العاملين فيها، منوهةً إلى شروط العقد. 

قد يفاقم حصول الميليشيات على المعلومات الشخصية الخاصة بموظفي شركة “فاليانت” المخاوف التي لطالما شعر بها الموظفون الذين يقدمون الدعم لقوات التحالف والأميركيين، والذين يخاف بعضهم بالفعل من تعرف أفراد الميليشيات الذين يراقبون نقاط التفتيش والقواعد العسكرية، إليهم.

امتنع الجيش الأميركي عن الإفصاح عمّا إذا كان اتخذ أيّ خطوات لحماية المعلومات الشخصية للمترجمين العراقيين.

قال مترجم عراقي يقوم بالتنسيق بين شبكة من موظفي الدعم السابقين، “لدينا حالياً مترجمون فوريون اتصلوا بي ليخبروني أنهم يتعرضون للتهديد عندما يذهبون إلى السوق أو حتى عندما يخرجون من بيوتهم. وقيل للبعض: ربما لا يمكننا المساس بأي مواطن أميركي هنا، لكننا نستطيع إلحاق الأذى بك”.

يسترجع هذا المترجم، الذي يعيش في مدينة كركوك الواقعة في الشمال، موقفاً حدث معه قريباً في إحدى الأمسيات عندما كان يهم بمغادرة مقهى مزدحم. فقد اقترب من خلفه رجل لم يستطع التعرف إليه ونكزه في كتفه بقوة. يتذكر ذلك قائلاً، “التفتُ لأجده ينظر إليّ مباشرةً. وأخبرني أن عليّ أن أغادر هذه المدينة”.

ورداً على طلبٍ آخر بالتعليق، امتنع الجيش الأميركي عن الإفصاح عمّا إذا كان اتخذ أيّ خطوات لحماية المعلومات الشخصية للمترجمين العراقيين والتصدي للتهديدات التي يواجهونها الآن، بعدما أصبحت هذه المعلومات متاحة أمام المجموعات المدعومة من إيران.

وقال متحدث باسم التحالف الدولي إنه تواصل مع شركة “فاليانت” وإن الشركة ردت مؤكدة أننها لا تشارك معلومات من شأنها تعريض سلامة مقاتليهم وزملائهم للخطر. وأضاف المتحدث، العقيد وين ماروتو، أنه علينا التواصل مع شركة “فاليانت” إذا أردنا معرفة معلومات أخرى. 

عندما تواصلنا مع “فاليانت”، التي لم تقدم أيّ تعليق رسمي آخر. لكن قال شخصٌ على اطلاع بالمسألة إن سياسة “فاليانت” تتمثل في إخطار الوحدة العسكرية المختصة في حال إبلاغ موظف حالي أو سابق عن تعرضه للتهديد، وهو ما قال إنه أمر يحدث “بضع مرات قليلة خلال السنة”. مضيفاً أن “هذه مسألة ذات أولوية. وأن الجيش هو من يتولى الأمر بعد ذلك”.

عندما تواصلنا مجدداً مع الجيش الأميركي للسؤال حول كيفية تعامل القوات مع هذه التهديدات فور إبلاغها بها، لم يُقدم المتحدث أي تعليق آخر.

على رغم أن المليشيات المدعومة من إيران شاركت في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة للإطاحة بتنظيم الدولة من خلافته المزعومة، فإن هذه الجماعات المسلحة ما فتئت تصعد هجماتها في الآونة الأخيرة على المصالح الأميركية في العراق، لا سيما بعد مقتل القائد العسكري الإيراني البارز، قاسم سليماني، في بغداد في كانون الثاني/ يناير 2020.

وصفت هذه الميليشيات الموالية لإيران في العراق هؤلاء المترجمين بأنهم خونة. وقد تم استهداف السائقين العراقيين الذين يقودون الشاحنات التي تنقل المعدات والإمدادات والقوافل اللوجستية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. فقد تعرضت الأرتال التي تقوم بنقل المواد اللوجستية إلى ما لا يقل عن 30 هجوماً صاروخياً أو بعبوات ناسفة منذ هذا الصّيف، بحسب الأرقام التي جمعها جويل وينغ، الخبير في الشؤون العراقية ورئيس تحرير المدونة الشهيرة “تأملات حول العراق” التي تسلط الضوء على التطورات الأمنية والسياسية في العراق. وقد أسفرت تلك الهجمات عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة 8 آخرين بجروح.

وأحال العقيد واين ناروتو، المتحدث باسم قوات التحالف الدولي، الأسئلة حول الهجمات التي يتعرض لها سائقي القوافل، إلى الجيش العراقي، وذلك لأن السائقين يعملون لدى شركات تعاقدت معها قوات الأمن العراقية.

يبدو أن خطط إدارة ترامب الرامية لسحب معظم القوات الأميركية المتبقية في العراق، تأتي وسط تصاعد هجمات الميليشيات ضد القوافل وغيرها من المصالح الأميركية، بما في ذلك الهجمات الصاروخية المتكررة على القواعد التي تستضيف القوات الأميركية.

فقد تلقى مئات الموظفين العراقيين الذين يقدمون الدعم للبعثة الأميركية رسائل عبر البريد الإلكتروني، بين آذار/ مارس وآب/ أغسطس، تفيد بأن عقودهم قد انتهت بسبب فقدان التمويل، ما أثار المزيد من المخاوف من أنهم سيكونون أكثر عرضةً للهجمات الانتقامية حالما يغادر الأميركيون.

أما أولئك الذين كانوا يعملون من بُعد بسبب تفشي فايروس “كورونا”، فقد طُلب منهم عدم العودة إلى قواعدهم. وهؤلاء الذين ما زالوا يعملون في منشآت عسكرية إلى جانب الجنود الأميركيين، أُبلغوا بأن إجراءات ترحيلهم سوف يتم “تنسيقها” خلال وقت قصير.

خفض القوات الأميركية -من حوالى 5200 إلى 3 آلاف جندي- يعكس ثقة الإدارة في قدرة قوات الأمن العراقية على مواجهة التهديدات التي لا يزال يُمثلها مقاتلو تنظيم الدولة في البلاد.

تمركزت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق لمحاربة تنظيم الدولة منذ عام 2014. بيد أنه في أيلول/ سبتمبر، صرح الجنرال في مشاة البحرية فرانك ماكينزي، قائد القيادة المركزية بالجيش الأميركي، بأن خفض القوات الأميركية -من حوالى 5200 إلى 3 آلاف جندي- يعكس ثقة الإدارة في قدرة قوات الأمن العراقية على مواجهة التهديدات التي لا يزال يُمثلها مقاتلو تنظيم الدولة في البلاد.

تمكن المترجمون من الإبلاغ عن التهديدات التي يتلقونها، بينما كانوا لا يزالون في الخدمة، وعلى حد قولهم، في معظم الأحيان كان الجيش الأميركي يأخذ شكواهم على محمل الجد. وقد تم توفير مكان آمن للإقامة في قاعدة عسكرية للبعض منهم. وقال آخرون إن رؤساءهم أوضحوا أنهم على استعداد لمساعدتهم وحمايتهم.

قال مترجم آخر من مدينة كركوك، “كنت أدرك المخاطر التي قد أتعرض لها عندما قبلت بهذا العمل، ولكنني كنت أعلم أيضاً بأن الولايات المتحدة سوف تقدم لنا الحماية مهما كان التهديد، كما أخبرتنا”.

وقال إنه عمل، خلال 4 سنوات من الخدمة، مع قوة العمليات الخاصة الابتدائية التابعة لسلاح البحرية الأميركية، “نافي سيلز”، والحرس الوطنيّ لجيش “مونتانا” وساعد في تدريب القوات العراقية في مركزين في شمال العراق.

بيد أنه حين تلقى إشعاراً بالاستغناء عن خدماته، أصابته الصدمة، “أدركت آنذاك أن الأمر لا يتعلق بالسؤال عما إذا كان شيء ما سيحدث لنا. بل متى سيحدث”.

في حين أوضح مترجم آخر أنه عمل مع قوات “نافي سيلز” على الخطوط الأمامية في القتال ضد تنظيم الدولة، ولم يصدق عندما اتصل به أحد زملائه ليخبره بأن عقودهم قد انتهت. مضيفاً “لقد أخبرني أن أتحقق من رسائل البريد الإلكتروني على تطبيق “جي ميل”، لذا قمت بسحب الشاشة إلى أسفل للتحديث. في الواقع، لم أكن لأتصور أن أي شيء قد يظهر. وعندما رأيت الرسالة، كنا جميعاً مذعورين”.

في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر، وجهت ميليشيات عراقية جديدة تدعى “أصحاب الكهف” رسالة مباشرة إلى المترجمين العراقيين العاملين مع القوات الأميركية، وأشارت في بيان إلى أن الجماعة ستكون على استعداد “لتقديم الصفح”، بل وحتى تقديم رواتب شهرية لمن يعترفون بأنهم يعملون في القواعد العسكرية الأميركية. وجاء في البيان: “اليوم نرى من الجميل تقديم الصفح لمن أساء لنفسه ودينه وبلده، الذين قدموا خدمات للأميركي والإنكليزي وأعداء العراق الآخرين”.

أعرب أحد المترجمين السابقين في بغداد أنه رأى البيان بمثابة “فخ”، مضيفاً “كما توقعت، فإن الأسوأ لم يأت بعد”.

يتفاقم الخطر في الوقت الذي قررت فيه إدارة ترامب أن تزيد من صعوبة انتقال الأشخاص الذين يفرون من ويلات الحروب أو المخاطر الأخرى في بلدانهم الأصلية إلى الولايات المتحدة. فقد أعلن البيت الأبيض في تشرين الأول الماضي أنه سيخفض الحد الأقصى السنوي لدخول اللاجئين إلى 15 ألف لاجئ، مسجلاً بذلك مستوى قياسياً جديداً.

في حين قررت إدارة ترامب منح أربعة آلاف عراقي فقط من المتعاونين مع الولايات المتحدة حق دخول البلاد سنوياً، شهدت إجراءات التعامل مع طلبات المتقدمين العراقيين تباطؤاً، ويعزو ذلك بدرجة كبيرة إلى زيادة عمليات التدقيق الأمني. ووفقاً لما جاء في التقارير الصادرة عن “المشروع الدولي لمساعدة اللاجئين” (آيراب)، ثمة أكثر من 100 ألف طلب من المتقدمين العراقيين في انتظار النظر فيها. وأوضحت المنظمة أن الحكومة الأميركية منحت 4 آلاف عراقي حق اللجوء العام الماضي، بيد أنه تمت إعادة توطين 161 منهم فقط.

في الوقت نفسه، لم تعد الولايات المتحدة تسمح للعراقيين الذين عملوا مع الحكومة الأميركية في العراق بالتقدم للحصول على تأشيرة بموجب برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة الذي توقف عن قبول طلبات جديدة عام 2014. ولا يزال هناك برنامج مواز آخر للمترجمين العراقيين والأفغان، بيد أنه لا يقبل سوى 50 شخصاً سنوياً.

الحكومة الأميركية منحت 4 آلاف عراقي حق اللجوء العام الماضي، بيد أنه تمت إعادة توطين 161 منهم فقط.

قال سونيل فارغيز، مدير السياسات في منظمة “آيراب”، “لقد ضاقت سبل الحماية الإنسانية المقدمة للاجئين العراقيين إلى الحد الذي قد يجعلها تبدو مسدودة تقريباً”.

قال أحد المترجمين الذين عملوا مع قوات “نافي سيلز” إنه “تشرف” بذلك العمل. مضيفاً، “أنا فخور بكل الأيام التي عملت فيها مع أعظم القوات في العالم. ولكن المشكلة هي أن حكومتهم لا تهتم بنا بعد رحيلهم. لقد تركونا لمواجهة مصير مجهول بكل ما تحويه الكلمة من معنى”.

قدمت مجموعة من المترجمين رسالة راهناً إلى القنصلية الأميركية في مدينة أربيل الشمالية، قال باعثوها إنها بالنيابة عن حوالى 400 شخص وظفتهم شركة “فاليانت” في العراق. جاء في الرسالة، “نحن على يقين أنكم تدركون تماماً الوضع والصعوبات التي نواجهها كل يوم. لذلك، نطلب منكم التكرم بإعادة تفعيل برنامج [التأشيرات] الذي كان يُقدم للغويين… قبل بضعة أعوام”.

وأكدت الرسالة أن الميليشيات المعادية للولايات المتحدة “قادرة وراغبة” في مطاردة المترجمين الذين ساعدوا القوات الأميركية التي غادرت البلاد. “وأن الوضع بالنسبة إلينا ليس مسألة هل سيحدث ذلك أم لا، بل متى سيحدث ذلك”.