fbpx

“معرض الكتاب العربي في السويد”: انتقادات أبعد من مؤلَّف يعادي السامية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

أثار معرض الكتاب العربي نقدا واسعاً بعد عرضه كتاباً يطرح أفكاراً معادية للسامية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

انسحبت بلدية مدينة مالمو جنوب السويد من معرض الكتاب العربي بسبب عرضه للبيع كتاباً قالت إنه معاد للسامية، وهي في طريقها لمطالبة المنظمين بإعادة 150 ألف كرونة سويدية (17240 دولاراً أميركياً) قدمتها سابقاً لهم على شكل منح. وشجعت البلدية على انسحاب مجلس الفنون السويدي الذي كان قدم 150 ألف كرونة أخرى منحة للمشروع.

والكتاب بعنوان “كنيس الشيطان – التاريخ السري لسيطرة اليهود على العالم” للكاتب البريطاني أندرو كارينغتون هيتشكوك.

ورداً على ذلك،هددت مي سمهوري، عضوة مجلس إدارة المعرض، بأن “أي نوع من أنواع الاعتراض أو إيقاف المعرض يشجع على العنف”.

وأردفت: “هناك عنف كامن، وصراعات كامنة داخلية في المجتمع، أي مجتمع. السويد أحد أفضل البلدان من هذه الناحية، لكن في النهاية دولة السويد ليست المدينة الفاضلة”.

وعقدت الدورة الرابعة لمعرض الكتاب العربي في السويد ما بين 23 تشرين الأول/ أكتوبر و7 تشرين الثاني/ نوفمبر. وفي 30 تشرين الأول، أعلنت إدارته إيقاف نشاطاته الفيزيائية في مالمو، واقتصر على النشاطات الرقمية، بناء على توصيات دائرة الصحة العامة السويدية بخصوص جائحة “كورونا”، والتي كانت قد صدرت قبل ذلك بأيام. واتخذت التوصيات الصحية منحى أكثر صرامة كالتشجيع على تجنب المواصلات العامة والأماكن المغلقة كالمتاجر ومراكز التسوق والاحتفالات الكبيرة.

وفي ما يخص بيع المعرض كتباً معادية للسامية، ألقت سمهوري باللائمة على أزمة “كورونا” والمتطوعين العاملين في المعرض وضعف الرقابة على المحتوى المعروض لديهم افتراضياً.

وتابعت سمهوري: “حين يحدث رد فعل كبير من هذا النوع، هذا يجعلنا نحزن على الأقل، وربما يجعلنا هذا الأمر نصاب بالإحباط”. وقللت من حجم الحادثة قائلة: “حدث خطأ نعترف به، لكن ذلك كمن يكسر كأساً، فأنت لا تجلب دبابة وتهدم بيته”.

وهاجمت سمهوري بلدية مالمو: “أستغرب وأعتب على بلدية مالمو لأنها لم تتواصل معنا قبل اتخاذ الإجراء. [مؤسسة] ابن رشد [التعليمية] تواصلت معنا وكان الأسلوب ودياً أكثر. شركة (صفحات) أصدرت بياناً يوضح موقفها، وكانت إيجابية حين تواصلنا معها وحذف الكتاب عن منصتها”.

وأوضحت شركة “صفحات” أن الكتاب لا يعبر عن رأيها و”الهدف من نشر الكتب هو نشر العلم والمعرفة وليس التجميل أو النكران”. واتهمت إدارة المعرض “بالانصياع إلى حملة التشهير الكاذبة” ووعدت بأنها ستتابع “الدفاع عن نفسها وعن الديموقراطية وحرية التعبير في السويد”.

وانطلق المعرض عام 2017 بدعم من “مؤسسة ابن رشد التعليمية” التي تأسست عام 2001، كمؤسسة لتعليم الكبار تابعة تنظيمياً للرابطة الإسلامية في السويد. والرابطة التي تأسست عام 1987 عضوٌ مؤسس في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، الجناح الأوروبي لتيار الإخوان المسلمين العالمي. وتنفي “ابن رشد” علاقتها بتنظيم الإخوان وتعتبر الاتهامات في هذا الخصوص “مبنية على نظريات المؤامرة”.

هل هو كتاب واحد؟

أصبح معرض الكتاب العربي مثار نقد بسبب عرضه للبيع كتاباً يطرح أفكاراً معادية للسامية. واحتج حاخام المجتمع اليهودي في مالمو موشيه دافيد ها-كوهين وانسحب من ندوة أعلن المعرض عن تنظيمها له مسبقاً. وأعلن ها-كوهين عن عدم مشاركته “حتى أتأكد أن الإجراء الصحيح قد تم اتخاذه حتى لا تتكرر تلك الحادثة”.

لكن مشكلة المعرض ليست في هذه الدورة ولا في كتاب واحد. فبزيارة لموقع المعرض على الإنترنت، في 28 تشرين الأول، تبين أنه عرض كتباً لكتاب يوصفون في السويد بأنهم “من مروجي نظريات المؤامرة والمعادين السامية والمثلية الجنسية”.

ومثال ذلك كتب للشيخ الكويتي طارق السويدان، زعيم تنظيم الإخوان المسلمين في الكويت، وللشيخ السوري محمد راتب النابلسي، وللشيخ المصري عمر عبد الكافي.

ومنعت بلجيكا الشيخ السويدان من دخول أراضيها عام 2014 “بسبب معاداته السامية” كما قالت وسائل إعلام. وفي العام ذاته اعترضت السويد على دخول الشيخ النابلسي إلى مالمو “بسبب تصريحات سابقة له مسيئة للمثليين واليهود”. ويشتهر عبد الكافي بمحاضراته “المعادية للسامية المعروفة في العالم العربي”.

لكن الكتب أُزيلت جميعها عن موقع المعرض في 29 تشرين الأول.

أسد و”هتلرية” و”مجتمع المتجانس”

صرحت سمهوري بأن القيمين على المعرض يعملون من أجل “مجتمع متجانس” في السويد، في مفهوم يتطابق مع ما أطلقه الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب عام 2017.

وقال الأسد: “خسرنا خيرة شبابنا وبنية تحتية… لكننا بالمقابل ربحنا مجتمعاً أكثر صحة وأكثر تجانساً”؛ في عبارة وصفها المؤلف الفلسطيني عزمي بشارة “بالهتلرية الصريحة التي تعلن الإبادة والتهجير عقيدة رسمية للنظام”.

ووصلت سمهوري وعائلتها إلى السويد هرباً من نظام الأسد وحصلوا لاحقاً على الجنسية السويدية.

لكن ماضي سمهوري يبدو حافلاً بموالاة الأسد. فقد ظهرت عام 2005 في ساحة الأمويين بدمشق في مسيرة مؤيدة له بجوار القومي الأميركي العنصري ديفيد ديوك. وجاءت زيارة ديوك حينها بعد أشهر من اتهام نظام الأسد بالضلوع في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وقال ديوك إن الصهاينة يحتلون الكثير من المدن مثل نيويورك ولندن وواشنطن، مثلما يحتلون مرتفعات الجولان السوري.

وكان ديوك قائداً سابقاً لحركة “كو كلوكس كلان” KKK‏ التي تؤمن بالتفوق الأبيض، وهي مجموعة من المنظمات الأخوية في الولايات المتحدة؛ تؤمن بالعنصرية ومعاداة السامية والكاثوليكية وتحرض على كراهية المثليين جنسياً وتعتنق فكر النازية الجديدة. وتعمد تلك المنظمات إلى استخدام العنف والإرهاب والتعذيب ضد خصومها.

اتهامات

يدير معرض الكتاب زوج سمهوري، حازم أبو يونس، المستشار الدراسي في “ابن رشد”. ويحرص أبو يونس على ألا يظهر في وسائل الإعلام منذ بداية أزمة الكتاب، إذ تلاحقه ومؤسسة “ابن رشد” منذ سنوات اتهامات بالفساد.

فقد عمل أبو يونس في السويد عضواً في مجلس إدارة مؤسسة السراج للتنمية والرعاية الصحية والتي نشطت في سوريا. وعام 2018، أصدرت “السراج” بياناً حول فساد في التبرعات المرسلة إلى الغوطة. واتهم مديرها التنفيذي، فؤاد أبو حطب، مجلس الإدارة بـ”الفساد والعمل بمنهج عائلي”.


حازم أبو يونس، المستشار الدراسي في “ابن رشد”

وتواظب وسائل إعلام سويدية على انتقاد “ابن رشد” التي تصور عملها على أنه تعليمي بحت. واتهم أكاديميون سويديون المؤسسة والجمعيات السويدية الإسلامية التابعة لها بالاحتيال على مجلس التعليم الشعبي Folkbildningsråde المختص بتوزيع المساعدات الحكومية على الجمعيات الثقافية، مقابل تنظيم دورات وأنشطة ثقافية وتعليمية. وجاء في مقالة نشرتها صحيفة “إكسبريسن” في أيلول/ سبتمبر الماضي أن “ابن رشد” احتالت على المجلس لتحصّل أموالاً مقابل نشاطات وهمية، إلى جانب تنظيمها نشاطات وفعاليات معادية للسامية. وطالبت المقالة مجلس التعليم الشعبي باتخاذ إجراءات مشددة ضد المؤسسة.

وتساءل المقال الذي كتبه البروفيسور ماغنوس رانستورب والمحلل بيدير هيلنغرين وكلاهما في كلية الدفاع الوطني السويدية، والبروفيسور أجي كارلبوم، من جامعة مالمو، “هل يجب الاستمرار في صرف الملايين على حالات الغش والإسلام ومعاداة السامية؟”.

وتابع المقال أن مجلس التعليم الشعبي “ضبط حالات كبيرة من الغش الممنهج في معظم الجمعيات التي تقدم خدمات تعليمية وأن الغش فيها واقع معروف”. وأضاف المقال أن “فشل مجلس التعليم الشعبي في مهمته في ضمان تعزيز الديمقراطية في المشاريع التي تديرها ابن رشد” بسبب “دعوة المؤسسة أئمة مشهورين بتصريحاتهم المعادية للسامية ودعواتهم إلى ذبح اليهود”.

وذكر المقال أن بلدية مدينة يوتيبوري أوقفت دعمها “ابن رشد” راهناً، بعدما اكتشفت أن مسجداً سلفياً كان من أعضائها وشركائها، وأن إحدى جمعياتها هي أيضاً معادية للسامية. كما أشار المقال إلى أن جمعية ثانية استضافت داعية يحضّ على تنفيذ عقوبة الإعدام بمن يترك الإسلام، وأن جمعية ثالثة تنادي بالانتقاص من حقوق المرأة. واتهم المقال الجمعية الإسلامية في يوتيبوري، العضو في “ابن رشد”، والمسجد التابع لها بأنها “أذرع للرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.

“اسأله ماذا حققت للمسلمين في السويد من 20 سنة؟ لا شيء، زاد كرشه وماله. غيّر السيارة والدار… وحدهم المسلمون لم يتغير حالهم”.

وفي أيلول الماضي، قالت وسائل إعلام سويدية إن بلديات عدة أوقفت تمويل “ابن رشد”. وقالت وسائل إعلام إن المؤسسة “دعت شخصيات تمثيلية أجنبية معادية للسامية وتحرض على كره النساء والمثليين” وأن منظمتين تابعتين لـ”ابن رشد لا تتوافق أنشطتهما مع القيم الديموقراطية”.

ويتلقى “ابن رشد” معظم تمويله من الأموال العامة، إذ تلقى 35 مليون كرونة سويدية (4022567 دولاراً أميركي) عام 2016. وعام 2015، تلقى 17 مليون كرونة (1953818 دولاراً) وكذا عام 2014. أما في عامي 2013 و2012، فتلقت مؤسسة “ابن رشد” ما يقدر مجموعه بأكثر من 20 مليون كرونة (2298610 دولار).

ولم تقتصر الانتقادات على وسائل الإعلام بل امتدت إلى منابر المساجد السويدية. فاعتراضاً على ما سماه “فساداً” في مؤسسة ابن رشد، وفي فيديو منشور على “يوتيوب” في تشرين الأول الماضي، قال الشيخ باسم دويكات، إمام “مسجد الصحابة” في مالمو، في خطبة صلاة الجمعة: “ادخلوا إلى بلدية مالمو، واسألوا عن كل مسجد… انظروا ما اسمه عند البلدية. هذا اسمه aktivitetslokal (غرفة أنشطة)، وهذا اسمه نشاطات، وهذا اسمه جمعية فلان… وكلهم قاعدون تحت مظلة واحد اسمه “ابن رشد”، دجال عونطجي (محتال) يسرق من الدولة السويدية باسم المسلمين، وبعد ذلك يقول أنا لدي جمعيات كثيرة. وهي في الواقع وهمية في الغالب”.

وانتقد الشيخ دويكات أولئك الذين يجمعون مساعدات لليتامى والمحتاجين واللاجئين السوريين ووصفهم “بالدجل والاحتيال”. وسأل: “هل اجتمع الفقراء وقالوا لك أنت وكيلنا؟ من وكلك لجمع المال للسوريين؟”.وختم ساخراً: “اسأله ماذا حققت للمسلمين في السويد من 20 سنة؟ لا شيء، زاد كرشه وماله. غيّر السيارة والدار… وحدهم المسلمون لم يتغير حالهم”.

هلا نهاد نصرالدين - صحافية لبنانية | 27.03.2024

“بنك عودة” في قبضة الرقابة السويسرية… فما هو مصدر الـ 20 مليون دولار التي وفّرها في سويسرا؟

في الوقت الذي لم ينكشف فيه اسم السياسي الذي قام بتحويل مالي مشبوه إلى حساب مسؤول لبناني رفيع المستوى، والذي امتنع بنك عودة سويسرا عن ابلاغ "مكتب الإبلاغ عن غسيل الأموال" عنه، وهو ما ذكره بيان هيئة الرقابة على سوق المال في سويسرا "فينما" (FINMA)، تساءل خبراء عن مصدر أكثر من 20 مليون دولار التي…