fbpx

“لم أكن أتمنى إلا أن أعانق أمي”: كيف فرّقت الجائحة بين أربع عائلات؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“لم أكن أتمنى إلا أن أعانق أمي وأن نجلس سوياً نحتسي أكواب لا نهاية لها من الشاي، بينما نستعيد الذكريات ونتبادل أحاديث الحنين والأحزان”…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

منذ بداية جائحة “كورونا”، فرقت القيود العالمية المختلفة المفروضة على السفر وإجراءات التباعد التي ألمّـت بالعلاقات الاجتماعية، الكثير من العائلات، وأحياناً لأكثر من عام.

يروي أربعة أشخاص لم يتمكنوا من رؤية أحبائهم منذ شهور متتالية، كيف أثر هذا الفراق فيهم.

“ما زلت لم أنتهِ من حزني”

لا تزال لورا مايرز (27 سنة)، تحاول استيعاب حقيقة أن جديها توفيا قبل عام. لم تتمكن لورا التي تعيش في السويد من العودة إلى منزلها في مدينة هدرسفيلد غرب يوركشاير في إنكلترا بعد وفاة جديها لأمها، وهما شيلا (89 سنة)، وبيتر (88 سنة)، بفاصل ثلاثة أسابيع بينهما خلال الأيام الأولى من الجائحة.

تفصح لورا، التي اضطرت إلى مشاهدة الجنازة المشتركة لجديها عبر البث الحي، عن مشاعرها قائلةً، “ما زلت لم أنتهِ من حزني لأنني لا أمل ذاكرة ملموسة لوداعهما، ثمة بالتأكيد انفصال عن الواقع مع ما حدث”.

منذ ذلك الحين، حاولت لورا، وهي فنانة مستقلة، العودة إلى وطنها. ليس لتقدم الدعم والعون لوالدتها ديبرا، وحسب، بل أيضاً لرعاية والدها جون الذي يبلغ من العمر 70 خريفاً، ويعيش بمفرده على رغم إصابته بسكتة دماغية خفيفة خلال الإغلاق الأول الذي شهدته المملكة المتحدة. وعندما رفعت القيود المفروضة على السفر، تمكنت لورا من العودة إلى وطنها لتمضية بضعة أيام مع والدها. لكن قبل يومين من زيارتها أمها، أعلنت السلطات عن الإغلاق الوطني الثاني.

تقول لورا، “لم أكن أتمنى إلا أن أعانق أمي وأن نجلس سوياً نحتسي أكواب لا نهاية لها من الشاي، بينما نستعيد الذكريات ونتبادل أحاديث الحنين والأحزان”. في النهاية، التقيا في حديقة والدها لمدة ساعة أثناء هطول الأمطار الغزيرة، “فقط لرؤية وجوه بعضنا بعضاً”.

وتضيف، “أشعر بأن كل ما كان يمكن أن يحدث على نحو خاطئ حدث بالفعل على نحو خاطئ خلال العام الماضي. ومن المؤكد أن هناك شعوراً بالذنب يصاحب العيش في الخارج عندما تدرك فجأة مدى عجزك عن تقديم المساعدة”.

إقرأوا أيضاً:

“أطفالي يكتبون أنهم يريدون زيارة جدتهم في كل بحث مدرسي”

تجمع أفراد عائلة نيل باسبي الكبرى روابط “قريبة للغاية”. فقد اعتادوا قبل بداية هذه الجائحة أن تسافر الوالدة ميبل التي تبلغ من العمر 64 سنة، وزوجها تريفور وشقيقتا نيل، جاين وكيري، من مدينة دونغانون في أيرلندا الشمالية لزيارته هو وشريكة حياته ليندسي، وأطفالهما الثلاثة في مدينة سترافين في اسكتلندا، كل 6 أسابيع تقريباً. واعتادوا تمضية عطلات نهاية الأسبوع الطويلة وأعياد الميلاد المجيدة معاً، وأيضاً العطلات الصيفية معاً.

يقول نيل (39 سنة)، “لقد كانوا جزءاً كبيراً من حياة أطفالي منذ ولادتهم”. فمذ نجت والدته من السرطان قبل بضع سنوات، صار أحفادها محط “تركيزها الرئيس”. بيد أن آخر مرة اجتمعوا فيها معاً كانت في كانون الثاني/ يناير 2020.

وصف نيل الوضع قائلاً، “يفتقد الأطفال حقاً للعائلة [في أيرلندا الشمالية]”. ففي كل مرة يُطلب منهم إعداد بحث مدرسي والكتابة عما يريدون القيام به عندما يتم رفع قيود الإغلاق، يكتب أطفال نيل -رورايد 10 سنوات، وأنغوس 7 سنوات، وميري 5 سنوات- أنهم يريدون زيارة جدتهم.

بينما تتزايد مشاعر الإحباط لدى والدته هي الأخرى بسبب البعد منهم. يقول نيل، “في كل مرة يبدو أن هناك أملاً ولو قليلاً في قرب رفع القيود تبدأ في إرسال روابط على تطبيق واتساب إلى الأماكن التي يُمكننا فيها تمضية العطلات”.

يأمل ميبل وتريفور أنه بمجرد تلقيهما اللقاح والسماح لهما بالسفر، سيستطيعان زيارة أحفادهما مرة أخرى، غير أن الوضع معقد بسبب اختلاف القيود المفروضة في اسكتلندا وأيرلندا الشمالية.

يقول نيل إن “حالة الالتباس وعدم التأكد بشأن هذا الأمر مزعجة حقاً. لقد اعتدنا أن نعتبر السفر على متن قارب أو التحليق بالطائرات أمراً عادياً”.

في كل مرة يُطلب منهم إعداد بحث مدرسي والكتابة عما يريدون القيام به عندما يتم رفع قيود الإغلاق، يكتب أطفال أنهم يريدون زيارة جدتهم.

“أحاول ألا أفكر كم سيطول الوقت إلى أن أتمكن من رؤيتهم مجدداً”.

أعربت نياما (22 سنة) متحدثةً عن والديها، بيتر وبولين، اللذين يعيشان على بعد 4 آلاف ميل تقريباً في ولاية إلينوي بالولايات المتحدة، أنها “اشتاقت إليهما كثيراً”. فقد انتقل والداها إلى هناك للعمل عام 2015 بينما ظلت نياما في مدينة غلاسكو الأسكتلندية للالتحاق بالجامعة.

تقول نياما، التي كانت تعمل في وظائف موقتة منذ تخرجها العام الماضي بعد حصولها على شهادة في اللغة الإنكليزية واللغويات، “من المحزن أن أقول إنني لم ألتقِ بهما منذ أكثر من عام”. فقد كان عيد الميلاد الماضي -الذي صادف مرور عام على آخر لقاء جمعهم- صعباً للغاية. مضيفةً، “لقد كان وقتاً عصيباً مشحوناً بالعواطف بالنسبة إلينا جميعاً. وأحاول ألا أفكر كم سيطول الوقت إلى أن أتمكن من رؤيتهم مجدداً، وبخاصة في ضوء معدل التطعيم البطيء في الولايات المتحدة”.

في حين تتواصل نياما مع والديها على الأقل مرة واحدة في الأسبوع عبر تطبيق سكايب، وثمة بعض أفراد العائلة الآخرين يعيشون بالقرب منها، فقد جعلها البعد عنهما تشعر بالوحدة. تصف ذلك قائلةً، لقد شعرت خلال الإغلاق الأول بالعزلة الشديدة، فقد ذهب كثر من أصدقائها، وأحد شركائها في السكن، إلى منازلهم للبقاء مع عائلاتهم. مضيفةً، “سترون أشياء على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيها الجميع في المنازل التي أمضوا فيها طفولتهم، ويعيشون مع ذويهم ويمرحون مع الحيوانات الأليفة من طفولتهم. كان من المحزن حقاً رؤية ذلك”.

“أحاول ألا أفكر كم سيطول الوقت إلى أن أتمكن من رؤيتهم مجدداً، وبخاصة في ضوء معدل التطعيم البطيء في الولايات المتحدة”.

“تشعر بأن عليك الاختيار بين شريك حياتك وعائلتك”

في المرة الأخيرة التي رأت فيها إيما ماكينزي(31 سنة) عائلتها في أستراليا، لم يكن الشيء الرئيس في أذهانهم هو جائحة فايروس “كورونا”، بل حرائق الغابات المدمرة. كان ذلك في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، وقد سافر الأصدقاء والعائلة إلى خليج بايرون من جميع أنحاء العالم لحضور حفل زفاف إيما على ألبرت الذي صار الآن زوجها. تقول إيما، “لقد كنا في الواقع أكثر قلقاً من أن الناس لن يستطيعوا الوصول إلى أستراليا بسبب الحرائق”.

ولكن بعد مرور أكثر من عام، فإن الشيء الرئيس الذي يمنع إيما، التي تعمل في مجال الاتصالات وتعيش في برلين، من العودة إلى منزلها في مدينة بريزبان الأسترالية هو التكلفة “الباهظة” للرحلات الجوية والحجر الصحي في الفنادق. فقد عرضت عليها الحكومة الأسترالية رحلة جوية للعودة إلى الوطن في بداية الجائحة، ولكنها قررت البقاء في ألمانيا، حيث عاشت لمدة 7 سنوات. ليس لمجرّد أن لديها وظيفة ومنزلاً يجب أخذهما في الاعتبار، بل لأن زوجها ألبرت بصفته مواطناً ألمانياً، لن يتمكن من الذهاب معها.

تقول إيما، “كان يمكن أن أبتعد من زوجي إلى أجل غير مسمى. إلا أنني شعرت في داخلي بأن علي البقاء هنا لأرى كيف تسير الأمور”. لقد كان قراراً صعباً، وهو قرار “ترددت كثيراً بشأنه” منذ ذلك الحين، وبخاصة بعد رؤية مستوى الحرية في أستراليا في الوقت الراهن. مضيفةً “لقد شعرت بالغبطة في بعض الأوقات، فقد كان بإمكاننا أن نحظى بحياة مختلفة خلال العام الماضي- حياة ربما ليست مأساوية بالقدر نفسه”.

–        هذا المقال مترجم عن theguardian.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.