fbpx

“أصبحتُ عبداً لمدة 6 أشهر”: مهاجرون أفارقة يروون عن معاناتهم في الجزائر

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يقول اسكندر العمراني مدير مشروع شمال أفريقيا لمجموعة الأزمات الدولية “سأصاب بدهشة كبيرة من السماح بالعبودية في الجزائر ولا تمكن مقارنة الوضع مع ليبيا”، لكن في غيتو أغاديز، مركز العبور الرئيسي في النيجر، روى البعض قصة مختلفة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يقول عشرات الأفارقة إنهم بيعوا للعمل ووقعوا تحت وطأة العبودية في الجزائر، فيما تخشى وكالات الإغاثة من أنه قد يكون هناك اتجاه متزايد نحو استغلال المهاجرين الذين يتجهون إلى أوروبا بحثاً عن حياة جديدة.

ولم يتسن الاتصال بالسلطات الجزائرية للتعليق على هذا الأمر، إِذْ يُلقي خبراء كثيرون بظلال الشك على المزاعم المتعلقة بمثل هذه الانتهاكات في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا. وأصبحت الدولة المحكومة بقبضة من حديد، البوابة الأكثر شهرةً للعبور إلى البحر الأبيض المتوسط منذ أن أصبح المرور عبر ليبيا التي تنتشر فيها العبودية والاغتصاب والتعذيب، أكثر صعوبة.

ففي خضم تصاعد المشاعر المعادية للمهاجرين، أعادت الجزائر آلاف المهاجرين عبر حدودها الجنوبية إلى النيجر منذ أواخر العام الماضي، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة (IOM)، إذ يروي كثيرون قصصاً عن كيفية استغلالهم.

حجم الانتهاكات غير معروف، لكن أشارت العينة التي فحصتها المنظمة الدولية للهجرة عن آلاف المهاجرين، إلى أن الجزائر يمكن أن تنافس ليبيا. واستمعت “رويترز” إلى روايات مفصّلة عن العمل القسري والعبودية من جمعية خيرية دولية وجمعية محلية في أغاديس، مركز عبور المهاجرين الرئيسي في النيجر، وتواصلت مع اثنين من الضحايا عبر الهاتف.

وقال عثمان باه، 21 عاماً، من غينيا لـ”رويترز” إنه بيع مرتين في الجزائر على أيدي مجهولين وعمل في أعمال البناء، مضيفاً “تم بيعي أول مرة مقابل 100 ألف فرنك أفريقي أي 170 دولاراً”.

ثم تابع: “أخذوا جوازات سفرنا، وضربونا، ولم نأكل، ولم نشرب. وأصبحت عبداً لمدة ستة أشهر”.

وقال عبد الله ميزومبو، منسق مشروع في منظمة خدمات الإغاثة الكاثوليكية العالمية الخيرية، “إن الروايات عن سوء المعاملة متشابهة”. وأضاف “من بين حوالى 30 مهاجراً التقى بهم من الذين تم ترحيلهم من الجزائر، قال حوالى 20 منهم إنهم استُعبِدوا”.

 

 

وفي معظم الحالات، قال المهاجرون إنهم بيعوا في مدينة تمنراست الجنوبية أو المناطق التي حولها بعد دخول البلاد بوقت قصير، وغالباً ما يتم بيعهم على يد مهربين من جنسيتهم.

وأضاف ميزومبو أن البعض الآخر قالوا إنهم تعرضوا للتعذيب، وتم ابتزاز آبائهم لدفع الفدية للخاطفين، ولكن حتى عندما وصلت الأموال، أُجبروا على العمل من دون أجر، أو للبيع مرةً أخرى. وصرح شخص ما لـ”رويترز” بأنه كان ينام في حظيرة للخراف وكان يُضرَب إذا مرض حيوان أو اتسخ.

وقال أوجوندي رينج مازو من توغو: “إذا تذمرنا فإنهم يحضرون المناجل فأنزل على ركبتي وأتأسف حتى يتركوني أرحل”.

تلقت المنظمة الدولية للهجرة في الجزائر ثلاثة تقارير هذا العام من أصدقاء وأقارب المهاجرين الأفارقة الذين أُخِذوا رهائن وأجبروا على العمل في البلاد.

وقال رئيس البعثة باسكال رينتغينس: “على الأرجح إنها مجرد إشارة إلى حدوث ذلك، لكننا لا نعرف مدى كبرها بعد”.

اعتبر محللون أنه من غير المحتمل أن تكون العبودية منتشرة في الجزائر

 

روايتان للقصة

اعتبر محللون أنه من غير المحتمل أن تكون العبودية منتشرة في الجزائر، إذ تتميز الجزائر بسلطة قضائية فاعلة وشرطة قوية – على عكس ليبيا.

ولم نتمكن من الحصول على تعليق من السلطات الجزائرية، لكن مسؤولاً كبيراً قال إن البلاد تواجه “موجة من الهجرة” وتحتاج إلى المزيد من المساعدة.

وفي بيان رفضت الحكومة تقارير من فريق حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأن هناك عمليات ترحيل جماعية غير إنسانية للمهاجرين عبر أراضيها، مشيرةً إلى أنها تقوم بما هو ضروري لضمان سلامة مواطنيها.

وقال اسكندر العمراني مدير مشروع شمال أفريقيا لمجموعة الأزمات الدولية “سأصاب بدهشة كبيرة من السماح بالعبودية في الجزائر”.

وأكد أنه “لا تمكن مقارنة الوضع مع ليبيا”.

لكن في غيتو أغاديز، مركز العبور الرئيسي في النيجر، روى البعض قصة مختلفة.

وأوضح بشير عمّا، مهرب سابق في النيجر يدير نادي كرة قدم وجمعية محلية لتوعية المهاجرين بمخاطر الهجرة، أن “ما يحدث في الجزائر يفوق ما يحدث في ليبيا”.

وفقاً لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كثيراً ما يتعرض المهاجرون في ليبيا إلى التجويع والضرب من قبل الجماعات المسلحة، وهناك تقارير عن “أسواق مفتوحة للعبيد” يبُاع فيها المهاجرون.

وصرح لـ”رويترز”: “لا تعرف المنظمات غير الحكومية هذا، لأنها مهتمة للغاية بما يحدث في ليبيا”.

فعام 2016، أجرت المنظمة الدولية للهجرة مسحاً لحوالى 6300 مهاجر في النيجر، عاد معظمهم من الجزائر وليبيا.

وقال 65 في المئة ممن كانوا يعيشون في الجزائر إنهم تعرضوا للعنف والاعتداء، مقارنة بـ61 في المئة في ليبيا. وتشير تقديرات المنظمة الدولية للهجرة إلى أن حوالى 75000 مهاجر يعيشون في الجزائر.

 

هذا المقال مترجم عن الرابط موقع Observer ولقراءة المقال الاصلي زوروا التالي