fbpx

اللقاح في لبنان: بضع جرعات تكفي للاحتفال

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الدولة الآن في مزاج احتفال، وعلينا نحن المواطنين المساكين أن نقف أمام شاشات التلفزة ونصفّق ونبتهج، لأننا لن نحصل على اللقاح قبل زمن ليس بقليل.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

28 ألف جرعة من لقاح “فايزر” وصلت إلى لبنان. كان هذا إنجازاً يسترعي الانتباه الشديد والاحتفال العام. تجمّعت الدولة اللبنانية كلها لاستقبال الجرعات التي لا تكفي حتى لتغطية تطعيم الطواقم الطبية. الدولة كلها مع المراسلين وكاميرات المصوّرين والأجهزة الأمنية والرسمية، الجميع باللباس الرسمي والكمامات هنا. الكثير من ربطات العنق في مطار بيروت، بانتظار الطائرة التي أتت باللقاح. أما نحن فننظر إلى الطائرة تلك ونتمنّى لو أنّ بإمكانها أن تقلّنا إلى أي مكان في طريق عودتها. 

الدولة التي حققت هذا الإنجاز المدوي الذي لم يحصل في أي دولة أخرى لا في الغرب ولا في الشرق، لا في العالم المتطور ولا في العالم النامي، تؤنبنا لأنّ إقبالنا ضعيف على التسجيل في منصة اللقاح. الدولة اللبنانية تؤنبنا وهذا حدث يستحقّ التوقف عنده حقاً! يخبرنا وزير الصحة حمد حسن أنه وضع الخطة النموذجية للتلقيح ويؤكد أن لا تهريب ولا تزوير. هذا كثير علينا في يوم واحد بالفعل. لقد تبيّن أن أقصى طموحنا لا يتخطى الـ28 ألف جرعة. لكنّ حسن الذي اضطر إلى نزع كمامته قليلاً وسط الزحمة الشديدة في مؤتمره الصحافي دعانا إلى التسجيل في المنصة، رامياً المسؤولية علينا. الوزير على حق، فنحن لا نملك في مواجهة “كورونا” سوى اللقاح هذا. لكن ما ينساه حسن وغيره من قادة البلاد أن أزمة الثقة التي نعاني منها معهم، لا تتعلّق باللقاح، اللقاح تفصيل صغير، يعبّر عن امتعاضنا وخوفنا من دولة لا تتوقف عن قتلنا، ولا تأسف علينا. وخوفنا من اللقاح يرتبط بخوفنا من دولة الأمونيوم والرصاص غير الطائش وذاك الطائش أيضاً.

نحن مواطنون صالحون يا حضرة الوزير، لا ننزع الكمامات ولا نخرج من المنزل إلا بإذن ونسجّل أسماءنا في منصتكم، على رغم ثقتنا بأنكم دولة لا تمكن الثقة بها. لكننا هنا، ننتظر اتصالكم بفارغ الصبر، وإلا…

الدولة الآن في مزاج احتفال، وعلينا نحن المواطنين المساكين أن نقف أمام شاشات التلفزة ونصفّق ونبتهج، لأننا لن نحصل على اللقاح قبل زمن ليس بقليل. 

المشهد “اللقاحي” في مطار بيروت لا يخلو من خطر “كورونا”، فالجميع هناك، ووقف حسن وحوله وزراء ومسؤولون من دون أي مسافة وقائية، ومن هناك أخبرونا عن الخطة الجهنمية لمواجهة الوباء.

لقد تسجّل حتى الآن حوالى 500 ألف شخص في المنصة لتلقي اللقاح، فيما وصل إلى البلاد 28 ألف جرعة، أي لا شيء تقريباً. لكنّ هذا اللاشيء في بلد الفشل يُحسب كحلم تحقق، مع “همروجة” كبيرة وزغاريد، ولا نعرف إن كان الوزير وصحبه قد قطعوا قالباً من الحلوى احتفالاً بذلك، أو أمسكوا أيدي بعضهم بعضاً من أجل دبكة احتفائية.

في كل حال يا حضرة الوزير، لقد سجّلت والديّ في منصتك الغرّاء وهما مسنان ويعانيان من أمراض عدّة، حصل ذلك قبل أسبوعين. وكثيرون فعلوا مثلي، الآن سأنتظر متى ستتصلون بنا من أجل اللقاح، وقد مضى على سجن أهلي في المنزل أكثر من عام. وكجميع اللبنانيين خضعنا للسجن والحجر وإجراءاته، ولم نحصل على أي مساعدة أو حتى سؤال. 

نحن مواطنون صالحون يا حضرة الوزير، لا ننزع الكمامات ولا نخرج من المنزل إلا بإذن ونسجّل أسماءنا في منصتكم، على رغم ثقتنا بأنكم دولة لا تمكن الثقة بها. لكننا هنا، ننتظر اتصالكم بفارغ الصبر، وإلا…

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.