fbpx

لبنان: عن كرامة الطائفة السنية وكرامات أخرى

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أي طائفة لا يمكن أن تتنازل لضحايا الانفجار عن بعض من كرامتها. وكرامات الطوائف مرهونة بأرذل ممثليها. ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، وهؤلاء أنفسهم ممثلو نظام الفساد والارتهان، لكن ذلك لم يُشعر دار الفتوى والكنيسة المارونية بأن كرامتيهما مهدورتان.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

شعرت الطائفة السنية الكريمة في لبنان بالإهانة، لأن قاضي التحقيق في انفجار المرفأ فادي صوان، وجّه اتهاماً لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، بالتقصير في قضية الانفجار. رؤساء الحكومات السابقون أدانوا خطوة القاضي، وكذلك فعلت دار الفتوى، وخَلَفُ دياب وسلفه سعد الحريري أيضاً، هاله الاتهام. علماً أن الطائفة الكريمة عينها كانت شعرت بالإهانة أيضاً حين فرض “حزب الله” وحلفاؤه حسان دياب رئيساً للحكومة. 

200 قتيل و6 آلاف جريح وربع بيروت مدمر لا يستحقون من طائفة لبنانية تنازلاً عن “كرامة” موقع رئاسة الحكومة! فكان الجواب أن الكرامة تهون إذا ما شمل الادعاء رئيس الجمهورية، وهذا ما لم يحصل. لكن الطائفة السنية في لبنان تقاتل لكي يكون رئيس الحكومة الرأس التنفيذي للسلطة، واهتزاز الكرامة والحال هذه، ينطويان على رغبة في أن يتمتع ممثل هذه الكرامة بصلاحيات المنصب، وأن يشارك رئيس الجمهورية بتبعاته.

لا بأس إنه لبنان، وهذه طوائفه، وربما حمل شعور الطائفة بالغبن بعض الحق، لكنها فرصة لبعض العدالة، لا سيما أن الادعاء ليس حكماً مبرماً، وربما توسع ليشمل الشركاء في الطوائف الأخرى!

إنه الموقع “المقدس” للطائفة في الدولة. وفق هذا المنطق انتفضت الطائفة على قرار القاضي. وثمة طائفة أخرى شملها قرار القاضي صوان، هي الطائفة الشيعية الكريمة، إلا أن الإصابة في حالتها لم تكن بالغة! وزيران للأشغال هما مواطنان لبنانيان من أبناء الطائفة الشيعية، إلا أنهما ليسا ممثلين لكرامة الطائفة وإلا لكانت أذاقتنا المر، ذاك أن رد الفعل على اهتزاز كرامة الشيعة لا يعبر عنه بالاستياء، بل في الشارع. حسناً فعل القاضي صوان عندما استثنى رئيس مجلس النواب من قراره الاتهامي.

والقرار إذ أصاب وزيراً مسيحياً هو يوسف فنيانوس، جاءت الإصابة طرفية، ذاك الرجل من زغرتا، والقرار صدر في بيروت، ولا وصول لأبناء زغرتا إلى العاصمة بيروت. ثم إن يد القضاء في لبنان ليست طويلة، وزغرتا ليست في متناولها، وهذا خفف عنا نحن اللبنانيين عبء القرار ببعده الزغرتاوي.

إقرأوا أيضاً:

العدالة لكي تنصف ضحايا انفجار مرفأ بيروت عليها أن تمر على هذه “السيطرات” على ما يسمي العراقيون الحواجز الأمنية والطائفية. أي طائفة لا يمكن أن تتنازل لضحايا الانفجار عن بعض من كرامتها. وكرامات الطوائف مرهونة بأرذل ممثليها. ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، وهؤلاء أنفسهم ممثلو نظام الفساد والارتهان، لكن ذلك لم يُشعر دار الفتوى والكنيسة المارونية بأن كرامتيهما مهدورتان. المواطنون السنة الذين قتلوا أو جرحوا في انفجار المرفأ لا يهون عليهم أن يستدعى حسان دياب للتحقيق، والمسيحيون من القتلى والجرحى شعروا بالارتياح لأن ميشال عون لم يستدعَ، أما الضحايا الشيعة فقد أصابتهم الحيرة وهم في قبورهم ذاك أن موس القاضي وصلت إلى رقبة الكرامة، إلا أنها لم تمسها.

كرامات الطوائف لم تهتز عندما أقدم ممثلو نظام الفساد على إفلاس البلد والسطو على ودائع الناس. هل تذكرون عندما رسم البطريرك الماروني خطاً أحمر على الإطاحة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، إذ يبدو أن سلامة بدوره جزء من كرامة الطائفة المارونية. ثم إن أصحاب المصارف اليوم يبحثون بدورهم عن مكان لهم في كرامات طوائفهم. أليسوا لبنانيين؟ أليسوا أبناء طوائف كريمة تحميهم من شرور هذه الشراذم التي لا تعرف طائفة ولا مذهباً ولا دار فتوى، فتلاحقهم في المطاعم والمقاهي. أليس لعدنان القصار (صاحب فرنسبنك) طائفة تحميه؟ ومن المعيب أن يشعر سمير صفير (رئيس جمعية المصارف) أنه لوحده في منزله مع الودائع التي سطا عليها، باليتم بعيداً من دفء الطائفة.

للطوائف كراماتها، والفساد لا يفسد للود قضية. الفساد ليس موضوعاً لهذه الكرامة.             

إقرأوا أيضاً:

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!