fbpx

لبنان: التصفيق للقمع … “تحسسوا رقابكم”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

مع كل مشهد تضييق جديد، ومع كل استعراض للقوة وتهديد للحريات والصحافة والنشطاء، يطلّ علينا محبو “الرينجر” من جديد، ويعيدون على مسامعنا خطاب الـ”اضرب بإيد من حديد”، و”ادعسوهم” و”ربّوهم”…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

هو خطاب موجه إلى الأجهزة الأمنية وعناصرها، ويهدف إلى تكميم أفواه من يزعجهم أو يسيء إلى أحد رجال هذه الدولة الفاشلة. وللتكميم هنا وسائل لا تقلّ شناعة عن ديكتاتوريات المنطقة ودول أخرى، التي نشمئز منها، مؤكّدين أننا لسنا هكذا، وأننا شعب حر ويحب الحياة بما يضمن لكل منا حقوقه وحرياته.

في الأمس، حضرنا من بيوتنا، حيث نختبئ من “كورونا”، مخابرات الجيش تطوّق مؤسسة إعلامية هي قناة “الجديد”، بحثاً عن أحد صحافييها. وسرعان ما خرج كثيرون ليتغزّلوا بالمشهد ويعتبروه “نصراً” جديداً للقبضة الأمنية وللنظام العسكري الذي يسكن في أماني هؤلاء وأحلامهم.

هو حنين لا ينضب إلى أيام الوصاية السورية وأجهزتها والنهج البعثي في التعامل مع الصحافة والمواطنين. هو حنين إلى دواليب التعذيب والكراسي المكهربة و”الفلق الصباحي”.

هذه الصورة المرعبة لرجل الأمن حظيت بمشجعين وأشخاص راق لهم أن يتعرّض مواطنون للتعذيب والإسكات والمحاسبة على طريقة النظام الأمني مع  اقتباسات من أنظمة استبدادية أمنية في محيطنا.

وهي مشاهد لم تختفِ من نظارات النظام اللبناني حتى بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان وانتهاء زمن الوصاية، فقد تحمّل كثيرون تبعات هذا الحنين إلى الدم، حتى أن عدداً من المتظاهرين في احتجاجات 17 تشرين 2019، فقدوا أعينهم ونظرهم بسبب القنابل مسيلة الدموع والرصاص الحي والمطاطي، فيما أدى التعذيب الذي تحمّله كثيرون في غرف الاستنطاق، إلى مشكلات صحية وكسور وأعطاب دائمة في أجساد هؤلاء. وقد خرج هؤلاء ورووا الويلات عما تحمّلوه من ضرب وعنف نفسي وجسدي، إلا أن هناك من كان يقول في سرّه وعلناً: “خرجكن” و”رينجر الأمن فوق رؤوسكم”. وعلى بشاعة المشهد وغيره من مشاهد الدولة البوليسية التي استفحلت في الفترة الأخيرة مع اعتقال مدونين ومغردين، إلا أن هذه الصورة المرعبة لرجل الأمن حظيت بمشجعين وأشخاص راق لهم أن يتعرّض مواطنون للتعذيب والإسكات والمحاسبة على طريقة النظام الأمني مع  اقتباسات من أنظمة استبدادية أمنية في محيطنا. يفكّر هؤلاء بأن لا طريقة ممكنة للتعامل مع الآخر سوى إلغائه وتمزيق جسده وترهيبه ومحوه من الوجود، وهم لا يخجلون من التعبير عن هذا الرأي الدموي بلا هوادة، وبينهم صحافيون زملاء لسوء الحظ.

من نكد الدهر أن مسألة الحريات ليست أمراً بدهياً في هذه البلاد التي كانت منارة الشرق والديموقراطية ذات يوم، من نكد الدهر أننا ما زلنا نتناقش حول إذا ما كان مشهد تطويق مؤسسة إعلامية للقبض على صحافي، مقبولاً ومبرراً أو مرفوضاً ومشيناً. 

هناك من انصرف إلى محاكمة الصحافي رضوان مرتضى، الذي أقام عناصر المخابرات حاجزين حول القناة التي يعمل فيها، من أجل القبض عليه. وتلك المحاكمة تذهب إلى الشخصي وتنصرف عن فظاعة المشهد العام. نعم، هناك نقاش لابد من خوضه عن تقاطعات بين عاملين في الصحافة وبين أجهزة أمنية والأثر السلبي الذي سببته في معنى وقيمة العمل الصحافي أخلاقياً ومهنياً. لكن في حالة محاصرة قناة “الجديد” تُركت هذه الحلقة المشينة من الترهيب، أي محاصرة القناة، وفُتح نقاش حول عمل مرتضى ونزاهته ومهنيته، لتبرير تطويق القناة، في مشهد يوجّه رسالة مفادها أن “تحسّسوا رقابكم”، على رأي ابراهيم الأمين.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.