على غرار معظم الحوادث التي تهزّ العالم، يثير انتشار فايروس “كورونا”، الذي أودى بحياة عشرات آلاف الأشخاص في العالم، موجة من الأخبار المغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم… هنا بعض الأخبار المضلّلة التي تحقّق فريق تقصّي صحة الأخبار في وكالة “فرانس برس” منها، مُبيناً خطأها أو عدم دقّتها.
هذه الصورة ليست لبقايا مصحف بعد الحريق الذي اندلع في مخيم للاجئين السوريين شمال لبنان…
يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة يدّعي ناشروها أنها لبقايا مصحف التهمته ألسنة النيران التي شبت يوم السبت الماضي في مخيم يأوي لاجئين سوريين شمال لبنان. إلا أن الادعاء خطأ والصورة ملتقطة قبل نحو شهر على الأقل على أنها لحريق في ساحة الحبوبي في العراق.
فالتفتيش عنها عبر محركات البحث على الإنترنت يرشد إليها منشورة 28 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على حساب الإعلامي العراقي عامر الكبيسي مرفقة بالتعليق “لم تحترق في ساحة الحبوبي”… وبمجرد أن تكون الصورة منشورة قبل شهر ينفي أن تكون قد التقطت في لبنان.
الصورة لصبي يبكي بعد حريق مخيم اللاجئين؟
يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة يدّعي ناشروها أنها تصوّر صبياً باكياً بعد الحريق الذي شبّ يوم السبت الماضي في مخيم يأوي لاجئين سوريين شمال لبنان. إلا أن الادعاء خطأ والصورة التي التقطت عام 2017 تعود لصبيّ كشميري يبكي صديقه الذي قتل في مواجهات.
فالتفتيش عنها عبر محركات البحث على الإنترنت يرشد إليها منشورة في آذار/مارس 2017 في صحيفة “هندوستان تايمز” الهندية الناطقة بالإنكليزية. وهي تعود للصبي برهان فياز البالغ من العمر 9 سنوات وهو يبكي خلال جنازة صديقه أمير نزير الذي قتل في مواجهات في بولواما الواقعة ججنوب كشمير… والتقطت الصورة بعدسة المصوّر وسيم أندراب.
منشور دعائي لجزء جديد من سلسلة “هوم ألون”؟
يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة يدّعي ناشروها أنّها تظهر منشوراً دعائياً لمنصة “نتفليكس” لإطلاق جزء جديد من فيلم “هوم ألون” الشهير. إلا أنّ صورة المنشور مركّبة و”نتفليكس” لم تعلن عن صدور أي جزء جديد من السلسلة الأميركية.
أرشد التفتيش عن الملصق إلى النسخة الأصليّة من صورة بطل الفيلم المستخدمة فيه، منشورة على موقع مجلّة “إسكواير” وقد شكّلت غلاف المجلّة في آذار/مارس 2020.
قد يكون السبب وراء انتشار هذا الادعاء مقطع دعائي ساخر لفيلم “هوم ألون” نشر عام 2018 على قناة عبر “يوتيوب”. وفي التعليق المرافق للمقطع كتب “خلال موسم الأعياد 2021، تعود عائلة ماكاليستر”.
غير أن التعليق يشير بوضوح إلى أن هذا المقطع الدعائي ساخر وأن “هذا النوع من المقاطع غالباً ما يساء فهمها، فهدفها ليس الخداع إنما هي مقاطع إبداعيّة تحوّل مشاهد فيلم قديمة إلى مادة جديدة”.
هل قالت وزيرة الصحة المصرية “سرّ إصرارنا على اللقاح الصيني هو أن الفايروس صيني”؟
ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيّما في مصر، تصريح منسوب لوزيرة الصحّة هالة زايد يبرّر اعتماد مصر الّلقاح الصيني ضد فايروس “كورونا” بأن منشأ الفايروس صيني. لكن الوزيرة لم تدل بكلاماً من هذا القبيل.
فلا يمكن العثور على هذا التصريح في أي وسيلة إعلاميّة محليّة أو عربيّة ذات صدقيّة، مع أن بعض المنشورات ادّعت أن صحيفة الشروق المصريّة نشرته، وهو ما لا يُرى له أي أثر.
وقال صحافيو مكتب وكالة “فرانس برس” في القاهرة: “صحيح أن القاهرة تسلّمت رسمياً مئة ألف جرعة من اللقاح الصيني ستبدأ بتوزيعها قريباً على الأطقم الطبيّة، لكن لم يصدر عن الوزيرة أي تصريح من هذا القبيل”.
ولا تعتمد مصر على اللقاح الصيني فقط، بل هي ستعتمد أيضاً على لقاح فايزر، وقال وزير المالية محمد معيط الخميس إن الحكومة تعاقدت لشراء 20 مليون جرعة من اللقاح الصيني و30 مليون جرعة من لقاح فايزر، من دون أن يحدّد موعد تسلّمها.
يُنشر هذا التقرير بالتعاون مع فريق تقصّي الأخبار في وكالة “فرانس برس”، وللاطلاع على التقرير كاملاً زوروا الموقع هنا.
