fbpx

“لماذا لا تكونين امرأة صالحة وتزوجين زوجك؟”:
تطبيع مع فقه الذكورية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لا تكتفي النساء الذكوريات بتدمير حياتهنّ، فيتوغلنَ في حياة الأخريات لتقنعهنّ بالطاعة والصبر والصمت، أو تجبرنهنّ من دون منطق على سلوكيات محددة….

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تطل السيدة رقية أبو ستيت على شاشة إحدى الفضائيات المصرية لتنتقد بشراسة مسودة مشروع قانون الأحوال الشخصية مثير الجدل. هي لا تنتقد مواده التي تمنع المرأة غير العزباء من الزواج من دون إذن “الولي”، ولا تهاجم مصادرة حق المرأة في السفر من دون إذن “الولي الشرعي عليها”، بل تهاجم القانون لأنه يفرض غرامة على الزوج في حال تزوج للمرة الثانية من دون إعلام زوجته الأولى. تريد رقية أبو ستيت من المشاهد أنْ يقتنع بأن المشروع المقترح منحاز للنساء انحيازاً أعمى، يحبس الرجل ويهزمه ويحرمه حقوقه وأولاده، ويسحقه كذكر. 

تحاول رقية أبو ستيت أن تقنع المذيع بأن النساء “جبروت يمشي على الأرض”، والقانون الحالي يسمح لهنّ بتدمير الأسرة. تضرب مثلاً بسن الحضانة الذي يسمح للأم بالاحتفاظ بأبنائها، ولا تهاجم ما يشرع له القانون الجديد في حق الزوج بالسفر بأبنائه من دون إذن الأم مما يفتح مجالاً لاختطاف الأبناء من أمهاتهم إلى الأبد، تذكر أن الأم تحصل على حقها “تالت ومتلت” ولا تذكر أن الأب أجبرها وأجبر أبناءه على الوقوف أمام هيئة محكمة، وامتنع عن الإنفاق عليهم. 

كثيرات تفوّقن على الرجال في سِباق الذكورية. 

يندهش المذيع، لم يرَ أحد المقدم المعروف سيد علي مندهشاً إلى هذا الحد من قبل، اندهاشه الأول من أن تدين (وتتجنى) واحدة من النساء الأخريات إلى هذا الحد وتؤكد أن “الآباء متمرمطين آخر مرمطة هم وأهلهم عشان يشوفوا أولادهم”، تحديداً إذا كانت المتحدثة باسم حملة “تمرد سيدات مصر”. 

لعل سيد علي كان يظنّ أن ضيفته ستنصف المرأة وتنتقد القانون لأنه لا يحترمها ما دامت قيادية بـ”تمرد النساء”، لكن ما بدا أن رقية وحملتها، تمرّد على التمرّد!

زلَّ لسان السيدة رقية، حين قالت إنها دخلت المحكمة للمرة الأولى في حياتها، لتقيم دعوى رؤية لحفيدتها. عاجلها المذيع بسؤال: “عندك بنات؟”، ردّت بالنفي، فقال لها: “لو عندك كان كلامك هيبقى عكس كده”.

شرطة قص الشعر

ما مارسته السيدة رقية من الضرب بسوط “الذكورة” بات شائعاً.

تروي السيدة ماجي ميلاد لـ”درج” أنها ركبت عربة السيدات في المترو، وفوجئت بشعرها يتساقط على أكتافها، وامرأة متجهّمة تنظر إليها وتلومها على عدم ارتداء الحجاب. خافت ماجي من أذى أكبر، وصمتت برعب حتى نهاية الرحلة، خوفاً من “داعشيات قصّ الشعر” اللائي يملأن المترو ضجيجاً بعد تكرار حوادث مهاجمة فتيات وقص شعورهن لأنهن غير محجبات.

نساء يؤمنّ بأفكار الذكورة أكثر من الرجال أنفسهم، ويعتبرنَ وكلاءهم في غرف النساء المغلقة. ومطاوعات قصّ الشعر لسنَ في المترو فقط، بل يمتد أثرهنّ إلى البيوت. 

تقف هبة خلف شبَّاك غرفتها، وتدخّن سيجارة. وزوجها يعرف، ويعشق السيجارة التي تشعلها له بشفتيها قبل النوم، تلمحها “حماتها” من بعيد لتقسم على ابنها أنه لا بد أن يعاقبها، كيف تشرب سجائر، وكيف لا تصون هيبته وشرفه وعرضه، وكيف تسمح بأن يراها الجيران من الشرفات وهي تدخّن. لم تردّ هبة، لكن أم زوجها ضيَّقت هامش حريتها إلى الحد الذي لم تعد معه هبة شخصاً كامل الأهلية، وجعلت تدخين السيجارة في مقام الخيانة الزوجية. 

تروي هبه لـ”درج” أنها لم تفاجَأ من حماتها التي بلغت عمراً مثقلاً بالذكورية – في نظرها – لأن حماتها مثال متكرر عن الحماوات اللواتي يصطدنْ زوجات أولادهنّ بالسِهام، ويسحقوهنّ. تخاف هبه أن تصبح – يوماً ما – نسخة من السيدة “رقية” بالسلسلة التي ترتديها وتحمل اسم “تامر” القط السمين، الذي يحكم عقل وقلب الاثنتين، ويربح من حربهما التاريخية.

أين النساء من التاريخ؟

كيف تتغير مقاربة النساء من الضد إلى الضد بهذه السهولة؟ وأنا أبحث عن إجابة على السؤال، أجد من يقول إن التاريخ تاريخ النساء!

غريب! التاريخ يصنعه الرجال، فأغلب من غيَّروا الواقع ذكور، أجرموا وأقاموا مجازر وحفلات دم على جثث الشعوب، تواصلوا مع القتلة ومدّوا أياديهم بالسلاح، وكانت المرأة – حينها – تخدم، وتبقى في البيت، وترضع الأطفال، وتحمل، وتلد، وترعى الماعز، وتغسل الملابس، وتدور حول الرجل، الكعبة التي ترجو عفوها ورضاها وحمايتها. وتداعت عليّ قصص هتلر وستالين وصور السكاكين والمدافع التي كتبت تاريخاً دموياً للشعوب، وطرحت المرأة من كل المعادلات، ولم تمنحها أياً من أوراق اللعب، لأجد أن كثيرات كنَّ طرفاً أساسياً في المأساة، ولاعباً هدَّافاً في صفوف فريق الرجال طوال التاريخ. أحرزت عشرات الأهداف في مرمى بنات جنسها، أو سجلت في مرماها لمصلحة الرجل، فتحولت الأخطاء العابرة إلى مآس تاريخية، والأمثال الشعبية إلى انتهاكات جنسية، ورضا الزوج إلى جرائم بحق الابنة، و”كيد الحموات” إلى ذخيرة حية تفتك بالنساء لحساب الابن “الذي يرفع رأس العائلة”! فهل ظل رأس العائلة مرفوعاً؟ 

يقول بيار بورديو، في كتاب “الهيمنة الذكورية”، إنه “لم يكن من الممكن اضطهاد النساء دون موافقتهنّ”، وأضيف إلى مقولة “بيار” أنه لم يكن ليحدث دون موافقتهنّ ودعمهنّ وذكوريتهنّ، فالذكورية ليست حكراً على الرجال، ويمكن أن نجدَ هنا تعريفاً أعمق للذكورية، فهي ليست أفكار الرجال، إنما مجموعة سلوكيات وآراء وتصورات تبرر هيمنة الرجال على العالم، لم تكتفِ بعضُ النساء بالخضوع لها قهراً، إنما زادت بتشجيع الرجل على تطبيقها والسير في مواكب احتفالاته بسحق الأنثى ورغبتها في الحياة.

بدأ الأمر بتكريس فكرة “رب الأسرة” الذي يمسك بكل الخيوط في يديه، هو القادر على الإنفاق لأنه يحتكر دورة رأس المال، والقادر على الحماية لأنه يحتكر القوة، ويسيطر على جسد المرأة باعتباره “مَفْرَخة بيض”، تنتج له ذكوراً آخرين يكملون مسيرة السلطة المطلقة، بينما تلتزم المرأة بالإنجاب وترقد في الفراش تنتظر الرعاية والحماية.

هكذا فرض الرجل سطوته، ورفعت نساء الراية البيضاء لحجز مكان في الصف الثاني، فحتى وبعضهن يحتج على استسلام النساء لهيمنة الذكور، تضع المرأة نفسها في وضع المنسحقة والخاضعة التي لا حول لها ولا قوة.

إقرأوا أيضاً:

يبدأ الانسحاق بنساء في أزمنة سابقة قبلن مساومة “الحماية مقابل الصمت” ثم تطور الأمر إلى مصلحة متبادلة “الحماية مقابل الدعاية لفقه الرجال”. الممثلة ياسمين صبري مثلاً، التي تعتبر، حين تُسأل عن قضية المرأة، أن “مفيش قضية قوي”. كثيرات تفوّقن على الرجال في سِباق الذكورية. 

دعاء عبد السلام، صحافية مصرية، تدور بين القنوات الفضائية – بشكل شبه يومي – لتنشر رسالتها: “تعدد الزوجات”، وفي كل لقاء تقدم سبباً جديداً لا يضيف مصطلحات وحججاً جديدة لمراجع “الذكورية”، وحسب، إنما يثري الخيال الشعبي الجامح حول “تسليع المرأة”، فتقول إنه لا مشكلة في أن يتزوّج الزوج على زوجته “من باب التغيير”، وتشير إلى أنها دعت زوجها إلى الزواج من أخرى بحجة أنه ذاق التفاح، ومن حقه أن “يجرِّب بقية الفاكهة”.

دعاء ليست وحدها، لكنها النموذج الأكثر صراحة… هناك جحافل جرَّارة من الشابات المنقبات والمحجبات، وذوات الخلفية الإسلامية، اللاتي يخطبن لأزواجهنّ ويطلقن حملات ومبادرات كـ”زوّجي زوجك”، لأن “الشرع حلل له أربع نساء”… وإذا وافقت امرأة واحدة على شيء كالزواج الثاني بنفسٍ راضية وبدأت الترويج له، تفتح باب “التطبيع” الذي يجعل الأمر عادياً بمرور الوقت، فإذا رفضت إحداهنّ أن يتزوّج زوجها يمكن أن يصرخ في وجهها: فلانة زوّجت زوجها، لماذا لا تكونين صالحة مثلها؟ أو لماذا تقفين في وجه سعادتي وكل النساء الآن يخطبنْ لأزواجهن؟

شيء كهذا حدث قديماً، استسلمت النساء، وهبطت الأديان بآياتها وأحاديثها وتقاليدها لتدهس النساء بثقل أوامرها ونواهيها مستغلةً – أو مداعبةً – هوى العرب القدامى بالهيمنة على النساء، باعتبارها إحدى آليات السيطرة والحُكم والشعور بالفحولة والعظمة والسيطرة، لتسوّق نفسها، فأصبح الاستسلام فريضة على المرأة واستغلاله حق للرجل، كما أباحت الثقافة الدينية مِلك اليمين والإماء، فكانت السلطة والمال والقوة في أيدي الرجال، والرجال يريدون نصاً سماوياً يمنحهم القوامة على النساء، وكان لهم ما أرادوا، فأسلم بعضهم. 

الدليل الكامل للكلام بلسان “سي السيد”

الاستسلام للذكورية يمنح المرأة حياة مضمونة، تتحول فيها إلى نصف إنسان، يمارس نصف حياة. تؤدي الأعمال المنزلية وتربي الأولاد ولا ترى الشارع إلا برفقة “سي السيد”، وتعرف أنها ستجد مصروفاً يومياً وشهرياً ولن تجوع هي أو أولادها إلا إذا أصبح زوجها عاطلاً من العمل، وفي بعض المناطق والثقافات، تعتبر المرأة الرجل الذي يطلب منها التفرغ لشؤون البيت وترك العمل، أو عدم العمل من الأساس “رجلاً حقيقياً ومقتدراً” أو بالقول المصري “عايز يستِّتها”، وتفضله على الرجل الذي يترك لها حرية اختيار العمل من عدمه، أو يطلب منها العمل لتشاركه مسؤولياته.

وفي المقابل، يبدأ البحث عن مبررات لما تفرضه النساء الذكوريات، سواء كنّ أمهات أو زوجات أو حموات أو أخوات، فيحوّلن العباءات الإجبارية إلى وسيلة لمنع حوادث الاغتصاب، وإذا وقع الاغتصاب قلنَ: “ما لبستوش عبايات ليه؟”، وواحدة من هؤلاء هي الناشطة مي الخرسيتي، المصرية- الأميركية، التي انتقدت الفتاة المغتصبة في قضية فندق الفيرمونت الشهيرة قائلة: “ايه وداكي برجلك الأوتيل؟”.

وعلى الإيقاع ذاته، تصرح ملكة جمال المغرب، ابتسام مومني، حين هاجمت نساء مصر لرفضهنّ تنظيم حفل لسعد لمجرد، المتهم بالاغتصاب، بقولها: “أنتم مفكرين سعد لمجرد رح ينزل في الحفل يتحرش ببناتكم وهما مثل الرجال”.

هذا النموذج يحمل قائمة أفكار متوارثة ومتداولة وردوداً جاهزة لكل الانتقادات أو الاختلافات، فالختان مثلاً – بالنسبة إليهن– ضروري لإنقاذ الفتاة من شهواتها العنيفة، التي هي بالضرورة “أعنف من شهوة الرجل”، وفق دراسة مؤكدة أجرتها هي وزوجها- الذي يعاني أزمة ما- ليلة أمس، وكأن الشهوة التي خلقها الله فيها فساد لا يجوز أن تشعر به المرأة، وتبرر ضربها بحجة “اكسر للبنت ضلع، يطلع لها أربعة وعشرين”، وتساعد زوجها في إقناع ابنتها القاصر بالزواج “من دون أوراق رسميّة”، وتحكي لها أن خالتها تزوّجت، وهي أصغر منها، وما شاء الله أنجبت وهي في عمرك! 

ثم تقنعها بخرافات حول الاغتصاب الزوجيّ، فلا يجوز أن ترفض البنت طلب زوجها بممارسة الجنس، مهما كانت أسبابها وظروفها الصحية والنفسية، حتى لا تبيت الملائكة تلعنها إلى يوم القيامة، ولا يجوز ألَّا تتجاوب معه حتى لا يهجرها، وإذا خانها، تنهال عليها بالنصائح والطرق والوصفات، التي تعيده إلى البيت مرة أخرى، وتقنعها بأن الخطأ من عندها، فبالتأكيد هي التي قصّرت، ولم تلبسْ له الأحمر والأصفر.

لا تكتفي النساء الذكوريات بتدمير حياتهنّ، فيتوغلنَ في حياة الأخريات لتقنعهنّ بالطاعة والصبر والصمت، أو تجبرنهنّ من دون منطق على سلوكيات محددة. تعترف لي صديقتي بأنها لم تحلق شعرها الزائد في مناطق حساسة حتى تزوّجت، كانت أمها تجبرها على أن يبقى هذا الزغب الطافح على جسدها الناعم حتى لا تزل قدماها في الزنا! 

وإذا حاولت أن تناقش، أو تتحجَّج بأضراره الطبية كي تقصّه أو تقصِّره اعتدت عليها، أو اتهمتها بالرغبة في الفجور، فمعنى أن تزيله – بالنسبة إليها – أنها ستنام مع رجل الليلة. بقيت طويلاً تعاني اعتيادها البقاء بالشعر الزائد، واضطرابات جلدية لم تهدأ حتى الآن.

“عسكري” المنظومة الذكورية

تعرف النساء ضريبة التمرد على النظام الذكوريّ، وما يتبعها من عنف وتشريد وطلاق وعار ربما يلاحقهنّ مدى الحياة، فالمنظومة- بالكامل – التي صاغها الرجال منذ البداية، قبل آلاف السنين، تعتبر المنفَصِلة “مستعملة” و”مفتوحة” و”متروكة” و”مكشوفة”، ومن يلجأ إليها يلاحقه اللوم والغضب والقطيعة من الأسرة وفي مقدمتها الأم، وكأنها “عسكري” المنظومة الذكورية، توفر لها الدعم والحماية سواء كانت أماً للذكر، تمنعه من الارتباط بمنفصِلة، أو أماً للبنت، تمنعها من الانفصال مهما حصل، حتى لو ضربها الزوج، أو أو أهانها، أو هجرها، أو خانها، فـ”الست ملهاش غير بيتها وجوزها”، بحسب القول الشعبي المصري، ثم تدعوها إلى ولادة ابن جديد كي تحسِّن العلاقة الزوجية «يغلبك بالمال، اغلبيه بالعيال”.

وماذا لو كان المولود الجديد بنتاً؟

تروي نوال السعداوي في كتابها «الوجه العاري للمرأة العربية» موقفاً كان– ولا يزال– يحدث داخل بيوت مصرية كثيرة، فالاعتداء الأول على الطفلة- البنت في مجتمعنا العربي هو عدم الترحيب بمجيئها إلى الحياة، وفي بعض الأسر يصل عدم الترحيب إلى الاكتئاب والحزن، وتروي: “رأيت إحدى عمَّاتي تُضرب بكف زوجها لأنها أنجبت البنت الثالثة ولم تنجب ذكراً، وسمعت زوجها يهددها بالطلاق إذا أنجبت المرة المقبلة بنتاً أخرى. ومن شدة كراهية الأب للطفلة كان يسبُّ أمها إذا ما أبدت اهتماماً بها أو حتى أرضعتها حتى تشبعَ. وقد ماتت هذه الطفلة قبل أن تبلغَ الأربعين يوماً، ولا أدري إن ماتت من الإهمال أن الأمَ كتمت أنفاسها لتستريح وتُريح كما يقولون”.

العمة لا تختلف كثيراً عن سيدات الريف، اللائي صرن قاضيات ينفذنْ قضاء الرجال على بناتهنّ، أو سجّانات ينفذن أوامر “سيادة مأمور السجن”. 

ما تفعله “عسكري المنظومة الذكورية” المسؤول عن قهر أهل المنطقة نيابةً عن السلطة، لا يختلف كثيراً عما يفعله المجلس القومي للمرأة في مصر طوال الوقت، يكتم أنفاس النساء ويغرقهنّ في طاعة الرجال “أصحاب القرار” ويتحدث باسمهنّ في المحافل، على رغم أنه لا يرفع إصبعاً للدفاع عنهن.

هل تريد دليلاً؟

حين سقطت فتيات “تيك توك” في قبضة السلطات بتهمة “التعدي على قيم الأسرة المصرية”، وأجري لإحداهنّ “كشف عذرية” قسرياً، انتفض المجلس القومي للمرأة لنشر مجموعة “بوستات”، لإرهاب الفتيات من التعدّي على قيم الأسرة المصرية على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي حتى لا يتعرَّضن للحبس طبقاً لمواد بالقانون المصري، وكأنه أمين شرطة تمنحه الدولة سلطة تأديب أهل منطقته، بينما لم يطالب بالإفراج عن الفتيات أو ينتدب محامية للدفاع عنهنّ، أو يبرز عدم دستورية اتهام “التعدي على قيم الأسرة المصرية” أو حتى يعترض على كشف العذرية، ليعلن صراحة أنه المجلس القومي لحقوق المرأة “الخاضعة” للأسرة المصرية، وقيمها “الذكورية” المفضوحة، واحتفل برسم كاريكاتيري يقول، “صحيح المجلس القومي للمرأة بس الواحدة منهم بميت راجل”، ليعلن صراحة أنه “ذكوريّ” يؤمن بالرجولة كوحدة قياس لجدية وقوة وجودة مواقفه.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.