fbpx

فرّوا من بلدانهم فلحقتهم النار… محرقة في مركز احتجاز اللاجئين في صنعاء

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

في ظهيرة السابع من آذَار/ مارس فُجع اليمنيون بنبأ حريق في سجن مبنى الجوازات في صنعاء وفي داخله عشرات السجناء من اللاجئين أغلبهم أثيوبيون، اختلط هواء العاصمة برائحة أجساد اللاجئين المحترقة، وأحال نهار المدينة إلى سواد وكومة من الحزن.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في ظهيرة السابع من آذار/ مارس 2021 فُجع اليمنيون بنبأ حريق في سجن مبنى الجوازات في صنعاء وفي داخله عشرات السجناء اللاجئين أغلبهم أثيوبيون. اختلط هواء العاصمة برائحة أجساد اللاجئين المحترقة، وأحال نهار المدينة إلى سواد وكومة من الحزن.

وخلّف الحريق 30 ضحية على الأقل بحسب وسائل إعلام، وأكثر من 150 جريحاً ما زالوا يتلقون الرعاية في المستشفى الجمهوري في صنعاء، حيث أغلق الحوثيون الطبقتين السادسة والسابعة حيث المصابون (بحسب مصدر خاص) ومنعت الزيارة عنهما، بينما يتوزع القتلى وبقية الجرحى على هيئة مستشفي الثورة العام والكويت.

“منظمة للهجرة الدولية” قالت في بيان نشر عبر الانترنت إن ما يقارب 900 مهاجر، معظمهم من الإثيوبيين، كانوا في مركز الاحتجاز، 350 منهم كانوا داخل “الهنغار” الذي اندلع فيه الحريق.

وأعلنت المنظمة أن العدد الإجمالي للوفيات ما زال غير مؤكد، وأن 170 مصاباً ما زالوا يتلقون العلاج بينهم حالات حرجة.

وقالت المنظمة في تغريدة على حسابها على “تويتر”: “‏نشعر بحزن بالغ إزاء وفاة عدد من المهاجرين والحراس بسبب حريق نشب في مركز احتجاز في مدينة صنعاء اليمنية”.

أكثر من 100 شخص قضوا جراء الحادثة، وهناك 150 مصاباً بحروق مختلفة.

ضحايا بالعشرات

تتبعت منصة “خيوط” القصة وحصلت على شهادة مروعة نقلها أحد الشهود عن أحد الناجين وفضّل عدم الكشف عن هويته، قال، إن عراكاً بالأيدي نشب عند الواحدة والنصف ظهراً في أحد السجون التابعة لمبنى الجوازات حيث يُحتجز اللاجئون، بعد خلاف بين أحد اللاجئين وأحد الحراس التابع لجماعة أنصار الله (الحوثيين) عقب إضراب المحتجزين عن تناول الطعام احتجاجاً على ظروف الاحتجاز. قال مصدر طبي لـ”خيوط”، إن أكثر من 100 شخص قضوا جراء الحادثة، وهناك 150 مصاباً بحروق مختلفة

وأضاف: “تطور الأمر إلى اشتباك بالأيدي، بعدها بدقائق وصل عناصر من قوات مكافحة الشغب وكانوا يرتدون الأقنعة والزي العسكري، وبمجرد وصولهم أطلقوا قنبلتين مسيلتين للدموع داخل مقر الاحتجاز وقنبلتين خارجَه، ما أدى إلى حالة ذعر خارج عن السيطرة، ثم اندلع حريق هائل وتدافُع وشغب”.

وقال مصدر طبي لـ”خيوط”، إن أكثر من 100 شخص قضوا جراء الحادثة، وهناك 150 مصاباً بحروق مختلفة. وتواصلت “خيوط” مع أحد الناجين وكان مذعوراً ورفض الإدلاء بأي شهادة.

“عدد الجرحى الذين وصلوا الى مستشفى الجمهوري 150 شخصاً جميعهم مصابون بحروق مختلفة. أما بالنسبة إلى الجنسيات فغير معروفة بسبب عدم وجود أوراق ثبوتية، وقد تم تسجيلهم في الكشوفات على أنهم من أثيوبيا”.

وأوضح مصدر آخر نقل عن شهود ناجين إن الحوثيين رفضوا الإفصاح عن أي معلومات بخصوص الحادثة، كما رفضوا دخوله المستشفى لمعاينة الجرحى.

وأضاف: “سرّح الحوثيون العاملين الأثيوبيين في المستشفى الجمهوري خوفاً من تسرب أي معلومات حول الضحايا”.

بحسب مصادر طبية، توجد في ثلاجة مستشفى الجمهوري خمس جثث متفحمة، وست جثث في مستشفى الكويت، وخمس جثث أخرى في مستشفيات متفرقة، جميعها تفحمت بسبب الحريق.

وعند تواصل “خيوط” مع أحد المصادر الإدارية حول إمكان الحديث مع أحد الضحايا عن الحادثة، قال إن الأمر صعب وغير ممكن، لأن في الأمر مخاطرة حالياً.

تنكيل بالمهاجرين

تداولت مواقع إخبارية تصريحاً منسوباً لجماعة الحوثيين عبر وزارة الداخلية الخاضعة لسيطرتهم: “إن الحريق الذي اندلع غير معروف الأسباب”، وحمّل “منظمة الهجرة الدولية” والأمم المتحدة المسؤولية الكاملة عن الحادث؛ “لتقاعسها عن القيام بدورها في توفير الملاجئ المخصصة لتجميع وإيواء المهاجرين غير الشرعيين، وترحيلهم إلى بلدانهم”. ولم يشر التصريح لأسباب الحريق أو أعداد الضحايا.

مصدر طبي رفض الكشف عن هويته أفاد “خيوط”، بأن “عدد الجرحى الذين وصلوا الى مستشفى الجمهوري 150 شخصاً جميعهم مصابون بحروق مختلفة. أما بالنسبة إلى الجنسيات فغير معروفة بسبب عدم وجود أوراق ثبوتية، وقد تم تسجيلهم في الكشوفات على أنهم من أثيوبيا”.

في السياق، أكد عبد الرشيد الفقيه المدير التنفيذي لمنظمة “مواطنة لحقوق الإنسان” لـ”خيوط”، أن “جماعة الحوثيين سجلت سابقة في التنكيل بالمهاجرين والاستهتار بحياتهم، إذ ينمّ هذا الفعل عن سلوك فاضح ومخزٍ، وممارسات لا تقيم للإنسان وكرامته أيّ وزن، وهو نتيجة واضحة لغياب المساءلة لسنوات طويلة”.
وأضاف: “على جماعة أنصار الله أن تعرف أن البشرية ليست بهذا الرخص. وعلى المجتمع الدولي أن يقف بشكل جاد أمام هذه الانتهاكات وغيرها بالدعم الجاد لجهود المساءلة والإنصاف”.

الهاربون من بؤس الأوضاع وجحيم الصراعات في البلدان الأفريقيّة الواقعة على الضفّة الأخرى من البحر الأحمر، ما زالوا يتدفّقون بالوتيرة نفسها إلى اليمن، الذي لحق بمعظم بلدان القارّة السمراء إلى هاوية البؤس والصراع المسلّح.

ويستقبل اليمن منذ خمس سنوات عشرات آلاف المهاجرين، عدد منهم يتخذون من اليمن مقر عبور نحو المملكة العربية السعودية، وأغلبهم ينشدون اللجوء في هذا البلد الفقير.

قالت المنظمة الدولية للهجرة عبر موقعها على الانترنت، في 8 آذار، إنّ عدد الواصلين إلى اليمن من المهاجرين الأفارقة خلال عام 2019، بلغ أكثر من 138000  شخص. لكن جائحة “كورونا” عملت على تقليص الرقم ليصبح في العام الماضي قرابة 37500.

ولم تحرف الحرب المتأجّجة في اليمن منذ ربيع عام 2015 وجهة المراكب المكتظّة بالمهاجرين الأفارقة نحو البلد الفقير، في إحدى أقوى مفارقات الهجرة والحرب.

فالهاربون من بؤس الأوضاع وجحيم الصراعات في البلدان الأفريقيّة الواقعة على الضفّة الأخرى من البحر الأحمر، ما زالوا يتدفّقون بالوتيرة نفسها إلى اليمن، الذي لحق بمعظم بلدان القارّة السمراء إلى هاوية البؤس والصراع المسلّح.

إقرأوا أيضاً: