fbpx

زينة كنجو “ملكة جمال السلام” التي شنّ عليها زوجها حرباً حتى قتلها!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“عندما سقطت مني وضعتها فوراً في السرير ووضعت الماء والمعطرات على فمها وأنفها إلا أنها لم تستجب”. حاول غزال إذاً أن يضع جريمته في خانة الحادثة غير المقصودة…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في تغطية اخبار الجرائم التي تطاول النساء، دائماً ما نركّز على الحلقة الأخيرة؛ الموت! ونتغاضى –من دون انتباه ربّما- عن سلسلة من حلقات العنف أو الترهيب أو الإساءات التي تحيك القصص، بإبرة المعاناة، وصولاً إلى النهايات المأسوية. 

وقصة زينة كنجو، ابنة عكّار الشابة الطموحة التي كانت تحبّ الحياة، لا تحيد عن هذا المنطق. هي سيّدة حالمة “طيّبة القلب” تكره الظلم والأذى وتساعد كل من حولها على قدر مستطاعها، و”ما في أحنّ منها”، بحسب ما تصفها شقيقتها رُبى في حديثها إلى “درج”.

كانت زينة تحلم دوماً بالشهرة. وللمفارقة، هي حاصلة على لقب “ملكة جمال السلام” في إحدى المسابقات عام 2018، كما فازت بلقب ملكة جمال الأناقة لعام 2020، ونجحت في تكوين علاقات اجتماعيّة وصداقات ومعارف.

علاقة زينة بزوجها ابراهيم غزال بدأت بمصادفة جمعتهما في أحد مطاعم لبنان، وانتهت بزواج لم يصمد أكثر من سنة، وانتهى بمقتلها.

زينة كنجو

من يتصفّح حسابات زينة على السوشيل ميديا، وبخاصة على تطبيق “إنستغرام”، يرى أنّها لم تفوّت فرصةً لتعبّر فيها عن مدى حبّها لزوجها وامتنانها وسعادتها معه. ربّما كانت محاولات لحفظ ماء الوجه، وربّما كانت فعلاً تشعر بالسعادة معه في حينها، لا أحد يعلم، لكنّ الأكيد أنّ ذلك كلّه لم يمنع زوجها من الاحتيال عليها وسرقتها والاعتداء عليها بالضّرب وصولاً إلى قتلها من دون تردّد. ولم يكتفِ بذلك، بل كان مصرّاً على تحميلها هي المسؤوليّة وإلقاء التهمة الجاهزة عليها: “شفتها مع حدا تاني بالبيت”. وهو اتهام “غير منطقي وغير صحيح”، بحسب ما يقول وكيلها القانوني المحامي أشرف الموسوي لـ”درج”، إذ أمضت زينة يوم الجمعة كلّه مع زوجها وقصدا شارع الحمراء وسحبا المال من ماكينة الـATM و”كان ماشي حالن”، وفي المساء ذهبا الى أحد المقاهي سويّاً. مؤكّداً أنّ “مزاعم الزوج هدفها حرف النظر عن جريمة القتل”.

قتل زينة كان خاتمة اعتداءات زوجها عليها، فزينة بحسب تأكيد شقيقتها ومحاميها، كانت قد تعرّضت سابقاً للضرب على يد زوجها، على رغم حرصها على تبيان مدى حبّه وتدليله لها.

قبل نحو خمسة أيّام من الحادثة، قصدت زينة محاميها لرفع دعوى طلاق على زوجها لأنّه سرق سيّارتها ورهنها في أحد معارض السّيّارات في منطقة بحمدون، مصطحباً معه سيّدة تقمّصت شخصيّة زينة. وبعد استدعائه للتعرّف إلى هويّة الزوج والسيدة، قال صاحب المعرض إنّه دفع 19 مليوناً ونصف مليون ليرة لبنانيّة للزوج الذي سافر بعدها إلى تركيا وعاد في 28 كانون الثاني (قبل يومين من الحادثة) لاستكمال إجراءات الطلاق، وفقاً للموسوي الذي يوضح لـ”درج” أنّ زينة تواصلت معه وأبلغته بأنّها تريد إعطاء زوجها فرصة أخيرة فشجّعها على ذلك. “لم أكن أعلم أنّ هذه الفرصة ستضعها تحت الأرض”، يقول بحسرة.

سبب الخلاف كان مادّيّاً فقط، “زينة كانت لديها مشكلة مع النشاط التجاري المشبوه لزوجها ولأنّه غامض ولا يخبرها تفاصيل عنه وعن عمله”، فيما يؤكّد أنّه من أصحاب السوابق.

وبحسب ما علم “درج”، فإنّ زوج زينة سافر إلى تركيا في 20 كانون الثاني/ يناير، وعاد في 28 كانون الثاني بتذكرة بيروت – تركيا، ما قد يشير إلى أنّه كان يخطّط للعودة بعد ارتكاب جريمته.

تقول ربى كنجو: “أخبرتني زينة أنّها رفعت دعوى ضدّ زوجها للحصول على الطلاق واسترجاع حقوقها وأموالها المسروقة منه. وفي يوم الحادث، اتّصلت بي عبر خاصّية الفيديو video call) ) وقالت إنّ أحداً يريد إلقاء التّحيّة عليّ لأتفاجأ بزوجها إلى جانبها”. وتضيف: “استغربت كيف مبارح عم تقلّي نصب عليي وبدّي طلّق واليوم هي معه. ما بعرف شو قال لها حتى راحت. يمكن قال لها بدي رجّعلك مصريّاتك، ما بعرف! المهم هي وعم تحكي عضّت على شفافها كأن عم تقلّي ما تحكي شي”.

“زينة إنسانة طيبة كتير وهيي كل حياتي… كنا جالسان نأكل الفاكهة ونشرب الكحول إلا أن إشكالاً وقع بيننا فوضعت يدي على فمها حتى تخفض صوتها، وهذه ليست المرة الأولى التي أقوم بهذا الأمر… حطيت ايدي عتمها وراحت”.

يضيف الموسوي إنّ والد زينة اتّصل بها قرابة منتصف الليل ليطمئنّ إليها، “وكان الجو ممتازاً”، مرجّحاً أن يكون زوجها قد قتلها بين الساعة الثانية عشرة من منتصف تلك الليلة والساعة الخامسة صباحاً، قبل أن يغادر بأعصاب باردة إلى اسطنبول حيث اتصل من هناك بصديقه في بيروت وطلب منه التبليغ عن جريمة القتل.

وعندما وصل عناصر القوى الأمنيّة إلى المكان، وجدوها ممدّة على السرير ومغطّاة بملاءة، من دون أثار عنف أو تحطيم في المنزل. فيما أكّد تقرير الطبيب الشرعي عدم وجود كدمات على جسدها، بل فقط علامات زرق محيطة بأنفها وفمها، في دليل على أنّ سبب الوفاة كتم النفس. 

الموسوي يحضّر طلباً لمدّعي عام التمييز لاسترداد ابراهيم غزال من اسطنبول عبر مذكرة “انتربول” قبل هروبه من هناك إلى بلد آخر، ويناشد السلطات اللبنانية والقضائية الإسراع بالتحقيق والتواصل مع السلطات التركية لاستعادته بموجب مذكرة توقيف دولية.

زوج زينة ظهر في مقابلة تلفزيونية عبر تقنية الـ”فيديو كول” من تركيا، واعترف بأن زينة فارقت الحياة بين يديه، لكنه حاول نفي تهمة القتل العمد. وقال غزال: “زينة إنسانة طيبة كتير وهيي كل حياتي… كنا جالسان نأكل الفاكهة ونشرب الكحول إلا أن إشكالاً وقع بيننا فوضعت يدي على فمها حتى تخفض صوتها، وهذه ليست المرة الأولى التي أقوم بهذا الأمر… حطيت ايدي عتمها وراحت”. وتابع غزال، “عندما سقطت مني وضعتها فوراً في السرير ووضعت الماء والمعطرات على فمها وأنفها إلا أنها لم تستجب”. حاول غزال إذاً أن يضع جريمته في خانة الحادثة غير المقصودة، قائلاً إنه لو أراد ارتكاب جريمة لما فعلها على هذا النحو، مؤكداً أنه كان يتعامل بالطريقة نفسها في السابق مع زوجته، أي أنه كان يضع يده على فمها لمنعها من رفع صوتها في حوادث سابقة، فضلاً عن اعترافه بأنه يستخدم العنف اللفظي والجسدي في حوادث مشابهة “ما بقتل، اوكي بعيط بصرخ بضرب، بس ما بقتل”. وكأن القتل كان يجب أن يتكرر مع اكثر من شخص قبل أن يقتل غزال زوجته لكي يصير الأمر جريمة موصوفة.

التبليغ عن العنف الأسري يرتفع 300%

على رغم إلغاء المادة 562 من قانون العقوبات اللبناني الصادرة عام 1943، والتي كانت تؤمّن لمرتكب ما يعرف بـ”جريمة الشرف” الاستفادة من عذر قانوني في حال ارتكبها أحد الذكور الأزواج أو الأصول أو الفروع أو الأخوة، إلا أنّ ذلك لم يمنع أو يحُل دون ارتكاب هذه الجرائم التي تحظى بغطاء مجتمعي.

وعلى رغم إقرار مجلس النواب “قانون حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري” عام 2014، الذي ينص على تدابير مهمة لحماية المرأة، مع ما تتطلبه من إصلاحات شرطية وقضائية، إلا أنه يتركها معرضة لخطر الاغتصاب الزوجي وانتهاكات أخرى.

منذ شهر نيسان/ أبريل 2020، أي مع بداية الحجر المنزلي تقريباً، ارتفعت نسبة التبليغ عن العنف الأسري بمعدّل 300 في المئة، بحسب منظّمة “أبعاد”. وتعتبر مديرة ومؤسسة المنظمة غيدا عناني أنّ أحد أسباب هذا الارتفاع هو توسّع حملات التوعية التي تقوم بها الجمعيات ووسائل الإعلام. وقد سجلت نسبة شكاوى العنف الأسري، بحسب إحصاءات قوى الأمن الداخلي، ارتفاعاً بنسبة 96.52 في المئة بعد انتشار فايروس “كورونا” ودخول لبنان في فترات طويلة من الحجر المنزلي الالزامي.

وفي ظل استمرار قصور قوانين حماية النساء إلى الجانب المنظومات الاجتماعية والدينية التي تحمي الجلاد على حساب الضحية، ستدفع كثيرات مثل زينة ثمناً غالياً هو حيواتهنّ.

إقرأوا أيضاً:

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!