fbpx

بعد رفض خامنئي اللقاح الغربي:
كوبا تجرّب لقاحاً على الإيرانيين

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

إعلان الاتفاق مع كوبا، جاء بعد يوم واحد من إعلان المرشد الأعلى في إيران السيد علي الخامنئي “عدم الثقة” باللقاحات الأميركية والبريطانية المنتجة، ضد فيروس كوفيد 19 وحظر استيرادها إلى إيران.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في هافانا في الثامن من كانون الثاني/يناير، وقع معهد “فينلاي” للقاحات، التابع لمجموعة التكنولوجيا الحيوية والصناعات الدوائية في كوبا BioCubaFarma، اتفاقية ثنائية بين كوبا وإيران، لاستكمال التجارب السريرية، على أحد اللقاحات الكوبية في إيران، مما سيسمح بالتحرك بشكل أسرع، نحو التحصين ضد فيروس كوفيد 19، في كلا البلدين، بحسب ما جاء في تصريحات المعهد. 

إعلان الاتفاق مع كوبا، جاء بعد يوم واحد من إعلان المرشد الأعلى في إيران السيد علي الخامنئي “عدم الثقة” باللقاحات الأميركية والبريطانية المنتجة، ضد فيروس كوفيد 19 وحظر استيرادها إلى إيران.

اللقاح الكوبي موضع الاتفاق Soberana 02، هو واحد من أربعة لقاحات، تعمل كوبا على تطويرها ضد كوفيد 19، ولكن جميعها، لم تنه التجارب السريرية المطلوبة بعد. تم إعلان انتهاء مرحلة التجارب السريرية الأولى على اللقاح المذكور، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهو بذلك أول لقاح كوبي يتأهل إلى المرحلة الثانية من التجارب السريرية، على أن تستكمل التجارب في الأشهر المقبلة. 

استغل المرشد الأيديولوجيا ونظرية المؤامرة، للترويج للقاح ما زال مجهول التركيبة والفعالية، يحمل اسم “كو إيران – بركت”. ومؤسسة “بركت” المسؤولة عن تصنيعه وإنتاجه هي ملك المرشد

لم يتم تحديد عدد الأشخاص الذين ستتم تجربة اللقاح عليهم بعد، ولكن الأكيد أن التجربة ستشمل عشرات الآلاف من الإيرانيين أيضاً. واحدة من الأسباب التي دفعت كوبا إلى تجربة أحد لقاحتها في إيران، بحسب مدير معهد “فينلاي” للقاحات، هو أعداد إصابات كوفيد 19 القليلة نسبياً في كوبا، مقارنةً بدول أخرى كإيران، التي ضربها الوباء بشدة، بخاصة في أوائل فترات انتشار كوفيد 19، وبالتالي وضعها في خانة المكان المناسب لتجربة فعالية لقاح جديد.  

وقد صدر عن معهد “باستور” في طهران، الذي يملك تاريخاً من التعاون في المجال المخبري مع كوبا، أن وزارة الصحة الإيرانية، تطمئن المواطنين، إلى مرور المرحلتين الأولى والثانية من التجارب السريرية للقاح الكوبي، بدون أي آثار جانبية على المتطوعين، أما تجارب المرحلة الثالثة، فسوف يبدأ تنفيذها، تزامنا، في كوبا وإيران، خلال شهري شباط/فبراير وآذار/مارس المقبلين، وستجري في إيران على 50 ألف متطوع.  

إقرأوا أيضاً:

اللقاح الإيراني: لقاح تقليدي

لقد مر حتى الآن أكثر من سنة على بدء موجة وباء كوفيد 19 مما أعطى وقتاً للعلماء الإيرانيين لمراقبة ما يجري حول العالم من دراسات وأبحاث حول لقاحات للفيروس المستجد. 

ليس هناك معلومات كثيرة أو تفاصيل بعد عن اللقاح الذي أعلنت إيران منذ أيام قليلة بدء التجارب السريرية عليه، إلا أن لقاح COVIran المقصود هو واحد من عدة لقاحات محتملة تزعم إيران العمل على تطويرها لمعالجة وباء كوفيد 19 في البلاد. المؤكد أن اللقاح الايراني ينتمي للمدرسة التقليدية في اللقاحات والتي تعتمد على إستعمال فيروس كوفيد 19 معطل في تركيبة اللقاح. هذا ما فعلته الصين أيضاً في لقاحات سينوفارم وسينوفاك مثلاً.

من المتوقع أن يكون لقاح COVIran فعالاً أيضاً كاللقاحات الشبيهة الأخرى، لا شك في هذه الناحية، على أن نسب الفعالية من المقدر أن تكون شبيهة بنظيرها الصيني الذي أثبت فعالية أقل من غيره من اللقاحات كلقاح فايزر/بيونتيك أو حتى لقاح أكسفورد/استرازنيكا، وهذا ليس مستغرباً في هذا النوع من اللقاحات. كما لا بد من إستكمال التجارب السريرية على أعداد كبيرة من الناس لضمان سلامة وصحة المعايير المطلوبة. 

طبعاً، للجيل الجديد من اللقاحات كلقاح فايزر/بيونتيك وموديرنا، والتي تعتمد على إستعمال الحمض النووي الريبوزي، مميزات على الطريقة التقليدية التي اعتمدتها إيران، منها عدم اللجوء لاستعمال فيروس كوفيد 19 بتاتاً في هذا النوع من اللقاحات، والذي ينطوي على تعريض العاملين في تطوير اللقاح للخطر مما يتطلب إجراءات وقائية إضافية. 

هناك ميزة إضافية هي عدم الحاجة في لقاحات فايزر/بيونتيك وموديرنا لاستعمال مواد حافظة ومساعدة عديدة تستعمل عادةً في لقاحات الفيروسات المعطلة كأملاح الألومنيوم وغيرها. كما أن التقنيات الجديدة لصناعات لقاحات الحمض النووي الريبوزي تعني أن إجراء أي تعديل على تركيبة اللقاح سيجعلها أمراً أسهل وأسرع. أما ميزة لقاحات الفيروسات المعطلة كاللقاح الإيراني المذكور فهي قدرتها على تحمل درجات حرارة أعلى للحفظ والنقل (2-8 درجات مئوية).  

هذا من الناحية العلمية، من الناحية المنطقية، لا بد من السؤال، متى وكيف وصلت إيران إلى إنتاج لقاح ضد كوفيد – 19؟ فعلى مدى هذه السنة الوبائية، التي ابتلي بها العالم، لم يؤكد أي مسؤول بشكل جدي وحاسم، أن إيران تعمل على إنتاج لقاح محلي، كان هناك إشارات إلى إمكانية تعاون، في هذا المجال، مع دول متقدمة في العلوم المخبرية، لكنها لم تكن ذات قيمة، علماً، أنه بالتزامن مع بدء حملات التلقيح عالميا ضد الوباء، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلن رئيس الجمهورية حسن روحاني، نية إيران شراء اللقاح، ملمحا إلى إمكانية إنتاج لقاح محلي، قد يجهز صيف العام المقبل.

شهر ديسمبر الماضي كان حافلا بالتصريحات والدعوات إلى شراء اللقاح، لكن، لم يرد فيها أي إشارة تؤكد وجود لقاح محلي، ففي 20 منه، أطلق مغردون إيرانيون على موقع “تويتر” هاشتاغ #واکسن_بخرید، أي “اشتروا اللقاح”، لحث حكومتهم على شراء أي لقاح صادقت عليه منظمة الصحة العالمية، بشكل فوري، أسوة بدول العالم، وقد عزا المسؤولون التباطؤ في الشراء، إلى نقص البنى التحتية اللازمة لاستقبال الجرعات ولإجراء التطعيم، لكن أحدا منهم لم يتحدث عن لقاح وطني.

المرشد يحرم اللقاح الغربي

في ديسمبر أيضا، وتحت ضغط الحملة التي تجددت مرتين، والدعوات الكثيفة إلى إنقاذ البلاد من التفشي المرعب للوباء، أعلن محافظ البنك المركزي عبد الناصر همتي، أن البنك وفر نقدا بالعملة الصعبة لشراء 16 مليونا و800 ألف جرعة من لقاح كوفيد – 19، وسوف يصبح متاحا في أقرب وقت، بحسب العقد الموقع بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، في حين أشار رئيس معهد “باستور” علي بيكلري أن إيران على وشك شراء لقاح كورونا بشكل مباشر من شركات موثوقة، وسوف تتسلم لقاحات ضمن آلية “كوفاكس”، خلال 6 إلى 8 أسابيع، كذلك، أكد رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني كريم همتي أن “الخيرين” أمنوا لإيران 150 ألف جرعة من لقاح “فايزر” مجانا، وسوف تصل خلال أيام، ونحن نجهز لها الأرضية المناسبة، بعده، أكد مدير مكتب رئاسة الجمهورية محمود واعظي أن الحكومة اشترت أكثر من 20 مليون جرعة من اللقاح الصيني، وهي بصدد شراء لقاحات من روسيا والهند أيضا، وقد رصدت مبلغ 200 مليون دولار لهذه العملية، لكن كل هذه التحضيرات الآنفة ذهبت سدى، على وقع فتوى تحريم اللقاحات الغربية، الصادرة عن المرشد.

ثم وبشكل فجائي، ظهر اللقاح الإيراني مباشرة، بعد الخطاب المتلفز، الذي ألقاه المرشد، يوم الجمعة الفائت، وبدأت جوقة  المسؤولين تحدد مواعيد، لبدء مراحل  التجارب السريرية، وتثني على جودته وطريقة تصنيعه وجهوزيته في وقت قياسي. استغل المرشد الأيديولوجيا ونظرية المؤامرة، للترويج للقاح لم يولد بعد، وما زال مجهول التركيبة والفعالية، يحمل اسم “كو إيران – بركت”، اسم اللقاح يُظهر كما هو واضح، أن مؤسسة “بركت”، هي المسؤولة عن تصنيعه وإنتاجه، وهي ملك المرشد، كما أنها إحدى المؤسسات  التابعة للإمبراطورية المالية الضخمة التي يرأسها، والمعروفة باسم “هيئة تنفيذ وصايا الإمام” بالفارسية “ستاد اجرايى فرمان امام”.

من ناحية أخرى، وبتوصية ومباركة من المرشد، ينتشر في المناطق البعيدة عن المركز، نوعان من الطب لمكافحة كوفيد – 19: الطب التقليدي والطب الشعبي الإسلامي، رغم اعتراض بعض الأطباء الشجعان في وزارة الصحة، الذين يلفتون الى أن تلك الوصفات لا تستند الى معطى علمي.

ففي الطب الإسلامي أو الشعبي يقول الشیخ مرتضی کهنسال، أنه توصل إلى استخراج عطر لمعالجة كوفيد – 19 أطلق عليه اسم “عطر الرسول”، حيث يتم دهن فم المريض وأنفه، بكمية من العطر، فيشفى في غضون أيام، أما المدعو حكيم مهدي سبيلي، الذي يعمل في “اللجنة العلمية لطب الإمام الصادق” فقد نصح المصابين بكورونا بشرب بول البعير.

وعلى صعيد العلاج الشعبي ايضاً، قالت مسؤولة الطب التقليدي في وزارة الصحة نفيسة حسيني يكتا، إنه بعد مراجعة 85 مقترحا في مجال الطب التقليدي، لعلاج فايروس كورونا، وصل 19 مقترحا إلى المرحلة النهائية، وأهم مقترح بينها، هو  مستحضر يحمل اسم “شربة الإمام الكاظم”، وقد أخضعناه للاختبارات فورا، لأنه على اسم الإمام المعصوم موسى بن جعفر الملقب بالكاظم (الإمام السابع عن الشيعة الإمامية) وبحسب المواصفات، يبدو أنه سريع الفعالية ويحد من العدوى. 

في هذه الأثناء، يستأنف كوفيد – 19 نشاطه، على الأراضي الإيرانية، وقد دخلت محافظات مثل مازندران وألبرز في دائرة الخطر مجددا، كما تم رصد عشرات الإصابات بالسلالة الجديدة، والشعب الإيراني، مجبر على أن يكون إما فأر تجارب للقاح الكوبي، وإما أن ينتظر لقاحا مباركا يأتيه من علم الغيب، وإما أن يلجأ إلى الشعوذة أو الخرافة.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.