fbpx

بعد الحظر الموقت… هل يطرد “تويتر” ترامب قريباً؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يُعتبر دونالد ترامب أكثر الشخصيات مشاكسة على منصات التواصل الاجتماعي لجهة تغريداته المستفزة، والتي عرّضته أكثر من مرة لحذف محتوى، أو تلقيه إنذارات وصلت إلى تهديد بإقفال الحسابات الرسمية نهائياً.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يحيلنا تعليق حسابات الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى سجال طويل حول معضلة هذه المنصات، لا سيما “تويتر” على اعتباره موقع التدوين الأول، وعلاقة ذلك بحرية التعبير، خصوصاً أن ترامب هو “رئيس الدولة الحرّة”. فهل كان على تويتر حجب ترامب فعلاً للحد من دعواته للعنف ونشر الأخبار الكاذبة، أم أن ذلك يعد سابقة قد تنعكس سلباً في حالات أخرى مماثلة؟

فعقب الاقتحام التاريخي الذي نفّذه أنصار ترامب في مبنى الكونغرس أثناء انعقاد جلسة للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية بفوز جو بايدن ونائبه، الأربعاء 6 كانون الثاني/ يناير 2021، علقت منصات “تويتر” و”فايسبوك” و”إنستغرام”، حسابات دونالد ترامب موقتاً بسبب نشر تغريدات تحرّض على العنف، إذ أسفر اقتحام المبنى عن 4 قتلى واعتقال أكثر من 50 شخصاً، وتعليق اجتماع أعضاء الكونغرس لنحو 6 ساعات، قبل استئنافه لاحقاً، فيما نُشرت قوات من الحرس الوطني لوقف الاضطرابات، وفرض حظر تجوال ليلي في واشنطن.

ودافع ترامب عن تصرفات أنصاره وكتب في إحدى تغريداته على “تويتر” المنصة المحببة إليه، “هذه هي الأشياء والأحداث التي تحدث عندما تتم سرقة فوز ساحق مقدس في الانتخابات بشكل غير رسمي ووحشي من الوطنيين العظام الذين عوملوا معاملة سيئة وغير عادلة لفترة طويلة”، خاتماً تغريدته بدعوة أنصاره إلى “العودة إلى ديارهم بالحب والسلام”، وإلى “تذكّر هذا اليوم إلى الأبد”.

وهو ما دفع إدارة كل من “فايسبوك” و”انستغرام” إلى إصدار بيانات توضيحية تؤكد فيها أن حسابي الرئيس محظوران حتى 24 ساعة بسبب مخالفات لسياسة المنصتين، أبرزها نشره تسجيلاً مصوراً واصل فيه تقديم مزاعم بلا سند، بأن الانتخابات قد زُوِّرت، وهو ما يُعد “ترويجاً للأخبار الزائفة”.

وأصدر “تويتر” بياناً يوضح فيه إعادة تفعيل حساب ترامب بعد مرور 12 ساعة، وذلك بعدما حذف 3 تغريدات بدعوى “خطر العنف”. كما هددت بغلق الحساب بصورة دائمة في حال واصل ترامب انتهاك قواعد الاستخدام المتعلقة بالنزاهة المدنية، وهي ليست المرّة الأولى التي يتلقّى فيها الرئيس الأميركي إنذارات من منصات التواصل الاجتماعي، إذ يعتبر ترامب من أكثر الشخصيات الرسمية إثارة للجدل على منصات التواصل الاجتماعي، حتى أنه مصدر أساسي لنشر الأخبار المضللة، لا سيما في ما يرتبط بالانتخابات الأميركية الأخيرة.

واقعة الكونغرس أجّجت صراعاً داخلياً مستمراً منذ 4 سنوات في أروقة إدارة “تويتر”، أي منذ بداية ولاية دونالد ترامب للرئاسة الأميركية، إذ إنه من اليوم الأول لتولّيه المنصب، طلب من شعبه ملاحقة حسابه على “تويتر”، حيث سيدوّن أفكاره وتعليقاته. وهو ما يُفسّر نشاطه على المنصة، وأحياناً استغلاله إياها لتحريك الرأي العام الأميركي. حتى أنه في حادثة الاقتحام الأخيرة، فضّل تحميل فيديو على حساباته، على أن يخاطب الشعب عبر بيانٍ أو أي وسيلة رسمية.

في هذا السياق، يؤكّد مدير منظمة “سمكس” للحريات والحقوق الرقمية محمد نجم، إنه “عند الحديث عن رؤساء دول لا يرتبط الأمر بحرية التعبير باعتبارهم أشخاصاً يعبّرون عن رأيهم بأي قضية، إنما هم شخصيات رسمية ومؤثرة ولهم ملايين المتابعين على حساباتهم، كما تدعمهم جماعات وأجهزة أمنية، وبمعنى آخر قوة نفوذ هؤلاء الأشخاص تجعل خطاباتهم قادرة على التحوّل إلى عنفٍ في الشارع، أو قد تتحوّل المعلومات الخاطئة التي ينشرونها إلى حقيقة عند كثر، وهو ما يُفسّر كتحدّ للسلطة القائمة من زعامات الدول، وليس كقمع لحرية التعبير”.

يقول الصحافي المتخصص بالتحقق من المعلومات محمود غزيّل لـ”درج”، إن “منصات التواصل هي مؤسسات أميركية ولا بدّ لها أن تتبنّى قوانين الدولة التي تنتمي إليها، فكما تحذف المواقع حساباتٍ بذريعة ممارسة الإرهاب أو نشر خطاب الكراهية، فهي بالتالي تمارس السياسة ذاتها مع الحسابات الأخرى التي تخرق معاييرها، أي نشر أخبار كاذبة أو محرّضة على الكراهية والعنف. خصوصاً أن التغريدات التي تُنشر على الصفحة الرسمية للرئاسة الأميركية تُؤرشف بشكل رسمي داخل مكتبة الكونغرس، وهو ما يحّتم الالتزام بمعايير محددة، كما أنه دلالة ضخمة على أن لا حرية مطلقة لأي شخصٍ كان”.

إلا أن اللافت هو ازدواجية المعايير المتّبعة من إدرة “تويتر”، فقد تحجب الأخيرة خبراً مضللاً نشره حساب الرئيس الأميركي، معتبرة أن ذلك يصبّ في المصلحة العامة، فيما تحجب أيضاً منشوراً عربياً يناهض الإرهاب، لمجرّد تضمّنه كلمة “إرهاب”.

وها ما يعيده غزيّل إلى الأهمية الأقل التي تمنحها تلك المنصات للدول المتحدثة باللغة العربية، إذ إن الرقابة الإلكترونية التي تفرضها المنصات مبنيّة على الذكاء الاصطناعي وبرمجيات محددة معدّة مسبقاً، وهي لا تميّز السياقات العامة التي يندرج تحتها الموضوع، بينما في الدول الأخرى تكون تحت إشراف أشخاص فعليين يتولون هذه المهمة. 

حوادث سابقة تعزز احتمال حذف حساب ترامب على “تويتر”؟

يُعتبر دونالد ترامب أكثر الشخصيات مشاكسة على منصات التواصل الاجتماعي لجهة تغريداته المستفزة، والتي عرّضته أكثر من مرة لحذف محتوى، أو تلقيه إنذارات وصلت إلى تهديد بإقفال الحسابات الرسمية نهائياً. كما طرحت معضلة حقيقية لدى الإدارات نفسها، لا سيما إدارة “تويتر”، التي تفرض في سياستها المتعلقة بالشخصيات العامة والرسمية أن يتلقّى هؤلاء معاملة خاصة، وهو ما يفرض حساسية بالتعامل مع حساب ترامب.

سبق أن حذفت منصة “تويتر” تغريدات عدة لدونالد ترامب، منها تسجيل فيديو أعاد نشره في تموز/ يوليو 2020، وذلك بسبب “عدم امتلاكه حقوق النشر”، فقد غرّد ترامب بمقطع ترويجي لحملته الانتخابية يحتوي على مقطوعة غنائية لفرقة لينكين بارك (Linkin Park).

كما حذفت المنصة ذاتها تغريدة أعاد ترامب نشرها في 30 حزيران/ يونيو الماضي، وهي تتضمن صورة له، وذلك عقب شكوى من صحيفة “نيويورك تايمز الأميركية” التي التقط أحد مصوريها الصورة التي أعاد الرئيس التغريد بها، كما نبّه “تويتر” في تعليق مرفق إلى أن التغريدة تنتهك معايير محاربة خطاب تمجيد العنف.

وهذه الحساسية في التعامل سبق أن طرحت لدى موقع “تويتر”، إذ كانت المنصة تتأرجح بشأن حظر مُنظِّر ما يعرف بـ”نظرية المؤامرة” أليكس جونز، بسبب تجاوزه المعايير المطروحة، إلى أن حُظر جونز أخيراً، بسبب “السلوك المسيء”. وهو ما يطرح أسئلة حول احتمال حذف ترامب، خصوصاً بعد تجّرده من منصبه مع استلام بايدن الرئاسة في 20 كانون الثاني/ يناير 2021، وبعد تمهيد موقع “تويتر” للأمر، عبر تغريدة يُشار فيها بطريقة غير مباشرة إلى إعادة النظر بحساب ترامب والتعامل معه كحساب مواطن أميركي عادي منذ التاريخ المذكور.

إقرأوا أيضاً:

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!