fbpx

“جمعة الناصرية”: العراقيون لن يتركوا الساحات خالية للطائفيين والفاسدين!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

حميدة ستأتي كل جمعة إلى ساحة الحبوبي في الناصرية وفي يدها صورة ابنها. لن تتوقف عن فعل ذلك، لأنها لن تقبل بإسكات الأصوات التي تصدح لاحياء حلم من قتلوا في سبيل تحقيقه…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

الى ساحة الحبوبي وصلت حميدة حسن (47 عاماً) الى مركز الاحتجاج الرئيس في مدينة الناصرية جنوب العراق الجمعة الفائت. أصرت حميدة على المشاركة في الاحتجاجات ضد السلطة، وهي تحمل صورة ابنها الوحيد (كرار) الذي قتل إبان احتجاجات تشرين عام 2019 اثر دعوات اطلقها ناشطون للتجمع في ساحة الحبوبي في ما اسموه “جمعة الناصرية” تنديدا بقتل متظاهرين بهجوم مسلح على الساحة نفذه أنصار التيار الصدري. شاركت معظم ساحات التظاهر في العراق مع الناصرية جمعتها.

جلست حميدة كما ينادونها عند رصيف ساحة التظاهر ليكون تمثال رجل الدين والشاعر الشيعي محمد سعيد الحبوبي شاخصا خلفها، والذي يعد احد قادة ثورة العشرين في العراق مطلع القرن الماضي والذي اتخذه متظاهرو الناصرية رمزا للحراك الشعبي. حملت حميدة صورة ابنها وهي دامعة لتخبر من حولها أن ولدها خرج وهو  يحمل العلم العراقي مطالبا بوطن “تصان فيه الكلمة ويجد فيه المواطن العيش الكريم”. اعتبرت حميدة أن مشاركتها هي تأكيد على مطالب ثورة تشرين، مستغربة من عدم إيفاء رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بوعوده التي قطعها بمحاسبة قتلة المتظاهرين وحماية ساحات التظاهر.

على بعد مئات الأمتار، كان أنصار مقتدى الصدر يقيمون صلاة موحدة بدعوة من زعيمهم، في تحدّ صارخ لمتظاهري الحبوبي وفي رسالة عدم ندم على ما ارتكبته ميليشيات الصدر في حق المتظاهرين. الأجهزة الأمنية عزّزت من حضورها في محيط الساحة لتفادي وقوع صدام وعودة مشهد العنف إلى الناصرية من جديد. 

ساحات التظاهر في اغلب محافظات العراق شاركت بحضور كبير في إحياء ب”جمعة الناصرية” حيث توافد آلاف إلى الساحات في أكثر من مدينة عراقية، ولم تسلم ساحة التحرير في العاصمة بغداد، التي شاركت بعزم دعماً لـ”الحبوبي”، من الاعتداءات  التي طالت  جموع المتظاهرين اذ أقدمت قوات حكومية تساندها اخرى مدنية يعتقد انها تابعة للتيار الصدري بضرب المتظاهرين وتفريقهم.

علي الشمري وهو ناشط في العاصمة بغداد يقول ان خروج المتظاهرين يوم الجمعة الى ساحات التظاهر في اغلب المدن العراقية هو تأكيد على شرعية المطالب، ووقوف المتظاهرين جميعاً الى جانب ساحة الحبوبي واستنكار ما تعرضت له من اعتداءات خاصة وان جميع العراقيين يتطلعون الى صوت المتظاهرين في الناصرية الذي ينادي بالاصلاح في كل جمعة لرفع “ساحة الحبوبي” لواء الاعتصام والتظاهر وتكون بذلك البديل الشرعي  لساحة التحرير في بغداد بعد تفكيك الخيم وفتح الطرقات المؤدية إليها. 

من جهته، يرى عمر فاروق وهو من متظاهري ساحة التحرير ان مشهد الاعتداء على ساحة الحبوبي ربما يكون مألوفا لساحات اخرى ومحافظات اخرى، خاصة مع قرب موعد الانتخابات وضغط الأحزاب على الحكومة لإنهاء ملف التظاهر. وبرأي فاروق، فإن متظاهري تشرين “منعوا بخروجهم الى الشارع بعض السياسيين والأحزاب من إقامة إمبراطوريات خاصة على أكتاف الشعب العراقي اذ لطالما سرقت هذه الأحزاب قوت الشعب وحرمت شبابه من حقه في التوظيف”.

مدينة كربلاء العراقية التي تعد إحدى أقدس مدن العراق لدى الشيعة وتضم مرقد الامام الحسين، شهدت بدورها تظاهرات منددة بالقتل والاختطاف الذي يطال المتظاهرين والناشطين، مطالبين بحصر السلاح بيد الدولة ومحاسبة قتلة المتظاهرين .

ناشطون في مدينة الناصرية أكدوا تعرضهم لحملة اعتقالات من قبل الأجهزة الأمنية عقب حادثة اعتداء أنصار التيار الصدري على ساحة الحبوبي، اذ صدرت بحقهم مذكرات توقيف ناهزت الـ 60 مذكرة، والقي القبض على بعضهم، فيما هرب بعضهم الآخر بعد مداهمة منازلهم. من بين الفارين عامر حسن الفاران الذي قال انه تمت مداهمة منزله عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل، من قبل قوة امنية حكومية الا انه لاذ بالفرار مستعينا بأسطح المنازل المجاورة ليصاب على اثر هذا الهروب برضوض في يده اليسرى.

ظاهرة استهداف الناشطين مستمرة، اذ جرى استهداف اخرين في محافظات أخرى  كمحافظة ميسان والعاصمة بغداد، تارة بالعبوات الناسفة وطوراً بالرصاص. 

محمد صادق متظاهر من مدينة الكوت يقول بضرورة أن يكون هناك تسمية لكل جمعة باسم ساحة من ساحات التظاهر كما حدث مع الناصرية، ويرى صادق في تطور الأحداث مقدمة لمنافسة مبكرة بين الاحزاب السياسية الطامحة لركوب موجة التظاهر للوصول الى سدة الحكم في العراق لاسيما وان هذه الانتخابات لم يبق على موعدها المقرر سوى ستة أشهر.

المحلل السياسي صلاح حسن يرى أن العنف والملاحقات بحق المحتجين والذي تمارسه جماعة مقتدى الصدر، ستسفر عن تكريس أيام الجمعة أياما رمزية للتأكيد على مطالب المنتفضين، وللمطالبة بالخدمات والإصلاح السياسي والاجتماعي ومحاسبة الفاسدين والتطلع لمستقبل واعد للبلاد ومنع الأحزاب من ركوب موجة هذه الاحتجاجات.

حميدة ستأتي كل جمعة إلى ساحة الحبوبي في الناصرية وفي يدها صورة ابنها. لن تتوقف عن فعل ذلك، لأنها لن تقبل بإسكات الأصوات التي تصدح لاحياء حلم من قتلوا في سبيل تحقيقه، كرّار ومعه أكثر من 800 آخرين قدموا أنفسهم قرابين ليكون العراق متحرراً من الفساد والطائفية. 

تقول حميدة أنه لن يهدأ لها بال قبل محاسبة من قتل ابنها ورفاقه.

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.