fbpx

البابا فرنسيس يحجّ إلى “العراق”… وثيقة سلام مع السيستاني؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“السلطات العراقية تجري استعدادات رسمية كبيرة لاستقبال البابا في محافظات بغداد والنجف والناصرية وإقليم كردستان، إضافة إلى تأهيل مركز الزائرين الذي يقع بجانب مدنية أور الذي سيكتمل قريباً”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“بالأخوّة البشرية نرحّب وهذا وهفنه/ وانفتح هاليوم قلبه قبل ذرعانه نجفنا/ ويعتنق بابا المسيحي بابة الإسلام شفنه/ هذا حدث جداً جلي/ وموقف إنساني أزلي/ فرنسيس يم سيد علي بكل شرف يمهُم وقفنا”، بهذه الكلمات من أنشودة دينية، يتحضّر أنصار المرجع الشيعي علي السيستاني لاستقبال البابا فرنسيس في النجف، في زيارته المقررة إلى العراق في بداية شهر آذار/ مارس. من مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء، يرسل هؤلاء رسالة إنسانية إلى العالم تؤكد بأن “بتفريق إنساني ما يرضى السيستاني”، كما ينشدون. 

ينتشر هذا الفيديو قبل أيام من زيارة إلى العراق، في الخامس من آذار، يبدأها البابا فرانسيس، رأس الكنيسة الكاثوليكية، وتعتبر الأولى من نوعها، وقد وصفت بـ”التاريخية”، تستغرق أربعة أيام. تأتي الزيارة فيما يشهد العراق والعالم أوضاعاً صعبة بسبب انتشار فايروس “كورونا”. 

ومن المقرر، بحسب برنامج الزيارة، أن يلتقي البابا الذي يصل العراق على رأس وفد كبير، المرجع الديني الشيعي علي السيستاني في مقرّ إقامته في محافظة النجف، وهو لقاء فريد من نوعه بين البابا الذي يعتبر الزعيم الروحي للمسيحيين الكاثوليك، وبين السيستاني، الزعيم الروحي البارز لشيعة العراق، وأحد أكثر المراجع الدينية الشيعية تأثيراً في العالم، فضلاً عن أن البابا سيزور “كعبة المسيح” (زقورة اور) في محافظة ذي قار والعاصمة الاتحادية بغداد وأربيل عاصمة إقليم كردستان، إضافة إلى مناطق سهل نينوى المعقل الرئيس للمسيحين في العراق.

وخرجت أخبار عن توقيع وثيقة سلام لمحاربة خطاب الكراهية والعنف، بين البابا والسيستاني، لكن مصادر مقربة من مكتب المرجع الشيعي أكدت أن لا دلالات على هذا الأمر ضمن أجندة الزيارة، “ولم يتم إبلاغنا بأي شيء في هذا الخصوص”، في ردّ على تصريحات للسفير العراقي لدى الفاتيكان رحمن العامري الذي كشف سابقاً عن توقيع وثيقة بين البابا والسيستاني.

المصادر المقربة للسيستاني أضافت لـ”درج”: إذا كانت هناك رغبة لتوقيع وثيقة سيكون السيستاني مرحباً بذلك ولن يعارض لأنه من رجال الدين المسلمين الأوائل الذي يدعون باستمرار إلى التعايش السلمي بين الأديان والمذاهب ونبذ العنف والطائفية”، مشيرةً إلى أن “السيستاني فرحٌ بهذه الزيارة التاريخية”.

يذكر أن البابا فرنسيس هو أول بابا للفاتيكان يزور العراق وأيضاً اللقاء بين الأب الروحي للمسيحيين والزعيم الأعلى للطائفة الشيعية سيكون فريداً.

خطاب السلام من بيت النبي إبراهيم؟

بابا الفاتيكان سيلقي “خطاب السلام” في مدينة آور الأثرية جنوب العاصمة العراقية بغداد، وفقاً لمدير متحف الناصرية الحضاري عامر عبد الرزاق، الذي تحدث لـ”درج” عن الزيارة قائلاً إن “جوهرة زيارة البابا هي زيارة مدينة اور ومدن عراقية أخرى”.

ويضيف عبد الرزاق: “من أهم أهداف زيارة البابا فرانسيس التأسيس للحج المسيحي إلى موطن النبي إبراهيم في العراق”، ما قد يعزز الاستثمار في مدينة أور الأثرية وصناعة سياحة واعدة في البلاد، داعياً إلى أن تستثمر الدولة العراقية السياحة الأثرية والدينية استثماراً حقيقياً، وأن تجعل منه انطلاقة لعراق جديد يكون على رأس القائمة الاقتصادية في العالم وترك الاعتماد على النفط الخام كمصدر مالي وحيد للموازنة العامة”.

يرى أحمد الوندي – المتحدث باسم “ائتلاف النصر” الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، أن الزيارة مهمة كذلك في تاريخ العراق الحديث وخطوة كبيرة نحو الأمام لاستعادة العراق مكانته في عصبة الأمم، وتمثيل العراق حق تمثيل، كبلد الأديان والحضارات كونه نقطة التقاء لمختلف الثقافات حول العالم، لكنه يستدرك بأن هذه الزيارة “يجب أن تتسم بقدرٍ عالٍ من الشفافية والانضباط والتميز إذا ما كانت هناك خطوات من الحكومة لا تسمو إلى هذه المعايير”، محذراً عبر “درج”، من مؤشر سلبي يهدد سمعة العراق دولياً، “إذا كانت هناك ضبابية في الإجراءات الحكومية البروتوكولية”، داعياً إلى أن تكون مفاصل الخطط واضحة لعامة الشعب لتحقيق القدر المطلوب من الشفافية”، بينما يقابلهُ عبد الرزاق بالرأي إذ قال إن “السلطات العراقية تجري استعدادات رسمية كبيرة لاستقبال البابا في محافظات بغداد والنجف والناصرية وإقليم كردستان، إضافة إلى تأهيل مركز الزائرين الذي يقع بجانب مدنية أور الذي سيكتمل قريباً”.

“من أهم أهداف زيارة البابا فرانسيس التأسيس للحج المسيحي إلى موطن النبي إبراهيم في العراق”

أما بخصوص الإجراءات الصحية التي تتخذها وزارة الصحة العراقية في البلاد للحد من انتشار “كوفيد- 19” لا سيما السلالة الجديدة المتحررة، فأكدت رئاسة الجمهورية أن “حظر التجوال المفروض حالياً، ومن المرجح تمديده أكثر من 14 يوماً، لن يؤثر في زيارة البابا إلى العراق”، مؤكدة استمرار إجراءات التهيئة الفنية واللوجستية للزيارة.

يتداول نشطاء أن البابا لن يزور مناطق سهل نينوى شمال العراق، فيما يقول عماد يوخنا مستشار رئيس البرلمان العراقي لشؤون المكونات لـ”درج” إنه، لغاية الآن جدول زيارة البابا فرانسيس “يتضمن الذهاب إلى محافظة نينوى ومناطقها التي تقطنها غالبية المسيحيين”.

وأضاف: “لا معلومة مؤكدة عن إلغاء زيارة البابا الموصل أو مناطق سهل نينوى، ولا أتوقع إلغاء الزيارة إلا لأسباب أمنية قاهرة”، مؤكداً “استمرار التحضيرات لغاية الآن في نينوى لاستقبال البابا وأن الأمن مستتب في المحافظة ومناطقها”. ومن المتوقع أن يقيم البابا قداساً وصلاة في إحدى كنائس نينوى الكبيرة، ويقول يوخنا في هذا السياق إن “البابا سيلقي كلمة وتعتبر رسالة معبرة باعتبار هذه المناطق قد احتلها داعش وقتل وشرد المسيحيين ودمر دور العبادة”، نافياً إقامة صلاة وقداس “بسبب الإجراءات الصحية لتفشي كورونا وتقليل التجمهر الشعبي لمنع الإصابات بالفايروس المتحور”. 

ومن المرجح أيضاً أن يزور البابا كنيسة النجاة للسريان الكاثوليك وسط بغداد، التي حصلت فيها الجريمة البشعة على يد الإرهابيين في منطقة الكرادة بتاريخ 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2010، حين اقتحم عناصر مسلحون من تنظيم “داعش” الإرهابي الكنيسة أثناء مراسم القداس وقاموا بإطلاق النار على المصلّين، وانتهت الحادثة بتفجير الإرهابيين أنفسهم وقتل وجرح المئات ممن كانوا داخل الكنيسة.

إقرأوا أيضاً: