fbpx

“أبو يائير” يتخبط في فوزه الضئيل

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

خطوط الانقسام تتراكم ولا يبدو أن النظام السياسي الذي استقر على تثبيت صورة نتانياهو، قادر على استيعاب ما تمليه الانقسامات المستجدة. فنحن أمام رئيس حكومة عاجز للمرة الرابعة عن الاستمرار بقيادة الدولة…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في إسرائيل استعصاء أيضاً. رابع انتخابات للكنيست خلال سنتين لم تثمر نصاباً سياسياً يتيح للفائز فيها، وهو بنيامين نتانياهو أن يحكم على نحو مريح، وثمة احتمال كبير أن نشهد الانتخابات الخامسة خلال أشهر قليلة. ويؤشر المشهد في إسرائيل إلى عوائق كثيرة تحول دون إنتاج سلطة منسجمة. ففي العقد الأخير تغيرت إسرائيل على نحو كبير. خلط هائل للأوراق ولخطوط الانقسام جعل من انعقاد سلطة أمراً بالغ الصعوبة. وهنا طبعاً لا نتحدث عن مخاطر تواجه الدولة، لكننا نشير إلى صعوبات سياسية ناجمة عن انقلاب كبير شهدته تلك الدولة. فنحن حيال دولة بالغة الحداثة لجهة نظامها السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري، وفي الوقت نفسه أمام بنية اجتماعية وسكانية غرائبية. والانتخاب بوصفه فرصة لنقل خطوط الانقسام الاجتماعي والقومي والديني إلى مؤسسات الدولة، هو بهذا المعنى نقل للاستعصاء إلى دوائر القرار.

شهدنا في العقد الأخير نهاية زمن اليسار الإسرائيلي، أي “حزب العمل”، الذي كان وراء قيام الدولة، وقبله بعقد شهدنا تغيراً ديموغرافياً هائلاً تمثل باستقدام اليهود الروس الذين شكلت أعدادهم أكثر من 15 في المئة من السكان! وإذا أضفنا لهذين التغيرين حقيقة ديموغرافية لطالما سابقت إسرائيل نفسها بسببها، وهي بلوغ الناخبين العرب نحو 20 في المئة من عدد الناخبين الإسرائيليين، فتصبح مؤشرات التغير طاغية على أي تفسير قد تحفه وقائع راهنة أكثر. 

أما الكتلة العربية الناخبة والمنتخبة، فقد نالها من مشهد التحول حصة ليست قليلة، فالقائمة الموحدة التي تضم إسلاميين تحولت إلى مادة تجاذب بين أطراف التحالف اليميني الذي يضم إضافة إلى “الليكود” جماعات تصفها الصحافة الإسرائيلية بـ”الفاشية”.

والوقائع الراهنة اليوم تتمثل في أن بنيامين نتانياهو على رغم تخبطه بصعوبات التأليف، صار حقيقة ثابتة في المشهد الإسرائيلي. اليميني غير المعتدل، والذي يواجه اتهامات بالفساد، والمنتمي إلى جيل من زعماء العالم الشعبويين الذين وجدوا بدونالد ترامب صدى لمزاعمهم ولخطبهم، فلم يتورعوا عن السير بركب لغته، وتوجهوا إلى مُخاطَبيهم بأدنى من يملكون لناحية ذكاء العبارة، فصار نتانياهو “أبو يائير” وصار “صانع سلام” وصانع مستقبل، وصارت أبو ظبي واحة للديموقراطية. 

هذه هي إسرائيل اليوم، والمعسكر المنافس لنتانياهو فيها لم تجد الصحافة الإسرائيلية اسماً له سوى “المعسكر المناوئ لنتانياهو”، أحياناً من يساره وغالباً من يمينه. أما الكتلة العربية الناخبة والمنتخبة، فقد نالها من مشهد التحول حصة ليست قليلة، فالقائمة الموحدة التي تضم إسلاميين تحولت إلى مادة تجاذب بين أطراف التحالف اليميني الذي يضم إضافة إلى “الليكود” جماعات تصفها الصحافة الإسرائيلية بـ”الفاشية”، بينما تراجعت حصة القائمة العربية المشتركة على رغم محافظتها على نسبة الحسم.

والحال أن مراوحة تل أبيب بين الاستعصاء السياسي وبين مواصلة الدولة العميقة مهماتها، لا سيما العسكرية والأمنية، ولكن أيضاً الديبلوماسية والاقتصادية والصحية، تجعل من النظر إلى تعثر النصاب الانتخابي مختلفاً عن أشكال التعثر التي تواجهها الدول المجاورة وغير المجاورة. لكن ذلك لا يقلل من أهمية ما تشهده تلك التجربة. فخطوط الانقسام تتراكم ولا يبدو أن النظام السياسي الذي استقر على تثبيت صورة نتانياهو، قادر على استيعاب ما تمليه الانقسامات المستجدة. فنحن أمام رئيس حكومة عاجز للمرة الرابعة عن الاستمرار بقيادة الدولة، ومجبر على حل الكنيست في محاولة لإنتاج معادلة تتيح له الحكم. الأحزاب الدينية تخنقه من يمينه، والعرب والعمل وميريتس يحاصرونه من يساره. النخب الأشكنازية المدينية تحتقره، والجماعات السفاردية التي يتكئ عليها تخنقه بشروطها. 

أما احتمالات جولة انتخابات خامسة، فمن غير المؤكد أنها ستفضي إلى تغيير المعادلة، ومن المرجح أن يواصل الناخب انكفاءه إما عن التصويت، أو عن إعطاء “أبو يائير” تفويضاً مختلفاً.    

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.