fbpx

ميشال عون… اسْتَقِل

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ميشال عون، الفعل الصواب الوحيد الذي قد تتوج به مأساة تصدرك حياتنا هو أن تستقيل، وأن تغادر وأن تتركنا لارتطامنا الأخير في قعر الحفرة التي ساقتنا إليك وساقتك إلينا.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

قد يبدو تناول صورة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، وهو مرهق أثناء توجهه الأخير إلى اللبنانيين برسالة متلفزة، فعلاً غير أخلاقي، لكن شيخوخة الرئيس هنا سياسية أيضاً، ذاك أن المهمّة، إذا ما وضعنا جانباً بعدها السياسي والأخلاقي، تحتاج في لبنان إلى بطل بألعاب القوى لشدة صعوبتها، والرئيس اليوم لا يلبي أي بعد من هذه الأبعاد. هو أشبه بعبد العزيز بوتفليقة في أيامه الأخيرة في الجزائر. أي بوتفليقة الرئيس الفاسد الذي يمشي على كرسي متحرك، ويعمل لأقل من ساعة في النهار.


  المأساة صارت هذه المرة عجزاً عن شراء دواء، وصارت معارك ضارية بين رعاياك على أبواب السوبر ماركت، وصارت نفاداً للوقود وللكهرباء، وصار راتب الجندي في الجيش لا يتعدى الثلاثين دولاراً. 


ورئيسنا المرهق لم يعد “أدرينالين” السلطة يسعفه في مهمته على ما يبدو، ونحن، أي رعايا جمهورية الفساد، ارتطمنا بقعر الهاوية منذ انفجار 4 آب/ أغسطس، وها نحن نواصل الارتطام وقد بلغت أشلاؤنا دولاً بعيدة. والرئيس يواصل لعبته على رغم نفاد الـ”أدرينالين”، واللعبة تقضي بأن يطل علينا ويقول إن سعد الحريري هو المسؤول عن الكارثة المتواصلة التي نعيشها!

الأمر يا فخامة الرئيس يحتاج إلى أكثر من وجه شاحب، وإلى خصم مقنع غير سعد الحريري، ذاك أن سعداً لا يكفي لتوظيف مأساتنا في وجهه المنكفئ والمضطرب. المأساة يا فخامة الرئيس صارت كائناً حياً يعيش في بيوت كل اللبنانيين، وكذبة صغيرة ومكشوفة لا تكفي لتحويلها التباساً. المأساة صارت هذه المرة عجزاً عن شراء دواء، وصارت معارك ضارية بين رعاياك على أبواب السوبر ماركت، وصارت نفاداً للوقود وللكهرباء، وصار راتب الجندي في الجيش لا يتعدى الثلاثين دولاراً. 

شحوب وجهك لا يكفي يا فخامة الرئيس لكي نقتنع معك بأن سعد الحريري يقف وحيداً خلف المأساة. كان عليك أن تحترم ذكاءنا، فهذا الأخير هو آخر ما تبقى لنا، بعد انقطاع الـNido والـPanadol، وسعد الذي لم يقنعنا يوماً، لن نقتنع معك بأنه على هذا الشيطان الوحيد في جمهوريتك وجمهورية صهرك الذي سهر على حماية ودائعنا في المصارف من شراهة حاكم المصرف المركزي، الذي لم يسعفه بدفعة أخيرة من الهندسات المالية، فكان أن دخلتَ في حينها إلى مجلس الوزراء وأعلنتَ قرار تجديد الولاية لرياض سلامة بالشراكة مع سعدٍ ومع نبيهٍ ومع حزب الجمهورية والولاية والفقيه.

الرئيس أطل على اللبنانيين لا ليقول لهم إنه بصدد إجراءات للحد من انهيارهم مع عملتهم وكهربائهم ودوائهم، بل ليذكرهم بأن لا حكومة من دون صهره! لا طعام ولا دواء من دون صهره! هذا الفعل لكي يحصل يتطلب قدراً هائلاً من الانفصال، لا يستطيع غير ميشال عون أن يقدم عليه. هو فعل مذهل حقاً، وكاشف لسوية الانهيار المتعاظم. الرئيس ظهر في يوم البؤس ليشرح لنا ظلامة عائلية على اللبنانيين أن يدفعوا ثمنها حياتهم! فهل يعقل أن يُستثنى جبرانه من الحكومة؟ الأمر يفوق بأهميته مخاطر أن يموت المرضى وأن يجوع الرضع وأن تتوقف الحياة.

ثم إن الرئيس المتألم في هذه المتاهة العائلية التي أحدثها سعد الحريري كاشف رعاياه بشفافية لم يسبقه إليها أحد، وهو إذ فعل ذلك، إنما قاده مقدار فداحتها إلى سهولة مفاتحتنا بها. الرئيس مذهول وشاحب وحزين على صهره، والرعايا المتخبطون بالجوع لا يقدّرون الألم الذي يكابده رجل على مشارف التسعين. وسعد، ذاك الغض والفض، لا يستحق التكليف الذي فوضه به نواب الأمة ممن تم تلقيحهم ضد “كورونا” قبل منتخبيهم لكي يواصلوا التشريع ومكافحة الفساد والسهر على مصالح الأمة.

ميشال عون، الفعل الصواب الوحيد الذي قد تتوج به مأساة تصدرك حياتنا هو أن تستقيل، وأن تغادر وأن تتركنا لارتطامنا الأخير في قعر الحفرة التي ساقتنا إليك وساقتك إلينا.     

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 30.03.2024

فصائل مسلّحة في سوريا “توظّف” الأطفال كـ”مقاتلين مياومين”

مئات الأطفال شمال غربي سوريا يعملون كمقاتلين لدى الفصائل المسلحة، بأجور يوميّة يُتَّفق عليها مع زعيم المجموعة، يبلغ "أجر" الطفل المقاتل/ المرابط في اليوم بين 3 و6 دولارات، أما الفصائل المتشددة فتدفع 100 دولار في الشهر.