fbpx

الحديدة في الذكرى الثانية لاتفاق استكهولم : رائحة بارود في الأحياء

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“كان منظراً يوجع القلب، فارقت منار ونورة الحياة بينما كانت سعدية تلفظ أنفاسها الأخيرة”… شهد الحي موجة نزوح كبيرة بعد هذه الواقعة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

بالتزامن مع الذكرى الثانية لتوقيع اتفاق استكهولم، كنت مع فريق من “مواطنة لحقوق الإنسان” نزور الحديدة للاطلاع على الأوضاع في المدينة الساحلية (غرب العاصمة صنعاء)، والتي حفّزت الأوضاع الإنسانية المتدهورة فيها الأمم المتحدة للسعي إلى عقد الاتفاقية المعروفة. 

وصلنا إلى المدخل الشمالي للمدينة، عند الحادية عشرة صباح الجمعة 11  كانون الأول/ ديسمبر 2020، فاستقبلتنا بلافتة صغيرة حمراء كتب عليها “خطر ألغام” مثبتة على أكوام من التراب، على جانبي المدخل المستحدث الضيق الذي لا يسمح إلا بمرور سيارة واحدة فقط، كنّا حينها قد قطعنا مسافة 226 كيلومتراً من السفر المضني من العاصمة صنعاء غرباً. 

في الجزء الأخير من الطريق يضطر السالك إلى طريق فرعية بعدما سُدّت الطرق الرئيسية المؤدية إلى داخل المدينة بواسطة حاويات ضخمة وأكوام من التراب. وتطل هذه اللوحات التحذيرية برأسها على جانبي الطريق بعدما أودت وقائع الألغام التي زرعتها جماعة أنصار الله (الحوثيين) بحياة مدنيين، وثقت “مواطنة لحقوق الإنسان” واقعتين على الأقل في المنطقة ذاتها. 

منطقة كيلو 16

في منطقة كيلو 16، وهي المدخل الشرقي للمدينة، سُدّ الطريق الرئيس تماماً بالحاويات، وهناك على الطرف الغربي تربض بقية المدينة في أوجاعها. لقد غدا الشارع المبتور مفزعاً، وفارغاً بعدما كان يضج بالحياة والبشر. 

“كان هنا ناس، كان هنا عالم”، يقول سائق السيارة. جميع الأحياء الطرفية بدت شبه خاوية، إلا من أصوات القذائف والرصاص بشكل يومي تقريباً.

في الأوقات الطبيعية، كان اليمنيون يرنون إلى سماء هذه المدينة الساحلية من مداخلها، يتوقون إلى بحرها المترامي، حالمين بفيض نسيمها الشتوي العليل، لكن ما يستقبلك بعد كل هذه السنوات من الحرب نقيض لما تتطلع إليه. 

فالمدينة التي تعطلت فيها شبكات الصرف الصحي، أصبحت غارقة بمياه المجاري، وإسفلتها بات متهالكاً، وتمكن رؤية كيف حفرت جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) خنادق ومتاريس في التقاطعات الرئيسة المؤدية إلى داخلها لمنع القوات المشتركة المدعومة إماراتياً، من التقدم. 

وكانت هذه القوات، قطعت مسافة طويلة على طول الساحل الجنوبي للمدينة، في مطلع عام 2018، لكنها توقفت في ضواحيها، بعد ضغوط دولية حالت دون وقوع كارثة إنسانية، بخاصة أن هذا المرفأ البحري الحيوي يمثل السبيل لأكثر من 70 في المئة من المعونات والمساعدات الدولية التي يتلقاها البلد.

لكن وبدلاً من أن يفضي اتفاق استكهولم الذي وقعت عليه الأطراف برعاية الأمم المتحدة في شتاء عام 2018 إلى حل شامل لتجنيب المدينة الكارثة، حرصت الأطراف المتحاربة على إلقاء التهم على بعضها بعضاً، للتنصل من الإيفاء بالتزاماتها، ما أبقى القيود على تحركات المدنيين قائمة، كما تركت أجزاء واسعة من الأحياء الطرفية تحت رحمة نيران المواجهات المتقطعة. 

تمكن رؤية كيف أن المدنيين يضطرون إلى قطع مسافات مشياً، لتجاوز العقبات الموضوعة في طريق العربات على المداخل، وهناك أحاديث جانبية، عن أن الخنادق التي استحدثتها جماعة “أنصار الله” لمنع تقدم قوات خصومهم، تساعد على تسرب مياه المجاري الطافحة إلى البحر، بما قد يخلفه ذلك من ضرر بيئي على السكان والكائنات البحرية التي تمثل مصدر رزق لهم.

حرصت الأطراف المتحاربة على إلقاء التهم على بعضها بعضاً، للتنصل من الإيفاء بالتزاماتها.

حي الربصة

على المدخل الجنوبي، مررنا بتجمعات بشرية لأناس يبدو على سيماهم مظهر الفاقة، يتخذون من أطراف سور (مدينة أمين مقبل السكنية) مكاناً للسكن، على ما في المنطقة من خطورة على حياتهم. 

مررنا بمحاذاة السور إلى حي الربصة المحاصر، وهو أحد الأحياء المفقرة والبائسة في المدينة المنكوبة. ويمثل قوام هذا الحي منازل من الصفيح أو الخرسانة المجوّفة (البلك)، متلاصقة بطريقة عشوائية، ويحيط بالمنطقة من جهتين سوار لواحدة من أكبر المنشاءات الحكومية حيوية قبل الحرب: مطار الحديدة الدولي. 

تجاور الحي من الغرب أيضاً جامعة الحديدة وهيئة تطوير تهامة، وهما منشآتان خدميتان حيويتان، لكنهما، الآن، تقعان داخل مناطق التماس، وتتساقط فيهما وفي الحي المجاور لهما بشكل متكرر القذائف والأعيرة النارية الحية التي يتراشقها طرفي الحرب.

وكانت “مواطنة لحقوق الإنسان”، وثقت عام 2020 واقعة واحدة على الأقل سقط فيها مدنيون بينهم أطفال داخل هذا الحي وبالتحديد بالقرب من مدرسة النجاح، التي تكتظ بالطلاب والطالبات، إضافة إلى نازحين هربوا من منطقة خط المطار والأحياء المجاورة لها بعدما صارت منطقة مغلقة بفعل الاشتباكات. 

ففي 6 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، سقطت ثلاث قذائف، في ساحة وراء المدرسة اعتاد الأطفال والشباب لعب كرة القدم فيها، قتل على أثرها طفل وشخص بالغ، وجرح ستة آخرون بينهم أربعة أطفال. 

 قال أحد الشهود لـ”مواطنة”: “وقعت قذيفتان أولاً، فتجمع الشباب والأطفال لرؤية ما حدث، وبعد أقل من نصف ساعة وقعت القذيفة الثالثة التي أوقعت قتلى وجرحى”. 

ويضيف: “رأيت القذيفة آتية من اتجاه هيئة تطوير تهامة غرباً، أحد خطوط التماس بين جماعة أنصار الله وقوات العمالقة (قوات جنوبية مدعومة إمارتياً)، كنا في الحي نسمع أصوات القذائف منذ الليلة السابقة”.

في الحي ذاته، أيضاً، سقط مقذوف على أحد الأحياء في (المدينة السكنية)، السبت 26 أيلول/ سبتمبر 2020 وأودى بحياة طفلتين داليا (8 سنوات)، ومرام (15 سنة)، وأصيبت ثلاث أخريات بجروح بليغة نورة (17 سنة)، ندى (27 سنة)، وفاطمة (50 سنة).

ورجـح شهود في المنطقة أن مصدر القذيفة هو الاتجاه الشرقي حيث تسيطر القوات المشتركة المدعومة إماراتياً.

ومع كون هذه المناطق عرضة للآثار الوخيمة للمعارك، يبدو أن كل شيء يتحرك هنا لافت للانتباه، فيما يحرك أي وجود غريب فضول أعين القلة من أهالي المنطقة… فالهدوء الحذر هو ما يخيم في هذه الأحياء المهجورة، على أن توصيف مثل هذه الأماكن بالهدوء مجانب للدقة، بما يعكسه هذا المصطلح من استدعاء للطمأنينة. 

ففي كل مساحة سكنية هنا يوجد قتيل أو جريح، جائع أو محتاج، فيما ما زالت جبهات القتال تشهد اشتباكات متقطعة بين وقت وآخر، وتنذر بالمزيد من المصائب والضحايا في صفوف أناس قرروا -ولهم أسبابهم الكافية- البقاء في مناطقهم.

سوق صدام

شرقاً، كنا قد عبرنا بصعوبة “سوق صدام” المكتظ بالباعة والمشترين، وهو سوق شعبي للخضار والفواكه والأسماك. هنا في هذا المكان قتل بائع الموز الشاب ماجد عبدالله (20 سنة) في 15 آذار/ مارس 2020 بعدما اخترق عيار ناري معدل 22/7 ظهره ليخرج من فخذه وهو يباشر عمله في السوق المكتظة وقت الذروة.

“مواطنة لحقوق الإنسان” كانت وثقت هذا الانتهاك عند الثانية عشرة من ظهر ذلك الأحد شديد الحرارة.

وبحسب شهود فإن المجني عليه كان واقفاً وظهره للجهة الشرقية، أي في اتجاه مدينتي الصالح والمنصري وهي من مناطق خطوط التماس في المدينة، فيما كانت نقطة تابعة لجماعة “أنصار الله” تربض على بعد أمتار من مكان وقوع الحادثة حينها. أسعف ماجد لكنه فارق الحياة في المستشفى.

مقربون من ماجد، أخبروا “مواطنة” أنه كان يبيع الموز مقابل أجرة يومية لا تتعدى الدولار الواحد أي (500 ريال)، ليستطيع إعالة إخوته الصغار وأبيه العاجز، فيما قال بعض الذين كانوا في السوق لحظة إصابته: “كنا نسمع صوت الاشتباكات من جهة الشرق في منطقة مدينة الصالح، لم نكن نتوقع أن تصل الرصاصة إلى السوق وتقتل ماجد، ولم نعلم من المتسبب بها”.

ومع أنه يمكن أن يصبح السوق هدفاً عرضياً متكرراً لهذه الاشتباكات مرة أخرى، إلا أن السوق لم ينفض، وبقي مفتوحاً طوال اليوم.

إقرأوا أيضاً:

حي الزهور

وفي الشرق أيضاً، يقع حي الزهور. لم يعد لهذا المكان نصيب من اسمه،  إلا من الأطفال والشباب الذين تقطف حياتهم وهم في عمر الزهور، بفعل الأعيرة النارية والقذائف التي تتساقط عليهم بين وقت وآخر من جبهات القتال المشتعلة في محيطهم، وبخاصة في منطقة خط الثلاثين شرقاً، والخمسين جنوباً.

دلفنا المدخل الوحيد للحي، فصادفنا على يميننا سريراً خشبياً من خزف النخيل المظفور، يجلس عليه مسلحان بملابس مدنية ألصقت على بندقيتيهما صوراً لقتلى جماعة “أنصار الله”، وعلى يسارنا تمكن مشاهدة كومة من الأتربة التي تسد جزءاً من المدخل، بدأت تنبت عليها أزهار بنفسجية. 

لحي الزهور كما لبقية الأحياء مدخل واحد يحرسه مسلحون تابعون للجماعة، يحفظون أهالي الحي ويعرفون من يدخل ويخرج، وماذا يريد، بينما أغلقت بقية المداخل والمخارج لتضييق الخناق أمام أي اقتحام محتمل للمدينة، عرفنا أيضاً بوجود عيون في كل مكان تترصد كل حركة تبدو غريبة أو مشبوهة، للإبلاغ عنها.

غير ذلك، لا شيء سوى عجائز تهاميات نحيلات بملامحهن السمر وملابسهن الملونة، يحملقن فينا، إلى جانب الهدوء والصمت المريب اللذين يملآن الأزقة الفرعية العشوائية للحي البائس، ترافقهما خشخشة الأكياس البلاستيكية التي تحوم مع أي زوبعة.

وبالقرب من سور “مجمع الزهور”، (إحدى مدارس البنات)، كان طفلان نحيلان لا يتجاوز عمر أكبرهما سبع سنوات يجمعان الأكياس البلاستيكية، يبدو أنهما يستخدمانها لإشعال النار في الأفران الطينية أو مواقد صناعة الطعام… انتابتني غصة.

“قتل أطفال وتلطخت ملابسهم الجديدة بالدم بدلاً عن الشكولاتة. كانت عيدية مروعة ذلك اليوم،كانت عيدية  دم وخراب”.

وفي الزقاق الرئيس لحي الزهور، قابلنا أحد الأهالي، قال: “هنا سقطت قذيفة في يوم العيد بالقرب من سقّاية الماء في الحي، قتل أطفال وتلطخت ملابسهم الجديدة بالدم بدلاً عن الشكولاتة. كانت عيدية مروعة ذلك اليوم،كانت عيدية  دم وخراب”.

الكلفة التي يدفعها هذا الحي -وهو من المناطق القريبة للمواجهات- باهظة؛ ليس بسبب القذائف والأعيرة النارية المتساقطة من قبل القوات المشتركة فحسب، بل تضاف إلى ذلك زراعة جماعة “أنصار الله” الألغام بشكل مفرط داخل الأحياء السكنية. وبحسب بعض الأهالي، تواصلت عملية زراعة الألغام حتى بعد توقيع اتفاق استكهولم في هذه المنطقة التي تبعد كيلومتر واحد من منطقة التماس.

ولا يحتاج المرء لأي جهد، ليرى بوضوح كيف يعج هذا الحي بمنازل القش أو ما يسمى محلياً بـ”العشش”، وبالقرب منها أحواض مجاري المدينة. 

ظهر يوم السبت 29 كانون الأول 2018، خرجت ثلاث فتيات، منار (9 سنوات)، ونورة (12 سنة)، وسعدية (16 سنة) لجمع الحطب من المزارع المجاورة كعادتهن، ولكن موتاً كامناً كان يتربص بهن هناك.

شاهدة شرحت لـ”مواطنة”: “حين تأخرت الفتيات في العودة بدأت أسرهن البحث حتى وجدن مسلحاً تابعاً لجماعة أنصار الله على بوابة المزرعة التي قصدنها.

أخبر المسلح ذوي الفتيات أنهن في الداخل وأن لغماً أرضياً انفجر بهن منذ أكثر من ساعتين. وهناك رأى الأهالي هذه الزهرات البريئات مبتورات الأطراف السفلية وملطخات بالدماء. شاهد آخر يروي الكارثة عن قرب: كان منظراً يوجع القلب، فارقت منار ونورة الحياة بينما كانت سعدية تلفظ أنفاسها الأخيرة”. شهد الحي موجة نزوح كبيرة بعد هذه الواقعة. 

حي 7 يوليو

ينقسم حي 7 يوليو، شرقاً، بين الطرفين المتنازعين، وبذلك يمكننا القول إن سكانه أصبحوا محاصرين بين نارين، وأنه أكثر أحياء الحديدة تضرراً، بعدما كان قبل الحرب أحد الأحياء الجميلة والواعدة في المدينة.

وعلى غير معظم الأحياء، تمكن هنا رؤية الشوارع الفسيحة والمعبدة، ومبان كانت شاهقة بطبقات عدة، لكن الحرب لم تمكّن ساكنيه من الاستمتاع بهذا الازدهار العمراني، وقد اضطروا إلى مغادرة الأجزاء التي شهدت قتالاً ضارياً، فيما غامر قليلون، وفضلوا حراسة شققهم وبناياتهم التي أصبحت جزءاً من حلمهم الطويل بالحياة الكريمة والاستقرار. 

بعض هؤلاء، أصبحوا ضحايا قذائف متساقطة على الحي، قتلت وجرحت كثيرين. أما الذين أجبرتهم ضراوة المعارك على المغادرة، أصبحت أملاكهم ثكنات لمقاتلي جماعة “أنصار الله”، وفي فترة ما أجبر بقية الملاّك والمستأجرون على إخلاء مساكنهم بالقوة، تحت التهديد باحتجاز كل من يعصي الأوامر. وما زالت تخرج الحكايات المأساوية من الأفواه:

هنا بالقرب من أحد الدكاكين؛ قتل طفل وجرح والده، وهناك أصيب طفل برصاصة وهو في منزله… آثار القذائف والرصاص وندوبها على الجدران  ألحقت أضراراً بهذا الحي، أبواب كسرت ومنازل احتلها مسلحون. يحدثنا الناس بأسى وبأصوات مخنوقة عن حفر أنفاق وممرات داخل البيوت بمشاركة مجندين من الأطفال ليصبح مرور عناصر جماعة “أنصار الله” والآليات العسكرية من خلال المنازل سهلاً كمن يعبر شارعاً بعيداً من الأعين.

حي الزعفران

شهد، وسط حي الزعفران في مديرية الحالي، شمال المدينة عند الساعة  9:30 صباح التاسع من أيلول/ سبتمبر 2019، كارثة انفجار مخزن كانت تستخدمه جماعة “أنصار الله” مستودعاً للأسلحة.

قتل في هذا الانفجار رجلان بينما جرح ستة بينهم أربعة أطفال، واستمرت انفجارات القذائف لأكثر من ساعة، تساقط بعضها على المنازل فهدّم ما لا يقل عن ستة مساكن بشكل كامل فيما تضررت أخرى بشكل متفاوت.

قال لـ”مواطنة” أحد الناجين حينها: “سمعنا صوت الانفجار الأول، تلته انفجارات متعددة، بعد ذلك اشتعلت المنازل، الشظايا تساقطت كالجمر، كنت على دراجتي النارية أهم بالخروج من الحي حين استوقفني أحد سكان الحي طالباً مني إيصاله إلى منزله ليخرج بعض الأشياء المهمة ومن ضمنها أنبوبة الغاز المنزلي، حين وصلنا إلى المنزل، دخل هو بينما انتظرته في الممر، حينها دوى انفجار ضخم انهار على إثره المنزل، وقتل الرجل”.

لم تنج المدينة أيضاً من الهجمات الجوية، ففي التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، تعرض أحد مستودعات المواد الاستهلاكية في شارع غزة، في مديرية الحالي، إلى ثلاث غارات أدت إلى تدميره بالكامل، وحين وصل مالك المستودع للكشف على الأضرار بعد أقل من ساعة خطفت الهجمة الأخيرة روحه، وجرح ثلاثة آخرين بينهم طفلة.

في أوقات السنة التي يكون فيها الحر قاتلاً، والرطوبة خانقة، وبسبب انقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار رسوم الطاقة التجارية، يهرب سكان الحي من جوف منازلهم للنوم فوق سطوحها ليلاً، أو في أحواشها، ما يجعلهم عرضة للقذائف والأعيرة النارية المنطلقة من الثكنات. وسجلت المنطقة بالفعل مقتل وإصابة كثيرين، لا تزال قصصهم ملتصقة بحدقات الأهالي وجدرانهم المجدورة بالرصاص. قال أحدهم: “هنا قتلت امرأة بمقذوف من عيار مضاد طيران وهي نائمة على السطح”.

نشرت هذه المادة بالتزامن مع موقع “خيوط” اليمني

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.